بواسطة سلوى زكزك | مارس 2, 2020 | Cost of War, غير مصنف
لا يجمع بين أفراد الطبقة الوسطى في دمشق مستوى الدخل الشهري ولا أنماط الحياة العامة واليومية فقط، بل يتعدى الأمر إلى تشابه فعلي بنوع المواد المستهلكة وبأسمائها، لابل وبأسماء المحال التجارية والمخازن والمتاجر التي يشترون حاجياتهم منها، وأحيانا تتشابك المصالح ويحتدم التشابه لتتقاسم بعض العائلات مساعدة منزلية واحدة تقسم أيام عملها ما بين تلك العائلات أو سائق خدمة واحد يقود سيارة العائلة أثناء غياب الزوج أو مرضه.
منذ شهور خلت ومن منتصف شهر آب لعام 2019 قررت أميمة التوقف عن شراء القهوة من ماركة خلدون الشهيرة، والتي تعرف بأنها الماركة صاحبة السعر الأعلى للقهوة في دمشق، وتدرجت الأسعار من سبعة آلاف إلى تسعة، لتصل إلى أحد عشر ألفاً في شهر آب، فقررت أميمة التوقف عن شرائها. ولكن الأمر لم يكن بهذه البساطة فقد أخفت هذا الخبر عن صديقاتها اللواتي اكتشفن تبدل نوع القهوة في بيت أميمة، إلى أن تجرأت وفي شهر تشرين الأول على إعلان خبر هذا التبدل ولكن بعد أن سبقتها إلى إعلانه صديقات مقربات لم يترددن أبداً بالتوقف عن الشراء وبالإعلان عن ذلك أيضاً. سعر كيلة القهوة من ماركة خلدون اليوم بخمسة عشر ألفاً، لم يعد الموضوع طرفة للتندر ولا مناسبة للتذمر من الغلاء المستفحل، بل بات كل تفصيل يومي مدعاة لتأكيد العجز المتحصل من ضعف قيمة الدخل الشرائية وارتفاع قيمة المشتريات والمواد الأساسية.
في بيت هند مشكلة أخرى، أخيراً قررت اللجوء إلى مستوصف المواساة الخيري لمتابعة العلاج الدائم لوالدتها المصابة بالقدم السكرية والتي تحتاج عناية ومتابعة لصيقتين، لم تعد العائلة قادرة على دفع قيمتها لدى الطبيب المختص في عيادته الخاصة لارتفاع قيمة المعاينة وأدوات الجراحة الصغرى التي يجريها لأصابع والدتها بشكل شبه دوري، عدا عن كلفة العناية المنزلية المرتفعة من شاش ومراهم ومحاليل خاصة بالمغاطس الطبية اللازمة.
والحقيقة أن مستوصف المواساة يقدم خدماته مأجورة ولكن بهامش رمزي، عدا عن تخفيضات تشمل كل تفاصيل العلاج من تصوير شعاعي وتحاليل ومداخلات جراحية صغرى ومتابعة دورية مثل قياس الضغط وزرق الحقن والتبديل على الجروح ومعالجة الكسور والرضوض وسواها.
هند أستاذة جامعية، وقد افتتحت منذ عشرة أعوام معهداً للتدريب والتأهيل ولمساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم، مضطرة لخسارة وقتها في المعهد لمرافقة أمها المريضة لمستوصف الجمعية، لأن الانتظار طويل لكثافة عدد المرضى المحتاجين للمراجعة، هذا عدا عن عجزها عن تأمين ممرض إسعاف من المركز القريب لارتفاع كلفة نفقات العلاج فيه، رغم ارتفاع واردها الشهري من التدريس بالجامعة ومن وارد المعهد الخاص بها، تقول هند الحال ضاقت جداً وبات كل تدبير ولو كان حبة دواء إضافية فوق طاقتنا على تحمله.
