بواسطة Syrian Female Journalists Network SFJN | أغسطس 16, 2019 | Cost of War, Culture, Reports, غير مصنف
هناك حاجة لتحسين المحتوى الإعلامي النسوي السوري وجعله أكثر تمثيلاً لتنوع خبرات النساء السوريات واحتراماً لتجاربهن ودورهن في المجتمع. سعياً لتحقيق هذه الحاجة، عقدت شبكة الصحفيات السوريات جلسة حوارية بعنوان”التعاون المشترك بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز المحتوى النسوي” ضمن مؤتمرها السنوي في مدينة اسطنبول التركية، في شهر حزيران ٢٠١٩. هدفت الجلسة لإيجاد سبل تعاون جديدة وتعزيز التنسيق ما بين المؤسسات الإعلامية من جهة ومنظمات المجتمع المدني ذات التوجه النسوي والنسائي من جهة أخرى.
استقطبت الجلسة مجموعة متنوعة الخبرات من المتحدثات، فقد قامت رؤى الطويل (مديرة برنامج “جندر رادار”) بتيسير الحوار، وشاركت فيه ديما موسى (عضوة مؤسسة في الحركة النسوية السياسية السورية، ونائبة رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية)، ووضحة عثمان (مديرة جمعية رفقاً، ورئيسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمرأة في حماة وريفها). وساهمت في مداخلات عن بعد كل من فيان محمد (صحفية مستقلة وعضوة فريق “جندر رادار” في القامشلي)، و سهى الراوي (مديرة برامج العنف المبني على النوع الاجتماعي في منظمة نقطة بداية) من غازي عنتاب.
تطرقت الجلسة بدايةً للتعريف ببرنامج “جندر رادار”، والهدف من تحليل الخطاب النقدي للمؤسسات الإعلامية، وتحليل السياقات المختلفة المؤثرة في إنتاجه. كما ناقشت الجلسة آلية تطوير الهيكليات والسياسات ضمن المؤسسات بما يجعلها مراعية للنوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين.
تميزت الجلسة باستعراض المشاركات لتجاربهن العملية، فمثلاً تحدثت فيان محمد عن تجربتها في برنامج “جندر رادار”، الذي نفذته مؤسسة شبكة الصحفيات خلال العام ٢٠١٨ مركزة على تغطية قضايا النساء في الخطاب الإعلامي. أكدت فيان أن “التحليل النقدي للخطاب جندرياً هو أداة مفيدة وممتعة لارتدائه كنظارة بشكل دائم بهدف نقد الممارسات اليومية، وأيضاً النظر للخطاب الإعلامي، وملاحظة إقصائه للنساء، ووجهات نظرهن،” وأضافت: “من المهم تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني والحركات السياسية وتحديداً النسائية، لأننا نفتقر لهذا التعاون، على سبيل المثال في مدينتي القامشلي، لا يوجد ورش لتمكين النساء على القيادة السياسية، ومن المهم العمل على توفير مثل هذه الفرص والضغط على الحركات السياسية من أجل إشراك النساء لتصبحأصواتهن حاضرة.”
ابتعاد النساء عن المشاركة الإعلامية: أسباب وحلول
ناقش الحضور من ممثلات وممثلي منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية الأسباب التي قد تدفع بالنساء للنأي بالنفس عن المشاركة كمصادر إعلامية في المجالات المختلفة خاصةً في المجال السياسي. أشار العديد من الحاضرين/ات أن محدودية الظهور الإعلامي للنساء قد تعود لخوفهن من التعرض لانتهاك أو نقد يمس خصوصيتهن. أيضاً تم توجيه اللوم للمؤسسات الإعلامية التي لا تسعى في كثير من الأحيان لتحقيق التوازن الجندري في المصادر الإعلامية. فعلى سبيل المثال، تستضيف الوسائل الإعلامية غالباً الخبراء الرجال خاصة عند التطرق للمواضيع السياسية والعسكرية، ونادراً ما تتم استضافة خبيرات نساء. أما رؤى الطويل فترى أن سبب عدم ارتياح النساء للظهور في الوسائل الإعلامية أو في المجال العام، قد يعود للتنشئة الاجتماعية والعيش وسط مجتمع ذكوري، ما يدفع كثيراًمن النساء لتفادي الانخراط في المجال السياسي.
كحل لتفادي الإقصاء الإعلامي للنساء، اقترحت ديما موسى على المؤسسات الإعلامية أن تستفيد من تجربة عمل الحركة النسوية السياسية السورية التي تحاول “من خلال عضواتها وأعضائها الوصول لخطاب جامع من منطلق المواطنة المتساوية.” وأكدت ديما “أنه يوجد في الحركة أكثر من 100 امرأة في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والطب، والمجال الإنساني” وأن عضوات الحركة “جاهزات للتعامل مع المؤسسات الإعلامية.”
ومن الحلول الإضافية التي اقترحها الحضور أهمية توفير تدريبات للنساء اللواتي يتعاملن مع الوسائل الإعلامية، ورفع الوعي بأهمية مشاركة آرائهن مع الإعلام. و أشار الحضور إلى أنه يجب توفير تدريبات التمكين السياسي للنساء والرجال على حد سواء لزيادة الوعي الجندري. وهنا أكدت سهى الروايأن المهم ليس فقط العمل على التمكين السياسي للنساء بل أيضاً خلق توعية سياسية لديهن بما يجعلهن مؤثرات كقوة فاعلة في سوريا. ولخصت سهى رأيها بأنه: “يوجد توجه عام لمشاركة النساء فقط من أجل تحقيق الكوتا، وتحقيق تمثيل للنساء في اجتماع أو ورشة، لأن المانح يضغط في هذا الاتجاه، ولكن على أرض الواقع لا تكون النساء حاضرات بشكل حقيقي وإنما فقط واجهة، نحن نتمنى الضغط والمطالبة أكثر لتأخذ النساء فرصتهن في المشاركة الحقيقية”.
محاربة تنميط النساء إعلامياً
أجمع أغلب الحاضرين/ات ضمن الجلسة على أن الصورة النمطية للنساء كضحايا تطغى على الخطاب الإعلامي خاصة عند تغطية حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، في حين يتم تجنب تغطية قصص النساء التي تُظهرهن كعضوات فاعلات بطريقة إيجابية في المجتمع.
وأكدت سهى الراوي أن الإعلام يجب أن يدعم جهود منظمات المجتمع المدني كمنظمة “نقطة بداية” في توفير الدعم النفسي الاجتماعي للناجيات من العنف واستهداف الرجال كشركاء لوقف العنف الجندري.
وأكدت سهى أهمية تعزيز التعاون والشراكة ما بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية، كالتعاون الناجح ما بين مؤسسة شبكة الصحفيات السوريات ومنظمة النساء الآن في العام ٢٠١٨ في تنفيذ أنشطة حملة 16 اليوم لمناهضة العنف ضد النساء.
