خطف وقتل على أيدي معارضين مسلحين وتنظيمات متطرفة

خطف وقتل على أيدي معارضين مسلحين وتنظيمات متطرفة

بعد أيام من اختفاء مربية اللغة العربية “سوزان دير كريكور” 60 عاماً من قريتها “اليعقوبية” بريف إدلب الغربي الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة المصنفة في لوائح الإرهاب العالمي، عثر الأهالي على جثة سوزان من أتباع الديانة المسيحية مرمية في حقلها مقتولة بوحشية وعليها آثارتعذيب بعد اغتصابها لساعات من قبل مسلحي جبهة النصرة ورجمها حتى الموت وفقاً للطبابة الشرعية.

ونددت الصحفية “بيانكا ماضية”مسؤولة القسم الثقافي في جريدة “الجماهير” في مدينة حلب بالجريمة البشعة، وقالت عبر صفحتها على الفيس بوك: “يوم الثلاثاء 9 تموز، تم الكشف عن الجريمة البشعة خلال اللقاء الأسبوعي لبعض نساء اليعقوبيّة في الكنيسة الأرمنية، هناك حيث افتقدن وجود سوزان معهن في الاجتماع؛ كما أن غيابها أقلق كاهن القرية فقام بإرسال أبناء الرعية للبحث عنها إلى أن وجدوها مُلقاة على أرضِ حقلها بمفردها. كتبت إحدى الصفحات في موقع التواصل أنه وفقاً للطبابة الشرعية فإن دير كريكور تعرضت للاعتداء وتم قتلها رجماً بالحجارة بعد تعذيبها”.

وقالت الناجية الإيزدية “شريهان رشو” 20 عاماً التي خُطفت من شنكال في الثالث من آب\أغسطس 2014 على يد مسلحي تنظيم داعش بأنها بيعت بين أسواق الموصل والرقة وانتهى بها المطاف في سوق النخاسة الذي تديره جبهة النصرة في أحد سجون مدينة إدلب بعد بيعها لتاجر عبيد من الجبهة في مدينة الرقة والذي اقتادها عبر الريف الحموي إلى إدلب.

رشو التي تحررت قبل حوالي 8 شهور عبر شبكة مهربي البشر مقابل مبلغ 18 ألف دولار وصفت السجن بالجحيم مشيرةً إلى اكتظاظه بعشرات المسيحيات والعلويات السوريات والإيزديات العراقيات اللواتي كن يُبعن في السجن كجواري وسبايا لمقاتلي التنظيمات المتشددة في مناطق المعارضة السورية بآلاف الدولارات.

من جانبه أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (وهي مجموعة رصد مركزها بريطانية) إلى استمرار عمليات الخطف ضمن مناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب والأرياف المتصلة. ورصد في 18 من الشهر الجاري عن عملية اختطاف تاجر في بلدة سلقين من قبل مجهولين من مزرعته في محيط البلدة واقتياده إلى جهة مجهولة.

وشهدت محافظة إدلب تصاعداً كبيراً في عمليات الخطف والتصفية والاعتقال بشكل واضح، على يد هيئة تحرير الشام أو أفراد مجهولين، ووفقاً لنشطاء فإن الهيئة تقوم بعمليات اعتقال وخطف بحق العديد من المدنيين بينهم أطباء وعاملون في المجال الإنساني. وسجل نشطاء في أواخر العام الماضي أبرز تلك العمليات منها تصفية “مروان حمادي الحمود” من أبناء قرية مجليا في جبل الزاوية بريف محافظة إدلب الجنوبي، بعد خطفه من معصرة الزيتون الخاصة به، وعجز ذويه عن دفع الفدية المالية المطلوبة.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان في تقريرها لـ2018 “هيئة تحرير الشام”، وهي جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في إدلب، بتنفيذها اعتقالات تعسفية وعمليات اختطاف استهدفت معارضين سياسيين محليين وصحفيين، حيث عُثر قبل عام على طبيب من مدينة إدلب يكنى بـ “محمود المطلق” مكبلاً ومرمياً على طريق أريحا–جسر الشغور، وهو في حالة صحية سيئة جداً نتيجة التعذيب الذي تلقاه “المطلق” من قبل خاطفيه بعد دفع ذويه فدية تقدر بـ 120 ألف دولارأمريكي. وكان “المطلق” قد اختُطف من قبل هيئة تحرير الشام، تحت قيادة “أبو مالك التلي” التي تضم عناصر الهيئة المنحدرين من دمشق وريفها بما فيها سرايا داريا.

ومنذ السيطرة التركية على المنطقة بشكل كامل في الـ 19 من آذار/مارس من العام الفائت 2018، قدّر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في 21 تموز بأن عددالمعتقلين والمختطفين المدنيين يصل لحوالى 2090 لدى القوات المدعومة من تركيا في منطقة عفرين.

وأكد المرصد أن فصائل عملية “غصن الزيتون” تعمد إلى إرسال مقاطع صوتية أو أشرطة مصورة إلى ذوي المختطفين وفرض مبالغ مالية دون مساومة تصل أحياناً لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية، مع تهديد بتصفية ذويهم في حال لم يجر دفع المبلغ المطلوب.

وعن تجربة خطفه، يتحدث “شاهين سعيد” 38 عاماً (المنحدر من قرية “جنديرس” في ريف مدينة عفرين) والذي تمكن من الهرب من قريته قبل ستة أشهر ليستقر في مدينة ” القامشلي” شمال شرق سوريا: “خطفني فصيل أحرار الشرقية قبل عام أثناء حصادي لمحصول الزيتون من بستاني، وهددوا عائلتي ووالدي بقطع رأسي إن لم يدفعوا لهم مبلغ 10آلاف دولار، وسرقوا محصولي وبستاني وسيارتي من نوع “بيك آب”،  وبعد شهر أفرجوا عني بعد أن دفعت عائلتي الفدية، وطيلة فترة اختطافي كانوا يعذبونني ويضربونني لأني مواطن كردي”. وأضاف: “يخطف حوالى تسعين فصيلاً عسكرياً تابعاً لحكومة الائتلاف السوري المعارض والموالي لتركيا بشكل يومي المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم شمال غرب سوريا، ويقتلونهم ويتاجرون بأعضائهم وتلك الفصائل هي متشددة مثل تنظيم داعش.”

واتهمت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في بيان نشرته في 2 تموز الجاري على صفحتها على الفيس بوك أن بعضاً من مُهجري الغوطة  في عفرين وبالتنسيق مع فصائل فيلق الشام خطفوا “شيخو قنبر” المنحدر من قرية “شيخ محمدلي” منذ 15 حزيران ولازال مصيره مجهولاً الى اليوم. وقال بيان المنظمة: “إن الشرطة المدنية والعناصر المسلحة التابعة للجبهة الشامية التابع للمعارضة السورية المسلحة  قاموا بتاريخ 30 حزيران بمداهمة المنازل في بلدة ’معبطلي‘ وقريتي ’قنطرة‘ و’حسه ميركان‘ وكسروا الأبواب وخلعوا النوافذ وسرقوا الأموال النقدية أثناء تفتيش بيوت المدنيين الأكراد وخطفوا 150 مدنياً بتهمة الانتماء للوحدات الكردية.”

