بواسطة Syria in a Week Editors | مارس 19, 2018 | Media Roundups, Syria in a Week, غير مصنف
مقدمات لحروب طاحنة في الذكرى السابعة
صادف هذا الأسبوع الذكرى السابعة لانطلاق الحراك السوري في سبيل الحرية والكرامة والعدالة، الذي تحول إلى حروب طاحنة قتلت مئات الآلاف وشردت الملايين ومزقت المجتمع ودمرت الاقتصاد وغدت البلاد فضاء لتصفية الحسابات بين القوى الدولية والإقليمية في ظل غياب لآفاق الحلول السياسية.
وتستعر المعارك في جبهتين رئيسيتين: الغوطة الشرقية حيث تقوم قوات النظام بالهجوم على الجيب المحاصر، وعفرين حيث تقوم القوات التركية المدعومة من فصائل معارضة مسلحة الهجوم.
لكن يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة قال إن سوريا قد تشهد “معارك طاحنة” في إدلب ودرعا بعد انتهاء الهجوم على الغوطة الشرقية. كما أن الحكومة التركية تستمر في التهديد بتوسيع الهجوم على عفرين ليشمل منبج وشرق الفرات وشمال العراق.
وشهد هذا لأسبوع تصعيداً دولياً جديداً مرتبطاً حيث أبدت الولايات المتحدة الاثنين الماضي، استعداداً للتدخل العسكري رداً على هجوم كيماوي مفترض في الغوطة، في جلسة لمجلس الأمن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع: “لم تتوقف الأعمال القتالية … العنف مستمر في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى- منها عفرين، وأجزاء من إدلب وفي دمشق وضواحيها”(رويترز).
وفي تصعيد غير مسبوق، هددت روسيا بأنها سترد على أي هجمات تستهدف قواتها أو مستشاريها باستهداف الصواريخ ومنصاتها. (رويترز)
ويترافق هذا التصعيد مع تفاقم حدة التوتر السياسي بين روسيا والغرب وآخرها الأزمة الدبلوماسية على خلفية محاولة اغتيال العميل الروسي سيرجي سكريبال في بريطانيا، والتي تطور إلى تطرد 23 دبلوماسياً روسياً من بريطانيا يوم الأربعاء والذي ردت عليه روسيا بالمثل السبت. (رويترز)
أما على المستوى القوى الإقليمية المتدخلة مباشرة في سوريا يتجه التصعيد السعودي الإيراني إلى مستويات جديدة بعد تهديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتطوير قنبلة نووية إذا أقدمت إيران على تلك الخطوة. (رويترز)
الغوطة… زمن النزوح
١٨-١٣ آذار/ مارس
شهد هذا الأسبوع سيطرة قوات النظام على ثلثي الغوطة الشرقية المحاصرة، وتمكنت من تقسيم المنطقة المتبقية إلى ثلاث مناطق منعزلة، دوما الذي يسيطر عليها “جيش الإسلام” وحرستا التي تسيطر عليها “أحرار الشام” وعربين وعين ترما التي يسيطر عليها “فيلق الرحمن”.
وبعد وصول قوات النظام إلى حمورية نزح آلاف المدنيين من داخل الغوطة المحاصرة إلى مناطق سيطرة النظام. ولم تتراجع حدة المعارك والقصف العنيف الجوي والمدفعي مع استمرار تقدم قوات النظام التي سيطرت على بلدات الريحان وجسرين وسقبا وكفربطنا يومي الجمعة والسبت (فرانس برس)، حيث دخلت المعركة مرحلة حاسمة.
وأدى الهجوم بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لمقتل أكثر من 1400 مدني ضمن الغوطة وآلاف الجرحى. كما استمر إطلاق القذائف على دمشق من قبل فصائل المعارضة الذي أدى إلى مقتل 242 مدنياً وجرح المئات.