كل شيء قد تبدل، حتى حجم كيس الخضار، كل مادة تشترى حسب الحاجة المحددة لها، البصل بالكيلو والفليفلة بالوقية والخبيزة بالجرزة وكذلك الشمندر واللفت أو البطاطا. أما الفواكه فهي إن توفرت وبكميات أقل من المعتاد، لكنها تقبع بعيداً عن أعين الزوار، حبات قليلة لأفراد العائلة فقط، تؤكل بالتناوب اليومي لكل نوع. التفاح بستمائة ليرة والبرتقال بثلاثمائة ليرة والكريفون كذلك والبوملي بثلاثمائة وخمسون والبندورة تتراوح أسعارها ما بين الخمسمائة والستمائة ليرة. أما الموز وخاصة البلدي والذي انخفض سعره نسبياً وصل فيها إلى ستمائة وخمسون ليرة، فقد بات يشترى أسبوعياً ولمرة واحدة بواقع كيلو غرام واحد لا أكثر، بينما كان حاضراً يومياً على مائدة العائلة وعلى مرمى نظر الجميع بمن فيهم الضيوف.
رنا مهندسة وزوجة طبيب، اختصرت حجم مشترياتها من اللحوم بعد وصول سعر كيلو لحم العجل إلى عشرة آلاف ليرة، عائلتها مكونة من ستة أفراد، ولديها ولدان شابان بعمر العشرين، وهو عمر يستهلك الشباب فيه ويرغبون بتناول اللحوم ويفضلونها على كافة أنواع الطعام خاصة الطبخ التقليدي، لكنها الآن استبدلت وجبات اللحوم الحمراء بوجبة واحدة أسبوعياً ومن لحم الدجاج. كما أنها طلبت من ابنها التوقف بصورة نهائية عن تناول الطن مرتين أسبوعياً بعد التدريب الرياضي حسب نصيحة المدرب، لأن علبة الطن الواحدة تضاعف ثمنها إلى ما يقارب الضعف ونصف والضعفين لبعض الأنواع المخزنة بالماء بدلاً من الزيت والتي توصف للرياضيين أو للذين يتبعون برامج حمية خاصة.
بالأمس صادفت جارتي في السرفيس!! لم أتردد في سؤالها عن سبب وجودها فيه، فأجابت: “مشواري قريب ولا داعٍ لتشغيل السيارة وهدر البنزين”، ودخلت وأدخلتني معها في زحمة الشكوى من عدم كفاية البنزين على السعر الرسمي واستحالة توفر سيولة لتغطية كلفة البنزين الحر وعن الارتفاع المهول لأسعار قطع التبديل وكلفة التصليحات والرسوم والضرائب. شعرتُ وكأنها تزيح عن صدرها جبلاً هائل الحجم فقط لتجيب عن سؤال صغير جداً وطبيعي جداً، لكن يبدو أن الأحوال غير طبيعية وأن القهر يتفاقم ويحتاج مجرد سؤال ليسيل كقيح تخزن في كتلة صغيرة على طرف الخد، لكنها خدرت كامل الوجه والرأس وسرى الخدر بالأطراف وصولاً إلى الأعصاب والعقل.