وأشارت وضحة عثمان إلى مثال تعاون ناجح آخر ما بين مؤسسة شبكة الصحفيات السوريات و جمعية رفقاً، حيث تم تدريب مجموعة من اليافعات على الكتابة الحساسة للنوع الاجتماعي. إلا أن وضحة نوهت إلى تحديات العمل الإعلامي التي تواجه الكثير من الكتاب والكاتبات فعادةً ما تبحث المؤسسات الإعلامية عن المقالات التي تُحقق لها المزيد من القراءات أو المشاهدات، وتفرض على الكتاب والكاتبات عدم تناول العديد من النقاط التي لا تتناسب مع توجهات المؤسسة. وكمثال عملي، تحدثت وضحة عن تجربتها عندما كتبت مقالاً في احدى المواقع الإلكترونية عن نظرة السوريين/ات للحج على أنه ليس فريضة فقط، بل نقطة التقاء لهم/ن، وذكرت قصة سيدة هربت من مناطق سيطرة بعض الفصائل، إلا أن الموقع نشر المقال تحت عنوان “الحج هو طريق للهروب من داعش” مما حرّف مضمون المقال وشكل تهديداً عليها.
أكدت وضحة أن العديد من النساء اليوم لا يُفضلن العمل في المجال المدني ومراكز صنع القرار بسبب الخوف من الهجوم الذي قد يتعرضن له لكونهن نساء. و استشهدت بمثال تعامل الإعلام مع المعتقلات السياسيات، إذ عادةً ما يتم تجاهل وتناسي نضالهن ونشاطهن السياسي المسبب لاعتقالهن، وإثارة الشفقة تجاههن إعلامياً، ما يشكل ضرراً مضاعفاً عليهن ويؤدي لانسحابهن من المجال العام. واختتمت وضحة رسالتها بأن “المرأة جزء من الحل، يوجد نساء في الداخل السوري لا يعلمن بوجود القرار ١٣٢٥ في حين يقمن بتنفيذه في حياتهن اليومية، ودورنا إيصال صوتهن للإعلام وتعزيز ثقافة النجاح لديهن”.
توصيات لتحسين تغطية الإعلام لقضايا النساء
اختتمت الجلسة بمجموعة توصيات في سبيل تحقيق تعاون أمثل بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني في سبيل تحسين واقع النساء في الإعلام. ويمكن تلخيص أهم توصيات الجلسة بضرورة: أولاً، العمل على تسليط الضوء على التاريخ النضالي للنساء في الإعلام. ثانياً، خلق الوعي لدى المؤسسات الإعلامية بجدوى مشاركة النساء كمصادر إعلامية عبر مشاركة قائمة بأسماء النساء اللواتي يعملن في المجال العام ممن ليس لديهن مشكلة بالظهور الإعلامي مع هذه المؤسسات، وعبر المطالبة بوجود كوتا إعلامية على غرار مبدأ تطبيق الكوتا السياسية. ثالثاً، توفير تدريبات للنساء من مجالات متنوعة تتعلق بشكل وطريقة ظهورهن الإعلامي عبر المؤسسات الإعلامية المختلفة. رابعاً، العمل على تحسين خطاب منصات التواصل الاجتماعي سيما للمؤسسات الإعلامية، فمثلاً ما قد يشجع كثير من النساء على الظهور الإعلامي التركيز على دورهن كمسؤولات وفاعلات في المجتمع أكثر من دورهن كضحايا. خامساً، تضامن وتعاون مؤسسات المجتمع المدني والحركات النسوية لتنفيذ ورشات تمكين للنساء تزيد من وعيهن السياسي.
بواسطة Syria in a Week Editors | أغسطس 15, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.
Ceasefire Collapses in Idlib
Reuters
8, 10 August 2019
The Syrian Observatory for Human Rights (SOHR) and the military media unit for Hezbollah saidthat the Syrian army captured a strategically important town in Idlib in the rebel’s last major enclave. The capture of al-Hobeit represents the most significant advance the army has made in Idlib governorate since the start of its offensive three months ago, the SOHR said. The Hezbollah media unit described the town as the gateway to the southern countryside of Idlib, to the main Damascus-Aleppo highway and to the city of Khan Sheikhoun.
Rebels have not yet commented on the fighting around al-Hobeit but this week acknowledged losing ground nearby as the army ramped up its offensive after a brief ceasefire. Fighting on Saturday killed more than one hundred fighters from both sides as the army and its allies unleashed about two thousand air and artillery strikes against rebels dug into Syria’s northwest, the SOHR said.
The three-month offensive has made slower progress than any by the Syrian government since Russia entered the war on its side in 2015, prompting a run of military victories that have brought most of Syria back under its rule.
Turkish War Drums
Reuters
5 – 8 August 2019
Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu saidon Thursday that his country will not let plans for a safe zone in northeast Syria stall over negotiations with the United States. This comes a day after Washington and Ankara announced plans for a joint headquarters but offered few details.
Washington and Ankara have been at odds over plans for northeastern Syria, where US allies on the ground in the battle against ISIS include groups that Turkey considers an enemy. The NATO allies have been discussing a safe zone near the Turkish border that would be kept free of fighters and heavy weapons, but Turkey wants it to extend more than twice as far into Syria as the United States has proposed. Turkey has suggested it will act militarily if the United States fails to agree to a solution that will safeguard the border. Three days of talks between military delegations ended on Wednesday with the announcement that Washington and Ankara would set up a joint operation center in Turkey to coordinate and manage the safe zone. But no agreement has been announced on key details, including the size of the zone and the command structure of joint patrols that would be conducted there.
Speaking at a news conference on Wednesday, Erdogan saidthat talks with the United States had progressed in a “really positive” direction. “What really mattered here was the issue of this step being taken on the east of the Euphrates, and this is now being realized together with the Americans,” he said.
Explosion in al-Qahtanieh
Reuters
7 August 2019
Local police saida car bomb killed three children near a village post office on Wednesday in al-Qahtanieh in northeast Syria, controlled by Kurdish forces who warn they face jihadist sleeper cells. Police spokesman, Ali Hassan, described it as “a terrorist blast” that had sought to target a military vehicle.
In recent weeks, a series of attacks, including car bomb blasts, has hit towns and districts in northeast Syria under the control of the Kurdish People’s Protection Units (YPG) and its allies. Two rigged motorcycles exploded a day before in Hasaka city, killing a fifteen-year-old-boy, police said. Last month, the Islamic State (IS) claimed a car bomb that injured eight people in front of a church in Qamishli city.
Syrian Kurdish leaders have warned of the risk sleeper cells pose after the US-backed Syrian Democratic Forces (SDF), which the YPG leads, defeated the last IS enclave in eastern Syria this year.
The Awaited Committee!
Reuters
9 August 2019
Gennady Gatilov, Russia’s ambassador to the United Nations in Geneva, saidon Friday Russia hopes that an agreement can be reached soon under UN auspices on forming Syria’s new constitutional committee and that it can convene in Geneva as early as September.
Formation of a constitutional committee is a key to political reforms and new elections meant to unify Syria and end an eight-year-old war which has killed hundreds of thousands and displaced about half of Syria’s pre-war twenty-two million population.
Last month in Damascus after talks, Special Envoy Geir Pedersen said that the United Nations was close to agreement with Syria on setting up the constitutional committee, a long-awaited step in the stalled peace process.
The Russian envoy told a briefing on Friday that he expected Pedersen to announce agreement on its composition soon after the conclusion of negotiations between the Syrian government and the opposition. “It is a significant progress and it opens the way for first of all starting the work of the constitutional committee and in general the way to a political solution of the Syrian crisis,” he said.
Jenifer Fenton, Pedersen’s spokeswoman, said: “The Special Envoy looks forward toward the conclusion of the composition and the rules of procedures for the Constitutional Committee. Russia’s active support of the UN political effort toward ensuring a comprehensive political solution that is Syrian owned and led, and in line with Security Council resolution 2254 – is appreciated.”