عفرين… حصار وشتات
١٨-١٣ آذار/ مارس
واصلت القوات التركية والفصائل المعارضة المتحالفة معها عمليتها العسكرية في عفرين وحاصرت مركز المدينة وقطعت عنها المياه وسط قصف جوي ومدفعي عنيف حيث سيطرت على 87 بالمئة من منطقة عفرين.
ونزح أكثر من 150 ألف من أهالي عفرين باتجاه المناطق التي يسيطر عليها قوات النظام في حلب في ظروف إنسانية مأساوية. (رويترز)
ودعا الجيش التركي المقاتلين الأكراد في عفرين للاستسلام.
وتسببت عملية غصن الزيتون في مقتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل في العملية 481 مقاتلاً من القوات التركية والفصائل المعارضة المسلحة المتحالفة معها بينما قتل من قوات حماية الشعب 469 مقاتلاً بالإضافة إلى 91 من عناصر قوات النظام الشعبية التي دخلت المدينة. (المرصد)
وصرح الرئيس التركي الجمعة أن على أمريكا سحب المسلحين من شرق الفرات إذا أرادت التعاون مع أنقرة (رويترز) ما يشير إلى احتمال توسع العملية التركية بعد عفرين إلى مناطق أخرى في الشمال السوري.
الاغتصاب… سلاح حرب
١٥ آذار/مارس
كشف تقرير لمحققين تابعين للأمم المتحدة الخميس أن قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها استخدمت الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات والرجال في حملة لمعاقبة مناطق المعارضة وهي أفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما كشف التقرير أن جماعات المعارضة ارتكبت أيضاً جرائم عنف جنسي وتعذيب رغم أنها “أقل شيوعا بشكل كبير.”
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا “إنه أمر شنيع للغاية أن تستمر الأعمال الوحشية من الاعتداءات الجنسية والعنف على أساس النوع من معظم أطراف الحرب على مدى سبع سنوات.” ويستند التقرير إلى 454 مقابلة مع ناجين وأقاربهم وشهود ومنشقين ومحامين وعاملين بالقطاع الطبي. (رويترز)
بواسطة عمر الشيخ | مارس 16, 2018 | Culture, Roundtables, غير مصنف
إذا حزنتَ لا تُخبر النصوص التي تكتب أنك كذلك،
كي لا يُصاب الشعر بك، بالحزن.
إذا شعرت بالحب لا تعترف
وجرّب محو الحب بالبلاد الغافية على الجماجم،
ثم لا تعد للحرب كلما اتضحت غباشة الصور البطيئة،
إنهم يتعاهرون بالهدنة.
حين يصبح للموت كل هذا المديح و”البطولات”،
يكون الحطب قد أخذ اسماً دقيقاً: بشراً… بشراً…
ضع كوباً من الوقت على طرف سريرك،
وتناول كتاباً قديماً كنت قرأته حول محاربة المدن الكبيرة للمساحة،
أخبر الكتاب بأنك تكره الفراغات المتسعة في أي مشهد،
ثم ضع الكتاب على باب متاهاتك النائمة بالقرب منك، بئر الشهوات…
تلك التي تستعد لخطفك إلى أيقونات تسيل ماء بدل الزيت المقدس،
هنا ضع كوب الوقت لتأخذ اللحظات وقتها
بخروج روح الماء من أحزان الصور
وانظر للضوء الخافت، القادم من نافذ الغرفة،
ثمة نجم سوف يهبط على قلبك من العصور الطباشيرية،
عندما ينتهي نزيف الأيقونة
ويرتوي الوقت من لهاث متاهاتك ثم يتوقف للأبد،
تصبح هذه المتاهة امرأة غريبة.
أعد الحزن إلى مكانه الطبيعي، هناك في قفص الضوء،
لن تغرد أنفاسك 140 حرفاً فقط!
