بواسطة Mohammad Saleh | أكتوبر 5, 2018 | Cost of War, غير مصنف
السوق السورية مليئة بالمنتجات السورية الزراعية والتي تتنوع في جودتها ونوعيتها واسمها حسب مناطق إنتاجها، أتناول هنا أربعة منتجات أساسية وهي (البطاطا، التفاح، والحمضيات، والبندورة) مع المرور على منتجات أخرى حيث يعيش الكثير من الفلاحين بالاعتماد عليها ولكن المشكلة تكمن في التكلفة الكبيرة للإنتاج مقابل سعر المبيع الزهيد.
يشتري المواطن السوري المنتجات الزراعية بأسعارٍ رخيصةٍ وهو سعيد بسبب دخله المتدني ولايعلم أنه سيدفع أثماناً مضاعفة في العام التالي مقابل نفس السلعة بسبب عدم قدرة الفلاحين على إعادة الإنتاج نظراً للخسارات الهائلة في الموسم الحالي وخضوع الزراعات لتقلبات المواسم المطرية، والجفاف، وأسعار البذور والأسمدة والمواد الزراعية التي باتت مكلفة جداً بفعل الحرب.
دفعت الظروف الصعبة شريحة كبيرة من الفلاحين للانكفاء عن إنتاج نفس الموسم بسبب انعدام القدرة المادية وكلما خفّ العرض ارتفعت الأسعار إلى حدودٍ جنونية. فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا مثلاً إلى ٣٠٠ ليرة سورية، في حين أنّ الوزن نفسه كان يُباع في الموسم الماضي بأقل من نصف الكلفة من قبل الفلاحين. وتصل الكلفة إلى ١٢٠ ليرة سورية كما أخبرني أكثر من مزارع في ريف حمص وريف حماة، حتى أنّ السعر وصل الى خمس عشرة ليرة في منطقة الغاب وخمس وستين ليرة سورية في قرية سكرة بريف حمص. سألت المزارع (أبو محمد) من قرية سكرة عن تفاصيل التكلفة، فأخبرني أنّ “سعر البطاطا التي يتم استيرادها من أجل الزراعة باهظ جداً، إضافةً الى أسعار الأسمدة التي تضاعفت مراتٍ عديدةٍ وتجاوزت كثيراً فرق سعر الصرف حيث تجاوز سعر الكيس (٥٠ كغ) عشرين ألف ليرة سورية، بينما لم يتجاوز سعر الكيس (نفس الوزن) الخمسمائة ليرة قبل العام ٢٠١١ (أي قبل الأزمة)، يُضاف الى ذلك كلفة الري حيث كان سعر الليتر من المازوت (الديزل)٧ ليرات سورية واليوم تصل هذه الكلفة إلى ١٨٥ ليرة سورية، في حين سعر المتوفر بدون دعم إلى ثلاثمائة ليرة سورية، ويُضاف إلى كله أجور النقل الى الأسواق.”

قطاف التفاح في أحد بساتين ضهر القصي
أما التفاح فينمو في المناطق الباردة وبالتالي ينتظر المزارع غضب الطبيعة أو رحمتها، فقد يقضي البَرَد على موسم التفاح إذا كانت حباته كبيرة، وإذا كانت الطبيعة رحيمة يخضع الفلاحون ومواسمهم لرحمة التجار. يُباع التفاح حالياً بسعر ٨٥ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد في حال كان النوع جيداً ويصل إلى المستهلك بسعر ٢٥٠ ليرة سورية. زرت (أبو الجود) في بستانه وسألته عن التكلفة فأخبرني عن ثمن المبيدات الحشرية وأجور الرش والفلاحة حيث كان إنتاجه هذا العام ما يقارب سبعة أطنان ولكن الحصيلة النهائية لفرق السعر بين الإنتاج وكلفته لا يكفيه سوى لمصروف شهرٍ واحدٍ وهو ما يعادل أربعمائة دولار أمريكي، آخذين بعين الاعتبار أنّ ثمن الأشجار مدفوع سابقاً ولم يُحسب حساب الأشجار التي تموت ويحتاج الى بديل لها.
قطاف التفاح في أحد بساتين ضهر القصير
أما الحمضيات فتتركز زراعتها في مناطق الساحل السوري فقط. ورغم عدم توفر الليمون بشكلٍ كافٍ في المناطق السورية الأخرى الأمر الذي يجعل أسعار مبيعه باهظة جداً، إلا أنّ العديد من المزارعين قاموا باقتلاع أشجارهم واستبدالها بزراعات أخرى لأنّ سعر المبيع أقل من التكلفة. فمثلاً أثناء قطافي لثمار الليمون من مزرعة (أبو الغيث) لإحضاره إلى حمص سألته (لماذا لايبيع هذه الكمية الكبيرة من الليمون؟)، فبدأ بتعداد التكاليف من سعر الصناديق، إلى أجور العمال، إلى النقل الى الأسواق، فوصلت كلفة الكيلوغرام من هذه العملية الى أكثر من سعر المبيع، هذا بدون حساب العمل طيلة عامٍ كاملٍ. ويبلغ سعر الصندوق ٣٠٠ ليرة سورية ويتسع لعشرة كيلو غرامات أي أنّ سعر كل كيلو غرام ٣٠ ليرة، وتبلغ أجور القطاف ١٠ ليرات، وأجور النقل من البستان إلى تاجر الجملة ٥ ليرات، يصبح المجموع ٤٥ ليرة سورية، لكنّ سعر المبيع للمستهلك يتراوح بين ٤٢-٤٠ ل.س، طبعاً هذا السعر ليس ثابتا وقد يرتفع السعر أو ينخفض، لكنه يعطي فكرة عن الخسائر التي يعاني منها الفلاح الذي بات يُفضل سقوط الثمار في مكانها أفضل من الخسائر التي سيجنيها هذا في حال تم تسويق المحصول.
وأخيراً البندورة التي تعد من المحاصيل المهمة جداً والضرورية بالنسبة لكلٍ بيتٍ وهي تُزرع في كافة أنحاء سورية ولكن في الصيف تزرع في المناطق الداخلية وفي الشتاء على السهول الساحلية، وهي من الزراعات المحمية شتاء، لكن سعر المبيع في الموسمين الماضيين انخفض إلى ما دون سعر التكلفة سواءً بالنسبة للزراعة المحمية في الساحل أو الزراعة الصيفية في المناطق الأخرى، وهي تصل إلى المستهلك بأرقامٍ صعبةٍ على مدخوله، ويشتري المستهلك كيلو البندورة الواردة من ريف حلب بمبلغ مئة وخمسين ليرة في حين يبيعها الفلاح هناك بخمس عشرة ليرة سورية.