يمكن القول أن الطبقة الوسطى هي الأسر التي لها أكثر من دخلين شهريين ثابتين وأحد هذه المداخيل حكماً هو لدخل خارج وظائف الدولة، هو إما عمل خاص مثل عيادة أو ترجمة أو لوحات فنية أو معمل صغير أو ورشة موزاييك أو فضة أو ورشة إصلاح سيارات أو دكتور جامعة ويعطي دروساً إضافية أو خاصة أو لصيدلانية أو لخياط ماهر أو صاحب محل لبيع الملابس أو لبيع أو تصليح المشغولات اليدوية. الطبقة الوسطى التي تحتاج اليوم وبصورة وسطية لمبلغ يفوق الستمائة الف ليرة لتعيش في حدودها الدنيا، وليس كما كانت تعيش منذ فترة قريبة جداً لا تتجاوز الشهور الستة. هذا عدا عن كلفة السيارات وأقساط الجامعات وبالتحديد الخاصة منها وكلفة المداواة والعلاج وكلفة المسؤوليات العائلية تجاه الأهل. وهذا طبعاً لا يعني تشغيل الشوفاجات التي بات وجودها في البيوت مجرد ديكور يوحي بالصقيع ويستجلب الحسرة والشعور بالعجز لعدم إمكانية تشغيلها ولو بربع طاقتها التي كانت سابقاً، خاصة مع وصول سعر ليتر المازوت الحر إلى أربعمائة ليرة عدا عن حالات الغش الكثيرة التي يتناقلها السوريون يومياً. مع الإشارة إلى أن كمية الوقود الذي تحتاجه عملية التدفئة بواسطة الشوفاج ضمن البيوت السكنية هي أربعة ليترات في الساعة، أي بكلفة ألف وستمائة ليرة للساعة الواحدة قيمة المازوت فقط .
تراجع نمط إنفاق الطبقة المتوسطة ليتعدى الإنفاق الغذائي ليصل إلى المظهر المجتمعي، فقد تقلصت الدعوات العائلية على الغداء أو العشاء أيام العطل والأعياد وإن تمت وبقيت على تواترها القديم لكن مكونات الدعوة تقلصت وتضاءلت جداً أنواع الوجبات وعددها وقلت مكوناتها من اللحوم والفواكه والحلويات، كما خفت درجة التزاور بدرجة كبيرة جداً ولم تعد الزيارات الأسبوعية طقساً تفصيلياً من حياة أفراد الطبقة المتوسطة. ويبدو من اللافت ذكره هو الاستنكاف الطوعي في مظهره العام تعذراً بضيق الوقت أو سوء الأحوال العامة والقسري في مضمونه الفعلي عن قضاء العطل في الأماكن السياحية مثل البحر والقرى الجبلية، لارتفاع كلفتها وارتفاع كلفة النقل للوصول إليها وغياب أي واقع ادخاري يسمح بإنفاق السيولة الموجودة للضرورة كما يعلنون، والذي يتحول كل إنفاق خارج نطاق الضرورة إلى هدر يهدد بالعجز، لأنه يتجاوز فعلاً القدرة الحقيقة للأفراد بسبب غياب السيولة وضغط الحاجات اليومية الملّحة.
وكما هي التراتبية مثبتة واقعياً لأسماء المحال والمخازن التي تتوافق مع كل طبقة وكأنها جزء من كينونتها، يتخلى أفراد الطبقة الوسطى مكرهين عن خياراتهم الأم، نحو خيارات كانوا ينعتونها بالشعبية، كأن يلجؤوا لشراء القهوة ذات الآلاف التسعة للكيلو الواحد أو يوسعوا مروحة التخفيضات فتصير قهوتهم المفضلة هي المشتراة من سوق الحميدية أو من البزورية أو من الأحياء الشعبية مثل العمارة وسوق العتيق والمزة جبل. وفي عبارات مهدئة يعلنون: كم كانوا مبذرين عندما اعتادوا على قهوة فلان باهظة الثمن، بينما حان الوقت لاكتشاف أن النكهة والجودة ليستا حكرا على اسم الماركة أو المحل أو مخزن البيع، وكمن يُداري خيبته بالنكران.
عصف الغلاء بحيوات السوريين وبمقدرات عيشهم، وتهاوت الطبقات أو ربما هوت بفعل فاعل ليأخذ مكانها أشخاص جدد يتعثرون في اكتساب صفات الطبقة الوسطى ودرجات أفرادها العلمية العالية وأنماط سلوكهم الحضارية. أفراد اغتنوا بغمضة عين وامتلكوا ما كانوا لا يتخيلون امتلاكه، فأثروا على حساب الجميع وبدأوا بإزاحة الجميع عن طريق سطوتهم وتسلطهم وتفردهم بالمال وبالسوق وبالقانون وبالمجتمع، ركبوا الحرب كسفينة تجميع لغلال لم يجمعوها ولم يتعبوا بصنعها أصلاُ، ولكن الحقيقة أن الحيتان ليسوا وحدهم المسؤولين عن انحسار الطبقة الوسطى، بل تحضر عوامل إضافية بنيوية واقتصادية وإدارية ترتبط بنمو مضطرد للفساد وبعجز مضطرد عن إدارة الأزمة المستفحلة الناتجة عن هشاشة اقتصادية بالغة وعن انسحاب إجرائي عن بذل أية جهود ترمم ما يمكن ترميمه وتحافظ على ما زال الحفاظ عليه ممكناُ.