الحقائب المنتظرة أسفل الرحيل، هي حقائب الرئتين،
هيا أسرف في ذوبانك ولا تردّ على أحد،
احظر كل كائنات الإنس و اللعنة…
إنهم يريدون صوتهم من كهوف صدرك.
أبعد هواتف المعجزة عن باب رأسك،
الرنين الطويل للحلم لن يعد للوراء،
لن تتذكرك رائحة النهد،
لا تلمس هذا اليباس فقد تكسر ذكراه،
إنه ما بقي من عصير المشمش على صوتها،
هي كذلك، كل الزوايا ترتد إليك… بها،
ترتدّ اختناقاً في تقطيع الماضي الأخرس.
(لارنكا – 10 آذار 2017)
أنا… الغرباء
الغرباء يدخلون إليكَ من أوسع أبواب السؤال،
تطيح بهم جمعياً بحطام واحد منك!
على أن تكون العيون براميل الموتى الذين يقف الغرباء
بحثاً عليهم…
بحثاً عن تساقطهم من مروحية “النصر“!
وتسأل: إذا كان للضحايا كل تلك الصور في خرائط الشاشات،
لماذا لا يراك الغرباء إلا شبيهاً بالأسئلة،
وماء يديك ينخرط مرارات في كتب ذكرياتهم؟
الغرباء يطوّبون الوجوه السائلة على صفحة شفاههم،
ثم يدوّنون هذا الصوت…
يدوّنون فعلتهم تلك: أجل، لقد نظروا إليك،
كنتَ الغريب الوحيد بينهم،
وهم
أصحاب المكان
أصحاب الرحيل…
لارنكا – (بار 1900) 11 كانون الثاني 2018
موت ناصع
نحن افتراض الطُعون على منصات الحقوق!
لا طوابع على جباهنا، ولا أختام تعدّل لنا الحياة،
نحن عفونة الملح في أوراق الطُعون
فكرتها وسحاق شهوتها، نعبث في شاطئ خيالها
ويقدمنا قضاة الحزن في مرافعة الرحيل
نغرق في دعوة الرفض، ثم لا يمنحنا الآمنون رخصة للهواء…
نقسّم أحلامنا على رذاذ الرمال، يتضاعف خصامنا منّا وهو يحدق بهشاشة في أحشائنا الطينية.
من يعبق قرب عظامنا بالنهاية، فليحمل لنا ثعابين الخلاص أو يرسل إلى الله حبالاً لتسحب هذه الجثث من برزخ صراخها.
نتفوّق على حمرة دمنا في خَرق بياض الصفحات وتنقيط وحي الإله، وأقدار عجزنا المذوّبة طوال ثلاثين عاماً نرتدي نتوء القصائد المحترقة تحت نواح الموت الناصع…
تعالوا عربدوا على حكاياتنا وملفاتنا، وصورنا الإجرامية إلا قليلاً،
هيا اكتبوا نحونا صعود الرثاء، وعانقوا فينا الوحوش النائمة، أخرجونا من كبريائنا وذاكرتنا، وفصّلوا لنا أطقم الرمال النادمة، ربّما تكللنا أصابع أولادكم وهم يهيلون التراب على أحذيتنا قبل أن يشعلوا الفتيل…
نرجع إلينا في أرصفة المَهَاجر وطلائع العيون البيضاء تمشي أمامنا،
ترحب بنا كنائس المدينة ببطء الحروب التي صلبت حجارتها ورؤوسنا تنحني لتبعد عن دربها أصوات البحر العالقة بين قبور القديسين،
ها نحن نعبر إلى عصور العدم، لا هواء يدخل الجسد! والأرواح تحوم في العيون البيضاء، العيون التي اقتلعتها أقدرنا ومضت وراءنا…
لارنكا – 26 أيلول 2017
بواسطة Abdul Karim BaderKhan | مارس 14, 2018 | Culture, غير مصنف
الغريب (1)
عيناهُ تسجّلانِ التفاصيلَ الرتيبة
كعدسةٍ في يـدِ “تاركوفسكي“،
عيناهُ رأتَــا في ثلاثينَ عامًا
ما يراهُ شعبٌ في ألفِ عام،
أين يذهبُ بعينيه؟!