إذاً أين تكمن المشكلة؟ بالإضافة إلى العوامل الجوية التي لايمكن دائماً التحكم بآثارها، مايفاقم من هول التحديات التي يواجهها الفلاحون والمستهلكون على حدٍّ سواء هو سوء إدارة الأزمة الزراعية وغياب الدعم والرقابة، فمن هي الإدارة المسؤولة عن هذا البلد وحماية القطاع الزراعي الذي أثبت أنه عصب الحياة الاقتصادية بعد أن عصفت الحرب بالقطاعات الصناعية والتجارية والسياحة؟
هناك الكثير من المشاكل السابقة لسنة ٢٠١١، لكنّ العديد من المشاكل الجديدة نجمت عن العقوبات الاقتصادية وتفشي اقتصاد الحرب كفرض الجباية والأتاوات من قبل الحواجز على السيارات العابرة والبضائع، وهذه ضرائب مُقنّعة يدفعها السوريون علانيةً ولكن ليس لها مكان في جدول حسابات الإنتاج ولا مكان لها بالنسبة لواردات الدولة. كما باتت توجد هوة كبيرة ما بين الدخل المتدني للسوريين وأسعار السوق، وتؤرق هذه المشكلة معظم السوريين. ورغم أنّ أسعار المنتجات الزراعية السورية أرخص من مثيلاتها بالمقارنة مع الدول المجاورة، إلا أنّ القدرة الشرائية المنخفضة لاتسمح للسوريين بالشراء، وهذه مشكلة من مشاكل كثيرة يعاني منها السوريون ولايمكن طرحها بشكل منفصل عن مشكلتهم الأساسية مع مفهوم الدولة، ولكن تبقى المشكلة مطروحة ببعدها الاجتماعي والاقتصادي وعلى أي حكومة سورية مستقبلية العمل على إيجاد توازن بين سعر السوق والدخل بالإضافة للتركيز على أن يكون سعر المنتج مدعوماً من الحكومة بحيث يكون أعلى من الكلفة وتتحمل الحكومة ردم الهوة بينهما مهما كانت حتى يستطيع المزارع متابعة إنتاجه في مواسم لاحقة ولتحقيق الأمن الغذائي بالنسبة للجميع.
ورغم الاقتصار هنا في تناول المحاصيل المنتجة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلا أن هناك منتجين رئيسيين في المناطق التي تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية وهما القمح والقطن وتلك مشكلة أخرى حيث أن القطن من الزراعات الصناعية الأساسية في سورية، وانعكست آثار الحرب تلك على قطاعات واسعة من السوريين العاملين في محالج القطن وشركات الغزل وشركات صنع الزيوت من بذر القطن، وكل ذلك بسبب الإنتاج الضعيف والذي يعود سببه الى عدم وجود سعر يشجع الإنتاج، بالإضافة إلى تردي الوضع الأمني الذي انعكس على الطرقات التجارية والترانزيت وخضوع المناطق السورية المختلفة لسيطرة قوى مسلحة متصارعة ومختلفة.
بواسطة Abdullah Al Hassan | أكتوبر 5, 2018 | News, غير مصنف
بدأ اختلاف وجهات النظر حول التعاطي مع قضية الشمال السوري يظهر بين الدول الثلاث الضامنة للقاء أستانا (روسيا وتركيا وإيران) بعد اجتماع طهران الأخير، جاء ذلك بعد تنسيق وتعاون كبير بين هذه الدول نتج عنه نجاح الخطة الروسية لوقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، ثم مساعدة الجيش السوري للسيطرة عليها، في الغوطة الشرقية وجبال القلمون الشرقية، ثم جنوب دمشق ومخيم اليرموك، وبعدها في ريف حمص الشمالي، وأخيراً في درعا في الجنوب السوري. إلا أن مصالح وأولويات هذه الدول بدأت تتعارض فيما بينها عندما وصل الأمر إلى محافظة إدلب، وخاصة بعد أن تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيّتها سحب قواتها من منطقة شرق الفرات في الوقت الراهن.
معادلة معقدة من المصالح والرغبات تدير علاقات الدول الثلاث، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن الحكومة الروسية تدير الحل في سوريا، إلا أنها لا تستطيع الاستغناء عن التعاون والتنسيق مع هذه الدول، فكل منها تملك أدوات مؤثرة قادرة على تعطيل الحل، وبالتالي يتحتم على روسيا المساومة وفي بعض الأحيان تقديم المكاسب لتلك الدول، مقابل تحقيق التقدم على مسار الحل في سوريا.
فلولا التعاون مع تركيا لما تمكنت روسيا من تحقيق التقدم في خطتها للحل منذ تدخّلها في سوريا، في نهاية سبتمبر/أيلول ٢٠١٥، إذ تملك تركيا العديد من المفاتيح الهامة في الداخل السوري، وخاصة في الشمال، كما ظهر واضحاً في إعادة سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب في ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٦. بدا أيضاً التأثير التركي في جولات محادثات أستانا العشر ومناطق خفض التصعيد، وكان واضحاً في عملية ”غصن الزيتون“ في مدينة عفرين السورية، وكذلك الأمر في إنجاح ”مؤتمر الحوار الوطني السوري“ في سوتشي، والذي نتج عن كواليس تحضيره توافق دولي بشأن اللجنة الدستورية السورية.
أما تركيا فلديها مخاوف على أمنها القومي بعد تعاظم قوة حزب الإتحاد الديمقراطي PYD الكردي في الشمال السوري، والذي تضعه على قائمة المنظمات الإرهابية، ولتأمين حدودها والدخول بجيشها للشمال السوري كان عليها أن تتعاون مع الحكومة الروسية، فجرت المقايضة على تسليم مدينة حلب للنظام السوري، مقابل عملية ”درع الفرات“ التركية في مدينتي الباب وجرابلس، ومن ثم عملية ”غصن الزيتون“ في مدينة عفرين. كذلك استطاعت تركيا نشر قواتها في اثنتي عشرة نقطة مراقبة على كامل حدود سيطرة المعارضة السورية في محافظة إدلب بعد اتفاق أستانا ٤، مما جعل المنطقة بما فيها من فصائل المعارضة تابعة بشكل كامل ومباشر للمخابرات التركية، وهذا أعطاها مزيداً من أوراق القوة لتحقيق مصالحها، وربما أصبحت تهدد وحدة الأراضي السورية خاصة في مناطق سيطرة ”درع الفرات“ و ”غصن الزيتون“.
أما التنسيق الروسي – الأمريكي، فبدأ مع التدخل الروسي في سوريا بعيداً عن وسائل الإعلام، إلا أن نتائجه ظهرت مع سيطرة الجيش السوري على مدينة درعا والجنوب السوري بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن فصائل المعارضة هناك.
جاءت هذه السيطرة بعد تفاهمات ثلاثية روسية – أمريكية – أردنية وثنائية بين روسيا واسرائيل، حيث ضمن الجانب الروسي الحفاظ على أمن إسرائيل من خلال إعادة العمل باتفاق ”فك الإشتباك“ بين سوريا وإسرائيل لعام ١٩٧٤، وإبعاد ميليشيا تدعمها إيران إلى ما وراء محور دمشق – السويداء، إضافة إلى منح إسرائيل ضوءاً أخضر لشن عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية على مصادر الخطر المحتملة عليها.
بكل الأحوال أبقت الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة ”التنف“ جنوباً في زاوية الحدود السورية الأردنية العراقية بحجة مراقبة تنفيذ ما اتفقت عليه هذه الأطراف. وبالعودة للشمال، سارع ”مجلس سوريا الديمقراطية“ -والذي يشكل ”حزب الاتحاد الديمقراطي“ الكردي عموده الفقري،- لعقد لقاء في دمشق مع ممثلي النظام السوري في نهاية يوليو/تموز ٢٠١٨.
