الحب يخترق الحواجز الطائفية في سوريا

الحب يخترق الحواجز الطائفية في سوريا

“في بلادنا، يخسر الشباب حيواتهم دفاعاً عن حدود رسمها الغرباء عبر قرن من الزمن بعد أن رحلوا، فلم لا ندافع عن الحب الذي نصنع مملكته وقوانينه بأيدينا؟” تسأل سمر أثناء جلستنا في مطعم الربيع في منطقة ساروجة بدمشق، تحتسي قهوتها مع ابتسامة على خدين ورديين وغمازتين عميقتين قبل أن تتابع “زوجي من درعا وأنا من مصياف، هو بحبني وأنا بحبه، فما أهمية الطائفة والمذهب إذا كنا شركاء في القلب والحياة”.

العديد من الشبان والشابات تجاوزوا العقبات الاجتماعية والتقليدية والدينية وحتى القانونية ليسيروا معاً في درب الحب، غير آبهين بالوصمة والعزلة الاجتماعية من قبل أبناء ملتهم وطائفتهم، نحو ارتباط رسمي بمن يحبون.

فيما لايزال آخرون أسرى للعادات والمعتقدات، مستسلمين لما يرسم لهم دون رضاهم. ورغم ذلك تدفع مجموعات شبابية ومنظمات مدنية نحو مناقشة قضايا حساسة كالزواج المدني والزواج بين الطوائف كتجربة (نادي القراء).

تدافع لين، وهي مهندسة مدنية عازبة من صافتيا، عن فكرة الزواج بين الطوائف، وتقول “طالما أن الشخصين يحبان بعضهما حتى لو كانا من طائفتين مختلفتين، يفترض أن الزواج سيمر بسلاسة، فشعارات الحب والأخوة التي تدرس في المدارس يجب أن تطبق عن طريق تشجيع الزواج بين الطوائف، فلماذا نضع عقبة غير موجودة أصلاً؟”.

وتضيف لين “أنا أؤمن بالله فقط و الله شجع على الحب، ولذلك سأقبل بالزواج من رجل من أية طائفة”، مستدركة بأنها رغم ذلك لن تسمح للزوج بفرض معتقداته عليها.

أما هيا، وهي خريجة علوم سياسية من الرقة وعازبة، فتروي أن عمها من الطائفة السنية ومتزوج من امرأة من الطائفة العلوية “لكن للأسف أهل زوجة عمي لم يكلموها منذ تزوجت منذ أربعين عاماً، رغم أنها أنجبت ولدين وأصبحت جدة الآن، كل ذلك فقط لأنها اختارت زوجاً من غير طائفتها” تقول هيا مشيرة إلى أن عمها وزوجته ورغم هذا حظيا بحياة زوجية ناجحة لم يؤثر عليها اختلاف طوائفهما.

 أما عن نفسها فتقول هيا ” من حيث الفكرة، أؤيد الزواج من طائفة أخرى ولا أمانعها، وفي ذات الوقت إذا فكرت بها من حيث المستقبل وتأثيره على أطفالي، فأنا أتردد قليلاً وربما أعارض الفكرة مع ذاتي”.

وتشرح هيا السبب بقولها “مهما ادعينا أننا مدنيون ولا نعترف بالبعد الطائفي في حياتنا وعلاقاتنا العاطفية، إلا أنه سيؤثر على أرض الواقع، هو خوف من التجربة أكثر منه معارضة للفكرة، إذ أن التفاهم بين شريكين يفترض أن يزيل كل العقبات أياً كان نوعها”.

سامر عانى شخصياً من الحب العابر للطوائف، وهو خريج كلية اقتصاد وعازب من دمشق، حيث اضطر إلى فسخ خطوبته أخيراً. وعما جرى يروي سامر بأنه خطب عام ٢٠١٥ صبية من الطائفة العلوية من دوير المشايخ في وادي العيون التابعة لمحافظة حماة، وكان والد الفتاة منفتح الفكر لكن والدتها عارضت الخطوبة، وأخبرته بأنها “لا تريد أن يكون أحفادها سنة”، أما خطيبته فكانت متقبلة للفكرة رغم وجود “عرق طائفي” في شخصيتها كان يظهر إلى العلن قليلاً كما يصف سامر. إلا أن أهل الضيعة قاطعوا والد الفتاة وخاصة عندما كان سامر يزور أهل خطيبته، فأبلغه والدها بأن الأمر سينجح لو كنا نعيش في المدينة إلا أن جو الريف لا يتقبل الفكرة بسهولة، ولم تكمل قصتهما السنة والنصف حتى انفصلا. “الكل يدعي بأن لا مشكلة في الزواج بين الطوائف، ولكن على المحك قد يتبدل الرأي فعلياً” يختم سامر قصته بتشاؤم.

سلمى من جهتها وهي أرملة من إدلب تقول بأنها لم تعلم عندما تزوجت بأن زوجها من الطائفة الشيعية “ولم يختلف الحال بعد معرفتي بذلك، كنت أمارس طقوسي الدينية كما يفعل هو، يحترم آرائي وأحترم آرائه، أحببته بحيث كان كالأب والأخ بالنسبة لي، و خلف رحيله مأساة مؤلمة في حياتي” تقول سلمى.

تركت الحرب السورية شروخاً على المجتمع بكافة طوائفه وأديانه وأعراقه وقومياته، خاصة مع حصول اقتتال طائفي في بعض المناطق والمدن السورية، إلا أن استمرار انتشار الزواج العابر للطوائف والقوميات خلال سنوات الأزمة، وإن كان على نطاق ضيق، يبرهن أن المكونات السورية لم تصل إلى مرحلة القطيعة رغم حدة الألم ومرارة التجربة.

اليسار السوري والمواقف المعاكسة للرؤى اليسارية والثورية

اليسار السوري والمواقف المعاكسة للرؤى اليسارية والثورية

*ينشر هذا المقال ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟

زاوجت تجربتي الخاصة بين نشاطي مع رابطة النساء السوريات منذ التسعينات (لكل فصائل الأحزاب الشيوعية المتحالفة مع الجبهة الوطنية التقدمية)، وانخراطي سياسياً – سرياً ثم علنياً- في حزب العمل الشيوعي المناهض لدكتاتورية النظام تاريخياً.