كيف يهربُ من ذاكرةِ الدمعِ والدم؟!
عندهُ من الصُوَرِ
ما يملأُ جدرانَ العالمِ بالنَّعَوات،
من الطعناتِ
ما يجعلُ السماءَ غربالًا،
من القهرِ
ما لا يستطيعُ عمرٌ كاملٌ من الأمجادِ محوَهْ.
* * *
الغريب (2)
عندما تكتبُ قصيدةً عظيمة
أو تنامُ مع امرأةٍ رائعة
أو تقتلُ عدوّكَ اللئيم…
يُمكنكَ أنْ تشربَ أنهارًا من الخمر
وتدخَّنَ الأشجارَ سجائرَ،
… تركُلَ الأرضَ حتى تدورَ بالاتجاهِ الذي تريد،
… تعترفَ لوالديكَ بأنكَ لستَ ابنـهُما،
… تُخرجَ جـثّـةً من القبر
وترقصَ معها حتى الصباح،
يمكنكَ أنْ تصرخَ في وجه السماء: أنا سـيّـدُ الأرض!
وبعدَها…
يمكنكَ أنْ تموت
كما يليقُ برجُـلٍ أنْ يموت؛
ضاحكًا في وجهِ الموت
باصقًا في وجهِ الحياة.
* * *
بواسطة Salah El Hassan | مارس 14, 2018 | Culture, Roundtables, غير مصنف
في البدءِ كانت السكين
منذ قابيل
وإلى آخر مجزرة،
الكلماتُ لم تكن ولدتْ بعدُ
الكلمات التي تحفظونها عن الأمل
لن تمنح الحياةَ لوردةٍ صغيرة
مرّتْ من فوقها دباباتُ الوطن،
والكلماتُ التي تحفظونها عن الفرح
لن تمسحَ دمعةَ طفلٍ فقد درّاجته تحت رُكام المنزل،
والكلماتُ التي تحفظونها عن الحلم
لن تُقنعَ النائمين تحت سماءِ الحزن المدلهمّ
بالنظرِ إلى السماء،
والكلماتُ التي تحفظونها عن الحبّ
لم تعد تصلُح لحديثٍ مسائي بين عاشقين
على مقعدٍ في حديقة
في زمن “الأندرويد” و “دونالد ترامب”.
أيتها الكلماتُ المغدورة
ماذا سنقولُ لـ “كريم” (*)
– وقد انطمسَتْ قصائدُنا التي لم تُكتَبْ بعدُ –
عن العيونِ والأنهار
عن البحار والمدى
عن الردى!
وحدَها السكينُ
ووحدنا الحنجرة،
وحدها البندقية
ووحدنا الظهر،
وحدَهُ الذئب
ووحدنا الحملانُ الضعيفة.
هلِّلُويا
هلِّلُويا
في البدء كانت السكين.
* * *
(*) كريم: من أطفال غوطة دمشق، اقتلعت عينه جراء القصف.
بواسطة سلوى زكزك | مارس 12, 2018 | Cost of War, Reports, غير مصنف
ربما هي مصادفة سعيدة بتزامن يوم المرأة العالمي مع عيد الأم في شهرٍ واحد هو شهر آذار (مارس). لكن بسبب تفاصيل الحرب اليومية يغدو معنى كلمة عيد أو يومٍ خاصٍ للنساء ترفاً ممجوجاً ومدعاةً للكوميديا السوداء، ويصير سؤال النساء عن رغباتهن أو انطباعاتهن في هاتين المناسبتين مجرّد كلامٍ فارغٍ دون أي مضمون، ،وهذراً كلامياً لا مبرر له ولا من مستعدٍ حتى لخوض غمار التفاعل معه والإجابة عن تلك الأسئلة. إن كان البعض يحيل هذين اليومين لمناسبة تذكيرية بالهموم والنواقص والانفعالات العاطفية إلا أنّ الطابع العام هو مجرد اجترار لهمومٍ تئن دونما سعي لتدبيرها واستهلاكٍ للدموع لا راد له وزهورٍ وورودٍ على الشاشة الزرقاء أو شاشة الجوال وهدايا ترهق الجيوب ولا تُفرح القلوب.