In Ankara, Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu said on Thursday the process of establishing a Constitutional Committee had reached the final stage. “We currently object to one name. Russia is doing what is necessary for this person to be changed,” he said.
Canadian Baxter Released
Reuters
9 August 2019
A Canadian citizen held in Syria has been released, and appeared at a news conference in Beirut on Friday. “I thought I would be there forever,” said Kristian Lee Baxter, who was detained last year, breaking down in tears.
Baxter attended the press conference with the Lebanese General Security Chief, Abbas Ibrahim, who mediated for the release of the US citizen Sam Goodwin from Syria along with the Canadian ambassador, Emmanuelle Lamoureux, last month. Ibrahim said Baxter had been detained for reasons related to breaking Syrian law.
It was not clear what Baxter was doing in Syria when he was detained and Canadian ambassador said she could not give details about the case.
بواسطة Badrkhan Ali | أغسطس 13, 2019 | Culture, غير مصنف
اهتم المستشرق والباحث والدبلوماسي الفرنسي روجيه ليسكو(1914-1975م) بالآداب الشرقية، وبشكل خاص الأدب الفارسي والأدب الكردي. جمع الكثير من القصص والمرويات الشفاهية الكردية ونشرها، كما كان له إسهامٌ كبير في كتابة قواعد اللغة الكردية مع المثقف الكردي المعروف جلادت بدرخان، من خلال مؤلفهما الشهير «قواعد اللغة الكردية، اللهجة الكرمانجية» بالفرنسية، والذي ترجم إلى العربية أيضاً.
في كتابه الصادر بالفرنسية عام 1938، والمترجم للعربية بعنوان «اليزيدية في سورية وجبل سنجار» (دار المدى، ترجمة أحمد حسن، ط1 2007)، يستند المؤلف إلى رحلة ميدانية بحثية قام بها عام 1936 إلى الجزيرة العليا، وإلى منطقة إعزاز وجبل سمعان ووادي عفرين. فجاء الكتاب مليئاً بالمعلومات الميدانية عن معتقدات الإيزديين وعاداتهم وتقاليدهم، خصوصاً أنه يجيد اللغة الكردية، بالإضافة إلى معلومات تاريخية تنم عن اهتمام المؤلف بالديانة الإيزيدية والكرد. كذلك له مؤلف آخر يتعلق بجبل الأكراد، عن الحركة المريدية في كرداغ.
نقتصر في هذه السطور ما تطرق إليه المؤلف الفرنسي عن إيزيدية منطقة جبل سمعان وجبل الأكراد (عفرين) كملاحظات ميدانية عيانية مهمة عن المجتمع اليزيدي الكردي في شمال غرب حلب.
يقول المؤلف إن استقرار اليزيدية في جبل سمعان قديم نسبياً، ويعيده إلى نحو سنة 1200 م، استناداً إلى أعمال المؤرخين (ابن العبري، و لامان، وشرفخان البدليسي)، ومرويات شعبية إيزيدية في المنطقة.
يقول المؤلف: يبدو من خلال التعارض الذي يقيمه «شرف خان» / البدليسي 1543-1601م / بين يزيدية قصير أنطاكية وأكراد جومة المسلمين، أنه في القرن الثالث عشر كان هؤلاء اليزيدية يتمركزون في القسم الجنوبي من وادي عفرين على مقربة من غزاوية بينما كانت العناصر المسلمة تشمل القسم الشمالي منه.
خلال فترة ليست بقصيرة بقي يزيدية جبل سمعان مرهوبي الجانب، إذ تروي لنا «الشرفنامة» تفاصيل الصراعات الطويلة التي واجه فيها الأمير مَند[i]قبائل قصير وبعض شيوخ اليزيدية الذين كانوا يقيمون بين حماة ومرعش. وعندما حل المماليك محل الأيوبيين في أوساط القرن 13 رفض أمراء كلّس الاعتراف بهم وثاروا عليهم. وقد تم عزلهم عن الإمارة حوالي سنة 1500 م لصالح زعيم يزيدي يدعى عز الدين.
يشير المؤلف إلى ظاهرة تناقص أعداد اليزيديين الكبيرة حتى القرن الثامن عشر، بفعل تأسلم بدأ منذ زمن طويل كما يقول. واليوم، يقول المؤلف، فإن اليزيدية لا يشكلون الأغلبية سوى في تسع قرى من أصل اثنتين وعشرين قرية لا يزالون موجودين فيها. ومنذ رحلة لامان (1903) أسلَمَت ثلاث قرى، كان هذا الكاتب قد اعتبرها قرى يزيدية، وحذت حذوها ثلاث أخرى لم يأت الكاتب على ذكرها. ويقول إن المصاهرات بين اليزيدية والمسلمين كثيرة، وكانت أحد العوامل الرئيسية في التحول من اليزيدية للإسلام، خصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى.
يقول المؤلف إن السلوك اليومي ليزيدية سورية تغيّر عميقاً بسبب حالة التساهل التي يعيشونها. فمنذ أمد طويل تخلوا عن إظهار خصوصيتهم بصورة بادية للعيان. وقد تركوا لباسهم التقليدي ولم يعد هناك أي شيء في لباسهم يميزهم عن باقي أكراد المنطقة. ويقول إنه على عكس يزيدية سنجار الذين حافظوا على أصالتهم بفضل العزلة التي يعيشون فيها، فإن يزيدية جبل سمعان قلّما يتميزون عن بقية فلاحي المنطقة. ورغم أنه لم يمض وقت طويل على تحضرهم بصورة تامة، فإنهم لا يحتفظون إلا بذكرى غامضة عن تنظيمهم القبلي السابق.
تجمع يزيدية جبل سمعان يضم نحو عشرين قرية منتشرة على نطاق واسع جداً بين الحدود التركية ودير سمعان، ومعظمها يتركز بين جبل سمعان ووادي عفرين الذي يكاد يكون يزيدياً بأكمله وحتى منعطف غزاوية. وفي الشمال ثمة أربع بلدات صغيرة هي قسطل وسنكلة وبافلون وقطمة.
في ملاحق الكتاب، وضع المؤلف وثيقة عربية تتعلق بالشيخ عدي وخليفته، وأربعة نصوص كردية حصل عليها من يزيدية جبل سمعان. وكذلك معلومات عن القرى اليزيدية وكذلك التي أسلمت حديثاً، وعن مزاراتهم الدينية.
مزارات اليزيديين:
بارسا هانوم (قسطل) parsa hanûm، شيخ همت (قسطل)، شيخ غريب (سنكله)، بريم صادق وعبد الممان (بين مشعلة وقطمه)، جب رابي (اعزاز)، جيل خاني (قرب عرش قيبار) çêl Xanê ، ملك هادي، شيخ سفيل (قرب ترنده)، شي عبدالقادر(ترنده)،شيخ سفيل( كره باش) شيخ سعيدي(كره باش) شيخ محمد( كره باش)،شيخ عبدالرحمن بن عوفي ( كره باش)، شيخ حليف خليفة الشيخ هادي( باسوطا)، برج عبدالو، شيخ محمد( فوق غزاوية)، شيخ ركيب الشادري(الشيخ خضر) şêx rikkêbê şaderê، أبو كعب، شيخ علي (باسوفان)، شيخ بركات (على قمة الجبل الذي يحمل الاسم ذاته)، شيخ قصاب (كوندي مزن gundê mezin ) .