كيف يمكن أن نَنظّر الى انخراط يساري حقيق ومبدئي في زمن تغلغلت فيه كل الأجندات الإقليمية والدولية والتمويل والدين السياسي، فكان انعكاسه المباشر تجريد اليسار من ثوريته النضالية والتخلي عن برنامجه واستراتيجيته؟ وما الذي يعنيه لنا تحديداً ارتباط ما يحدث في سورية بهذا اليسار التاريخي؟ الذي ينقسم بين أحزاب متحالفة مع النظام منضوية في الجبهة الوطنية التقدمية من جهة، ومن جهة أخرى لأحزاب وتيارات يسارية معارضة منقسمة بين ثورية يسارية معارضة جذرية، وثورية يسارية معارضة متحالفة مع اليمين الإسلامي، وثورية يسارية قومية (عربية وكردية) وقعت في أزمة ما بين هويتها اليسارية الوطنية الجامعة والهوية القومية الضيقة.

اذاً ما الذي يميز حقيقة في كل ذلك اليسار التحرري الماركسي عن الاشتراكي البعثي ، الذي تمثلت به أحزاب اليسار المتحالفة مع النظام ، في دفاعها عنه ، في حين توجهت بخطابات تنتقد فيها الدكتاتوريات العربية، وعنفها الممارس ضد مطالب شعوبها مساندة بذلك ثورات الربيع العربي وثورية الأحزاب اليسارية المعارضة ( خطابات الاحزاب الشيوعية السورية المتحالفة مع بعثية ودكتاتورية النظام السوري ، ضد نظام السودان وممارساته ، مساندة بذلك ثورية الحزب الشيوعي السوداني المعارض ، ومخالفة بهذا المطلب والحق الأحزاب اليسارية السورية  المعارضة في مطالبها  ضد النظام السوري ).

ما هي علاقة اليسار بالحرية التي انتفضت لأجلها السوريات والسوريون؟

  إذا أردنا رسم خارطة واقعية لمواقف اليسار المعارض التقليدي تجاه مطالب السوريين بالحرية سنجد أنفسنا أمام تناقضات جوهرية يمر بها اليسار السوري عموماً. فمنذ سبعينيات القرن الماضي،وقعت التيارات اليسارية السورية المعارضة ما بين مطرقة قمع النظام وسندان اليسار المتخاذل المتحالف معهتحت مظلة “الجبهة الوطنية التقدمية”التي هيمن عليها حزب البعث الحاكم وصادر هويتها وثوريتها. مما أضعف هذا من قدرة “اليسار السوري على تطوير استراتيجيتة الفكرية والتنظيمية، ولم يعد بإمكانه أن يكون لاعباً فاعلاً في الساحة السورية، وبالطبع كان من المتوقع أن تساهم الأحزاب والتيارات اليسارية المزودة بالأدوات النظرية والفلسفة الماركسية ، بلعب دورٍ نهضويٍ وتحرري في سورية، لولا الطابع السوفيتي (الستاليني) الذي بلورته الأحزاب اليسارية المتحالفة مع النظام منذ نشوئها، والخلافات التي أصابت التيارات والأحزاب اليسارية المعارضة، حول تطبيق مفهوم النظرية الثورية، وترويج شعاراتها المناهضة للنظام، والتي تم قمعها بوحشية في أواخر السبعينات والثمانينيات.

النساء واليسار السوري سياسياً وقيادياً 

 يحتاج الوقوف على قضايا برامج اليسار السوري والتحليل المرحلي لاحتياجاتها إلى إعادة النظر بمسار اليسار الإيديولوجي لنضالها الطبقي والتحرري، الذي بنى عليه رؤيته الثورية لبناء وعي اجتماعي نخبوي، كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار السياقات التاريخية والمنعطفات التي غيرت من هوية بعض الأحزاب اليسارية وآليات عملها وتحالفاتها. فقد أثرت القضية الفلسطينية على علاقة بعض الأحزاب اليسارية بمسألة الهوية القومية، فيما ابتعدت بعض الأحزاب عن نضالها الطبقي ، وبُعدها عن الانخراط بين العمال والفلاحين بسبب سرية عملها، واهتمامها باختراق الجيش من أجل إسقاط ديكتاتورية النظام كما حصل في أواخر السبعينات، في ذات الحين رفضت هذه الأحزاب “التقدمية” مفهوم النضال التحرري النسوي، وجعله قضية مستقلة منفصلة عن مهامها المجتمعية التحررية ككل.

وهنا نجد مفارقة كبيرة بين مسار الأحزاب اليسارية التقليدية المتحالفة مع النظام السوري والتي اتسمت بنشاطها العلني ، حيث تبنت نضالا جاداً وانخراطاً حقيقياً في دعم حركات تحرر النساء والدفاع عنها، وأصدرت العديد من الأدبيات الحزبية الخاصة بمتطلباتها المرحلية بشكلها المستقل، من خلال إنشاء منظمات خاصة للنساء والشباب (رابطة النساء السوريات، واتحاد الشباب الديمقراطي، الذي حملوا نفس الاسم للحزب الأساسي وتياراته المنشقة عنه). في حين أنّ الأحزاب  اليسارية المعارضة، التي تبنت العمل السري، نأت بنفسها عن تبني قضايا النساء والشباب في معاركهن/م المجتمعية بشكلها المستقل، رغم أنّ هذه الأحزاب والمنتمين/ات إليها لم يتراجعوا عن مبدئيتهم اليسارية وسعيهم الجاد لخرق العادات والتقاليد، ومحاربة الجهل، وتهديم البنى الاجتماعية القائمة على عدم المساواة بين النساء والرجال. ورغم أنّ المعتقلات السوريات اليساريات سُجنَّ مالا يقل عن ثلاث سنوات في سجون النظام السوري، إلا أنّ وجودهن في صفوف كافة قيادات الأحزاب اليسارية المعارضة في تلك المرحلة بقي ضعيفاً (أو شبه معدوم). وبالإضافة الى ضعف التمثيل على مستوى التنظيم السياسي، نجد فقراً واضحاً في الأدبيات الحزبية والفكرية الخاصة بالمرأة وانخراطها السياسي والقيادي في المجتمع، باستثناء ما صدر من قبل بعض المثقفين اليساريين كالمناضل والكاتب اليساري الراحل (بو علي ياسين 1942-2000) الذي قدّم أدبيات هامة على مستوى النظرية والواقع لتحرر المرأة العربية عموماً والسورية خصوصاً، نشرها في خمسة كتب.