وجاء هذا اللقاء بتسهيل روسي ومباركة أمريكية، بعد إعادة سيطرة النظام السوري على كامل مناطق المعارضة في وسط وجنوب البلاد، وإثر حديث سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح فيه نيته سحب قواته من شمال شرقي سوريا بعد القضاء على “داعش،” أما ما نتج عنه فهو تشكيل لجان بين الطرفين لحل القضايا العالقة.
في ظل كل هذه الظروف المواتية، حشد النظام السوري وحلفاؤه الروس قواتهم لحصار محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة في سوريا، بهدف استرجاعها، لكن الولايات المتحدة الأمريكية خلطت الأوراق و ظهرت تسريبات تفيد بأن الحكومة الأمريكية حسمت قرارها بالإبقاء على جنودها شمال شرقي سوريا، لمحاربة ”داعش“ ومنع تشكيلها من جديد، إضافة لمراقبة الوجود الإيراني في سوريا والضغط لسحب هذه الميلشيات وعودتها إلى بلادها. كما يمكن أن يستخدم التواجد الأمريكي شرق نهر الفرات للضغط نحو تحقيق حل سياسي في سوريا وتنفيذ القرار ٢٢٥٤ وإجراء إصلاحات دستورية.
أفزع هذا القرار الأمريكي الحكومة التركية، وأصبحت المصلحة التركية تقتضي التمسك بمحافظة إدلب والحفاظ على فصائل المعارضة المتواجدة فيها لحماية الأمن القومي التركي، وهذا ما عبّر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته الافتتاحية في قمة طهران حين قال ”إن مستقبل منطقة إدلب لا يتعلق بمستقبل سوريا فقط، وإنما يتعلق بمستقبل تركيا أيضاً، وبالأمن والاستقرار في تركيا“. ويبدو أن موقف إيران تماشى مع الموقف التركي، فمن مصلحة إيران أيضاً التخلص من التهديد الأمريكي في المنطقة، والذي يرصد كامل الحدود الشرقية لسوريا، كاشفاً الكثير من نقاط العبور والانتشار الإيراني في الداخل السوري، مما يمّكن إسرائيل من تحديد تلك الأهداف وضربها.
وهكذا اتفق الجانبان التركي والإيراني على أن تكون الأولوية لشرق نهر الفرات وليس لغربه، على الرغم من أن ذلك يتعارض مع خطة الحل الروسي في سوريا، والتي تهدف لإعادة السيطرة على كافة مناطق وجيوب المعارضة السورية بحجة القضاء على جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) قبل نهاية عام ٢٠١٨. أما مشكلة الأكراد شمال شرق سوريا، فتعتبر موسكو أنها قابلة للحل عبر الحوار بين ”مجلس سوريا الديمقراطية“ والنظام السوري، خاصة بعد الدرس القاسي الذي تلقاه الأكراد في مدينة عفرين، حين تخلّت الولايات المتحدة الأمريكية عنهم، كذلك فعلت روسيا، بعد أن رفض الأكراد مقترحاً روسياً يقضي إلى دخول الجيش السوري إلى المدينة لحمايتها من تقدم الجيش التركي وحلفائه في المعارضة السورية ضمن عملية “غصن الزيتون.”
الآن، وبعد الاتفاق التركي – الروسي الأخير حول إدلب، تتجه الأنظار نحو مناطق سيطرة القوات الكردية، ومن المتوقع أن تكون البداية من مدينة تل رفعت لاختبار مدى تجاوب الأكراد مع دمشق، وحتى اللحظة يبدو أن كفة سيطرة الجيش السوري على المدينة هي الراجحة، وذلك مع تواتر تقارير عن وصول تعزيزات للجيش السوري إلى بلدة دير جِما غرب تل رفعت، فيما تقوم فصائل المعارضة السورية التابعة لعملية ”غصن الزيتون“ بمدينة اعزاز برفع سواتر ترابية على طول الخط الفاصل بين المدينتين بغاية الحماية، فيما يبدو أنه تحضير لسيطرة قوات النظام السوري على تل رفعت.
من جهة ثانية، تعمل تركيا على استبدال عناصر جبهة النصرة بآخرين من الفصائل المعتدلة على طول حدود المنطقة الفاصلة بين سيطرة المعارضة وسيطرة النظام السوري في محافظة إدلب حتى عمق ١٥ إلى ٢٠ كم، وذلك بناء على الاتفاق المبرم مع روسيا، مما يعني هدنة طويلة الأمد في محافظة إدلب حتى تنتهي قضية شرق الفرات على الأغلب، أو يحدث أمر يُغيّر قواعد المعادلة من جديد.
يبدو أن حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو الأكثر وضوحاً في هذا الشأن، فخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في ساراييفو مع وزير خارجية البوسنة والهرسك، قال لافروف “أما بخصوص الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها خطوة ضرورية لأن ذلك سيتيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التوتر في إدلب لمواقع القوات السورية وقاعدة حميميم” الروسية وأضاف بأن أكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها “يأتي من شرق الفرات” وهي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث تُقام تحت إشراف أميركا هياكل تتمتع بحكم ذاتي.
يبقى أن نذكر بأن مصير هذه المناطق مرتبط أيضاً بمدى تجاوب النظام السوري مع اللامركزية التي يطمح إلى تحقيقها الأكراد ومن معهم في الشمال السوري، ففي حين أن النظام السوري يرى ذلك محققاً من خلال المرسوم التشريعي رقم ١٠٧ للعام ٢٠١١ المتضمن قانون الإدارة المحلية الجديد، إلا أن المرسوم لم يُطبَّق في مناطق سيطرته حتى الآن.
وهكذا تنتقل عملية التوازن في الشمال السوري من كفة لأخرى، وتبقى الأمور معلّقة برغبة ومصالح اللاعبين الأساسيين، فيما يستمر كل منهم بترديد عبارة “الشعب السوري وحده من يقرر مصيره بنفسه.”
بواسطة Ahmed Hafez | أكتوبر 3, 2018 | Culture, غير مصنف
أرضي المشعّة
أرضي المشعّة كشامةٍ على كتفِ نبيّ، صارت كُحلاً لريشِ الغراب.
بيتي الفتيُّ كصفيرٍ في الغابة، سَكَتَ سكتةَ الطفلِ بين العجلات والإسفلت.
نَومي الأخَفُّ من خاتَمٍ ضائع، ثَقُلَ كمعطف المنفيّ. ظاهرُه ذكرى، وباطنُه عارٌ.
أصابعي التي حرَّرتْ سواقيَ وصدَّتْ سيولاً، عَلاها ما يعلو قضبانَ سكّةٍ مهجورة.
ما تعلّمتُه يجفُّ ويُساقِطُ على رأسي شظايا من طلاءِ سقفٍ رَطب.
تبقّى لي من الأصدقاء صبّارةٌ في الشرفة، وقلمٌ أسيِّجُ به البساتينَ التي تورق في منامي.
أقلّب الصوَرَ مثلما يتشاغل الطفل المحموم عن صدوع الجدران( وما يهبُّ منها، وما يُعَشِّش فيها) بالأخيلة التي يرسمها لهَبُ المدفأة.
” طَلَعنا بثيابنا”. جملةٌ عارية، الفعل فيها براءةٌ والاسم إدانة.
مسمارٌ من جمرٍ أدقُّه في جدار الريح، معلناً الإقامةَ تحت سقف المطر.
نقمةٌ أَرْكزُها بين الدوّامات أوتاداً لخيمةِ الممكن.