وناشد الناطق الرسمي بمنظمة حقوق الإنسان “إبراهيم شيخو” في 2 حزيران الجهات المعنية من المنظمات الدولية والحقوقية والأمم المتحدة بالضغط على تركيا ومسلحيها لوقف الانتهاكات والمجازر بحق أهالي عفرين والانسحاب فوراً من مدينة عفرين وإحالة مرتكبي هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية المختصة، وفتح الطريق أمام الأهالي المهجرين للعودة إلى أراضيهم وبيوتهم واسترجاع ممتلكاتهم وأرزاقهم.

ومن جانبها أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن داعش توغل في 25 يوليو/تموز، من العام الماضي في محافظة السويداء، وقتل 200 شخص واختطف 27 آخرين على الأقل، وأعدم أحد الرهائن في أغسطس/آب.

وقال (رئيس مطرانية الأرمن الكاثوليك في الجزيرة والفرات) المطران “انترانيك هارويتون ايفازيان” في مؤتمر عقده في  مبنى هيئة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في نيسان 2019 أن أهالي المخطوفين في الغوطة بدمشق كانوا بانتظار أن يحرر فصيل “جيش الإسلام ” حوالى 5000 من المدنيين الذين خطفهم  لكنه سمح بمغادرة 200 شخص فقط، وقام بقتل البقية.

وعن عدد المختطفين من الطائفة المسيحية لدى التنظيمات المتشددة قال المطران: “لا نملك إحصائيات دقيقة حول أعدادهم فكان لنا مختطفون في مدن “منبج والرقة وديرالزور وباغوز حين كانت تسيطر عليها داعش، مات بعضهم جوعاً في مدينة دير الزور ودفناهم في فناء بعض البيوت وقتل داعش العديد منهم”.

وعن واقع الخطف في المناطق الكردية، شاركت “سوسن مصطفى” (شابة عشرينية من مدينة “كوباني”) آمالها بأن تحصل على معلومات عن والدها الذي خطفه تنظيم داعش أثناء احتلال مدينة كوباني في 2014. وقالت “مصطفى”: “نُطالب الإدارة الذاتية والتحالف الدولي البحث عن المفقودين سواء كانوا أحياء أو أمواتاً ومحاسبة المجرمين”.

وتحدث هشام حسين محمود، وهو من مطلقي حملة “نريد معتقلينا”  لمصادر إعلامية أن شقيقه “فرهاد” اختطف منذ شباط 2014، وأضاف أن الهدف الأساسي من الحملة هو توجيه نداء للمجتمع الدولي والأمم المتحدة وقوات التحالف الدولي للمساعدة وتقديم أية معلومات يمكنهم الحصول عليها فيما يتعلق بمصير مئات الشبان المعتقلين ممن خطفهم داعش. وأشار إلى أن الحملة أطلقت منذ ثلاث سنوات تقريباً، إلا أنه تم تفعيل العمل بها مع هزيمة تنظيم داعش في سوريا.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن تنظيم داعش احتجز بتاريخ 29 مايو/أيار عام 2014 حوالي 250 من الطلاب الأكراد، أثناء عودتهم من مدينة حلب إلى كوباني بعد امتحانات المدارس المتوسطة. وأطلق تنظيم داعش سراح جميع الفتيات، وعددهم حوالي 100، في غضون ساعات قليلة، لكنه أبقى على 153 من الصبية في مدرسة في بلدة منبج، التي تقع على بعد 55 كيلومتراً جنوب غرب كوباني. وأشارت المنظمة إلى أن مصير آلاف الأشخاص الذين اختطفهم التنظيم في شرق سوريا قبل أن يخسر المنطقة غير معروف، مع قليل من الجهود من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للكشف عن مكانهم.

وعن عمليات البحث عن المفقودين لدى تنظيم داعش، قال “شيار فرهاد” (مقاتل في قوات سوريا الديمقراطية) بأن التنظيم كانت لديه سجون سرية معظمها كانت داخل أنفاق تحت الأرض في منبج وديرالزور والرقة والطبقة والباغوز وغيرها، احتجز فيها مئات الرهائن؛ لكن الكثير من تلك السجون لازالت مخفية ولا نملك معلومات عن أماكنها.” وأضاف: “قتل التنظيم المتشدد آلاف المحتجزين لديه ودفنهم في مقابر جماعية  في المدن التي سيطر عليها في سوريا والعراق.” وأوضح “فرهاد” أنه تم العثور في شهر شباط الماضي في بلدة الباغوز على مقبرة جماعية لجثث كانت رؤوس معظمها مقطوعة. والشهر الفائت تم اكتشاف سجن سري كان يستخدمه تنظيم “الدولة الإسلامية” كمعتقل في قبو بناء ببلدة “الشعفة” في ريف دير الزور الشرقي كان بداخله 50 جثة متفسخة بسبب الرطوبة لم تعرف هوياتهم إلى الآن.

وعثر في 3 تموز الجاري على مقبرة جماعية  في مدينة الرقة تضم  مئتي جثة، ويعتقد ياسر الخميس (مسؤول فريق الاستجابة الأولية في الرقة) أنها لضحايا إعدامات تنظيم “الدولة الإسلامية.” وأوضح ياسر (الذي قام بالإشراف على انتشال الجثث) لمصادر إعلامية أن الجثث  كانت مهشمة الأعضاء في منطقة الظهر والرأس. وتعود بعض هذه الجثث لنساء تعرضن للرجم، ووجدت بعض الجثث مقطوعة الرؤوس أو مكبلة اليدين مرتدية “البدلة البرتقالية” (التي كان يجبر التنظيم رهائنه على ارتدائها قبل الإعدام). أما بعض الجثث فبدا أنها قُتلت بطلق ناري بالرأس من الجهة الأمامية، وهي الطريقة التي كان ينفذ فيها تنظيم داعش الإعدامات الميدانية بحق الأسرى لديه. ووصل عدد الجثث المنتشلة حتى كانون الثاني 2019، من كامل مدينة  الرقة إلى3310 جثث تعرف الأهالي على 550 منها لتسلم لذويها.

وأصدرت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” نداءً عاماً للحصول على معلومات بشأن مكان ثلاثة من موظفيها في المجال الإنساني اختطفهم تنظيم “الدولة الإسلامية” (“داعش”) في سوريا عام 2013، انضمت اللجنة إلى مئات العائلات في سوريا التي ما تزال تسعى إلى معرفة مصير أحبائها المفقودين.

وحول ملف المختطفين السوريين لدى التنظيمات المتشددة صرحت الناشطة في مجال حقوق الإنسان رنا هباش الأحمدي: “يعتبر ملف المفقودين السوريين لدى التنظيمات المسلحة المتشددة التي سيطرت على كثير من المدن السورية من أبرز الملفات الكارثية التي خلفتها الحرب السورية وما رافقتها من موجات نزوح وانتهاك لحقوق الإنسان، إذ لم يعرف مصير غالبية هؤلاء المفقودين، ولم يفرج عن الكثير منهم لغاية هذه اللحظة وسط تخاذل المجتمع الدولي عن أداء دوره في مساندة المدنيين العزل ضحايا الحروب التي عصفت بالمنطقة منذ ثورات الربيع العربي”.