“أم نشأت” سيدة خمسينية تعيش في الحديقة. قد توحي كلمة حديقة بوجود مساحة خضراء وارفة الظلال وفيرة المياه والمقاعد، لكنها هنا مجرد أرض جرداء بلا شجر أو عشب طري، مقاعدها مجرد بقايا مفصلاتٍ معدنية مغروزة في الأرض الجرداء. سألتها عن أمنياتها فقالت: “لا أمنيات، مجرد حاجات، أن أعود لبيتي، أن أستحم بماءٍ نظيف وحمامٍ مغلقٍ، أن أنعم بملابس نظيفة ودافئة بعد الاستحمام، أن أشرب قهوتي على شرفتي الصغيرة وأن ألقي تحية الصباح على جيراني وأهل حارتي.”
كانت “أم نشأت” قد قالت لي سابقاً في أول يومِ في السنة الجديدة وفور معايدتي وأمنياتي لها بسنة أفضل: “ليش قديش اليوم بالشهر نحنا وبأي سنة ؟” قالت لي يومها: “لو كان لدي مجرد حائطٍ صغيرٍ أعلق عليه تقويماً للأيام وساعةً جداريةً لكنتُ فهمتُ عليك ورددت المعايدة بأحسن منها!”
في اللامكان الذي يصير بيتك واللازمان الذي يصير عالمك نحن لا شيء أيضاً.
***
في مراكز الإيواء والحدائق والبيوت المشتركة التي تضم عائلاتٍ عديدةٍ يتحول الجنس إلى كابوس وتصبح العلاقات الزوجية مسرحاً للانتقام. “غالية” سيدة متزوجة تزوج زوجها الشهم بامرأة ثانية، ويعيشون في أحد مراكز الإيواء. بترتيب ٍغريزيٍ وبقرارٍ تحت إلحاح الحاجة تقرر النسوة تخصيص أحد الحمامات للعلاقات الجنسية، يبدو الأمر هنا تحايلاً عبقرياً على التشرد والحرمان، لكنه يترتب على غالية أن تكون الحارس الأمين لزوجها وضرّتها أثناء ممارستهما للعلاقة الزوجية. تخيلوا غالية تقف على باب الحمام والاضطهاد العاطفي يصفعها بعدد اللحظات خاصة بعد أن تخلى زوجها عن معاشرتها لصالح الزوجة الأصغر سناً والأجمل والأحدث. وكأن الزوجتين مجرد طنجرة يُفضل استخدام الأحدث حرصاً على جودة الطعام ومنظره، تشييئٌ دونيٌ تتآمر فيه الحرب وظروفها والقوانين التمييزية وهمجيتها والعادات ووحشيتها وذلها.
***
تحاول سمر جاهدةً تأمين موافقة على وصايتها على طفلتيها لأن زوجها مفقودٌ ووالد الزوج بعيدٌ جغرافياً وأشقاء الزوج في ألمانيا. تريد سمر التصرف في بيت الزوجية وتأجيره لتأمين دخلٍ يعيلها مع ابنتيها الصغيرتين.