حبلٌ من ضباب أنشر عليه، كلَّ فجرٍ، غسيلَ الروح.
موجَزٌ لأخبار الطوفان أبثُّه، بما نما لي من أجنحةٍ، نقْراً على شبابيك الليل.
كففتُ عن يا و أيُّها.. لأنّ كلَّ مُنادَى قيدٌ.
كرهتُ السَّفَرَ منذ صار جبيني طريقاً.
لا أقول كغيري:” إنّ المطر في الغربة سياطٌ، والسماء فولاذٌ، والريح ندّابة”.
البصيرُ أسيرٌ أينما حلَّ. والطبيعة براءٌ ممّا نكابد ونُضمر،
وكثيرٌ من المجازات التي نتباهى بابتكارها هناك، هي وقائعُ نتبارى على النجاة منها هنا.
هنيئاً، إذاً، لمن أعانهم التيّار على حسم الصراع بين الرغبة في أمان الجسد، والخوفِ من ذهول الروح.
والرحمة لمن تاهوا مؤْثِرينَ طيشَ الأعماق على حكمة الضفاف.
مَن أنكَرَ منكم مشهداً، فليغيِّرْ قَلْبَه.
من استطابَ فيئاً، فلا يَغْفُ.
ارفعوا قواعدَ الجديد من كثبان الحيرة، لِدوا ما تثقون أنّه لن يُدحى عجيناً في هذا الفرن.
الصَّمتَ الصمت. فكم تُبِّلَت الأضاحي بأناشيد الحالمِين!
كلَّ مساءٍ أتسلّق هذه الربوة الشائكة لأَشهدَ تلاطُمَ الموج.
ما الذي يجنيه نَزيلُ المنفردة من مشقّة التطاول إلى الكوّة، حين يهرول السجناء في باحة التنفّس؟
هذا هو المضمار الذي يركض فيه الزمن حول ذاته.
نزواتُ الماء تَقرض مُثُلَ اليابسة العليا، طيورُ الآتي تجوِّفُ فزّاعاتِ الحاضر.
لكنني هنا أنسلخُ عمّا كنتُه، وأتعلَّم ألّا أُكابرَ كي أكون.
ما ينقشه الموج في الصخر يمحو صوتي، أمّا الزّبد فيُهِيلُ على لياليَّ ترابَ الفجر.
بعد قليل، يشعل الصيّادون فوانيسَهم، وتنشر الريح أرَجَ رايتي الوحيدة: قميصِ الغائب.
لن أبرح هذا الساحلَ ما دام القمر فوقه شبيهاً بوجه الفقير الصارخ أمام السّاطور.
سأشتري، كلَّ يومٍ، من بائع الخسّ والزّعتر ذي النداء العذب حِمْلَ كتفين؛ فقد تَذبلُ الحارةُ إذا نوى الرحيلَ.
أحسنَ صاحبُ هذه الشقّة المفروشة حين لم يَترك لنا فيها أيّةَ مرآة.
يقال إنني كنت، ذات يومٍ، طفلاً. لا أعرف كيف تجرّأتُ على ذلك.
أحمدُ اللهَ أنْ بَرَّأَ الينابيع التي ولدتُ قُربها من كلِّ دمٍ، فَلَمَّا شاءوها مغسلاً للمسالخ: غارتْ.
آملُ ألّا أموت قبل أن أنهي مخطوط هذه الرواية عمّا جرى في وادي النَّمل حين مرَّ موكب سليمان.
اللاذقية- حزيران-2015
الخسوف الدامي
اقترب القمر، والساعةُ معطَّلة.
ليلُ الرهائنِ ليلُنا. افتتَحه حَمَلةُ الأقفال بألعاب النار، كي تدرك السماءُ أنّ هذه البقعة من الأرض قُسِّمتْ ميداليّاتٍ بين أحزمتهم؛ فلا جدوى من تغيير فصولها أو إمطارِها بالنيازك.
واختتمتْه الأشباح بالعواء الرصاصيّ، عَلَّ الأرَقَ والبرد يُنضجان الطرائدَ الهزيلة ريثما تَبرأ الضباعُ من تخمتها.
كيف نبصر النهارَ، وفِدْيتُنا أكبر ممّا في خزائن الشمس؟
نحن الجوقة الهائمة بين كواليس المأساة.
أسلَمَتْنا مقصّاتُ تشرين لشَفراتِ كانون، وأدَّينا ما علينا:
رمَّمنا بالأنين جدرانَ هذا الحبس،
أرجَحْنا رؤوسنا أكياسَ تمارين لكلِّ سفيهٍ موشومِ الزندَين،
نَحَتْنا ظلالَنا كثباناً تجوِّفُها القوارض الفالتة من أسطول الطاعون،
فتحنا الصدور مضماراً لسباق التتابع بين أكَلة الأكباد وناهشي القلوب،
تَداوَلْنا أسماءَ المبايَعِينَ تمائمَ ضدّ كلِّ هوى ورصْداً من كلِّ أمل،
ضَفرنا شرَرَ الأحداق أكاليلَ لأطياف المغيَّبين.
لم نعرف من الجهات إلا ذلك المدى الصاخب الحنون الذي يندب فيه البحرُ على الغرقى،
ولم نَنَلْ من الهواء إلا ما يعيننا على الصفير في البرد.
وقد آن لنا أن نقف على المنصّة.
لن نتزاحم على الكوى بعدما صار المطر قضباناً والليل جلّاداً،
ولن نلوذ بالعتمات باذِرِينَ نقمتَنا تحت الشراشف.
صرختُنا كَسَرتْ مغاراتِ الجليد، وجباهُنا بساتينُ البرق.
فاسمعوا.
منذ ضاع الخاتَم
تَسندين الليلَ بأيدٍ كثيرة.
دعيهِ لقَدَره.
الصبحُ أَولى بهذا التَّعَبْ.
*
أَذِنَتْ لي سماءُ الخريف بالنِّسْيان.
كانت رُكبَتُكِ بعيدةً،
فأَوْكلتُ خدِّيْ إلى شفرات الريح.
*
بشفتيَّ رسمتُ الأرجوحةَ.
منذ ضاع الخاتَم،
صار إصبعُكِ دفتري.
*
جئتِني من المنام حافيةً.
لا شمسَ هنا ألمُّ منها جورباً،
ولا الرَّمْلُ هناك يصدُّ البحرَ عن خِفَّيْكِ.
*
أُهديَتْ لمَلاكَيْ كتفيكِ شامةٌ.
تُغْني الأيمنَ عن التدوين،
وتُعِيْنُ الأيسرَ على المحو.
*
راعي حلالِكِ في العاصفة.
موعودٌ بالأزرق منذ صيفَيْن.
ثَنِّيْها لتجفَلَ من نارهِ الذئاب.
*
أهلُكِ مَن سَيَّجوا البساتينَ بالرُّمّان.
الدمعةُ التي أقفَلتْ بابَهم،
حِبْرُ غيمةٍ ظلَّلَتْ نبيّاً.
*
كيف لمن يستضيف بَردانةً أن ينام؟
قلتُ لحمامةٍ لاذتْ بهذا السقف:
لن أعود فأخطوَ على رماد جيراني.
*
أسبِلِيْهِ. لا تُبالي بهذا الدُّوار.