الإيزيديون الفارون من داعش أشلاء مزقتها الحروب

الإيزيديون الفارون من داعش أشلاء مزقتها الحروب

عبر سواتر ترابية متعرجة بناها الجيش العراقي، عبرت قوافل الإيزيديين الناجين من تنظيم داعش من نقطة الخاتونية على الحدود السورية إلى منفذ الفاوغير الرسمي على الجانب العراقي، بعد أسابيع من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الباغوز وطرد التنظيم المتطرف من شرقي دير الزور. تستغرق رحلة الهاربين ساعات عدّة يسيرون فيها تحت هدير طائرات التحالف الجوي، محاولين تفادي الإصابة بالطلقات النارية والشظايا والألغام في مغامرة الهروب من جحيم المعارك الدائرة في آخر جيب  للتنظيم في منطقة وادي الفرات.

يتحمل كثيرون في اليوم الواحد مشقة هذا الطريق الذي تزداد صعوبته على الجرحى والمصابين، ففي السابع من شهر آذار فقط اضطرت 27 امرأة وطفل للوصول للفاو سالكين الطريق الوعر المؤدي إلى الجانب العراقي مشياً على الاقدام، وذلك بعد رفض الحكومة العراقية إدخالهم في سيارات خصصها البيت الإيزيدي في مدينة عامودا، أما بقية الرحلة فتتضمن وصولهم إلى أقرب نقطة للمعبر، حيث ينتظرهم من تبقى لهم من عوائلهم ليتوجهوا بعدها إلى خانصورشرق شنكال ومنها الى مخيمات النزوح  في مدينة دهوك بكردستان العراق.

وتغلق الحكومة العراقية المنفذ الحدودي الوحيد لعبور الناجين الإيزديين  بين وقت وآخر، مانعة الضحايا الهاربين من العودة لبلادهم، وهوماوصفه زياد رستم المتحدث باسم البيت الإيزيدي بالموقف المخيب للآمال والمخزيمشيراً إلى أن الجانب العراقي رفض استقبال مواطنيه الإيزديين وأجبرهم على العودة للبيت الإيزدي، إلى أن تسمح إدارة الساتر بمرورهم كما حصل أواخر آذار/مارس الماضي.

وكشف رستم عن تسليمهم 129 مختطفاً إيزيدياً لمجلس شنكال، ليصبح عدد المختطفين الإيزيدين المحررين 327 منذ إطلاق سوريا الديمقراطية حملتها العسكريةعاصفة الجزيرة في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بدعم جوي ولوجستي من التحالف الدولي بهدف طرد تنظيم الدولة من مناطق سيطرته بريف مدينة البوكمال الواقعة علي الحدود السورية العراقية.

وكان التنظيم الإرهابي اجتاح منطقة شنكال الجبلية الواقعة شمال غرب العراق وهي الموطن الأصلي للإيزديين، وارتكب بحقهم مجزرة راح ضحيتها الآلاف حيث أعلن المجلس الإيزيدي الأعلىفي آب/أغسطس عام 2016، عن مقتل 10 آلاف شخص واغتصاب 6 آلاف امرأة وفتاة في سوريا والعراق على يد التنظيم، فيما تم تجنيد الصبيان الذين تجاوزوا سن السابعة للقتال كجزء من داعش تحت اسم أشبال الخلافة“.

وكشف مكتب إنقاذ المخطوفين عن تحرير ٣٤٥١ إيزيديا فيما يزال  مصير 2966 آخرين مجهولاً حتى الآن.

المختطفون الإيزديون في مناطق المعارضة

وتحدث الناشط الإيزيدي علي الخانصوري عن نقل مسلحين منشقين عن داعش لعشرات النساء والأطفال الإيزديين الى مناطق المعارضة السورية، لبيعهم في أسواق النخاسة في الشمال وحتى إلى تركيا بمبالغ طائلة.

و غالبية المنشقين من التنظيم هم عراقيون وتركمان من مناطق الموصل والفلوجة ممن انضموا للتنظيمات المتشددة، وفي مقدمتها جبهة النصرة وأحرار الشرقية وأحرار الشام بحسب الخنصوري.

وقال الناشط الإيزيدي المنحدر من شنكالتم تحرير عدد من النساء والأطفال الإيزديين من إدلب  وجرابلس والباب، إذ يتخذ التنظيم من المختطفين دروعاً بشرية كما حصل في معارك الباغوز وقتله لخمسين إيزدية، كما جند داعش الأطفال الذكور في معسكرات أشبال الخلافة وأجبرهم على القتال إلى جانبه في الجبهات فقتل العديد منهم، كما أجبر الباقين على تنفيذ عمليات انتحارية ضد من اعتبرهم التنظيم من أعداء الدولة“.

وعن الأطفال الإيزيدين العائدين، يشير الخانصوري إلى أن غالبيتهم  نسوا لغتهم الأم الكرمانجية وأصبحوا يتقنون لغة من استعبدهم من الدواعش، فبعضهم يتحدث الإنكليزية أو الفرنسية والتركية إضافة الى اللهجات العربية المختلفة كالتونسية والسورية والمصرية.

السعوديون هم الأنشط في سوق النخاسة

تصدر السعوديون قائمة الرجال المشترين للإيزديات في دولة الخلافة، إذ لا يكتفي المجاهد السعودي بشراء إيزدية واحدة او اثنتين، فغالبا كان يبيعهن، حين يمل منهن ليعود ليشتري أخريات، بحسب أبو شجاع دنايي، وهو من المناضلين المعروفين في المنطقة بإنقاذ الإيزديين فيما يحل الليبيون والتونسيون في الدرجة الثانية، ليأتي بعدهم المصريون والمهاجرون القادمون من أوربا الشرقية وأمريكا وفرنسا وروسيا والصين.

ويشير أبو شجاع إلى أن أرقام الشراء تجاوزت آلاف الدولارات لا سيما للعذراوات والصغيرات في السن، وكانت صورهن تعرض وهن شبه عاريات في أسواق النخاسة التي غالبا ما كانت إلكترونية وعبر تطبيقات الواتس اب والتليغرام وغيرها، وأضاف :” الجميلات كن يهدين للأمراء في التنظيم، ومن خلال دخولنا لتلك الأسواق كنا نشتري بمبالغ طائلة بناتنا ونساءنا وأطفالنا  لتحريرهم من نير الاستعباد الذي تعرضن له“.

ويشير جاسم محمد الباحث في قضايا الإرهاب إلى أن النساء احتليّن جزءاً بارزاً من اهتمام الجماعات الجهادية كداعش والقاعدة، إذ تم استغلالهن بصورة سلبية وبشعة، فهن مادة أساسية في خطابه الإعلامي، وفي كل مرة يضع داعش تحرير النساء شرطا في تبادل الرهائن لاستقطاب مزيد من الأنصار والمقاتلين، وهذا يمثل استراتيجية التنظيم بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وخرق النسيج الاجتماعي وتهجين المنطقة وتصنيفها على أساس الدين والمذهب، كما حدث في شنكال عقب اجتياحه لمدينة الموصل في يوينو 2014″.