كل شيء بات عرضة للاهتراء. كل شيء ضاق حتى ضاع.
بواسطة Salma Salamah | فبراير 17, 2020 | Cost of War, غير مصنف
يختبر السوريون منذ حوالي الأسبوعين حرباً من نوع مختلف، كانوا وكأنهم ينتظرونها، لكن ليس من موقع المرحّب، بل من موقع العالم بمسيرة الأحوال التي تعني لهم اقتراب موت كان مؤجلاً، لكنه الآن انحرف بسرعة حادة وجنونية وبات لصيقاً بهم ومشرفاً على اختناقهم ومتدخلا ًبنهايتهم الموجعة.
المحال التجارية مغلقة، وجوم حاد في قسمات الوجوه العابرة، والجميع مشغول بمتابعة أسعار الدولار الذي حلّق عالياً ويبدو أنه مصرٌّ على بلوغ الذرى دون تهيب أو تردد.
في الحافلة العامة الصغيرة يدور حديث واحد (حديث الأسعار الجديدة)، ويطوف رعب واحد (الرعب من تغول التجار ومن فشل أي تدخل حكومي)، يجمع ما بين قلوب الجميع ويوحد ترقبهم الحذر لدرجة القلق الوجودي الحاد وسؤال البقاء من عدمه.
اعتاد السوريون على الاعتراض بالسخرية من أحوالهم البائسة بدلاً من لغة الصمت أو الفعل المهدد لسلامتهم الشخصية، لكن ردود الفعل الساخرة هذه المرة اكتست بالمرارة وبالتعاطف شبه العام مع اللبنانيين في مخاض ليرتهم العسير، في صيغة نقلت فرح السوريين بالثورة اللبنانية وخوفهم على أشقائهم في حالة خاصة كسرت الحساسية المعهودة والاتهامات المتبادلة.
واعتادت السياسات الحكومية على التهديد والوعيد للتجار الصغار والتهديد بعقوبات رادعة وقاسية. وسارت دوريات المراقبة التموينية لتخالف بأرقام كبيرة الباعة الذين لم يضعوا لوحة للتسعير أو ممن لم يظهروا فواتير نظامية، مما دفع الباعة للتوقف عن البيع وإغلاق محالهم خوفاً من الغرامات التي يعجزون عن سدادها وكي يأخذوا وقتهم ويتلمسوا طبيعة السوق الراهنة وحالة الأسعار أولاً فأول في حالة يسمونها اللوحة الواضحة خوفاً من خسارات محققة، لدرجة قال لي صاحب أحد محال السمانة بأنه يخاف من بيع أية مادة ولو بربح إضافي خوفاً من اضطراره لشرائها مجدداً بسعر لا يقدر عليه، وإن قدر على شرائه ومن ثم بيعه فلن يحقق له ربحاً يكفي معيشته وحاجاته الضرورية. أي أن هامش الربح تضاءل بصورة مرعبة وباتت محصلة الأرباح لا تفي بأبسط الاحتياجات. وتجدر الإشارة إلى أن الباعة السوريين يصفون حالة الكساد بتعبير (إننا نأكل رأسمالنا)، بمعنى أنهم مضطرون للإنفاق من قيمة رأس المال الفعلية التي يجب أن تبقى مصانة لشراء البضائع وليس للإنفاق.