اعتادت الأرض، كلما كَشَفتِ،
أن تؤنِّبنا على ما قَطفنا.
*
أنزلَتْني أدراجُ النَّغَمِ إلى قاع البحيرة.
بماذا وَعَدَ البدْرُ هذه الأحجارَ
حتّى تورَّدتْ كمخملِ أُذنيكِ؟
*
غِيْبي عن بالِ الخزّاف.
كلما مَوَّجَ خصراً تَجَعَّدَ الطينُ.
زفرَتُهُ، وهو ينقش السُّرَّةَ، جرحتْ كلَّ القوارير.
*
أرضُنا السَّهَرُ. لم نبذر غيرَ التمتمات.
لأنّ الخوف من الرَّعد يُبقيكِ على صدري،
أدَّيْتُ معهم أمسِ صلاةَ المطر.
*
يستعين الغيمُ بما نَشَرتِ في الشُّرفة،
كي تَعْذرَ الأرضُ خضوعَه للشمس.
يرتجف الحَبْلُ، قَبْلَ أن تَلُمِّي، ولو لم يَمْسَسْهُ طير.
*
كلّما لَوَّعتِ مرآةً، كسرَتها الأشباح.
الأجنحة التي استدرجتْها جُزُرُ مناماتِك،
أسَّسَ بعضُها عائلةً فوق حطام سفينة.
*
عبثاً نَفركُ الزيتونَ الذي اندسَّ تحت أظافرنا.
فوق البساط رمى البرقُ أجراسَ المدينة الخاوية.
تحسَّرتِ لأنهم لن يُخرجوا الأولادَ غداً إلى الباحة.
*
لو عَلِمَ تشرينُ رهبَتَكِ من الجراح،
ما شَقَّقَ هذه الرمّانة.
قَطَفتُها كي لا توقظكِ العصافير.
*
قلتِ: لا تَمزجِ القصيدةَ بالدَّم،
واتركنا نصغِ لقطارات المطر.
من بحَّةِ صفيرِها أيقَنّا أنّ الصُّوَرَ ضاعتْ.
*
أوقدتُ اسمي بأنفاسي.
إذا أطفأَتْهُ الريحُ، فهذا مصيرُ كلِّ لَهَبْ.
وإذا تداولَتْهُ الليالي، فلِشِدَّةِ عتمتِها لا لإعجازِ ضوئه.
اللاذقية- ت2-2017
بواسطة Motaz al-Hinawy | أكتوبر 3, 2018 | Cost of War, غير مصنف
رغم كل ما طرح في تحليل وتفسير مجريات المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش في مدينة السويداء في ٢٥ تموز ٢٠١٨ والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ٢٠٠ شخص وجرح المئات من المدنيين، ورغم تعدد الروايات المتضاربة حول تفاصيل ما جرى والمتورطين تسهيلاً أو تنفيذاً، إلا أنه لا يمكن الاستناد اليوم بعد مرور ما يقارب الشهرين على المذبحة على أي رأيٍ حول ما ستؤول إليه الأيام القادمة. فبينما يرى كثيرون أنّ ما قبل مجزرة تموز ليس كما بعدها، وأنّ ضخامة الحدث بالنسبة لمدينة عاشت شبه هدوءٍ نسبيٍ خلال سنوات الحرب السورية سيكون مفصلياً بالنسبة لمجريات الأحداث القادمة؛ إلا أنّ آخرين يرون أنّ ما جرى ليس سوى مجرّد تفصيلٍ من يوميات الحرب السورية. الأهم من الاتهامات المتبادلة والاختلافات في وجهات النظر والمواقف بين مختلف الأطراف في السويداء حول حقيقة ما حدث ومن يتحمل المسؤولية هي حالة القلق والتوتر الشديد والخوف الحقيقي الذي طرأت على حياة الناس وأصابت حركتهم بشلل شبه مطلق.
درهم سلاح يحتاج الى قنطار عقل
في أعقاب الهجوم وما رافقه من حالة توتر واستنفار لدى أهالي مدينة السويداء وقراها تشكلت لجان حماية محلية من ابناء المدينة والبلدات ونُصبت حواجز في كافة الطرق والحارات وفي مداخل القرى تحسباً لأي تسللٍ أو أي حدث طارئ، أما في القرى الشرقية التي تعرضت للهجوم فقد تم تشكيل خط دفاع كبير من المتطوعين والأهالي واللجان الشعبية بالإضافة إلى التعزيزات العسكرية التي بدأت بالتجمع والتحشيد استعداداً لعملية عسكرية في بادية السويداء.
كان لهذه الحواجز دورٌ كبيرٌ في طمأنة الناس وتهدئة مخاوفهم خاصةً وأنّ القائمين بأعمال الحراسة والدوريات هم من أبناء المنطقة، ولكن على الرغم من ذلك حدثت مواقف وأخطاء كثيرة ناجمة عن حالة الشك والتوتر كادت أن تؤدي الى حالة من الفوضى لولا تداركها واحتواؤها في اللحظات الأخيرة . ومن هذه المواقف مقتل شابين بالخطأ على أحد الحواجز في المدينة بعد أيامٍ قليلة من المجزرة، حيث كانا يستقلان دراجة نارية في وقت ٍمتأخرٍ من الليل ليتفاجآ بمجموعةٍ من الشباب المسلحين كانت قد أقامت حاجزاً مؤقتاً في أحد الطرقات فهرب الشابان ظناً منهما أنّ عناصر الحاجز من الدواعش، الأمر الذي أثار ارتياب العناصر ففتحوا نيران بنادقهم باتجاه الشابين الأمر الذي أدى إلى مصرعهما.
وفي حادثةٍ مشابهة ونتيجةً لانعدام التنسيق بين اللجان الشعبية وحالة التوتر السائدة حدث اشتباكٌ مسلح في منطقة بساتين الجبل أدى الى سقوط قتلى وجرحى. وقعت الحادثة عندما كانت إحدى السيارات التابعة للجان في دورية حراسة اعتيادية، وأثناء مرورها في أحد الطرقات وجد السائق الطريق مقطوعاً بحجارة، الأمر الذي دفعه للالتفاف والعودة خوفاً من أن تكون السيارة قد وقعت في كمينٍ، وعندما رأى عناصر الحاجز القريب السيارة قادمة باتجاههم مسرعة ظنوا أنها محاولة تسلل من الدواعش فاشتبكوا مع عناصر السيارة بالأسلحة.
لم تقتصر الأخطاء على ذلك، فقد استغلت عصابات الخطف والسرقة الأوضاع الأمنية المتوترة وغياب المحاسبة لإقامة حواجز بحجة الحماية، ويقوم عناصر هذه الحواجز بتوقيف ضحاياهم وابتزازهم وسرقة أموالهم وجوالاتهم وحتى سياراتهم وتهديدهم بتصفيتهم بحجة التعاون مع داعش، أو يقومون بخطفهم وطلب فدية ٍماليةٍ من ذويهم لإطلاق سراحهم. وبالطبع فإن أغلب المستهدفين كانوا من النازحين إلى السويداء من خارجها أو من عشائر البدو المتواجدة في المنطقة.