ندوب نفسية

أدت هذه الأهوال التي عاشتها الإيزيديات الناجيات لإصابتهن بمشاكل  جسدية ونفسية حادّة كالصدمة والاكتئاب الحاد إلى درجة الشروع بالانتحار، بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية الذي نشر في 23 ديسمبر 2014 حتى إن بعضهن حاولن الانتحار خلال وجودهن في مركز طبي بمدينة دهوك بإقليم كردستان العراق المخصص لرعاية الناجيات من داعش.

مديرة المركز نغم نوزت وصفت لمصادر إعلامية حالة الناجيات بالـصعبةبسبب ظروفهن المعيشية في مخيمات النازحين والتي لا تساعد على تحسنهن وتجاوز الأزمة النفسية التي لحقت بهن جراء ما تعرضن له من قبل مقاتلي داعش.

وأصدرت الأمم المتحدة تقريراً في حزيران/ يونيو 2017 أشارت فيه إلى أن تنظيم داعش يسعى إلى محو الإيزيدين من خلال عمليات القتل والاستعباد والعبودية الجنسية والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة“.

وفي منتصف آذار/مارس الماضي تم الكشف عن 71 مقبرة جماعية في قضاء شنكال تعود لضحايا إيزيديين قتلهم تنظيم داعش إبان سيطرته على المدينة عام 2014.

وحضر مراسيم كشف هذه المقابر مسؤولون من الأمم المتحدة وممثلون عن الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كوردستان، فضلاً عن حضور المئات من ذوي الضحايا، وانتشل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) رفات الضحايا في قرية كوجو التابعة لمدينة شنكال (سنجار).

وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق يوناميفي بيانها “:تشير الدلائل إلى أن المئات من سكان كوجو رجال وفتيان بسن المراهقة ونساء ينظر إليهن ممن فاتهن سن الإنجاب قُتلوا على يد مقاتلي داعش في شهر أب/أغسطس عام 2014، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل“.

ديانة توحيدية

ويقدر عدد الإيزيديين في العالم بأكثر من مليون إيزيدي يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق، حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيما يتوزع الباقون في سوريا وإيران وتركيا وأرمينيا وجورجيا وأذربيجان وأوربا، ويعتبر معبد لالش نوراني في كردستان العراق من أقدس الأماكن لديهم.

ويرجع الباحث في الشؤون الإيزيدية سالم الرشيداني تاريخ الديانة الإيزيدية، إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، فهي واحدة من أقدم ديانات الشرق القديمة مشيراً إلى أن الإيزديين أول من عبدوا الله. ” بحسب قوله

وأتباع الديانة الإيزيديةموحدون يواجهون الشمس في صلواتهم، ويؤمنون بأنه لا صلة بين المخلوق والخالق، لذلك لا يؤمنون بالأنبياء، وليس لهم نبيّ مُتّبع مثلما في الديانات الإبراهيمية، لكنهم يؤمنون في تناسخ الأرواح وأن الروح أزلية لا تموت ولا تتلاشى وإنما تنتقل بين الأجيال المتعاقبة، كما أنهم يُقدّسون المتصوفة، وتعتبر عين زمزم في لالش نوراني من الأماكن المقدسة لديهم، ويصوم الإيزيديون أربعين يوما في السنة بدايةً من شهر يناير/كانون الثاني .

سوريا في أسبوع 2 – 8 نيسان/ابريل 2019

سوريا في أسبوع 2 – 8 نيسان/ابريل 2019

هدر السيادة: روسيا تكافئ نتنياهو

رويترز وعنب بلدي

3-4 نيسان/أبريل

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن قوات روسية خاصة في سوريا عثرت على رفات جندي إسرائيلي مولود في الولايات المتحدة كان في عداد المفقودين منذ عام 1982. ونسب إليه القول “حدد جنودنا مع الشركاء السوريين مكان مرقده الأخير. نحن سعداء للغاية لأنهم سيتمكنون من منحه التكريم العسكري اللازم في وطنه”. وأضاف بوتين، “روسيا عثرت على جثة الجندي بالتنسيق مع الجيش السوري، وإن جنودنا جلبوه إلى إسرائيل.

وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن النظام السوري لا علم له بموضوع تسليم رفات الجندي الإسرائيلي، زيخاري باومل لإسرائيل. وأضافت الوكالة نقلًا عن مصدر إعلامي أنه “لا علم لسورية بموضوع رفات الجندي الإسرائيلي، وإن ما جرى هو دليل جديد يؤكد تعاون المجموعات الإرهابية مع الموساد”.

وأعلن اختفاء زخاري باومل، الذي كان يبلغ من العمر 21 عاماً عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب. وفي كلمة خلال محادثات مع نتنياهو في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله إن مهمة العثور على رفات الجندي كانت شاقة.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن إسرائيلاستعادت رفات جندي من أصل أمريكي مفقود منذ معركة بالدبابات ضد القوات السورية عام 1982.

هدر السيادة: استخفاف ترامب بحقوقنا

رويترز

 7 نيسان/أبريل

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت إنه اتخذ القرار المثير للجدال بالاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1981 بعد تلقيه درساً سريعاً في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف.

وقال ترامب أمام تجمع الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيجاس إنه اتخذ هذا القرار السريع خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط ومن بينهم ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل وصهره جاريد كوشنر.

وأضاف ترامب وسط ضحك من الحاضرين بلاس فيجاس “قلت أيها الزملاء اسدوا لي معروفاً. حدثوني قليلاً عن التاريخ بشكل سريع. تعرفون لدي أمور كثيرة أعمل بشأنها: الصين وكوريا الشمالية”.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب الشهر الماضي. ووقع ترامب خلال اجتماعهما في 25 مارس آذار على إعلان باعتراف الولايات بالجولان أرضاً إسرائيلية في تخل مستفز عن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين. وكان ترامب قد أعلن هذه الخطوة قبل ذلك بأيام على تويتر وفُسرت على نطاق واسع على أنها محاولة لتعزيز نتنياهو الذي يخوض انتخابات في التاسع من أبريل نيسان للفوز بفترة جديدة.

وقال ترامب يوم السبت إنه اتخذ قراره بشكل سريع وأضاف “نتخذ قرارات سريعة. ونتخذ قرارات سليمة”.

معاناة الأطفال ما بعد داعش

رويترز

 7 نيسان/أبريل

يعاني الأطفال في مخيم الهول من سوء التغذية وعدم اكتمال النمو وكسور في الأرجل، بحسب سجلات الطواقم الطبية في المخيم لأطفال رضع نُقلوا من ساحة المعركة إلى العيادة المكتظة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

وتمتلئ المقرات الصحية بصبية في سن المراهقة فقدوا بعض أطرافهم ونساء مصابات بشظايا وبطلقات نارية. ويعاني العاملون في المجال الطبي جراء نزوح أكثر من 60 ألف شخص من الباغوز المعقل الأخير لتنظيم داعش في شرق سوريا لمجاراة سيل المحتاجين للرعاية الطبية في المخيم.

وتقول جماعات المساعدات الإنسانية إن العشرات وخاصة من الأطفال ماتوا في الرحلة التي يبلغ طولها 240 كيلومتراً إلى مخيم الهول أو عقب وصولهم إليه.