وحتى بعد الانتفاضة وانخراط العديد من اليساريات بقوة في الحراك، لم تتغير مفاهيم الأحزاب اليسارية حول أهمية تفعيل انخراط النساء في قيادة الأحزاب، وتدعيم دورهن في تفعيل الحل السياسي الغائب حتى الآن، ويكاد إشراك النساء يقتصر على ما فرضته الأمم المتحدة بإلزامها تمثيل النساء ضمن هيئة المفاوضات. وبالطبع يشبه وضع النساء اليساريات المنخرطات في التحالفات الحالية للمعارضة وضع الرجال اليساريين ممن قبلوا بالأجندات (السعودية أو القطرية أو التركية أو الروسية)، وتبدو مشاركتها خجولة وليست على قدر الطموح والتمثيل.

 في نهاية عام 2012 وأثناء لقاءٍ جمع بعض النساء العربيات (السياسيات والناشطات مدنياً) في الأردن على خلفية نشاط نسوي عن الديمقراطية ودور النساء فيها قيادياً، طرحت بعض اليساريات السودانيات على اليساريات العربيات آنذاك مشروعاً لبناء تحالف نسوي  يساريضمن الربيع العربي، لتكون قوة ضاغطة على الشارع المنتفض لحريته، إلا أنّ هذه الفكرة لم تلق استحساناً أو قبولاً من الأحزاب اليسارية المعارضة متذرعين أننا في مرحلة نضالية متكاملة لا يمكن أن تطرح فيها السياسيات اليساريات نضالاً مستقلاً . ويبدو أن سبب هذا الرفض هو ضعف رؤيتهم لضرورة بلورة هيكلية قيادية نسوية نخبوية، لأنّ هذه الأحزاب لم تصل الى مرحلة تكون فيها بديلاً حقيقياً وممثلاً لمطالب الشعب، ولأنّ بعض قيادات تلك الأحزاب لا ترى في المرأة عموماً -سواءٌ كانت يسارية أو لم تكن- بأنها جديرة وصاحبة كفاءة لتولي مناصب قيادية، وهذا ما تجلى تاريخياً وحالياً بتمثيل الأحزاب اليسارية في قيادة تحالفاتها لرجالٍ فقط.

الهوية اليسارية بعد 2011

بقي اليسار خارج الساحة السورية بعد وصول الأسد الابن الى السلطة عام 2000، وحتى عندما دخلت سورية ربيعها المنتفض عام 2011، عادت الانقسامات التاريخية مجدداً بين اليسار السوري التقليدي المتحالف مع النظام وأحزاب اليسار المعارض بكل أحزابه وتياراته. ورغم أن التيارات اليسارية المعارضة حافظت على تاريخها الجذري المعارض للنظام، إلا أنّ تطورات الأحداث والصراع العسكري تمخض عنه مؤخراً ولادة هيئة التفاوض، التي جمعت جميع المتناقضات من اليسار المعارض واليميني المتطرف إيديولوجياً وعسكرياً، في طبخة اقليمية ودولية تحت عباءة السعودية ودعم ومساندة تركية في سابقة تاريخية قلٌ مثيلها في تاريخ اليسار الجذري. هناك أيضاً تيارات وتشكيلات يسارية متعددة ارتأت لنفسها تحالفات أخرى مثل تيار “اليسار الثوري” الذي انضم الى مجلس سورية الديمقراطي مع بعض اليساريين المستقلين.

 تعود أسباب هذه التحالفات المتخبطة للتيارات اليسارية السورية إلى اضطراب اليسار، وعجزه عن بلورة برنامج سياسي ذا استراتيجية طويلة المدى لنضاله السلمي منذ أواخر سبعينيات العقد الماضي،  حيث دفعت سياسات النظام القمعية ببعض الأحزاب اليسارية للتطرف والتعاطف مع قوى رجعية أصولية مثل الاخوان المسلمين في صراعهم المسلح ضد النظام ، حيث اعتبرت هذا الصراع بمثابة ثورة شعبية ضد السلطة، في ذات الفترة وعلى النقيض منها جمدت رابطة العمل الشيوعي شعار اسقاط النظام، مستبدلة إياه بشعار دحر الدكتاتورية العسكرية والظفر بالحريات السياسية بشكل مواز في مواجهة الفاشية الرجعية المتمثلة بالإخوان المسلمين. وباعتقادي لا يمكننا الحديث الآن عن هوية بنيوية جذرية يسارية للأحزاب والتيارات الموجودة على الساحة السورية. إلا فيما ندر سواء داخل سورية أو خارجها، إذ يكاد يقتصر حضورها على مجموعات صغيرة أو أفراد انسلخواعن أحزابهم اليسارية ولا زالوا متمسكين بمبادئهم وهويتهم اليسارية، فوجدوا أنفسهم في مفترق طرق مع تلك الأحزاب اليسارية التي تراكضت لاقتسام التمثيل السياسي الوهمي عبر المحاصصة الطائفية بين أطراف المعارضة المتوافق عليها اقليمياً ودولياً.

هل كان الوعي السياسي لليسار بحجم ما يحدث في الشارع السوري؟

يجعلنا هذا السؤال نقف أمام أزمة هوية متصدعة بنيوياً، تتكشف عن حقيقة ما تمارسه هذه الأحزاب من سلوكيات معاكسة لبرامجها ورؤاها اليسارية الثورية التي انطلقت منها في بناء تنظيماتها، وما بين النظرية والواقع يكمن غياب هذه القوى والأحزاب في تقديم رؤية حل سياسي، وبرنامج عمل قابل للتطبيق يستقطب الشارع المنتفض دون الانخراط في تحالفات مع التيارات اليمينية المتطرفة المناقضة لها.

 إذاً انقسم موقف اليساريين ما بين داعم ومعارض للانتفاضة التي تعسكرت ثم تحولت إلى صراع مسلح، وبالإضافة إلى مسؤولية النظام عن تفريغ الساحة السياسية المعارضة له  بالارهاب والترهيب والاعتقال على مدى عقود ، يتحمل  اليسار المعارض بكافة أحزابه و تياراته التي تخلت عن أخذ دورها الريادي في توحيد صفوفه وتنظيم قوى الحراك الشعبي المنتفض ، لتأخذ دورها التاريخي في قيادة الحراك الذي استحوذت عليه القوى الاسلامية والجهادية.