كما تجلت الخلافات الشخصية والحساسيات العائلية الموجودة في بعض المناطق بشكلٍ واضح بعد المجزرة، فكل طرفٍ يريد أن ينسب البطولات له ويتهم الطرف الآخر بالتخاذل والتقصير، ووصلت المزاودات إلى حدٍّ هزلي تجلى في تفاصيل سطحية، فعلى سبيل المثال تنافست بعض العائلات حول عدد أفرادها الذين يقفون على الحواجز، فيما قام بعض الأشخاص بتوزيع حلويات على السيارات المارة على الحاجز بحجة إعطاء صورةٍ حضارية عن المكان، بينما كان القصد من ورائها إغاظة الجهة المنافسة والمزاودة عليها في مشاهد تذكرنا بمسلسل الخربة الذي تدور أحداثه في المنطقة. وفي سياق ذلك كان أبناء إحدى القرى قد أقاموا دوريات حراسة على الحواجز في أوقات النهار والليل في حركةٍ تعد الوحيدة بين كافة قرى السويداء، وتكمن المفارقة أنّ موقع القرية يتوسط المحافظة والخطر عليها شبه معدوم، كما أن غالبية من كانوا يقفون في النهار هم تجار المازوت المهرب سابقاً والفاسدون المعروفون للجميع .ومن التفاصيل اليومية على الحواجز أيضاً، قيام بعض الشباب باستعراضاتٍ ذكورية برفقة أسلحتهم على الملأ وتصوير أنفسهم في “سلفيات” ونشر صورهم أثناء دوريات الحراسة على صفحاتهم على الفيس بوك.
وكان الكثير من الشباب قد رفضوا الوقوف على الحواجز والقيام بالحراسة معتبرين أنّ الموضوع مجرّد تزلف واستعراض مظاهر، وقد يكونوا محقين في ذلك، إلا أنّ بعض من رفضوا المشاركة هم بالأساس من الحزبيين وممن كانوا يوزعون شعارات الوطنية والبطولة من بيوتهم ومكاتبهم.
ارتياب من الحياة الطبيعية
أدت المجزرة إلى تغير الحياة اليومية للناس حيث يسود جوٌ من الخوف والترقب والتوتر في المنطقة، الأمر الذي جعل الناس تُمضي أوقاتها في تصفح صفحات الأخبار المحلية كـ”السويداء 24” ومتابعة أي حدثٍ مستفسرين عن مصدر أصوات الرصاص التي تخرج هنا وهناك بين الحين والآخر. كما شكلت القطط والكلاب في جولاتها الليلية مصدر هلعٍ بالنسبة للكثير من الناس الذين باتوا متوجسين من أية حركة أو صوت غير مألوف، فمثلاً في إحدى الليالي اشتبه حارس إحدى المنشآت بحركةٍ وأصواتٍ بالقرب من المكان، فما كان منه إلا أن اتصل بصاحب المنشأة ليأتي الأخير مع مجموعة من أقاربه ليفتحوا نيران أسلحتهم بشكلٍ هستيريٍ وعشوائي باتجاه المنطقة المحيط بالمنشأة. ونتيجة لسماع أصوات الرصاص هبّ شباب القرية والقرى المجاورة لمؤازرة المجموعة في ظاهرة تسمى في السويداء بالـ “الفزعة” وقاموا بتمشيط المكان ليتبين أنّ مصدر الحركة المريبة كان كلباً حاول مهاجمة دجاجات الناطور الأمر الذي تسبب في كل تلك الاستنفارات وإطلاق الرصاص.
وفي حادثةٍ أخرى، انقطع التيار الكهربائي نتيجةً لعطلٍ فنيٍ في منتصف الليل تقريباً، ليلتها لم ينم أهالي السويداء، فليلة هجوم داعش انقطع التيار الكهرباء أيضاً، الأمر الذي جعل الناس تمضي ليلتها في الشوارع وعلى أسطح البيوت والحواجز.
وفي تفصيلٍ لا يخلو من الطرافة أيضاً احتار الشبان في أمر ذقونهم التي كان إطلاقها بكثافة أمراً عادياً قبل الأحداث الأخيرة، ولكن بعد المجزرة بات منظر الذقون الطويلة يثير الشك والخوف والريبة، الأمر الذي دفع العديد من الشبان الى حلاقة ذقونهم احترازياً. ولكن مع سريان إشاعات جديدة تقول إنّ عناصر الجيش السوري وخلال مداهمتهم لبعض المغائر التي كان يختبئ فيها عناصر التنظيم وجدوا معدات حلاقة وآثاراً لشعرٍ محلوقٍ لإخفاء هويتهم، هنا انقلبت الآية رأساً على عقب وبخاصة لدى الأشخاص الذين لهم ملامح قد يخالها المرتاب أنها مغايرة لسحنة أهل المنطقة، الأمر الذي دفع الكثيرين لتخفيف ذقونهن وتحديدها وإضفاء موديلات عليها، أو ارتداء رموز وقلادات دينية في أعناقهم، أو التحدث بلكنة المنطقة المميزة وبصوت ٍعالٍ مستبقين سؤال العناصر على الحواجز فتسمع عبارات مثل: (الله محي الشباب، أنا فلان ابن فلان، درزي ابن درزي،)، وأحياناً يعقب الشخص مازحاً ولكسر التوتر: حقكم والله تدققوا شكلي طالع مثل الدواعش!
وعلى الرغم من الأخطاء والتفاصيل اليومية المقيتة التي تحدث على الحواجز التي يحرسها المتطوعون من أبناء المدينة، يبقى الرضى عنها محط إجماع معظم الناس وبخاصة عند مقارنتها بالحواجز الأمنية ذات السمعة السيئة، فالجميع بات يدرك أنّ من واجبه ومسؤوليته حماية منطقته وأهله في وقت لاتزال المعارك على أشدها في البادية، ومازال خطر التنظيم الذي أسر العشرات من المدنيين أثناء ارتكابه للمجزرة قائماً في كل لحظة ويقوم بين الحين والآخر بإرسال رسائل مرعبة عبر إعدام الأسرى تدريجياً للضغط وإجبار الحكومة السورية والأهالي للتفاوض مع التنظيم.
بواسطة Salon Syria Team | أكتوبر 2, 2018 | Media Roundups, Reports, Syria in a Week
The Syria Quarterly Report is a collection of articles, summaries, and links curated by Salon Syria and Jadaliyya. This report is a collaboration that includes Salon Syria’s weekly summaries and Jadaliyya’s weekly media roundups that address the main events of that week, as well as articles about them, in relation to the Syrian conflict. The Syria Quarterly Report aims to assist in creating a selective but foundational archive of materials from 2018 onwards.

إن هـذا التقريـر الفصلـي عـن سـوريا هـو مجموعـة مـن المقـالات والملخصـات والروابـط التـي اختارهـا كل مـن موقـع صالـون سـوريا وجدليـة. وهـذا التقريـر عبـارة عـن تعـاون يشـمل الملخصـات الأسـبوعية لصالـون سـوريا والتقاريـر الأخباريـة الأسـبوعية لجدليـة التـي تعالـج الأحـداث الرئيسـية التـي تجـري أسـبوعيًا، بمـا فيـه المقـالات المكتوبـة عنهـا والتـي تتنـاول الصـراع فـي سـوريا. ويهـدف التقريـر
الفصلـي السـوري إلـى المسـاعدة فـي بنـاء أرشـيف انتقائـي وتأسيسـي للمـواد بـدءًا مـن ٢٠١8 فصاعـدًا.