بالإضافة إلى هذه المزارات، يكتب المؤلف عن مزار ككي عزيز KEKÊ EZÎZ، الذي يقع خارج المنطقة، داخل الحدود التركية في قره داغ وتحديداً في قوشطانه وبني على مغارة من ثلاث حجرات كبيرة، وعلى بعد مسيرة ساعة من هذا المزار كانت توجد مغارة أخرى مخصصة لشيخ مند، تحفظ فيها ملابسه. وفي عام 1925 عندما دمر الأتراك هذين المزارين نقلت محتوياتهما من رفات أو بقايا، سراً إلى بيت درويش آغا في سورية، وقد أصبحت هذه المحتويات ملكاً لجميل آغا.
ملاحظة: يبدو هناك تغيير في لفظ بعض مسميات القرى والمزارات، بسبب النقل من الكردية إلى الفرنسية ومن ثم ترجمتها إلى العربية، وتوخياً للدقة والمقارنة، نقتبس هذه الفقرة من كتاب « الديانة الإيـزيديـة والإيـزيديـون في شمال غرب سوريا» لمؤلفه د. محمد عبدو علي[ii]:
(المزارات التي يمكن القول بأنها خاصة الإيزيديين، فهي: 1- پارسه خاتون Parse Xatûnê 2- شيخ حميد. وهما موجودان بجوار قرية قسطل علي جندو. 2- شيخ شرف الدين في قرية بافلون. 3- حه جه ركي Hecerkê. 4- ملك آدي Melek Adî. 5- چيل خانه Çêlxane. وثلاثتها بجانب قرية عرشقيبار. 6- شيخ ركاب: في قرية شيح الدير. 7- شيخ سيدي: في قرية فقيران. 8- زيارة شيخ علي: في قرية باصوفان. 9- شيخ بركات: على جبل شيخ بركات. 10- زيارة پير جعفر Pîr Cefar: بجانب زيارة عبد الحنان. 11- زيارة أبو كعبة: بجانب قرية أبو كعبة. 12- زيارة منان على المرتفع المشرف على قرية كفرجنة.).
قرى اليزيديين في جبل سمعان:
قسطل: يزيدية 51 بيتاً، مسلمون :3 بيوت
سنكلة: يزيدية 20 بيتاً، ملسمون 80 بيتاً
بافلون: يزيدية: 7 بيوت
قطمة: يزيدية :25 بيتاً، مسلمون 40 بيتاً
عرشي قيبار: يزيدية 55-60 بيتاً، مسلمون: 30 بيتاً.
ترنده: يزيدية: 15 بيتاً، مسلمون: 15 بيتاً
جديدة: قرية صغيرة مؤلفة من 4 أو 5 بيوت لمزارعين يزديين.
باسوطة: يزيدية 2 بيت، مسلمون 50 بيتاً.
كيمار: يزيدية :20 بيتاً، مسلمون 20 بيتاً.
برج عبدالو: يزيدية: 20 بيتاً، مسلمون: 25 بيتاً
براد: 7-8 بيوت يزيدية متأسلمة، 15 بيتاً مسلمون من أصول مختلفة.
كفر زيت: يزيدية: 20 بيتاً
قره باش: يزيدية 30 بيتاً
غزوية: يزيدية: 15 بيتاً، مسلمون 20 بيتاً
شيخ خضر: يزيدية: 12 بيتاً، بعض المسلمين
إسكان: يزيدية: 2-3 بيوت، العديد من المسلمين
جقلان: يزيدية: 2 بيت، العديد من المسلمين
بعي: يزيدية 2 بيت، مسلمون :3 بيوت
بوسوفان: يزيدية 20 بيتاً، مسلمون 2 بيت. جميع يزيدية هذه القرية هم شيوخ من عائلة الشيخ ناسردين وعائلة الشيخ مند.
كبيشين: يزيدية 5-6 بيوت، بعض المسلمين.
فافارتين:5 عائلات يزيدية أسلمت من 5 سنوات.
كفرشين: 20 بيت، 4 بيوت يزيدية
كوندي مزن (زوق الكبير): يزيدية 25 بيتاً، مسلمون 2 بيت
باشمرة: يزيدية 4 بيوت، مسلمون 10 بيوت
برج القاس: يزيدية 10 بيوت، مسلمون بيت واحد
أخيراً: تنبأ المؤلف بانحلال اليزيدية الكامل في الإسلام، وأن إسلامهم لم يعد سوى مسألة وقت! بيدَ أن الأيام أخطأت قراءته هذه، فمازال سكان القرى والبلدات التي سماها المؤلف في زمن رحلته، 1936م، مُحافظين على معتقداتهم وخصوصيتهم الدينية ضمن محيط اجتماعي متسامح ومندمج، من دون توترات اجتماعية على أساس الدين أو المذهب أو العشيرة، رغم الهجرة الكثيفة إلى أوربا في العقود الأخيرة. ويبدو أن موجة التحول نحو الإسلام قد توقفت منذ ذلك الحين الذي أنجز فيه المؤلف بحثه. لكن هناك مخاوف جديّة على اليزيديين في منطقة جبل الأكراد (عفرين) بعد الاحتلال التركي وأعوانه المتمردين السوريين للمنطقة في آذار 2018، حيث نزح غالبية اليزيديين عن ديارهم بسبب الممارسات والانتهاكات التي تعرضوا لها على يد مسلحي الفصائل السورية المعارضة العاملة بإمرة الاحتلال التركي، والاعتداءات على مزاراتهم الدينية و تحقير ديانتهم وإجبارهم على الدخول في الإسلام ، واحتُلّت بيوتهم وقراهم ومزاراتهم الدينية التي تم العبث بها وتخريبها ونُهبت من قبل الميليشيات الإسلامية المرافقة للاحتلال التركي ، فاختار السكّان اليزيديون الهجرة والنزوح من أرض آبائهم وأجدادهم و ديارهم التاريخية العريقة التي تمتد زمنياً إلى قرون مضت، ومن بقي منهم في أرضه لا يجرؤ على ممارسة معتقداته وإعلانها، تحت تهديد التكفير !
(مرفق مع المقال بعض الصور من أرشيف روجيه ليسكو، وردت في النسخة الفرنسية من كتابه ولم تدرج في الترجمة العربية)
*ينشر صالون سوريا هذه المادة بالتزامن مع مجلة الحوار، العدد 72.
هوامش
[i]– من أجل قراءة موسعة في هذا الموضوع، يراجع دراسة إمارة الأكراد المنديّة – الجنبلاطيّة في ولاية حلب (إمارة كلّس)، في مجلة الحوار، العدد 72.
[ii]«الإيزيدية والإيزيديون- بحث تاريخي أركولوجي معمق»، د.محمد عبدو علي، الطبعة الأولى 2008.
بواسطة Syria in a Week Editors | أغسطس 12, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
انهيار وقف إطلاق النار في إدلب
رويترز
8 و11 آب/أغسطس
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الأحد إن الجيش السوري انتزع السيطرة على بلدة ذات أهمية استراتيجية في إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد.وقال المرصد إن انتزاع السيطرة على بلدة الهبيط يمثل أهم تقدم للجيش في محافظة إدلب منذ بداية هجومه قبل ثلاثة أشهر.ووصفت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله البلدة بأنها البوابة المؤدية إلى ريف إدلب الجنوبي وإلى الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب وإلى مدينة خان شيخون.