للمرة الأولى أيضاً طفا على السطح تعاطف غير مسبوق بين الباعة وخاصة باعة الخضار وبين عامة السوريين. كنت شاهدة حين منح بائع الخضار سيدة ثلاث رؤوس من القرنبيط مجاناً، وكل ما فعلته بعد شكره بأن وجهت السطح العلوي للرؤوس نحو أسفل الكيس لأنها مصابة بالسواد نتيجة قدم قطافها وببعض البقع العفنة خجلاً من تعليق الجوار أومن المارة بأنها قد اشترت نفايات الخضار وما لا يصلح للطعام البشري.
رتبت مها خزانة المونة في حالة هيستيرية، قسمت كل ما لديها ليكفيها ثلاثة شهور، قسّمت الأرز بكأس الشاي وكذلك العدس والبرغل، أما زيت الزيتون فقررت أن تستعمل منه ملعقة واحدة لكل طبخة. الخوف الأكبر كان فيما يخص ما تمتلكه من مازوت شحيح للتدفئة (في ظل تقنين حاد طال الكهرباء)، إضافة لقلة حبات الدواء التي لن تكفيها لآخر الشهر مما دفعها للتخلي عن شراء اللحم ودفعت ما كان مرصوداً له لشراء علب دواء في حركة استباقية خوفاً من ارتفاع متوقع وغير قابل للمهادنة بأسعار الأدوية الدائمة الموصوفة لمعالجة الأمراض المزمنة.
كل ما فعلته الحكومة لتطمين السوريين هو إعلانها عن توفر سلة غذائية تحتوي على خمسة كيلوغرامات من السكر وثلاثة من الأرز و ثلاثة من البرغل وعبوة زيت نباتي سعة ليترين وعلبة سمن نباتي سعة كيلوغرام واحد وكيلو من الحمص وكيلو من العدس وكيلو من الشعيرية وربطتي معكرونة بمبلغ مقداره عشرة آلاف ليرة. لكن وعلى الرغم من أن كافة الأصناف المذكورة هي من الدرجة الثانية ومتدنية الجودة، إلا أن أعداد السلة المذكورة تبخرت بسرعة فائقة ولم يستفد منها إلا من تتوفر بين يديه العشرة آلاف وواسطة نقل سهلة أو مجانية، أي وبصريح العبارة فإن المستحقين الفعليين لهذه السلة لم يستفيدوا منها لضيق ذات اليد ولتعثر وصولهم إليها.
تخلى البعض عن عادة شرب القهوة بعد أن وصل سعر كيلو القهوة المهيّلة إلى خمسة آلاف والقهوة بدون هيل وفي المحال الشعبية إلى ثلاثة آلاف ومائتي ليرة، والبعض توقف عن التدخين نهائياً. أما التوقف عن تناول اللحوم فقد وصل إلى حده الأعلى في مسيرة طويلة تمتد منذ سنين بعيدة تدّرج عبرها السوريون من الشراء بالكيلو وصولاً إلى الشراء بمبلغ مقطوع مقداره خمسمائة ليرة فقط وهي لا تكفي ثمناً لمائة غرام من اللحم المدهن ومن النخب الثالث.
لكن الصورة الأشد قتامةً تكمن في ترافق هذا الارتفاع الهائل مع قدوم فصل الشتاء وغياب الكهرباء في ظل عملية تقنين تصل إلى غياب كامل للكهرباء لمدة ست عشرة ساعة يومياً مترافق مع غياب شبه كامل للمحروقات وخاصة المازوت والغاز بالأسعار النظامية. هذا الوضع يعني أن السوق السوداء باتت هي المجال الوحيد أمام السوريين لتأمين احتياجاتهم الأساسية، والتي تتضاعف فيها أسعار كافة المواد دونما حسيب أو رقيب، لابل وعلى سبيل المثال لا الحصر يتوفر المازوت وبصورة علنية ومستجر مباشرة من المصدر الرسمي للتوزيع ولكن بسعر مضاعف تماماً للسعر الرسمي المعلن عنه.