وراحت أعداد لا حصر لها ضحية القصف المكثف والقتال الذي استهدف إخراج مقاتلي التنظيم كما أصيبت أعداد أكبر بجروح، وكان من بين المصابين زوجات للمقاتلين وأطفالهن وأنصار التنظيم ومدنيون محاصرون في الباغوز.

تبادل للقصف في إدلب

رويترز

 6-7 نيسان/أبريل

وردت أنباء يوم الأحد عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في قصف متبادل بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، مما يزيد الضغط على اتفاق وقف إطلاق النار بالمنطقة الذي توسطت فيه روسيا وتركيا. ويواجه الاتفاق مصاعب في الأسابيع القليلة الماضية. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 شخصا قتلوا في الأيام الخمسة الأخيرة فقط، وأن معظمهم سقط نتيجة للقصف الحكومي لمناطق المعارضة.

في غضون ذلك قالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن خمسة أشخاص قتلوا في بلدة مصياف الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وأشار وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان يوم السبت “بقلق متزايد إلى تصاعد النشاط العسكري السوري في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية” وفقا لما جاء في بيان صدر بعد اجتماع لمجموعة الدول السبع.

ونشرت تركيا قوات في إدلب بموجب اتفاق مع روسيا وإيران. ويتمتع مقاتلون من جماعة تحرير الشام المتشددة بنفوذ في المنطقة.

وتقول الأمم المتحدة إن إدلب والمناطق المجاورة تؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم نزحوا إليها من أجزاء أخرى في سوريا بسبب الحرب.

مصير المتشددين!

رويترز

 5نيسان/أبريل

قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير يوم الجمعة إن وزراء داخلية مجموعة الدول الصناعية السبع ما زالت لديهم وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع المتشددين وأسرهم في سوريا والعراق.

وكررت وكيلة الوزارة الأمريكية كلير جريدي، ممثلة الولايات المتحدة في اجتماع باريس، موقف بلادها المتمثل في ضرورة إعادة المقاتلين الأجانب كل إلى وطنه الأم.

وفي سياق متصل قالت مقررة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس إنه يتعين على العراق ضمان مثول قيادات تنظيم داعش للعدالة فيما تردد عن ارتكابهم جرائم حرب وإبادة بحق مدنيين وليس لمجرد اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية.

وذكرت أجنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام الفوري والتعسفي أن محكمة في بغداد قضت بإعدام أربعة رجال وهما عراقيان وسوريان يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر في اتهامات بالانتماء لمنظمة إرهابية محظورة هي تنظيم داعش. ولم يتم الكشف عن هوياتهم لكنها وصفتهم في بيان بأنهم “أربعة من كبار المنتسبين لقيادة داعش”. وأضافت “كان حرياً بالمحاكمة أن تلقي الضوء على داعش من الداخل وتنشئ سجلاً قضائياً ضرورياً بجرائم داعش ضد الناس”.

منبج وتركيا مجدداً

رويترز

 4نيسان/أبريل

قالت مصادر عسكرية تركية إن العمل مع الولايات المتحدة لتطبيق اتفاق بشأن مدينة منبج السورية يسير بوتيرة أبطأ من المرجو. وأضافت المصادر أن أنقرة تبذل جهوداً لتسريع العملية في إشارة إلى اتفاق بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي لاستكمال انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة.

وذكرت المصادر أن تركيا وروسيا نفذتا ثلاث دوريات منسقة في منطقة تل رفعت بشمال سوريا التي يسيطر عليها بشكل أساسي الأكراد وتعتزمان مواصلة تلك الدوريات.

الجزائر تتعلم من النزاع السوري!

رويترز

 2 نيسان/أبريل

ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية يوم الثلاثاء أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم استقالته، وذلك في أعقاب احتجاجات حاشدة مستمرة منذ أسابيع. جاء ذلك التحرك بعد مطالبة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح باتخاذ إجراءات دستورية فورية لعزل بوتفليقة (82 عاما). وقدم بوتفليقة اعتذاراً للشعب الجزائري في رسالة استقالته!

وليبيا لا تتعلم من تجربتنا!

رويترز

 7 نيسان/أبريل

قال سكان إن قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر نفذت ضربات جوية على الجزء الجنوبي لطرابلس يوم الأحد وتقدمت باتجاه وسط المدينة، في تصعيد لعملية تهدف للسيطرة على العاصمة في حين لم تتمكن الأمم المتحدة من التوصل إلى هدنة.

في الأسبوع الماضي، تقدم الجيش الوطني الليبي الذي يدعم حكومة موازية في شرق البلاد نحو طرابلس في الغرب حيث يوجد مقر الحكومة المعترف بها دولياً.

ويؤجج الهجوم من صراع على السلطة يمزق البلد المنتج للنفط والغاز منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

ويقول الجيش الوطني الليبي إنه وصل إلى المشارف الجنوبية لطرابلس وبسط سيطرته على المطار الدولي السابق وهو ما ينفيه مسؤولون عسكريون في طرابلس. وقال ساكن إن طائرة حربية واحدة على الأقل نفذت ضربة جوية على المنطقة وأن الجيش الوطني الليبي أصبح على بعد نحو 11 كيلومتراً من وسط المدينة، مضيفا أنه رأى القوات الموالية لحكومة طرابلس وهي تنسحب.

وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا يوم الأحد أن البعثة دعت إلى هدنة لمدة ساعتين في جنوب طرابلس لإجلاء المدنيين والجرحى، دون مزيد من التفاصيل. لكن مسؤولاً بالأمم المتحدة قال إنه لم يتم الالتزام بالهدنة مع حلول مساء الأحد.

وفي دلالة أخرى على تدهور الوضع الميداني، أشار بيان أمريكي إلى أن فرقة من الجنود الأمريكيين تساند القيادة الأمريكية في أفريقيا غادرت ليبيا لأسباب أمنية، دون مزيد من التفاصيل.

 

سوريا في أسبوع 25-31 آذار/مارس

سوريا في أسبوع 25-31 آذار/مارس

حضر الجولان وغابت سوريا

31 آذار/مارس

قال الزعماء العرب الأحد إنهم سيسعون إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ضد قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان ووعدوا بدعم الفلسطينيين في مسعاهم من أجل إقامة دولة.

واختتم الزعماء العرب، المنقسمون منذ فترة طويلة بسبب  المنافسات الإقليمية، قمتهم السنوية في تونس بالدعوة للتعاون مع إيران على أساس علاقات حسن الجوار ودون تدخل أي من الطرفين في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.

وسعى الزعماء العرب، الذين يواجهون خلافاً مريراً بين دول الخليج العربية وانقساماً حول نفوذ إيران في المنطقة والحرب في اليمن والاضطرابات في الجزائر والسودان، لإيجاد أرضية مشتركة بعد اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان.

وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في البيان الختامي “نحن قادة الدول العربية المجتمعون في تونس…. نُعرب عن رفض وإدانة قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان”.

وأضاف أن الدول العربية ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وستسعى لاستصدار رأي من محكمة العدل الدولية “بعدم شرعية وبطلان الاعتراف الأمريكي” بسيادة إسرائيل على الجولان. وحذر البيان الدول الأخرى من أن تحذو حذو واشنطن.