ولم يعلق مقاتلو المعارضة بعد على المعارك حول الهبيط لكنهم أقروا خلال الأيام الماضية بخسارة منطقة قريبة فيما كثف الجيش هجومه بعد وقف إطلاق النار لفترة وجيزة.وقال المرصد إن المعارك يوم السبت أسفرت عن مقتل ما يربو على 100 مقاتل من الجانبين حينما أطلق الجيش وحلفاؤه نحو 2000 ضربة باستخدام سلاح الجو والمدفعية لاستهداف مقاتلي المعارضة المتحصنين في شمال غرب سوريا.
وكانت مصادر من الحكومة السورية ومن المعارضة قالت إن القوات الحكومية انتزعت أراضي من مقاتلي المعارضة في شمال غرب البلاد يوم الخميس، لتعزز بذلك تقدما حققته منذ أعلن الجيش هذا الأسبوع انتهاء وقف وجيز لإطلاق النار.
وجاءت السيطرة على بلدة الصخر في شمال محافظة حماة بعد سيطرة القوات السورية على قريتين يوم الأربعاء. واستؤنفت عمليات الجيش المدعومة من روسيا يوم الاثنين بعد اتهام الحكومة لتركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الهدنة.وقال العقيد مصطفى بكور القيادي في جيش العزة إن قوات الحكومة تمكنت من تحقيق هذا التقدم في منطقة شمال حماة بسبب عمليات قصف جوية ومدفعية مكثفة.
وحقق الهجوم المستمر منذ ثلاثة أشهر تقدما أبطأ من أي تقدم أحرزته قوات النظام منذ أن دخلت روسيا الحرب لدعمه في 2015، مما ساعده في تحقيق سلسلة من الانتصارات التي أعادت معظم سوريا تحت حكمه.
وبذلت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا جهدا كبيرا لتحقيق مكاسب مهمة خلال عمليات عسكرية على مدى أكثر من ثلاثة أشهر في شمال غرب البلاد الذي يعد آخر معقل كبير لجماعات المعارضة المسلحة التي تدعم تركيا بعضا منها.
وأثار الهجوم في الشمال الغربي تحذيرات من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أزمة إنسانية جديدة بعدما فر مئات الآلاف من أعمال العنف بحثاً عن ملاذ آمن على الحدود مع تركيا.وقال بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية إن ضربات الجيش السوري الجوية تستهدف المستشفيات والمدارس والأسواق والمخابز والبنية التحتية المدنية الأخرى.موضحاً “لدينا حتى الآن 39 منشأة صحية و50 مدرسة ومرافق للمياه وأسواقاً ومخابز وعدة أحياء مدنية تعرضت لضربات مباشرة”.
كما عبرت مستشارة الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا يوم الخميس عن أسفها لانهيار وقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد وقالت إن تجدد العنف يهدد حياة ملايين بعد مقتل أكثر من 500 مدني منذ أواخر أبريل نيسان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة هذا الشهر إن المنظمة الدولية ستفتح تحقيقاً في هجمات على منشآت تدعمها الأمم المتحدة ومواقع إغاثة إنسانية أخرى في شمال غرب البلاد بعد أن طالبت ثلثي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بفتح تحقيق في الأمر.
من جهته انتقد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب استئناف النظام للعمليات العسكرية.وكتب راب على تويتر “روعني الوضع في إدلب. الأسد ألغى بدعم من روسيا وقفاً مشروطاً لإطلاق النار بعد أيام فقط من إعلانه. إنه نمط سلوك متكرر”. وأضاف “الهجمات على أهداف مدنية تمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وهذا الأمر يجب أن يتوقف”.
طبول الحرب التركية!
رويترز
5-8 آب/أغسطس
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن تركيا لن تسمح بتعثر جهود إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا بسبب المفاوضات مع الولايات المتحدة. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان واشنطن وأنقرة خططاً لإقامة مركز عمليات مشترك دون تقديم الكثير من التفاصيل.
وهناك خلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن خطط متعلقة بشمال شرق سوريا حيث يقاتل حلفاء للولايات المتحدة تنظيم داعش ومن بين هؤلاء الحلفاء جماعات كردية تعتبرها تركيا عدواً لها.ويناقش البلدان الحليفان في حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة آمنة قرب الحدود التركية لتكون خالية من المسلحين والأسلحة الثقيلة لكن تركيا تريد أن يكون عمق المنطقة داخل سوريا أكثر من مثليّ ما اقترحته الولايات المتحدة.وألمحت تركيا إلى أنها ستتحرك عسكرياً إذا لم توافق واشنطن على حل يحمي حدودها.
وبعد محادثات استمرت ثلاثة أيام بين وفود عسكرية أعلنت واشنطن وأنقرة يوم الأربعاء إقامة مركز عمليات مشترك للإدارة والتنسيق بالمنطقة الآمنة لكن دون الكشف عن الاتفاق على تفاصيل أساسية بما يشمل مساحة المنطقة الآمنة داخل سوريا ومن ينبغي له قيادة القوات التي ستقوم بدوريات فيها.
وشبه جاويش أوغلو المفاوضات الحالية باتفاق سابق مع واشنطن كان يهدف لإخلاء مدينة منبج في شمال سوريا من المسلحين الأكراد. واتهمت أنقرة مراراً واشنطن بالمماطلة في تطبيق الاتفاق المعروف باسم خارطة طريق منبج.وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة “لن نسمح بتحول هذه الجهود (لإقامة منطقة آمنة) إلى خارطة طريق منبج”. وقال إنه ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وضعا خارطة الطريق في حزيران/يونيو العام الماضي وكان يفترض تنفيذها خلال 90 يوماً وأضاف “لكن الولايات المتحدة ارجأت هذا بكثير من الأعذار مثل الدوريات المشتركة”.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة يوم الأربعاء، إن المحادثات مع الولايات المتحدة تقدمت في اتجاه “إيجابي حقاً”. وقال “ما يهم بالفعل هنا هو مسألة أخذ تلك الخطوة شرقي الفرات، وهو ما يتم حاليا بالتعاون مع الأمريكيين”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قد قال هذا الأسبوع إن أي عملية تركية في شمال سوريا “لن تكون مقبولة”. وقال إن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية لكنه لم يصل إلى تقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة ستحميها في حال تنفيذ تركيا عملية عسكرية.
وقالت الحكومة السورية يوم الخميس إن اتفاق تركيا والولايات المتحدة المتعلق بإقامة منطقة آمنة بشمال شرق سوريا يشكل “تصعيداً خطيراً” و”اعتداءً فاضحاً” على سيادة ووحدة أراضي سوريا.
من جهته قال بدران جيا كرد، وهو مسؤول كردي، يوم الأربعاء إن هجوماً تركياً على قوات تعمل تحت القيادة الكردية في شمال شرق سوريا سيشعل “حربا كبيرة” إذا فشلت جهود الولايات المتحدة في وقف خطط أنقرة.وأضاف جيا كرد إنه في حالة وقوع هجوم سيكون على معظم القوات الانتشار على الحدود مع تركيا ولن تستطيع مطاردة الخلايا النائمة لتنظيم داعش أو حراسة آلاف السجناء من التنظيم.وقال جيا كرد إن نتائج المحادثات الأمريكية-التركية لا تزال غير واضحة، “نحن كإدارة ذاتية نرجح ونرغب الحل السياسي والحوار كخيار استراتيجي”، “لكن إذا استنفذت تلك الجهود الإقليمية والدولية سنكون مع مواجهة عسكرية قوية وشاملة”.