 فكيف يمكن ليساريتنا الثورية المبدئية أن تساهم وتبني من جديد مواقعها ومنابرها لطرح برامجها؟ سؤال من الصعوبة الرد عليه ولكنه ليس بالمستحيل، وقد يكون الملف الذي طرحه صالون سورية بمثابة فرصة لمواجهة مثل هذه الأسئلة والتفكير بالمستقبل.

Syria in a Week (12 – 18 February 2019)

Syria in a Week (12 – 18 February 2019)

The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.

“Troika” Mandate

14 February 2019

Russian President Vladimir Putin saidon Thursday that Russia, Turkey, and Iran agreed on “extra steps” to clear the governorate of Idlib of “a hotbed of terrorist,” but the Kremlin said there would be no military operations there.

Putin was speaking after hosting a summit in Sochi to weigh the future of Syria with Turkish President Tayyip Erdogan and Iranian President Hassan Rouhani. All three countries have forces on the ground in Syria, where they have coordinated their efforts despite sometimes differing priorities and interests.

“The presence of the United States in Syria and other countries in the region is not useful… America should reconsider its Middle East policy,” Hassan Rouhani said after the summit. He also criticized the United Nations for not taking “tangible” measure in Syria to restore peace and security.

Erdogansaidthat hopes for a political solution in Syria are stronger than ever. He also said there was talk of the US withdrawal from Syria taking place in April or May, but added that the timing remained unclear.

No Constitutional “Bargaining”

15 February 2019

Syrian President Bashar al-Assad saidon Sunday that his government would not bargain over the country’s constitution with the Turkey-backed opposition, criticizing a UN peace process that aims to rewrite its terms. A congress convened by Russia last year tasked the UN envoy for Syria with forming a committee to draft a new constitution, after many rounds of talks to end the war had failed. The stalled process is meant to lead eventually to new elections.

“The constitution is the fate of the country and as a result, it does not succumb to any bargains that could have a bigger price than the war itself,” Assad said in a televised speech. Assad added that the UN role was welcome as long as it respected state sovereignty. He described opposition officials chosen for the constitutional committee as “agents” of Turkey, which backs anti-Assad opposition factions in northwest Syria.

The new UN envoy to Syria Geir Pedersen saidon Friday that he hoped to invite the constitutional committee to convene in Geneva “as soon as possible,” without mentioning a fixed timeframe.

Is the “Caliphate” Over?

12, 16, 17 February 2019

US-backed fighters in Syria are poised to capture ISIS’s last, tiny enclave on the Euphrates, bringing its self-declared caliphate to the brink of total defeat as US President Donald Trump spoke of “one hundred percent victory”.

Trump said on Saturday that the caliphate was “ready to fall” and that the United States was asking European allies to take back more than eight hundred ISIS fighters captured in Syria and put them on trial.

“The US does not want to watch as these ISIS fighters permeate Europe, which is where they are expected to go. It’s time for others to step up and do the job that they are so capable of doing.”

Trump has sworn to pull US forces from Syria after ISIS’s territorial defeat, raising questions over the fate of Washington’s Kurdish allies and Turkish involvement in northeast Syria.

Jiya Furat, commander of the battle, said the Syrian Democratic Forces (SDF) had cornered the remaining militants in a neighborhood of Baghouz village near the Iraqi border, under fire from all sides. “In the coming few days, in a very short time, we will spread the good tidings to the world of the military end of ISIS,” said Furat.

Civilians fled the remaining territory under ISIS control with the SDF advancing under intensive US airstrikes.

In a related context, a senior French officer involved in the fight against ISIS in Syria faces punishment after launching a scathing attack on the US-led coalition’s methods to defeat the group in its remaining stronghold of Hajin, the French army saidon Saturday.

Colonel Francois-Regis Legrier, who has been in charge of directing French artillery supporting Kurdish-led groups in Syria since October, said the coalition’s focus had been on limiting its own risks and this had greatly increased the death toll among civilians and the levels of destruction.

“Yes, the Battle of Hajin was won, at least on the ground but by refusing ground engagement, we unnecessarily prolonged the conflict and thus contributed to increasing the number of casualties in the population,” Legrier wrote in an article in the National Defense Review.

Kurd’s Dilemma

15 – 17 February 2019

Commander of the US-led coalition battling ISIS, Army Lieutenant General Paul LaCamera, said the United States will have to sever its military assistance to the Kurdish-led Syrian Democratic Forces (SDF) battling ISIS if the fighters partner with Syrian President Bashar al-Assad or Russia. “We will continue to train and arm them as long as they remain our partners,” LaCamera said, praising their hard-won victories against ISIS militants.

Army General Joseph Votel, who oversees US forces in the Middle East as head of Central Command, saidon Friday that the United States should keep arming and aiding the SDF following the planned US withdrawal from Syria, provided the group keeps up the pressure on ISIS. The recommendation by the general is one of the strongest signs yet of US military hopes for an enduring partnership with the SDF despite the concerns of NATO ally Turkey, which says Kurdish SDF fighters are terrorists.

Votel said he expected future US assistance to the SDF to change after it seizes the final bits of ISIS territory. The SDF will then have to contend with a more dispersed, harder-to-detect network of ISIS fighters, who are expected to wage guerrilla-style attacks.

Syrian President Bashar al-Assad saidon Sunday that Washington will not protect the groups it is relying on, referring to US-backed Kurdish fighters.

State-owned Anadolu news agency quotedTurkey’s Defense Minister Hulusi Akar as saying on Friday that only Turkish forces should deploy in the planned safe zone in northeast Syria.

US Riddle

17 February 2019

The US Special Envoy to Syria James Jeffrey saidon Sunday the United States will not make an abrupt and rapid withdrawal of its troops from Syria and will consult closely with its allies on the issue. “We’ve been telling them (allies) continuously this is not going to be an abrupt, rapid withdrawal but a step-by-step withdrawal,” he told the Munich Security Conference.

Acting US Defense Minister Patrick Shanahan saidon Friday the United States was committed to defeating ISIS in the Middle East and beyond.