ووقع ترامب إعلاناً الأسبوع الماضي بالاعتراف بالجولان جزءاً من إسرائيل التي ضمتها عام 1981 بعد الاستيلاء عليها من سوريا عام 1967.

جاءت هذه الخطوة من جانب ترامب بعد أقل من أربعة أشهر على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي قوبل بإدانة عربية. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولة يسعون لإقامتها في المستقبل.

وفي كلمته إلى الزعماء العرب أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رفض بلاده “القاطع” لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان.

وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن القمة العربية ينبغي أن تؤكد للعالم أهمية القضية الفلسطينية للدول العربية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي تحدث أيضاً في القمة العربية في تونس أن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن وحدة أراضي سوريا “بما في ذلك هضبة الجولان المحتلة”.

ترامب “يوحد” خصومه وأصدقائه

26 آذار/مارس

قوبل قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بادانة واسعة سواء من جانب حلفاء واشنطن الخليجيين أو من خصمها الإقليمي إيران.

وانتقدت السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت القرار الذي اتخذه ترامب أمس الاثنين بالاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان في عام 1981 وقالت إنها أرض عربية محتلة. وقالت السعودية والإمارات إن القرار عقبة في طريق السلام. وأصدرت إيران تصريحات مماثلة ووصفت قرار ترامب بأنه يعد سابقة في القرن الحالي.

كان ترامب قد وقع الاثنين خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن مرسوماً يحمل اعترافاً أمريكياً رسمياً بسيادة إسرائيل على الجولان.

واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمتها في عام 1981 في خطوة أعلن مجلس الأمن بالأمم المتحدة أنها غير قانونية.

وزار جاريد كوشنر المستشار الخاص لترامب منطقة الخليج الشهر الماضي سعياً لكسب الدعم للشق الاقتصادي لخطة السلام المقترحة في الشرق الأوسط. وتستضيف دول خليجية قوات أمريكية كما أنها تمثل أهمية لسياسة الدفاع الأمريكية في المنطقة.

أميركا “معزولة”

28 آذار/مارس

دافعت الولايات المتّحدة الأربعاء في مجلس الأمن الدولي عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو موقف دانه بالإجماع شركاؤها الـ14 الآخرون في الأمم المتّحدة خلال جلسة طارئة عقدت بطلب من سوريا.

واعتبر فلاديمير سافرونكوف عضو البعثة الروسيّة لدى الأمم المتّحدة أنّ ما حصل هو “تجاهل للقانون الدولي” و”انتهاك لقرارات الأمم المتّحدة”، مشدّدًا على أنّ هذا “الاعتراف لاغٍ”.

وندّدت كلّ من بلجيكا وألمانيا والكويت والصّين وإندونيسيا والبيرو وجنوب إفريقيا وجمهورية الدومينيكان بقرار أحادي يتعارض مع الإجماع الدولي الذي تمّ الالتزام به حتّى الآن.

واعتبر السفير الكويتي منصور العتيبي أنّ “الجولان أرض سوريّة تحتلّها إسرائيل”، قائلاً “نُطالب بتحرير أراضي الجولان”.

وأعلنت الولايات المتّحدة الأربعاء تأييدها الإبقاء على قوّة الأمم المتّحدة لمراقبة فضّ الاشتباك في الجولان (أندوف)، على الرّغم من قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة.

وخلال جلسة مجلس الأمن، قال رودني هانتر عضو البعثة الأميركيّة في الأمم المتّحدة، إنّ الإعلان الذي وقّعه الرئيس الأميركي الإثنين “لا يؤثّر على اتّفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 ولا يُعرّض للخطر تفويض أندوف”.

وشدّد على أنّ “لـأندوف دوراً حيوياً في الحفاظ على الاستقرار بين إسرائيل وسوريا”.

وقال الدبلوماسي الأميركي إنّ “الولايات المتّحدة قلقة بشأن تقارير الأمم المتّحدة حول أنشطة عسكريّة متواصلة ووجود قوّات مسلّحة سوريّة في المنطقة العازلة المنزوعة السّلاح”.

وتابع “إنّ تفويض أندوف واضح للغاية: يجب ألا يكون هناك أيّ نشاط عسكري من أيّ نوع في المنطقة العازلة”.

وأردف “الولايات المتّحدة قلقة أيضًا حيال معلومات عن وجود لحزب الله في المنطقة العازلة”.

خيار “المقاومة”؟

26 آذار/مارس

دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إلى اعتماد خيار “المقاومة” لاستعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل، غداة اعتراف واشنطن بسيادتها على هضبة الجولان السورية، مطالباً جامعة الدول العربية بالتحرك في قمة تونس بعد أيام.

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إعلاناً يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقال نصرالله في خطاب متلفز بثته قناة المنار التابعة لحزبه، إن “الخيار الوحيد” أمام السوريين واللبنانيين لاستعادة أراضيهم المحتلة من إسرائيل، وأمام الشعب الفلسطيني للحصول على “حقوقه المشروعة” هو “المقاومة والمقاومة والمقاومة” في “زمن صنعت فيه المقاومة الكثير من الانتصارات وفي زمن محور المقاومة فيه أقوياء”.

ووصف خطوة ترامب بأنها “حدث مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي” وتعكس “الاستهانة والاستهتار بالعالمين العربي والإسلامي..  فقط من أجل إسرائيل ومصلحة إسرائيل”.

وشدد نصرالله على أن قرار ترامب “يوجه ضربة قاضية لما يسمى بعملية السلام في المنطقة القائمة على أساس الأرض مقابل السلام”، معتبراً أن ذلك ما كان ليحصل لولا “سكوت العالم” عن اعتراف واشنطن العام الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي مواجهة الاعتراف الأميركي، أكد نصرالله أن بيانات الاستنكار “لم تعد تجدي”.

غارة “في العمق”

28 آذار/مارس

تصدّت الدفاعات الجوية السورية ليل الأربعاء – الخميس لـ”عدوان” جوي إسرائيلي استهدف شمال شرق مدينة حلب في شمال البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

واستهدفت هذه الغارات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مخازن ذخيرة تابعة للقوات الإيرانية وتسببت بمقتل سبعة مقاتلين موالين لها، في حصيلة جديدة أوردها صباح الخميس.

وقال مصدر عسكري، وفق ما نقلت وكالة سانا “تصدت وسائط دفاعنا الجوي لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب، وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية”، موضحاً أن الأضرار “اقتصرت على الماديات”.

واستهدف القصف وفق المرصد “مستودعات ذخيرة تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها، وتسبب بحدوث انفجارات ضخمة”.

وأفاد المرصد عن مقتل سبعة من حراس المستودعات جراء القصف، بعد حصيلة أولية ليلاً عن مقتل أربعة. وقال إنهم من المقاتلين غير السوريين الموالين للقوات الإيرانية. كما أفاد عن إصابة خمسة مقاتلين سوريين بجروح.

وقال عدد من سكان مدينة حلب لوكالة فرانس برس إن القصف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كامل المدينة، قبل أن يعود تدريجياً.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وتكرر التأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في 21 كانون الثاني/يناير توجيه ضربات طالت مخازن ومراكز استخبارات وتدريب قال إنها تابعة لفيلق القدس الإيراني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي. وتسببت الضربة وفق المرصد بمقتل 21 شخصاً بينهم عناصر من القوات الإيرانية ومقاتلون مرتبطون بها.