بواسطة Syria in a Week Editors | أكتوبر 1, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week, غير مصنف
“سوريا الروسية” الذكرى الثالثة
٣٠ أيلول/سبتمبر
اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الاحد أن أكثر من ١٨ ألف شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، قتلوا في غارات جوية روسية في سوريا منذ بدأت موسكو تدخلها العسكري قبل ثلاث سنوات. وبدأت روسيا، الحليفة القوية لنظام الرئيس بشار الأسد، شن غارات جوية في سوريا في ٣٠ أيلول/سبتمبر ٢٠١٥، بعد أكثر من أربع سنوات على اندلاع النزاع المدمر. ومذاك، قتل ١٨٠٩٦ شخصا، بحسب المرصد الذي قال أن هذا العدد يشمل ٧٩٨٨ مدنياً أو نحو نصف إجمالي القتلى.
كما قتل في هذه الضربات ٥٢٣٣ من مسلحي تنظيم “داعش”، بينما باقي القتلى هم من فصائل أخرى من الإسلاميين والجهاديين، بحسب المرصد. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان والحكومات الغربية الغارات الجوية الروسية واعتبرت أن القصف كان عشوائيا واستهدف البنى التحتية المدنية وبينها المستشفيات. وذكرت منظمة “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني السوري في مناطق المعارضة، في تقرير الأحد أنها قامت بعمليات انقاذ في عشرات عمليات القصف على مبان منذ ٢٠١٥. وأشارت الى غارات روسية على ١٩ مدرسة و١٢ سوقاً عاماً و٢٠ منشأة طبية خلال السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى ٢١ من مراكز الإنقاذ التابعة لها.
دعوة أميركية لفرنسا الى سوريا
٣٠ أيلول/سبتمبر
يتوجه وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى باريس الثلاثاء لبحث ملف مكافحة الإرهاب مع الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الجيوش فرانسواز بارلي، والوجود العسكري الفرنسي في سوريا خصوصا. وخلال هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا، وهي الأولى لماتيس الى فرنسا منذ توليه منصبه مطلع عام ٢٠١٧ ، سيتقدم بالشكر من “فرنسا وتهنئتها على حملات مكافحة الارهاب التي تسير بشكل جيد في غرب أفريقيا والمشرق”، وفقا للمتحدث باسم البنتاغون اريك باهون الاحد.
وفي حين يطلب النظام السوري من القوات العسكرية الاميركية والتركية والفرنسية مغادرة سوريا “على الفور”، تأمل واشنطن أن تبقي باريس قوة خاصة في شمال البلاد حيث تسيطر “قوات سورية الديمقراطية” حليفة التحالف الدولي المناهض للجهاديين.
واضاف المتحدث “سنبقى في سوريا طالما كان ذلك ضروريا” حتى لا يعود الجهاديون مجددا. وتابع ان “التحالف سيبقى في سوريا وهو الذي سيقرر ما إذا كانت فرنسا او المانيا او اي دولة اخرى ستبقى هناك. وفرنسا احدى دول التحالف القليلة التي تساعدنا في سوريا، لذا نأمل في بقائها هناك.”
تشارك فرنسا في المعارك ضد داعش في العراق وسوريا داخل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مع مقاتلات ومدفعية وقوات خاصة تقدم المشورة للمقاتلين الأكراد. وليست هناك أي أرقام محددة عن القوات الخاصة، التي نادراً ما تعترف السلطات الفرنسية بوجودها على الأرض. لكن في نيسان/أبريل الماضي، كشف ماتيس أن “الفرنسيين ارسلوا الى سوريا قوات خاصة لتعزيز صفوف التحالف خلال الأسبوعين الماضيين.”
وقد طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت امام الامم المتحدة برحيل الفرنسيين، والأميركيين والاتراك من سوريا منددا ب “التحالف الدولي غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة” المنتشر في سوريا “تحت ذريعة محاربة الإرهاب.” بعد باريس، يتوجه ماتيس الى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي يومي الأربعاء والخميس.
وكان المسؤول الأميركي عن الملفّ السوري جيمس جيفري، اعلن أنّ الولايات المتحدة ستُبقي على وجودها في سوريا ما دامت إيران موجودة هناك، لكنه أشار إلى أنّ الدور الأميركي لن يتطلب بالضرورة وجود جنود. وكان جيفري يوضح بذلك تعليقات أدلى بها في الآونة الأخيرة مسؤولون كبار بدا أنّهم يقترحون بقاء قوّات إلى أجل غير مسمّى لمواجهة إيران.
وفي حال بقيت تلك القوّات إلى أجل غير مسمّى، فإنّ هذا سيُغيّر بشكل جذري المهمّة التي سمح بها في سوريا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، للمرّة الأولى والتي حدّدت لها هدفاً يتمثّل في هزيمة تنظيم داعش الذي يَعتبر أيضاً أن إيران عدوّة له. وقال جيفري إنّ الجنود الأميركيين المنتشرين على الأرض “لديهم حالياً مهمة إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش.”
“تغيير الأسد… بالدستور”
٢٨ أيلول/ سبتمبر
دعت “المجموعة المصغّرة” حول سوريا، التي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن، مبعوث الأمم المتحدة الخاصّ ستيفان دي ميستورا إلى تنظيم أوّل اجتماع للجنة مكلّفة صياغة دستور، وذلك في أسرع وقت ممكن، من أجل إجراء انتخابات في هذا البلد.
وشدّد الوزراء في بيانهم المشترك على أنه “لا يوجد حلّ عسكري للحرب”، معتبرين أنه ليست هناك من “إمكانية أخرى سوى الحل السياسي.” وحذّروا من أنّ “أولئك الذين يسعون إلى حلّ عسكري لن ينجحوا إلا في زيادة خطر التصعيد الخطير وفي توسيع نطاق الأزمة التي ستُشعل المنطقة برمّتها وخارجها.”
وكان المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري قال في حديث إلى “الشرق الأوسط” في نيويورك: “لا يوجد هدف أميركي بإزاحة الأسد. سنكون سعداء إذا رحل وأعلن رحيله من تلقاء نفسه؛ لكن هذا ليس هدفنا، فالهدف لدينا هو ظهور سوريا مختلفة لا تهدد شعبها أو جيرانها، ولا تستخدم السلاح الكيماوي، ولا تطرد اللاجئين والنازحين إلى خارج أراضيها، ولا توفر لإيران منصة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل. وأيضا من أهدافنا محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب. مصير الأسد أمر يقرره السوريون، وإذا استطاع الأسد قيادة سوريا في هذا الاتجاه فهو أمر ربما يأخذه السوريون في الاعتبار.”
واضاف: “تمت إزاحة (رئيس الوزراء العراقي السابق نوري) المالكي من منصبه من خلال الدستور؛ لأنه لم يستطع منع “داعش” من السيطرة على مناطق بالعراق، ولم تحدث في أي دولة بمنطقة الشرق الأوسط إزاحة قائد لأنه لم يكن عند توقعات شعبه، وأن تتم إزاحته من خلال عملية دستورية. قد كنت موجودا حينما تمت صياغة الدستور العراقي، وكنت متشككا؛ لكن العراقيين آمنوا بالدستور، ولا أعرف ما الذي يمنع سوريا من المضي في هذا الاتجاه.”