أمّا غادة فقد استلمت قرار زوجها بتطليقها عبر وكيلٍ قانوني هو زوج أخته، وزوج غادة في هولندا وقد تزوج بسيدة سورية من حلب تعيش هناك. يبدو قرار الزوج تطليق زوجته إيجابياً فهو يمنح غادة هنا حريتها ويفك وثاقها من ارتباط ٍعلى الورق، لكنه يُجبر غادة باعتبارها مطلّقة ترك منزل الزوجية هي وأطفالها الثلاثة ولتذهب إلى الجحيم، خاصةُ أنها لا تعمل وأهلها يعيشون في بيتٍ مستأجر يقطنه سبعة عشر شخصاً، والنفقة في أحسن الأحوال لا تتجاوز العشرة آلاف عدا عن الإجراءات المعقدة لرفع الدعوى ووجود الزوج في الخارج وغيرها من التعقيدات البيروقراطية.
***
تحولت شذا ما بين ليلة وضحاها إلى معيلةٍ لأسرتها، لوالدتها المصابة بالسكري ولأبيها الضرير ولشقيقاتها اليافعات وأبناء أختها الكبرى التي أصبحت أرملة فجأة. مقابل بنطال جينز لأختها التي لم يتبق لديها ما يستر جسدها، وافقت شذا على ممارسة الجنس مع صاحب محل بيع الألبسة الجاهزة الذي تعمل لديه. وكرّت سبحة بناطلين الجينز والبيجامات والأحذية وأسطوانة الغاز وتكاليف الدواء وأجرة البيت وملابس المدرسة والكتب والدفاتر، وهكذا تحولت شذا لإحدى ممتلكات صاحب المحل الذي خصص مكانا ضيقا في المستودع لمعاشرتها كما يشاء مقابل الإنفاق دونما حماية أو أدنى اعتراف، بل إن تسميعات الجوار من أصحاب المحال والزبائن جعلت من شذا عاهرة يحاول الجميع النيل منها بذريعة أنها رخيصة ولا مانع لديها من معاشرة أي كان مقابل منفعة مادية.
***
سميرة سيدة خمسينية سافر زوجها وولداها إلى النمسا فباتت وحيدة ومهجورة مصابة بمرض ارتفاع الضغط. تقطن سميرة في شقة في الطابق الثاني عشر من برجٍ سكني، وذات يوم اكتشفت نفاذ أدويتها بينما كانت الكهرباء مقطوعة والصيدليات في عطلتها الأسبوعية فماتت من الخوف إثر نوبة قلبية نفسية المنشأ من شدة الذعر. كان بوسعها البقاء حيةً أياماً دونما دواء خفض الضغط لكن توترها ووحدتها وغياب من يرعاها أو يتطوع لمتابعة أدويتها مرةً بالأسبوع أودوا بحياتها في لحظةٍ موجعةٍ، ولو توفر لها أي مقوّم من المتابعة أو المسؤولية أو الشراكة، لكانت قد بقيت على قيد الحياة تنتظر ورقة لم الشمل لتلتحق بعائلتها. ولابدّ من الإشارة هنا إلى أن عدة سيدات أعرفهن قد قمن بخطوةٍ غريبةٍ وحديثة العهد على المجتمع السوري، خطوةٌ صفق لها الكثيرون والكثيرات واعتبروها حلا مثالياً لتوابع وحدتهم/ن، وهي قيامهن ببيع البيوت التي يسكنونها ويملكونها ووضع قيمتها في المصرف والإقامة في أحد المآوي المأجورة التي تتبع للكنيسة مقابل الإقامة والمتابعة الصحية والتنظيف، أي عناية كاملة مع حق استقبال الضيوف وحرية الحركة خارج وداخل المأوى المذكور.
وتبدو الشكوى الأكثر إيلاماً هي حياة الأبناء، موتهم غير المعلن إلا باتصال هاتفي، تغيبهم الطويل دونما خبر أو زيارة أو معلومة، استقبالهم بكفن أو من دونه والتكتم على أمراضهم النفسية جراء الاختباء الطويل أو الشدات النفسية جراء التهديد أو الفصل من العمل أو ضياع مصادر الرزق أو تضرر أجسادهم بقذائف أو رصاص طائش لا يوجد من يردعه أو يحاسب أو يعوض عن نتائجه المرة.