يفتقد السوريون الراحة حتى في قسمات وجوههم ويخافون من ارتفاع سعر الخبز المدعوم من قبل الدولة، ويدب الهلع في نفوسهم من مجرد التفكير بأنهم سيفقدون نصف أرغفتهم التي تحشو بطونهم وبطون أطفالهم إن تم رفع سعر الخبز أو نقص عدد الأرغفة في الربطة، لا شيء يرعب السوريين أكثر من خطر فقدانهم لخبزهم اليومي، يقول أجود لابنه: “من اليوم وطالع رغيف بزيت وزعتر أو بلبنة والرغيف الثاني حاف.”
فكيف إذا عرفنا أن الزيت المرافق للزعتر هو الزيت النباتي وبأن اللبنة مغشوشة وممزوجة بالنشاء ليشتد قوامها. ولقد كنت شاهدة عيان على تخلي شاب يعمل مياوماً في سوق باب سريجة عن سندويشته الثانية التي اعتاد أكلها في وجبة الغداء نظراً لارتفاع سعر السندويش عامة. يبدو أن السوريين يتدربون بشكل متتال على إدارة أمعائهم الخاوية بتقنين عجيب يستهلك طاقتهم على مواصلة العيش ويفتك بقوتهم وبأسباب بقائهم.
يتضامن السوريون في الحد الأدنى المتاح، لكن الأفق غامض وداكن السواد، وما تعجز عن امتلاكه لا يمكنك تقاسمه مع غيرك وإن كان ابنك. ارتفاع سعر الدولار وضبابية أشكال التدخل الرسمي للجم الآثار المدمرة لهذا الارتفاع يسم الحاضر والقادم بالخشية حيال إمكانات العيش في صلب احتياجاته الأساسية.
أمام دكان بيع الفلافل يقترب فتى على عربة مدولبة من أذني قائلاً لي في طريقة تشبه الهمس وكأنني قريبة مباشرة له: “تشتريلي سندويشة فلافل معك؟”. نعم أشتري له اليوم وبكل تضامن وبكل رضى، لكن ماذا عن الغد؟ وماذا عن احتياجات أخرى كاللباس أو الدوا؟ وأين أهله؟ أين يسكن؟ وكم من الوقت والمال يحتاج لشراء أو تركيب ساقين اصطناعيين؟ أو هل سيذهب إلى المدرسة أم أنه سيبقى في عرض الطريق متروكاً لكل العبث؟
تترافق الأزمة الحادة التي خلقها ارتفاع الدولار مع هشاشة بالغة في الوضع الاقتصادي بشكل عام، تتجاوز الجمهور الأكثر فقراً، لتلامس أصحاب الورش الصغيرة التي توقفت عن العمل وسرحت عمالها وكما يقولون قطعت برزق عائلات بأكملها، حتى أن بعض المعامل المتوسطة قد أجبرت موظفيها على أخذ إجازات من عملهم للعجز الحاصل في السيولة وفي تأمين المواد الأولية التي يتم الحصول عليها بالدولار فقط.
العجز الساطع إن صح التعبير، يهيمن على البنية الهشة فيخلع عنها ما كان يعتقد البعض أنه ركائز داعمة في مسيرة تحصيل ما يلزم من أجل عيش غير كريم لكنه أقوى من الموت أو الانهيار. الطمأنينة في غياب مضطرد ومخيف، والحياة تبدو مجرد ترتيب لما تبقى من الوقت، والموت متدفق كالسيل بالجلطات والسكتات القلبية والأغلبية تمشي وهي تكلم نفسها وكأنها شريك العمر الأوحد.
بواسطة Syria in a Week Editors | يوليو 15, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
عودة الغاز
١٥ تموز/ يوليو
أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية إصلاح خط رئيسي للغاز في وسط سوريا يربط بين حقل الشاعر، أكبر حقول الغاز في البلاد، ومعمل إيبلا، الذي عاود العمل بطاقته الكاملة الإثنين، غداة اعلان تعرض الخط للتخريب.