US President Donald Trump’s announcement in December that he was withdrawing all two thousand US troops from Syria surprised and rattled allies. US officials have crisscrossed the Middle East in recent weeks to reassure them that Washington remains committed to the region.

However, European officials said they were given few details during the closed-door meeting in Munich and many questions remain.

Chasing Government Officials

February 2019

Germany’s arrest of a high-ranking Syrian official suspected of crimes against humanity marks the first big success for a team of investigators who smuggled out a vast trove of incriminating evidence early in the war, one of its members saidon Wednesday.

The investigation was supported by the Commission for International Justice and Accountability (CIJA), a team funded by the United States and several European governments, which has been quietly building cases for years. Its deputy director, Nerma Jelacic, said CIJA had provided documentary evidence and witness testimony.

Germany has “universal jurisdiction” laws that allow it to prosecute people for crimes against humanity committed anywhere in the world. Such crimes can be prosecuted in France if the suspect is resident there or a victim is French.

Israeli Strike

11-12 February 2019

The Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu saidon Tuesday that Israeli forces had carried out another strike in Iran-aligned Syria, a day after the Syrian army said an Israeli drone fired missiles near a demolished hospital and an army observation post. “We are operating every day, including yesterday, against Iran. All the time. Against Iran and against its attempt to entrench itself in the area,” Netanyahu told reporters before flying to Poland for a Mideast conference.

Monday’s air strike, which occurred in the southern Quneitra governorate, caused only material damage, the Syrian army said. Syrian official media had previously reported that Israel targeted positions in Quneitra with tank shells.

Lebanon Demands Guarantees

11 February 2019

Lebanon’s Foreign Minister Gebran Bassil urgedSyria on Monday to offer guarantees on property rights and military service to encourage Syrian refugees to return home.

Bassil, speaking alongside visiting Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif said, “The Syrian government can make a big contribution to encourage refugees to return by giving guarantees on individual property rights and military service.”

Syria in a Week (12 – 18 February 2019)

سوريا في أسبوع 12 – 18 شباط/فبراير 2019

“ترويكا” الوصاية

14 شباط/فبراير

قالالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن روسيا وتركيا وإيران اتفقوا على “تحركات إضافية” لإخلاء محافظة إدلب من “بؤر ساخنة للإرهاب”، لكن الكرملين أعلن إنه لن تكون هناك عملية عسكرية هناك.

وكان بوتين، يتحدث بعد أن استضاف قمة في سوتشي لبحث مستقبل سوريا مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني. وللبلدان الثلاثة قوات في سوريا حيث تنسق جهودها رغم اختلاف الأولويات وتضارب المصالح بينها أحياناً.

وقال روحاني  بعد القمة إن”وجود أمريكا في سوريا ودول أخرى بالمنطقة غير مفيد… على أميركا أن تعيد النظر في سياستها بالشرق الأوسط”. كما انتقد الأمم المتحدة لعدم اتخاذها إجراءات “ملموسة” في سوريا لاستعادة السلام والأمن.

وقال أردوغان إن آمال التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري أقوى الآن من أي وقت مضى. وأضاف، أنه كان هناك حديث بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا في نيسان/أبريل أو أيار/مايو، لكنه أضاف أن توقيت الانسحاب لا يزال غير واضح.

لا”مساومة” دستورية

15شباط/فبراير

قالالرئيس السوري بشار الأسد الأحد إن حكومته لن تساوم على دستور البلاد مع المعارضة المدعومة من تركيا، منتقداً عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وتهدف إلى إعادة كتابة مواد الدستور. وفي العام الماضي كلف مؤتمر، عقدته روسيا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، بعد فشل جولات محادثات عديدة لإنهاء الحرب. وكانت تهدف العملية المتوقفة إلى إجراء انتخابات جديدة في نهاية المطاف.

وقال الأسد في كلمة نقلها التلفزيون “الدستور هو مصير البلد وبالتالي هو غير خاضع لأي مساومات أو مجاملات وأي تهاون فيه قد يكون ثمنه أكبر من ثمن الحرب نفسها”. وأضاف الأسد أن دور الأمم المتحدة محل ترحيب ما دام يحترم سيادة البلاد. ووصف مسؤولي المعارضة الذين تم اختيارهم للجنة الدستورية بأنهم “عملاء” تركيا التي تدعم فصائل المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا.

بينما قال مبعوث الأمم المتحدة الجديد لسوريا جير بيدرسن الجمعة إنه يأمل في دعوة لجنة دستورية للاجتماع في جنيف “في أقرب وقت ممكن” دون ذكر إطار زمني محدد في أحدث محاولة لإنهاء الحرب السورية.

هل انتهت “الخلافة”

12-16-17 شباط/فبراير

 يتأهب مقاتلون مدعومون من الولايات المتحدة في سوريا للسيطرة على آخر جيب صغير خاضع لتنظيم “داعش” على نهر الفرات في معركة ستدفع التنظيم إلى شفا الهزيمة الكاملة، فيما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “انتصار بنسبة مئة بالمئة”. وقال ترامب يوم السبت إن “الخلافة على وشك السقوط” وإن الولايات المتحدة تطلب من الحلفاء الأوروبيين “استعادة أكثر من 800” من مقاتلي التنظيم الذين تم أسرهم في سوريا وإحالتهم للمحاكمة.

وتابع قائلاً “الولايات المتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها. حان الوقت كي يتحرك الآخرون ويقوموا بالمهمة التي هم قادرون تماماً على الاضطلاع بها.”

وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على تنظيم داعش على الأرض مما أثار تساؤلات بشأن مصير الحلفاء الأكراد لواشنطن والتورط التركي في شمال شرق سوريا.

وقال جيا فرات قائد قوات سوريا الديمقراطية للمعارك في دير الزور للصحفيين يوم السبت إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة تحاصر متشددي التنظيم من جميع الجهات في حي صغير بقرية الباغوز قرب الحدود العراقية. وأضاف “في الأيام القليلة القادمة في وقت قصير جداً سنبث البشرى إلى العالم بنهاية الوجود العسكري لتنظيم داعش الإرهابي”.

وفر مدنيون من المنطقة المحدودة الباقية تحت سيطرة “داعش” مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية تحت غطاء من ضربات جوية أمريكية مكثفة.