وتأتي الضربات ليل الأربعاء بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين إعلاناً يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

أول هجوم منذ الخسارة

26 آذار/مارس

تبنى تنظيم “داعش” الثلاثاء هجوماً وقع في مدينة منبج في شمال سوريا، وتسبب بمقتل سبعة من مقاتلي مجلس محلي يتولى إدارة المدينة وينضوي تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية، في اعتداء هو الأول منذ إعلان انتهاء “الخلافة”.

وأورد التنظيم في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام “هاجم جنود الخلافة حاجزاً.. غرب مدينة منبج ليلة أمس واشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة”.

وجاء تبني التنظيم بعد وقت قصير من إعلان المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش “استشهاد سبعة مقاتلين في هجوم إرهابي غادر على أحد حواجزنا عند مدخل مدينة منبج” ليلاً. وقال لوكالة فرانس برس إن “خلايا نائمة” تابعة للتنظيم تقف خلف الهجوم.

ويتولى مجلس منبج العسكري إدارة المدينة الواقعة في محافظة حلب.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن حصيلة القتلى، موضحاً لفرانس برس أن “هذا الهجوم هو الأول من نوعه منذ تحرير الباغوز من سيطرة تنظيم داعش”.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت القضاء التام على “الخلافة” التي أعلنها التنظيم المتطرف في سوريا والعراق المجاور في العام 2014. وأكدت في الوقت ذاته بدء “مرحلة جديدة” من المعركة ضده للقضاء على “الخلايا النائمة” التابعة له، بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وقال درويش “بعد الانتصار على داعش، دخلنا مرحلة الخلايا النائمة. هذه الخلايا تتحرك وتشن هجمات، ولكننا سنتصدى لها”.

مخيم بؤرة الجهاديين

30 آذار/مارس

تجري مشاحنات مع الحراس ومشاجرات عنيفة في مخيم الهول مع وجود آلاف النساء والأطفال من أبناء مقاتلين أجانب في صفوف تنظيم “داعش”، ما يجعل هذا المخيم بؤرة جهادية مهددة بالانفجار في شرق سوريا.

تم القضاء على “خلافة” تنظيم “داعش”، لكنها خلفت وراءها آلافاً من الأنصار المتطرفين من سوريين وأجانب أتوا من فرنسا أو تونس أو روسيا، أودع بعضهم السجن فيما نقل البعض الآخر الى مخيمات للنازحين بإدارة أكراد سوريين.

ففي مخيم الهول وحده، عزل أكثر من 9 آلاف امرأة وطفل أجنبي تحت رقابة صارمة في مكان مخصص لهم، يفصلهم سياج عن باقي النازحين. وتقرر فصل الأجانب عن الباقين لارتباطهم الوثيق بتنظيم “داعش”.

تطالب السلطات الكردية بإعادة هؤلاء الأجانب إلى بلدانهم خوفاً من “الخطر” الذي قد يمثله وجود الآلاف منهم هنا. ويقول أحد المسؤولين عبد الكريم عمر إن الاطفال والنساء يحتاجون “إلى إعادة تأهيل وإلى إعادة دمجهم في مجتمعاتهم الأساسية وإلا سيكونون مشاريع إرهابيين”.

سوريا في أسبوع 18-25 آذار/مارس 2019

سوريا في أسبوع 18-25 آذار/مارس 2019

انتهاء “الخلافة”

 25آذار/مارس

 سلّم عشرات المقاتلين من تنظيم “داعش” أنفسهم الأحد لقوات سوريا الديموقراطية بعد خروجهم من أنفاق كانوا يختبئون داخلها في بلدة الباغوز، في خطوة تأتي غداة إعلان هذه الفصائل القضاء التام على “الخلافة”.

وحذرت الإدارة الذاتية الكردية الأحد من أن خطر التنظيم لا يزال مستمراً، مع وجود آلاف المقاتلين الأجانب وأفراد عائلاتهم في معتقلات ومخيمات قوات سوريا الديموقراطية، بالإضافة إلى قدرته على تحريك “خلايا نائمة”.

وأشادت دول عدة حول العالم بإعلان القضاء على الخلافة بعد تجريد التنظيم من مناطق سيطرته جغرافياً، في وقت أعلن قادة قوات سوريا الديموقراطية وشريكها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بدء مرحلة جديدة من الحرب ضد التنظيم، للقضاء على هذه “الخلايا النائمة”.

في بلدة الباغوز النائية في شرق سوريا والتي شكلت مسرح المواجهة الأخيرة ضد التنظيم، شوهد قرب مخيم التنظيم، عشرات الرجال يقفون في صف منتظم، قبل صعودهم إلى شاحنات عدة توقفت في المكان. وأرخى عدد منهم لحاهم وارتدى آخرون عباءات تقليدية من الصوف أو وضعوا كوفيات على رؤوسهم وبعضهم غطوا وجوههم.

وقال جياكر أمد، المتحدث الكردي في صفوف قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس “إنهم مقاتلون دواعش خرجوا من الأنفاق وسلموا أنفسهم اليوم” من دون أن يحدد عددهم.

ولم يستبعد “احتمال وجود مزيد من الدواعش مختبئين داخل أنفاق”.

وشاهد فريق فرانس برس سحباً من الدخان الأسود تتصاعد من المخيم الأحد، قال أمد إنها ناجمة عن “احتراق مخازن ذخيرة” تابعة للتنظيم.

وبدا المخيم الذي يضم الكثير من الأنفاق وخيماً متداعية أشبه بحقل خردة مع انتشار هياكل سيارات محترقة وأوان منزلية وعبوات مياه واسطوانات غاز.

وأفاد المتحدث باسم التحالف الدولي ان قوات سوريا الديموقراطية ستواصل القيام بعمليات تمشيط في المنطقة بحثا عن بقايا الجهاديين وللكشف عن مخابئ محتملة للأسلحة.

وقال في تغريدة على تويتر “عملية التطهير ستكون مدروسة وشاملة وستساعد على ضمان الأمن على المدى الطويل في المنطقة”.

 وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت سيطرتها على آخر جيب للتنظيم داخل بلدة الباغوز، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا عبد الكريم عمر  “قضينا على دولة داعش وهذا انجاز كبير جداً، لكنه لا يعني أننا قضينا على داعش” كتنظيم.

وتحدّث عن “تحديات كبيرة” أبرزها أن “لدينا الآلاف من المقاتلين بالإضافة إلى أطفال ونساء من 54 دولة، ما عدا السوريين والعراقيين، وهذا عبء كبير وخطر علينا وعلى كل المجتمع الدولي”.

على وقع تقدمها العسكري وعملياتها التي علقتها مراراً كي تفسح المجالأمام خروج المحاصرين، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من 66 ألف شخص من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف جهادي على الأقل تمّ اعتقالهم. كما تمكن آخرون من الفرار.

وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات الجهاديين، كثيرون منهم أجانب، ممن جرى نقلهم إلى ثلاث مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا. وأبرزها وأكبرها مخيم الهول المصمم لاستيعاب عشرين ألف شخص ويؤوي حالياً أكثر من 72 ألف شخص، 25 ألفاً منهم أطفال في سنّ الدراسة.