وصرح أحد قادة فصائل المعارضة السورية يوم الاثنين قائل اً إنهم مستعدون للانضمام للقوات التركية في هجوم لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى يغلب على سكانها العرب وتخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.وقال متحدث باسم الجيش الوطني السوري، وهو جماعة معارضة مسلحة مدعومة من تركيا، إن قوة قوامها 14 ألفاً مستعدة لبدء حملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وكانت مستشارة بيدرسن، نجاة رشدي، قد أشارت إلى الاتفاق الأمريكي التركي الذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء لإقامة “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا.وأضافت في بيان “هناك مخاوف متزايدة لدى جهات الإغاثة من التصريحات التي تشير إلى تدخل عسكري محتمل والذي سيكون له تبعات إنسانية فادحة في منطقة شهدت بالفعل على مدى سنوات عمليات عسكرية ونزوحاً”
تفجير في القحطانية
رويترز
7 آب/أغسطس
قالت الشرطة إن ثلاثة أطفال قتلوا في انفجار سيارة ملغومة يوم الأربعاء قرب مركز اتصالات في بلدة القحطانية بشمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات كردية حذرت من أنها تواجه خلايا جهادية نائمة. ووصف المتحدث باسم الشرطة علي حسن الحادث بأنه “تفجير إرهابي” كان يستهدف عربة عسكرية.
ووقعت سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع القليلة الماضية من بينها تفجيرات لسيارات ملغومة استهدفت بلدات وأحياء في شمال شرق سوريا الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية وحلفائها.وقالت الشرطة إن تفجير دراجتين ناريتين يوم الثلاثاء بمدينة الحسكة أدى لمقتل صبي في الخامسة عشرة من عمره.وفي الشهر الماضي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجير سيارة أدى لإصابة ثمانية أشخاص أمام كنيسة في مدينة القامشلي.
وحذر قادة أكراد سوريون من الخطر الذي تشكله الخلايا النائمة بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا هذا العام.
اللجنة الموعودة!
رويترز
9 آب/أغسطس
قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة جينادي جاتيلوف يوم الجمعة إن بلاده تأمل في التوصل قريباً لاتفاق برعاية الأمم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية الجديدة وفي أن تجتمع هذه اللجنة في جنيف في أيلول/سبتمبر.
وتشكيل اللجنة الدستورية مهم للإصلاحات السياسية وإجراء انتخابات جديدة تهدف لتوحيد سوريا وإنهاء الحرب الأهلية المستعرة منذ ثمانية أعوام والتي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت نحو نصف سكان سوريا الذي كان عددهم قبل الحرب 22 مليون نسمة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسون الشهر الماضي في دمشق بعد إجراء محادثات إن الأمم المتحدة تقترب من إبرام اتفاق مع سوريا بشأن تشكيل اللجنة الدستورية وهي خطوة طال انتظارها في عملية السلام المتعثرة.
وقال جاتيلوف خلال إفادة صحفية في جنيف إنه يتوقع من بيدرسون إعلان الاتفاق على تشكيل اللجنة قريبا بعد إتمام المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة.وأضاف “أنه تقدم مهم ويفسح المجال قبل كل شيء لبدء عمل اللجنة الدستورية وبشكل عام لسبيل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية”.
وقالت جنيفر فنتون المتحدثة باسم بيدرسون “يتطلع المبعوث الخاص لاستكمال تشكيل وقواعد إجراءات اللجنة الدستورية. نقدر دعم روسيا الفعال لجهود الأمم المتحدة نحو تحقيق حل سياسي شامل يملكه ويقوده السوريون ويتفق مع قرار رقم 2254 لمجلس الأمن”.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن عملية تأسيس اللجنة الدستورية بلغت مرحلتها الأخيرة.وأضاف خلال اجتماعه مع سفراء في أنقرة “نعترض على اسم واحد في الوقت الراهن. على روسيا أن تفعل ما يلزم لتغيير هذا الشخص”.
افراج عن الكندي باكستر
رويترز
9 آب/أغسطس
أفرج عن المواطن الكندي كريستيان لي باكستر الذي كان محتجزا في سوريا منذ العام الماضي، في لبنان يوم الجمعة وبكى خلال مؤتمر صحفي قائلاً إنه كان يعتقد أنه سيظل هناك للأبد.
وحضر باكستر المؤتمر الصحفي مع مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، الذي توسط الشهر الماضي في الإفراج عن المواطن الأمريكي سام جودوين من سوريا، والسفيرة الكندية إيمانويل لامورو. وقال باكستر الذي تحدث وهو يغالب دموعه “لم أكن أعلم إن كان هناك من يدري بأنني على قيد الحياة”. وقال إبراهيم إن باكستر احتجز “لأسباب لها علاقة بمخالفة القوانين السورية”.
واحتجز باكستر خلال سفره داخل سوريا العام الماضي لكن لم يتضح الغرض من وجوده هناك وقالت السفيرة الكندية إنها لا تستطيع الإدلاء بتفاصيل عن الأمر.
بواسطة Hadia Al Mansour | أغسطس 10, 2019 | Cost of War, غير مصنف
لم يمنع الطيران والقصف والنزوح سهير دياب (٣٠عاماً) من التحضير للعيد وصناعة الحلوى الخاصة به، فهي عازمة على التخفيف من وطأة الحرب على أفراد عائلتها بتذكيرهم بالعيد وطقوسه وأنهم لا يزالون موجودين ويحتفلون كسائر البشر في العالم.
تستقبل إدلب وريفها عيد الأضحى هذا العام على وقع القصف العنيف القاسي المتواصل على أطرافها، والتوتر المتزايد داخلها، وهو ما لا يغير مظاهر الاحتفال بالعيد عن بيوتها وشوارعها. فمعظم العائلات تأبى أن تتخلى عن تقليد صناعة الحلويات رغم الأوضاع المعيشية الصعبة رغبةً منها بالاحتفال ببهجة العيد وإن كانت في أدنى درجاتها.
تقول سهير واصفة المشهد في أسواق ريف إدلب بأنها حزينة للغاية وتفتقر للكثير من الحركة والنشاط والمواد والأصناف المختلفة الخاصة بالعيد كما في السابق، عدا عن بعض المحلات التي تعرض بضائعها بأسعار باهظة، ولذا بادرت بشراء مواد لصناعة كعك العيد من أجل صنعه في المنزل لأسرتها المؤلفة من زوجها وأربعة أولاد. وتتحدث سهير عن محتويات كعك العيد: “يتألف من الشمرا واليانسون، وحبة البركة، والسمسم، والعصفر، والخميرة، والمحلب، والزنجبيل، وجوزة الطيب، وزيت الزيتون، حيث تخلط هذه المواد مع الطحين لتكون عجينة ذات مظهر ورائحة شهية.” وتضيف سهير بأنها ما إن تضعها في الفرن للشواء حتى تنتشر رائحة كعك العيد في كل الحي وتعطي مظهر محبب من مظاهر العيد يدعو لتذكر طقوسه القديمة، متجاوزاً بالذاكرة ثمانية سنوات من الحرب والخراب والدمار وما رافقها من شهداء ومعتقلين ومفقودين ومصابين.