من جهة أخرى، قال الجيش الفرنسي يوم السبت إنه سيعاقب ضابطاً فرنسياً كبيراً شارك في قتال تنظيم داعش في سوريا بعد شن هجوم لاذع على أساليب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة التنظيم في آخر معاقله في هجين. وقال الكولونيل فرانسوا ريجي لوجييه، الذي يتولى مسؤولية توجيه المدفعية الفرنسية التي تدعم جماعات يقودها الأكراد في سوريا منذ تشرين الأول/أكتوبر، إن التحالف ركز على الحد من الأخطار التي تواجهه وأدى هذا إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى من المدنيين ومستويات الدمار. وقال لوجييه في مقال في (ناشيونال ديفينس ريفيو) “نعم تم كسب معركة هجين على الأقل على الأرض ولكننا نطيل أمد الصراع دون داع من خلال رفض الاشتباك البري ومن ثم نساهم في زيادة عدد الضحايا بين السكان”.

معضلة الأكراد!

15-17 شباط/فبراير

قال اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم “داعش” إن الولايات المتحدة ستضطر لوقف مساعداتها العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي تقاتل التنظيم في حال تحالف مقاتليها مع الرئيس السوري بشار الأسد أو روسيا. وقال القائد العسكري الأمريكي “سنستمر في تدريبهم وتسليحهم إذا بقوا شركاء لنا” مشيداً بانتصاراتهم الصعبة ضد تنظيم داعش.

كما قال الجنرالجوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية والذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجمعة إن الولايات المتحدة ينبغي أن تواصل تسليح ومساعدة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بعد الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا شريطة أن تواصل الضغط على تنظيم داعش. وتمثل توصية الجنرال واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على آمال الجيش الأمريكي في شراكة دائمة مع قوات سوريا الديمقراطية رغم مخاوف تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والتي تقول إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الأكراد إرهابيون.

وأضاف فوتيل أنه يتوقع أن تختلف المساعدة الأمريكية المستقبلية لقوات سوريا الديمقراطية بعد أن تسيطر على آخر مناطق ما زالت خاضعة للتنظيم إذ أنها ستواجه بعد ذلك شبكة فضفاضة وصعبة التعقب من المسلحين المتشددين الذين من المتوقع أن يشنوا هجمات على غرار حرب العصابات.

بالمقابل قال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد إن واشنطن لن تحمي الجماعات التي تراهن عليها، في إشارة للمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال البلاد.

وبالنسبة للموقف التركي، نقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله الجمعة إن القوات التركية فقط هي التي يجب أن تكون في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سوريا.

لغز اميركي

17شباط/فبراير

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الأحد إن الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب مباغت وسريع من سوريا وإنها ستتشاور عن كثب مع الحلفاء بشأن المسألة.وأضاف أمام مؤتمر ميونيخ للأمن “نقول (للحلفاء) باستمرار إن هذا لن يكون انسحاباً مباغتاً وسريعاً وإنما خطوة بخطوة”.

كما أكد باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي الجمعة إن الولايات المتحدة ملتزمة بهزيمة تنظيم داعش في الشرق الأوسط وخارجه.

وأصيب حلفاء واشنطن بحالة من الدهشة والارتباك بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر سحب القوات الأمريكية التي يبلغ قوامها 2000 فرد من سوريا. وقام مسؤولون أمريكيون بجولات مكوكية في الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية لطمأنة الحلفاء بأن واشنطن لا تزال على التزاماتها تجاه المنطقة.

لكن مسؤولين أوروبيين قالوا إنهم لم يحصلوا سوى على تفاصيل قليلة خلال الاجتماع المغلق في ميونيخ، وإن كثيرا من الأسئلة لا تزال عالقة.

ملاحقة مسؤولي النظام!

شباط/فبراير

قال عضو في فريق محققين بشأن سوريا الأربعاء إن اعتقال ألمانيا مسؤولاً سوريا رفيع المستوى يُشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية يمثل أول نجاح كبير للفريق الذي تمكن في وقت مبكر من الحرب السورية من تهريب مجموعة كبيرة من الأدلة على ارتكاب الجرائم. وتدعم هذا التحقيق لجنة العدالة والمساءلة الدولية، وهي فريق تموله الولايات المتحدة وعدة حكومات أوروبية ويعكف منذ سنوات على إعداد ملفات للقضايا. وقالت نائبة مدير اللجنة نيرما يلاسيتش إن اللجنة وفرت أدلة موثقة وشهادات لشهود ضد المتهمين.

وتسمح القوانين في ألمانيا للسلطات بملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم ومحاكمتهم. ويمكن المحاكمة عن هذه الجرائم في فرنسا إذا كان المشتبه به يقيم هناك أو إذا كان الضحية فرنسياً.

ضربة اسرائيلية

11-12 شباط/فبراير

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية نفذت ضربة جديدة في سوريا، وذلك بعد يوم من قول الجيش السوري إن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت صواريخ قرب مستشفى مدمر وموقع مراقبة عسكري.وقال نتنياهو للصحفيين قبل التوجه إلى بولندا لحضور مؤتمر بشأن الشرق الأوسط “نقوم بعمليات كل يوم ضد إيران، بما في ذلك أمس. في كل وقت. ضد إيران وضد محاولتها ترسيخ وجودها في المنطقة”.

وقال الجيش السوري إن الضربة الجوية التي وقعت في محافظة القنيطرة الجنوبية سببت أضراراً مادية فقط. وكانت وسائل إعلام رسمية سورية قالت في وقت سابق إن إسرائيل استهدفت مواقع في القنيطرة بقذائف الدبابات.

لبنان يطلب ضمانات

11شباط/فبراير

حث وزير خارجية لبنان جبران باسيل سوريا الاثنين على تقديم ضمانات بشأن حقوق الملكية والخدمة العسكرية لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة لبلادهم. وقال باسيل خلال مؤتمر صحفي في بيروت: “للدولة السورية مساهمة كبيرة يمكن أن تقوم بها لتشجيع عودة النازحين عبر الضمانات في موضوع الملكية الفردية والخدمة العسكرية”. وقال باسيل وهو يقف بجوار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه يأمل في تسارع وتيرة عودة اللاجئين وإن دمشق يمكن أن تساعد في تسهيل ذلك بتقديم ضمانات.