***
في الحرب اسأل النساء وحدهن عنها، على وجوههن تمر شظايا الخيبات والفقد والرحيل وعلى أجسادهن تسجل علامات الانتقام والانكسارات والعقوبات والانهزامات، هن مرآة الحرب وهن خلاصة القول وبلاغة الخسارات. في قلوبهن أسئلة بلا أجوبة وانتظارٌ يطول يميت جذوة الحياة قبل ترنح أجسادهن في مهاوي الترمل والطلاق والفقدان والجوع والمذلة والتنميط والتهميش والاغتصاب والمتاجرة بعواطفهن وأمومتهن وأجسادهن وحقوقهن الأساسية. في الحرب تصبح الأعياد مجرد نهشٍ للروح وضرباتٍ صارخة للتذكير بفداحة الجروح والنواقص وبسطوة الغياب والتغييب.
للسوريات القابضات على الجمر، المنتظرات ظلال الأمل وقرارا بوقف الحرب، كنّ بخير يا غاليات. لنكون وسورية بخير.
هنا دمشق
الثامن من آذار 2018
بواسطة Salon Syria Team | مارس 12, 2018 | News, غير مصنف
يهدف “صالون سوريا” إلى بناء وتطوير منبر إلكتروني باللغتين العربية والانكليزية يكون اداة لنشر القصص الصحافية ومنبراً يخدم فضاء للتواصل والنقاش بين شريحة واسعة من وجهات النظر في مكونات الطيف السوري.
يعلن “صالون سورية” عن دورة تدريبية لصحافيين سوريين مقيمين في سورية او الدول المجاورة. “ورشة صالون سورية”، مبادرة سورية ترمي الى دعم العمل الصحافي بعيداً من الاستقطاب. هي جزء من منتدى الكتروني باسم “صالون سورية” www.SalonSyria.com.
تستمر الورشة لمدة يومين في مقر الجامعة الأميركية في بيروت، باشراف زملاء مدربين سوريين وعرب وأجانب لتمكين الصحافيين السوريين الشباب في أربعة محاور: المهنية والسياسة، الصحافة زمن الحرب، الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، الانواع الصحافية.
الورشة تشكل فرصة لصحافيين سوريين للحوار فيما بينهم حول الكتابة الصحافية ومهارات العمل الفريقي واختبار الرغبة والقدرة على العمل الصحافي، اضافة الى التشبيك مع صحافيين ومؤسسات عربية وعالمية. في ختام الورشة، ان الصحافيين الذين يظهرون قدرة مهنية ستتاح لهم فرصة التعاون مع “صالون سورية” من داخل سورية او الدول المجاورة.
“صالون سورية” يتكفل بتغطية المصاريف المرتبطة بالورشة من سفر وإقامة.
مكان وزمان الورشة: الجامعة الاميركية في بيروت
٢٦ و ٢٧ نيسان ٢٠١٨
المواصفات المطلوبة:
1- صحافيون / صحافيات من سورية, يقيمون في سورية ودول الجوار.
2- العمر بين ٢٠ و٣٩ سنة.
3- لديهم الخبرة في مجال الكتابة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والمسموع والمرئي.
4- لديهم خبرة في كتابة الانواع الصحافية.
5- لغة التدريب والكتابة، هي العربية مع تفضيل اجادة اللغة الانكليزية.
يجب على جميع المتقدمين إكمال الطلب والرد على جميع الأسئلة، بما في ذلك تحميل السيرة الذاتية، رسالة توضح اسباب الاهتمام بموضوع الورشة، و ارفاق مقالة او عينة كتابية. يرجى
الضغظ على الرابط هنا:
اخر موعد للتقديم: ٣٠ اذار ٢٠١٨
بالشراكة مع معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الأمريكية في بيروت