تجهد ربات البيوت بصناعة وتحضير حلويات كـ”البيتي فور” والغريبة والمعمول والبرازق إضافة لصناعة كعك العيد، حيث تتصدر هذه الحلويات واجهة الاهتمامات في إطار الاستعداد لقدوم العيد، وتحرص بعض العائلات على المحافظة على هذه التقاليد والطقوس رغم ضعف الأوضاع المادية وتوقف معظم الأعمال وزيادة نسبة البطالة، كما ان أغلب الأسر فقدت ممتلكاتها ومحالها ومنازلها.
أصرت الحاجة الخمسينية هيام الكرمو على صناعة حلويات العيد هذا العام رغم كل ما تواجهه من مآسي، وعن أهمية هذه الطقوس بالنسبة لها تقول”سأفعل ما بوسعي لرسم البسمة على أوجه أبنائي وأحفادي الذين أصبح بعض منهم في سن السادسة ولم يتذوق أو يعرف حتى الآن ما هي حلوى العيد نظراً لتوقفنا عن صناعتها لسنوات طويلة.” وتتابع الحاجة هيام: “كنا نأجل هذه المظاهر سنة تلو أخرى حتى ننعم بالسلام والأمل وتعود الحياة السعيدة إلى المنطقة وتمحو معها سنوات الحزن والألم غير ان ذلك لم يحدث، وها نحن غدونا بالسنة الثامنة من الحرب والقصف والتهجير دون أي حل يؤملنا بحياة أفضل؛ ولذا قررت العودة لتقاليدنا وطقوسنا متناسيين كل ما يدور حولنا”.
حتى النازحون لم يمنعهم نزوحهم وبعدهم عن منازلهم ومناطقهم من التحضير للعيد فسلام السيد (٣٥عاماً) قررت صناعة حلوى العيد لأطفالها هذا العام وتقول”لدي خمسة أولاد ،عانينا قسوة النزوح أكثر من مرة خلال سنوات الحرب ،لن أدع اولادي بحسرة التلذذ بحلويات العيد وبهجة الإستمتاع بطقوسه ولذا قررت إسعادهم بعض الشيء بصناعة تلك الحلويات التي تنبع أهميتها ليس من طعمها المحبب وحسب وإنما بالعودة بمن يتذوقها لسنوات من خير والأمان والفرح والاستمتاع بعيد يجمع الأسرة ويلم شملها،أو ربما بالخصوصية في أجوائه وحالات البهجة بين الأقرباء والصديقات اللواتي يتناوبن بمساعدة بعضهن البعض حتى نهايتهن من إنجاز العمل.
من جهة أخرى يرفض آخرون تحضير حلويات العيد تضامناً منهم مع من فقدوا أحد أفراد عائلتهم أو تهدمت منازلهم وهو ما يعبر عنه سليم الهاشم (40عاماً) لا يمكن أن نتناسى كل ما يحصل حولنا، فنحن لا نعيش حياة طبيعية لننعم بطقوس وأجواء طبيعية ” وهو لا يعتقد أن صناعة حلوى العيد والاحتفال بطقوسه لا يمكن أن تنسي المرء حجم الألم الذي يشعر به.
يعزف عدد كبير من السوريين عن الإقبال عن شراء حلويات العيد الجاهزة بسبب ارتفاع أسعارها أو ميل القسم الأكبر إلى تحضيرها منزلياً، ومن اللافت للانتباه إختلاف الأسعار حتى بين أنواع الصنف الواحد ، ويبرر ذلك أبو خالد وهو صاحب أحد محال بيع الحلويات في مدينة إدلب أن أسعار الحلويات مرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية كالسمن والمكسرات وجوز الهند وغيرها،وهو بدوره يحاول أن يصنع من النوع الواحد العديد من الأصناف بما يلائم الوضع المادي لكل زبون. ويؤكد ابو خالد بأن هناك حركة بيع لتلك الحلويات تنشط فقط في اليومين السابقين للعيد ، والأنواع الأكثر رواجاً هي معمول العجوة والكعك الأصفر.
من جهتها تفتخر سلاف من مدينة معرة النعمان ببراعتها بتحضير المعمول المختلف الأنواع وعن أجواء تحضيره في السابق تقول وبكثير من الحنين ” رائحة الكعك التي تعبق في الحارات والأبنية كانت ترمز إلى قدوم العيد وهذه الأنواع من الحلويات صعبة التحضير ولها أجواء خاصة لا تجدها في البيوت خارج أيام الأعياد ،إذ تجتمع سيدات منذ ساعات العصر لعجن العجين وتحضير الحشوة وغالباً ما تنتهي حفلة التحضير في ساعات متأخرة في الليل ” أما في الوقت الراهن فتوضح سلاف بأن كل سيدة تفوم بتحضير كمية قليلة لعائلتها نظراً لغلاء المواد من جهة ، ولعدم وجود أقرباء لها في مناطق نزوحها لمساعدتها بالتحضير من جهة أخرى”.
رغم كل الأوضاع المعيشية الصعبة وحالة التخبط والنزوح المسيطرة على مناطق ريف إدلب فإن حلويات العيد تبقى لها بهجة خاصة وتحرص معظم العائلات على توفير بعض النقود لتحضيرها قبل العيد بأيام قليلة ، علهم يتمكنوا من إدخال الفرحة على قلوب أبنائهم.
بواسطة Syrian Female Journalists Network SFJN | أغسطس 8, 2019 | Cost of War, Reports, غير مصنف
تواجه الصحفيات السوريات مخاطر كثيرة أثناء عملهن الصحفي ويُعانين من التمييز على أساس النوع الاجتماعي في أماكن عملهن. سعياً للحد من هذه المخاطر عبر تنفيذ برامج تتعلق بسلامة وأمن الصحفيات والصحفيين، أقامت شبكة الصحفيات السوريات جلسة حوارية بعنوان “حماية وسلامة الصحفيات والتحديات التي تقف أمام تقدمهن” ضمن أنشطة مؤتمرها السنوي الذي عُقد في مدينة اسطنبول التركية خلال شهر حزيران ٢٠١٩.
يسرت الجلسة لمى راجح (مديرة البرامج في مؤسسة شبكة الصحفيات)، وشاركت فيها المتحدثات: زينة إبراهيم (صحفية مستقلة)، راما ديب (صحفية مستقلة ومقدمة برامج)، وبشرى الدخيل (منسقة السلامة والحماية في مؤسسة شبكة الصحفيات)، وانضمت عن بعد ميساء المحمود (صحفية ومدربة ضمن مؤسسة شبكة الصحفيات).
غياب الأمان الوظيفي والتحرش في مكان العمل
ركزت الجلسة على أهم التحديات التي تواجه الصحفيات السوريات اليوم. أوضحت تجارب الصحفيات المشاركات في الجلسة أن أهم هذه التحديات هي غياب الأمان الوظيفي في المؤسسات الإعلامية لأسباب عديدة كظروف اللجوء، والعمل أحياناً من دون عقد عمل مما يحرم الصحفية/ي من تعويضات نهاية الخدمة، إضافةً إلى تعدد المهام الوظيفية. وأكدت كل من زينة ابراهيم وراما ديب غياب الشعور بالأمان الوظيفي ضمن المؤسسات الإعلامية السورية، واعتبرن أن هذا العبء مُضاعف على الصحفيات مقارنةً بالصحفيين نتيجة تحملهن مسؤوليات داخل وخارج المنزل، سيما في ظل عدم وجود عقود عمل تضمن حقوقهن وتشعرهن بالأمان ضمن المؤسسة.