جيرمي هنت: الأسد باق حالياً… وعلى روسيا تقديم حل للسوريين

جيرمي هنت: الأسد باق حالياً… وعلى روسيا تقديم حل للسوريين

علقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن روسيا تظهر اهتماماً بالشرق الأوسط بطريقة غير مسبوقة، وإن الرئيس بشار الأسد «موجود في الحكم بسبب التدخل الروسي».

وأضاف أن الأسد «سيبقى في المدى القصير والأبعد منه»، وأنه «على روسيا أن ترينا كيف ستقدم حلا صالحا للسوريين وكيف ستجلب السلام والاستقرار إلى سوريا». وأكد عدم وجود خطة لدى لندن بفتح سفارتها في دمشق.

وقال هنت إن الاتصالات بين واشنطن ولندن مستمرة بشأن الانسحاب من شرق سوريا، مؤكدا ضرورة ألا يحصل الانسحاب «بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى داعش وحلفائنا في قوات سوريا الديمقراطية، الذين قاتلوا بشجاعة معنا في التحالف لسنوات عدة ضد داعش». وأضاف: «ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل الأميركيين».

وعن موضوع اليمن، أكد وزير الخارجية البريطانية أهمية تحقيق «حل شامل» يتضمن «ألا تستعمل إيران اليمن كقاعدة لزعزعة استقرار الدول المجاورة لليمن». وأكد ضرورة أن تحول طهران وعودها إلى أفعال. وقال: «الآن نريد ترجمة (التزامات طهران) بأن يقوم الحوثيون بمغادرة ميناء الحديدة. كلنا يعرف إذا لم يحصل هذا عاجلا، فإن العمليات القتالية ستستأنف».

ولاحظ هنت أن المرحلة الحالية تشهد إعادة صوغ التحالف في الشرق الأوسط وأن العام 2019 سيكون حاسما بالنسبة إلى النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وقال إن بريطانيا «لن تدير ظهرها إلى الشرق الأوسط» بعد «بريكسيت» والخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث ستبقى العلاقات مع العالم العربي «أكثر من أي وقت».

وهنا نص الحديث الذي أجرته «الشرق الأوسط» في مكتب هنت في البرلمان الخميس، فور عودته من مؤتمر وارسو للمشاركة في نقاش برلماني حول «بريكسيت»:

 عدت للتو من مؤتمر وارسو وكنت ونظيرك الإيطالي الوحيدين من الدول الأوروبية الكبرى اللذين شاركا في المؤتمر. كيف وجدت المؤتمر؟ هل سيؤدي بالفعل إلى احتواء إيران؟

– نعم كنت مع نظيري الإيطالي. المؤتمر تناول أمورا أكثر من إيران وفي الواقع شارك في المؤتمر رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) ووزراء عرب والعالم. وكان ذا مغزى جدا بهذا المعنى ولم يحصل سابقا. ما نراه اليوم، هو إعادة صياغة التحالفات في الشرق الأوسط. الكثير يحصل في هذا المجال.

وأجريت اجتماعا بناء جدا حول اليمن بحضور الوزير الأميركي مايك بومبيو ووزير الدولة السعودي عادل الجبير ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد. أمضينا وقتا كثيرا للحديث حول تحقيق السلام في اليمن. اللقاء كان مهما جدا.

وما يستحق الملاحظة، أنه يجب أن ننظر إلى العام الحالي، حيث ستتغير الأمور إزاء حل الأمور بالنسبة لإسرائيل وفلسطين. هناك أقنية تواصل لم تحصل سابقاً أبدا.

 ترأست مع الوزير بومبيو الاجتماع حول اليمن. كيف يمكن تحقيق سلام شامل باليمن؟

– تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث للحوثيين دور في توفير الأمن لجميع المكونات في اليمن. وألا تستعمل إيران اليمن كقاعدة لزعزعة استقرار الدول المجاورة لليمن، إضافة إلى إنهاء الأزمة الإنسانية التي هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

المشكلة ليست الحل النهائي لأن جميع الأطراف تتفق على ذلك، بل حول كيف نصل إلى هذا وكيف نبني الثقة، خصوصاً ما يتعلق بالأهمية القصوى لتنفيذ اتفاق استوكهولم والانسحاب من مدينة الحديدة وميناء البحر الأحمر والوصول إلى مطاحن الحبوب (التي تتضمن مخازن تابعة للأمم المتحدة) والطريق لصنعاء وإيصال المساعدات الإنسانية عبر برنامج الغذاء العالمي لإنهاء المجاعة التي تؤثر على ربع مليون شخص.

 الحكومة تلوم الحوثيين وتقول إنها ملتزمة الاتفاق؟

– لا أريد لوم أي طرف. حقيقة الأمر، أن الطرفين احترما وقف النار. قبل شهرين، قليل من الناس اعتقد أن هذا ممكن. إذن، حققنا تقدما، لكن الأمر الجوهري هو فتح ميناء الحديدة لإيصال المساعدات إلى شمال البلاد. هذا لم يحصل بعد. وصلنا إلى النقطة حيث إن الفرصة الأخيرة للتأكد من أن اتفاق استوكهولوم يكون أساساً للنجاح في المستقبل. الطرفان عليهما أن يعرفا أن الوضع الراهن كما هو عليه لن يستمر إلى الأبد. لدينا وقف النار أساس كي تكون الحديدة خالية وأن يفتح الميناء. هذا ما يجب أن يحصل.

 أنتم الدولة الوحيدة في المجموعة الرباعية لديكم أقنية من طهران، هل نقلت ذلك إلى إيران؟

– تحدثت مطولا مع الوزير محمد جواد ظريف حول اليمن. ناقشنا الوضع الإنساني في اليمن. ما قاله لي إن إيران لعبت دورا في تحقيق حل في اليمن. وأخذنا هذه الالتزامات والآن نريد ترجمة ذلك (إلى أفعال) بأن يقوم الحوثيون بمغادرة ميناء الحديدة. كلنا يعرف إذا لم يحصل هذا عاجلا، فإن العمليات القتالية ستستأنف. هذا سيكون سيئا لشعب اليمن.

يجب القيام بالعمل والأفعال وأن نظهر للعالم أن كل من شارك في اجتماعات استوكهولم جدي وملتزم بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه لأن التنفيذ أخذ أكثر من التوقعات وبدأ الناس يسألون ما إذا كان ذلك فقط كلاما أم عنوا ما قالوا. لذلك يجب عدم التساهل أبدا بمسألة تنفيذ اتفاق استوكهولم.