وحذر عمر من وجود “الآلاف من الأطفال الذين تربّوا على ذهنية داعش” في المخيمات. وقال “إذا لم تتمّ إعادة تأهيلهم وبالتالي دمجهم في مجتمعاتهم الأصلية فهم جميعهم مشاريع إرهابيين”.

وبحسب منظمة إنقاذ الطفل “سايف ذي تشليدرن”، يوجد أكثر من 3500 طفل أجنبي من أكثر من ثلاثين دولة، في المخيّمات الثلاثة.

ويشكل ملف الجهاديين الأجانب وأفراد عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية، التي تطالب دولهم باستعادتهم لمحاكمتهم على أراضيها. إلا أن الحكومات الغربية تبدي تردداً إزاء استعادتهم جراء مخاوف أمنية وخشية من ردّ فعل الرأي العام نتيجة اعتداءات دامية شهدتها تبناها التنظيم. وأبدت قلة من الدول بينها فرنسا اهتماماً باستعادة عدد من الأطفال.

ومع القضاء على “خلافة” التنظيم، يخشى الأكراد أن تبادر واشنطن إلى سحب قواتها من شمال سوريا، ما قد يجعلها هدفاً لهجوم لوحت تركيا بشنه ضدهم. وتعد أنقرة المقاتلين الأكراد “إرهابيين” وتخشى تواصلهم مع المتمردين الأكراد على أرضها.

وحذر عمر من أن “أي تهديد أو أي حرب جديدة ستكون فرصة” لمقاتلي التنظيم “للهروب من المعتقلات”، مضيفاً “يجب أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر”.

ويهدئ الوجود الأميركي حتى الآن اندفاعة أنقرة، كما يحول دون شن دمشق هجوماً لاستعادة السيطرة على مناطقهم. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية العام قراره سحب كامل قواته المقدرة بألفي جندي من سوريا، لكن واشنطن عادت وقررت ابقاء نحو 400 جندي لفترة من الزمن، لم يتم تحديدها.

وإلى جانب الجهاديين المعتقلين وعائلاتهم، يحتفظ التنظيم بقدرته على تحريك  “خلايا نائمة” في المناطق التي طُرد منها، وبانتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف. ويمثل ذلك تحدياً رئيسياً أمام الأكراد وحلفائهم.

ولمواجهة هذا التهديد، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم كوباني خلال مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي السبت “بدء مرحلة جديدة” من المعركة ضد التنظيم للقضاء على “خلاياه النائمة”. وأوضح أن ذلك سيتمّ “بتنسيق مع قوات التحالف”.

وأكد قائد قوات التحالف الجنرال بول لاكاميرا في بيان السبت أن “مكافحة داعش وعنفه المتطرف لن تنتهي قريباً”.

واستبق التنظيم خسارته بنشر تسجيلات في الأيام الأخيرة على حساباته على تطبيق تلغرام، دعا في إحداها عناصره الى “الثأر” من الأكراد في مناطق سيطرتهم. كما دعا أنصاره الى شن هجمات في الغرب ضد أعداء “الخلافة”.

وشكلت جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تنجح كافة الجهود الدولية في التوصل إلى تسوية سياسية.

 دعوة كردية

 25آذار/مارس

  يحض الأكراد في سورية النظام على أن يفتح حواراً من أجل “قطع الطريق على تحديات تهدد السيادة السورية من قبل أغلب المتدخلين في سورية، وبشكل خاص من قبل نظام الاحتلال التركي”.

وقال سيهانوك ديبو عضو المجلس الرئاسي في “مجلس سورية الديمقراطية” (مسد) القول إن “على دمشق  ومختلف العواصم العربية أن تنظر إلى الإدارة الذاتية (الكردية) كصمام  أمان وخط مواجهة مُفشِّل للطموحات العدوانية التركية”.

وكشف ديبو أن “أعداد أسرى داعش وعوائلهم تفوق 50 ألفاً من 48 جنسية عربية وأجنبية”، معتبراً أن هذا العدد الهائل “معضلة كبيرة لا تستطيع

الإدارة الذاتية في شمال سورية أن تتحمل مسؤوليتهم وحدها”، لافتاً إلى أن “الخطوة الأسلم هنا تأسيس محكمة دولية في شمال سورية وشرقها بتفاصيل

متفق عليها مع الإدارة الذاتية”.

“وثيقة” الجولان

 24آذار/مارس

 أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي الاحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقع قرارا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة عندما يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في واشنطن الاثنين.

وكتب الوزير إسرائيل كاتز على موقع تويتر “الرئيس ترامب سيوقع غدا في حضور رئيس الوزراء نتانياهو قرارا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان”.

قوبل البيان بانتقادات واسعة من دول عربية وغربية والأمم المتحدة. وأكدت دمشق تمسكها باستعادة الجولان بكل الوسائل.

وفي ما يتعلق بالجولان السوري، شددت الجامعة العربية على أن “القمم العربية تؤكد دوماً في قراراتها على عروبة الجولان السوري المحتل”.

ويشكل تصريح ترامب قطيعة مع السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود في الشرق الأوسط ومع إجماع دولي قائم منذ زمن.

وقالت الجامعة: “من الممكن في ضوء التطور الأخير الذي حدث أن تطلب دولة عربية إضافة جديد إلى مشروع القرار الخاص بالجولان بناء على ما يستجد”.

ونددت الجامعة العربية ودول عربية باعلان ترامب مؤكدة أن “الجولان أرض سورية محتلة”.

وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط مساء الخميس إن “التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي”.

وأكد أبو الغيط أنّ “الجولان هو أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي”.

العودة “غير مدرجة”

 23آذار/مارس

 أكد السفير محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية الأحد أن عودة سوريا الى الجامعة “غير مدرجة حتى الآن” على جدول أعمال القمة العربية التي تلتئم في تونس نهاية آذار/مارس الجاري.

وقال عفيفي في مؤتمر صحافي “حتى الآن، موضوع عودة سوريا غير مدرج على جدول الأعمال ولم يطرحه أي طرف بشكل رسمي”.

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أعلن في السادس من الشهر الجاري في ختام الدورة الـ151 للمجلس الوزاري للجامعة العربية في القاهرة أن موضوع مشاركة سوريا المحتملة في القمة العربية المقبلة في تونس “لم يطرح على الإطلاق” خلال الاجتماعات.

وقررت الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السوري ب”عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام”.

ويدور جدل حاليا بشأن عودة سوريا خصوصا مع تعزز جانب سلطات دمشق والانتصارات العسكرية للجيش السوري الذي استطاع استعادة مناطق كبيرة من المسلحين الجهاديين والمعارضين بدعم من حليفيه الروسي والإيراني.

وهناك انقسام بين الدول العربية في هذا الشأن.

ودعا العراق ولبنان إلى عودة سوريا الى الجامعة العربية، كما أعادت الإمارات في كانون الأول/ديسمبر 2018 فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في مؤتمر صحافي في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي إنه “لا يوجد توافق عربي حول مسألةإعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية”.