ويأتي التحرش في مكان العمل على رأس العقبات التي تُعيق الصحفيات، فبحسب بشرى الدخيل (منسقة السلامة والحماية في شبكة الصحفيات السوريات) فإنّ الصحفيات يواجهن يومياً تحديات مثل: “التحرش في مكان العمل، والتنمر الإلكتروني، والتمييز المبني على النوع الاجتماعي، سيما في إجراءات التوظيف بين الصحفيين والصحفيات، واقتصارها أحياناً على المظهر الخارجي للصحفية وتوجهاتها الإيديولوجية، دون النظر لخبرتها.”
وأكدت راما ديب على بؤس واقع التحرش الجنسي الذي تتعرض له الصحفية في بعض الأحيان ضمن المؤسسات الإعلامية، حيث شاركت تفاصيل تجربتها في إحدى المؤسسات الإعلامية مشيرةً إلى أهمية عدم السكوت عن الانتهاكات الجنسية التي قد تتعرض لها الصحفية، وضرورة فضح المتحرش. ونبهت راما إلى أنّ “أول مشكلة تواجه الصحفية في مكان العمل تتجسد بردة فعل الإدارة (روحي قعدي ببيتك)، السلطة الذكورية في مكان العمل، والتمييز بناء على اللباس والمظهر الخارجي للمرأة، والذي يؤثر على فرص عمل الصحفيات.”
التنمر الإلكتروني وتسليع عمل الصحفيات
تُشكل ظاهرتاتسليع الصحفيات والتنمر الإلكتروني تحديات إضافية في حياة الصحفيات السوريات. وأوضحت زينة إبراهيم أن هناك ازدياداًحالياً في ظاهرة “تسليع الصحفيات خاصة في قطاع الإعلام المرئي، حيث يتم اختيار المذيعات بناء على مظهرهن الخارجي وليس خبرتهن أو مهنيتهن”. أما فيما يخص التنمر الإلكتروني فقد شاركت زينة معاناتها خلال عملها مع منصة “تلي أورينت”، وعدم قدرة المؤسسة الإعلامية على توفير الحماية للصحفيين والصحفيات منوهةً أن “حالة التحرش هي حالة عالمية تتعرض لها الصحفيات بكل دول العالم، ولكن الفرق بيننا كصحفيات سوريات وغيرنا من الصحفيات في دول أخرى، أنهن قادرات على الحديث، وكسر الحاجز، ويوجد قانون يحمي حقوقهن.”وتضيف زينة موضحة العقبات التي تعيق الصحفيات عن مشاركة تجارب تعرضهن للتحرش والتنمر: “أنا اليوم غير قادرة على القول أني تعرضت للتحرش في ظل بيئة ذكورية وفي وسط الشللية الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يفتح الباب على حرب عبر الفيسبوك ضدي، وأصبح أنا المُلامة. يجب التركيز على الحماية والسلامة الرقمية للصحفيات لحماية خصوصيتهن من الاختراق”. و أكدت هذا الأمر الصحفية راما ديب خلال مداخلتها: “أغلب المؤسسات الإعلامية اليوم لا تتبع سياسات خاصة بالأمان الرقمي وحماية المعلومات”.
مخاطر العمل الميداني على الصحفيات
تُواجه الصحفيات السوريات في الداخل السوري مخاطر عديدة كالتهديدات التي واجهتها ميساء المحمود (المقيمة حالياً في مدينة عفرين) من قبل بعض الفصائل المتطرفة نتيجة عملها كصحفية. وتوضح ميساء أن ما يزيد من خطورة هكذا تهديدات عدم وجود سياسات داخلية ضمن المؤسسات الإعلامية توفر الحماية للصحفيين والصحفيات أو تقدم إرشادات حول كيفية التعامل مع التهديدات التي تواجههم/ن في الميدان.
وأشارت ميساء إلى الحاجة الملحة داخل سوريا للتوعية بأهمية العمل الصحفي، وتوجيه البرامج الإعلامية للعمل على تغيير الصور النمطية لعمل المرأة، والتأكيد على أهمية المساواة بين الصحفيين والصحفيات ضمن المؤسسات الإعلامية، وتوفير سياسة أمن وسلامة سيما للصحفيات اللواتي يعملن في مناطق سيطرة الكتائب المتطرفة. كما أكدت على انعدام الأمان الشخصي في سوريا نهائياً مستشهدةً بتجربتها: “تعرضتُ شخصياً للتنمر والتهجم الالكتروني، والاعتداء الجسدي، وتعرضتُ للتهديد المباشر، وعدة محاولات خطف. لا يوجد اليوم جهة تتبنى دعم وحماية الصحفيات والصحفيين بشكل فعلي. اليوم النظرة للصحفية أن مكانها في المنزل وأن التغطيات الميدانية ليست لها، لكني ما زلت أشجع الصحفيات في الداخل على العمل الميداني”.
في سبيل التعامل مع التحديات والمخاطر المتنوعة التي تواجه الصحفيات، قدمت بشرى الدخيل لمحة عن الخدمات التي توفرها شبكة الصحفيات السوريات في حالات الطوارئ وكيفية التواصل مع المؤسسة: “سبق لنا تقديم دعم سريع لعدة حالات إخلاء للصحفيات في سوريا، بإمكان الصحفية التواصل معنا مباشرة في حال التعرض لأي خطر ميداني، أو مخاطر مرتبطة بالسلامة الرقمية، ونحن نقوم بالمتابعة المباشرة معها”. كما أشارت إلى جهود الشبكة في توفير الخدمات الاستشارية للمؤسسات الإعلامية لتطوير سياسات الحماية الحساسة للنوع الاجتماعي.
دعوة للتضامن النسوي
بعد استعراض الصحفيات لتجاربهن المتنوعة، دارت نقاشات بين الحضور من ممثلات وممثلي المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني حول كيفية المضي قدماً لتطوير سبل حماية وسلامة الصحفيات. توصل الحضور لعدة اقتراحات من أهمها: أولاً، ضرورة زيادة التنسيق بين المؤسسات الإعلامية السورية للوصول إلى سياسات حساسة للنوع الاجتماعي، وتشكيل تنظيم رسمي يُمثل الصحفيات والصحفيين للتعامل مع الشكاوى وتحسين وضعهن/م القانوني في المؤسسات الإعلامية. ثانياً، توفير تدريبات للصحفيات مرتبطة بالحماية والسلامة الرقمية والتعامل مع المخاطر المحتملة. ثالثاً، تأسيس جهة إعلامية لرصد وتقييم محتوى الوسائل الإعلامية، بما يجعله منصفاً ولا يتضمن صوراً نمطية للنساء. رابعاً، المتابعة والتأكد من وجود وتطبيق السياسات الخاصة بالمساواة، والقضاء على التحرش الجنسي في المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى وجود سياسة واضحة وآمنة عن آلية تقديم الشكوى في حال التعرض للتمييز أو التحرش في مكان العمل. خامساً، التضامن مع الصحفيات وتشجيعهن على عدم السكوت عن التحرش والتبليغ المباشر. سادساً، إعداد مدونة سلوك لتحسين وضع العاملات ضمن المؤسسات الإعلامية، وتحسين صورة النساء في الإعلام. وتجدر الإشارة إلى أنه قد سبق لشبكة الصحفيات السوريات أن قامت بإعداد مدونة سلوك لتحسين صورة النساء في الإعلام.