 الخميس كانت هناك صورتان: الأولى، مؤتمر وارسو بمشاركة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ودول كثيرة. الثانية، القمة الروسية – التركية – الإيرانية في سوتشي. كيف تقرأ بصفتك وزير خارجية بريطانياً هاتين الصورتين؟

– حسنا، هذا يعني أن روسيا تظهر اهتماما بالشرق الأوسط بطريقة لم تظهرها لوقت طويل. يعني أيضا، أن هناك إمكانية لإعادة التموضع في التحالفات لمعسكرات مختلفة. ليس هذا بالضرورة سلبيا. عملية آستانة نجحت في تجنب حمام دم في إدلب. هذا أمر إيجابي ونريد ذلك أن يستمر. علينا أن نجد حالياً اتفاقاً بين جميع الدول المعنية لضمان أمن سوريا وحدودها وأن نتأكد أن الصراع في سوريا ينتهي بطريقة لا تؤدي إلى كارثة إنسانية. لا أرى أن هناك معسكرين متخاصمين (وارسو وسوتشي). أريد كل طرف أن يلعب دوره للوصول إلى الاستقرار وإنهاء الصراعات.

 هل تتحدث لندن مع موسكو حول سوريا لتحقيق ذلك؟

– دعنا نكن صريحين. لأن الروس قرروا التدخل في سوريا فإن الأسد موجود. روسيا اتخذت هذا الخيار. لذلك، فإن لروسيا مسؤولية للتأكد من نهاية القصة التي غيرت مسارها. أي الوصول إلى حل صالح للسوريين، لذلك يجب أن ترينا روسيا كيف ستقوم بذلك، لأنه لسنوات طويلة اعتقدنا أنه من المستحيل لسوريا أن تحصل على مستقبل زاهر تحت حكم الأسد. إنه رجل استعمل الغاز ضد شعبه بطريقة تعارض المعايير الدولية. والروس اختاروا دعمه، على روسيا أن ترينا كيف ستجلب السلام والاستقرار إلى سوريا.

 قلت قبل أسابيع إن الرئيس بشار الأسد باق في الحكم لفترة، ماذا تقصد؟ سنوات أم عقودا؟

– هل أعتقد أن الاستقرار سيتحقق بالمدى الطويل تحت حكم الأسد؟ أكيد، لا. إنه شخص فظيع، لم يتردد في قتل شعبه للبقاء في الحكم. أي مستقبل أمام دولة مع رجل كهذا. لكن، الواقع أنه بسبب الدعم الروسي، موجود. ومن المحتمل أنه سيبقى في المدى القصير أو أكثر. وعلى روسيا أن تجلب الحل لأنها قررت التدخل بهذه الطريقة.

 بعض الدول العربية فتحت سفاراتها في دمشق، هل تنوي لندن فتح سفارتها في دمشق؟

– لكل دولة الخيار في اتخاذ قرار كهذا. نفهم هذا، لكن ليس لدينا خطط لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.

 هل طلبتم من دول عربية وقف التطبيع مع دمشق؟

– الدول تتخذ خياراتها وقراراتها بهذه المسألة.

 أميركا قررت الانسحاب من سوريا وأعلنت أن «داعش» هزم، هل توافق على ذلك؟

– حسنا، أولا، بالنسبة إلى «داعش»، الهزيمة الجغرافية ليست هزيمة كاملة. إن عمل التحالف الدولي الذي قلص حجم الخلافة إلى جيب صغير في بضعة كيلومترات، هو إنجاز كبير، لكن لم نتخلص بعد من مسببات تنظيم داعش الشيطانية والمدمرة. ولايزال هناك كثير من العمل الذي يجب القيام عليه. إنه أمر مهم جدا، إلا أن يعلن التحالف الدولي ويقول علنا إننا أنجزنا المهمة، لأنه لو قمنا بذلك فهناك فرصة كبيرة أن يعود «داعش». هناك أدلة أنه في بعض أجزاء العراق يجمع «داعش» نفسه ويستجمع قواه.

نفهم التفكير الاستراتيجي الأميركي بالنسبة للانسحاب من سوريا. انظر إلى ما حصل في العراق وليبيا وأفغانستان وسوريا، يمكن ملاحظة أن الجنود الغربيين على الأرض نادرا ما يكونون حلا طويل الأمد لمشكلات الشرق الأوسط. ويجب علينا ألا نقوم (الانسحاب الأميركي من سوريا) بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى «داعش» وحلفائنا في «قوات سوريا الديمقراطية» الذين قاتلوا بشجاعة معنا في التحالف لسنوات عدة ضد «داعش».

 كيف سيكون دور بريطانيا بعد الانسحاب الأميركي؟

– ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل الأميركيين. بالطبع لدينا محادثات مستمرة مع الأميركيين، كما أنني كنت في واشنطن قبل أسابيع وبحثنا كيفية تحقيق الاستقرار في سوريا.

هل ستلعب بريطانيا دورا في «المنطقة الأمنية» التي تعمل أميركا وتركيا على إقامتها؟

– دائما ننظر إلى الخطط الأميركية بكل التفاصيل باعتبارهم حلفائنا. وسندعمهم بأقصى حد ممكن.

 كيف ترى العلاقة بين بريطانيا والعالم العربي بعد «بريكست» وخروج لندن من الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا؟

– بريطانيا كانت لديها روابط تاريخية مع الشرق الأوسط ومع كل دول الشرق الأوسط. إنها أكبر منطقة فيها مشكلات في العالم. لا تستطيع إدارة الظهر للشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط لا يدير ظهره لك. بريطانيا لديها مسؤولية كي تكون عامل استقرار في الشرق الأوسط وسنواصل لاستخدام كل الأقنية لحل القضايا الكبرى سواء الاستقرار والأمن في أفغانستان وليبيا وشرق سوريا والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ومحاربة التأثير المزعزع للاستقرار لإيران.

 سيبقى الدور البريطاني بعد «بريكست»؟

– لن ندير ظهرنا إلى الشرق الأوسط. بالطبع، أكثر من أي وقت.

تم نشر هذا المقال في «الشرق الأوسط»