سلاح ادلب الثقيل… ثقيل
١ تشرين الأول /أكتوبر
تضاربت الأنباء حول بدء فصائل سورية معارضة سحب السلاح الثقيل من “المنطقة العازلة” في شمال سوريا بموجب الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في سوتشي في ١٧ سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال ناجي مصطفى، الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تضم عدداً من الفصائل المقاتلة الأحد: “لم يتم سحب السلاح الثقيل من أي منطقة من المناطق أو أي جبهة من الجبهات. الكلام منفي؛ منفي بشكل قاطع”، عقب إعلان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” صباح أمس عن بدء أول عملية سحب آليات ثقيلة لمجموعات من “فيلق الشام.”
وينص الاتفاق الروسي – التركي الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي الروسية على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق بين ١٥ و٢٠ كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.
ويتضمن الاتفاق الذي جنّب إدلب، آخر معقل للفصائل، هجوماً واسعاً لوحت به دمشق، أن تسلّم كل الفصائل الموجودة في المنطقة العازلة سلاحها الثقيل بحلول ١٠ أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وينسحب الجهاديون تماماً منها بحلول ١٥ من الشهر نفسه، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة عسكرية روسية.
وظهرت عقبة مع إعلان فصيل “جيش العزة” السوري المعارض الذي ينشط تحديداً في ريف حماة الشمالي، في بيان رفضه الاتفاق؛ في أول رفض علني يصدر عن تنظيم غير متطرف، بعدما كانت “الجبهة الوطنية للتحرير”، وهي تحالف فصائل معارضة بينها “حركة أحرار الشام”، رحبت مطلع الأسبوع بالاتفاق، مع تأكيدها “عدم ثقتها” بالجانب الروسي.
كما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” التي تسيطر على أكثر من نصف مساحة إدلب وكانت أعربت سابقاً عن رفضها “المساومة” على السلاح، لكنها كانت تجري محادثات داخلية مكثفة الأحد لاتخاذ قرار نهائي بشأن موقفها من الاتفاق، بحسب “المرصد”. وأعلن تنظيم “حراس الدين” قبل أسبوع في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي وأكده “المرصد”، رفضه “هذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها.”
خلافات حول تفسير إدلب
٢٩ أيلول/سبتمبر
ظهرت أربع نقاط خلاف بين موسكو وأنقرة على تفسير اتفاق سوتشي، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، حول إدلب. ونص الاتفاق على إقامة “منطقة عازلة” في مناطق المعارضة شمال سوريا، وليس ضمن خطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة. كما تضمن جدولاً زمنياً لسحب السلاح الثقيل في العاشر من الشهر المقبل، و«”لتخلص من المتطرفين” في ١٥ من الشهر ذاته. وقالت مصادر إن موسكو أبلغت طهران ودمشق وأنقرة، أنه “في حال لم يتم الوفاء بالموعدين، سيتم فوراً بدء العمليات العسكرية والقصف الجوي.”
وبحسب المصادر، يتعلق الخلاف الأول بعمق “المنطقة العازلة”، بين ١٥ و٢٠ كيلومتراً، وسعت موسكو لضم إدلب ومدن رئيسية إليها مقابل رفض أنقرة. ويتناول الخلاف الثاني طريقي حلب – اللاذقية، وحلب – حماة، ذلك أن روسيا تريد أن تعودا إلى دمشق قبل نهاية العام، في حين تتمسك أنقرة بإشراف روسي – تركي عليهما.
وإذ يخص الخلاف الثالث مصير المتطرفين، بين رغبة أنقرة في نقلهم إلى مناطق الأكراد، وتمسك موسكو بـ”قتل الأجانب منهم”، يختلف الجانبان حول مدة اتفاق سوتشي. وقالت المصادر: “موسكو تريده مؤقتاً مثل مناطق خفض التصعيد في درعا وغوطة دمشق وحمص، فيما تريده أنقرة دائماً، مثل منطقتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون).”
تأجيل فتح معبر نصيب
٢٩ أيلول/سبتمبر
قالت وسائل إعلام سورية رسمية يوم السبت إن معبر نصيب الحدودي مع الأردن سيعاد فتحه في العاشر من تشرين الأول أكتوبر وذلك بعد ثلاثة أعوام من إغلاق المعبر التجاري المهم على يد مقاتلي المعارضة. وكان بيان سابق لوزارة النقل أعلن أن حركة الشاحنات والسلع عبر المعبر عادت بالفعل. لكن الحكومة الأردنية نفت ذلك قائلة إن “الجانبين مستمران بدراسة موضوع فتح الحدود.”
وبعد النفي الرسمي من جانب عمان، نشرت وسائل إعلام رسمية سورية بياناً جديداً أعلنت فيه وزارة النقل “إنهاء الاستعدادات اللوجستية لإعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن في العاشر من الشهر المقبل والبدء باستقبال حركة عبور الشاحنات والترانزيت.” ويعتبر المعبر ممراً اقتصادياً حيوياً لسوريا والأردن ولبنان. (رويترز)
أس 300 والوجود الإيراني!
٢٧-٢٩ أيلول/سبتمبر
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة إن عملية تسليم نظام الدفاع الصاروخي إس-300 لسوريا بدأت بالفعل وحذر القوى الغربية من محاولة تقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات. وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال يوم الاثنين إن بلاده ستسلم النظام الصاروخي لسوريا خلال أسبوعين رغم اعتراضات قوية من إسرائيل والولايات المتحدة. وقبل أسبوع من ذلك، اتهمت موسكو إسرائيل بالتسبب بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا.
كما قال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن إسرائيل ستندم إذا واصلت مهاجمة الجيش السوري وحلفائه. وأدلى شمخاني بهذه التصريحات خلال لقاء مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران.
بالمقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا بعد أن أعلنت روسيا أنها ستزود حليفتها سوريا بنظام صاروخي متطور مضاد للطائرات. وقال “سنواصل العمل على منع ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا وسنواصل التنسيق العسكري بين جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي.”
وقال البيت الأبيض إنه يأمل أن تعيد روسيا النظر في خطوة تسليم منظومة أس 300 إلى النظام السوري، التي وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأنها “تصعيد خطير” للحرب المستمرة منذ سبع سنوات. وأوضح بولتون أن هناك حاجة لعملية سياسية لإنهاء الحرب في سوريا لكن خطط روسيا بشأن النظام الصاروخي تجعل ذلك صعبا. وأضاف أن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا ما دامت إيران باقية هناك. وقال بولتون “لن نغادر ما دامت هناك قوات إيرانية خارج حدود إيران ويشمل ذلك وكلاء إيران وميليشياتها.” (رويترز)
جدل الأوقاف
٣٠ أيلول
أثار المرسوم رقم ١٦ تاريخ ٢٠ أيلول ٢٠١٨ المتعلق بوزارة الأوقاف جدلاً واسعاً نتيجة صدوره دون توزيع مسودة المرسوم ومناقشتها بطريقة شفافة، والأهم هو مضمون المرسوم الذي يوسع من صلاحيات الوزارة والوزير، بما في ذلك تحديد فترة ولاية المفتي إلى ثلاث سنوات بدلاً من مدى الحياة، وتعيينه بناءً على اقتراح وزير الأوقاف. بالإضافة إلى قضايا جدلية مثل تشكيل فريق ديني شبابي.