وأفادت وزارة النفط في صفحتها على موقع “فايسبوك” عن “عودة معمل غاز إيبلا للعمل باستطاعته الكاملة” فجر الإثنين “بعد إصلاح الخط الذي تعرض للتخريب وتشغيله”.
وأعلنت الوزارة في وقت متأخر الأحد انجاز أعمال الصيانة وبدء عملية ضخ الغاز إلى المعمل ومنه إلى محطات توليد الكهرباء.
وخرج هذا الخط الذي يمتد في ريف حمص الشرقي من الخدمة الأحد “جراء عمل إرهابي”، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”. وينقل الخط 2,5 مليون متر مكعب يومياً إلى معمل إيبلا ومنه إلى محطات توليد الكهرباء، وفق المصدر ذاته.
ولم تورد الوكالة أي تفاصيل حول الاعتداء وكيفية حصوله، لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال لوكالة فرانس برس الأحد إنه تم استهداف خط الغاز “بعبوة ناسفة” من دون أن يتمكن من تحديد الجهة المسؤولة.
قصف على حلب
١٤ تموز/ يوليو
قتل ستة مدنيين وأصيب 9 آخرون بينهم طفلة بجروح نتيجة قصف صاروخي من جانب مجموعات إرهابية على مدينة حلب السورية.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المجموعات الإرهابية المنتشرة بالريف الغربي جددت مساء اليوم الأحد استهدافها بالقذائف الصاروخية حيي حلب الجديدة ومنيان ما تسبب بمقتل ستة مدنيين وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
كانت وكالة سانا قد ذكرت في وقت سابق اليوم الأحد أن إرهابيين يتحصنون عند الأطراف الغربية لمحافظة حلب اعتدوا على مركز المحافظة وهى مدينة حلب بقذيفة صاروخية سقطت في محيط القصر البلدي ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح طفيفة ووقوع أضرار مادية في المكان.
حريق في دمشق
١٣ تموز/يوليو
اندلع حريق ضخم مساء اليوم الأحد في برج دمشق في منطقة البحصة وسط المدينة وسارعت فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى المكان حيث واجهوا صعوبة في إطفائه والسيطرة عليه نتيجة تجدده عدة مرات بعد إخماده.
وذكر مصدر في إطفاء دمشق لوكالة الأنباء العربية السورية للأنباء (سانا) أنه تم إرسال عدة سيارات إطفاء إلى المكان وبدأت عمليات الإطفاء لإخماد الحريق الذي بدأ بالطابق الثالث وامتد إلى الطوابق الأخرى.
وأضافت “سانا”أن فرق الإطفاء أخمدت الحريق مرات عدة ليعاود الاشتعال من جديد بسبب ما يبدو أنه يعود لوجود مواد قابلة للاشتعال وتحتفظ بالنار.
ولفت قائد فرع الدفاع المدني بدمشق العميد آصف حبابة إلى أن فريق الإخلاء والإنقاذ يقوم بإجلاء المدنيين الموجودين في المبنى ضمن الطوابق الثلاثة لضمان سلامتهم، مشيراً إلى أن الحريق بدأ بمقهى وامتد إلى عدة طوابق وتم نقل عدة حالات من البناء تعرضت لحالات اختناق إلى المشافي بواسطة سيارات الإسعاف لتلقي العلاج اللازم.
ولم يتضح بعد السبب وراء اندلاع الحريق .
تسليم النفط
١٣ تموز/يوليو
أبلغ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت السبت نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أنه سيتم تسليم ناقلة النفط المحتجزة في جبل طارق إذا قدمت طهران ضمانات أنها لا تنتهك العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي عبر توجهها الى سوريا.
وأوضح هانت أنه تشاور السبت مع نظيره الايراني حول وضع الناقلة “غريس 1″، الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية الايرانية في بيان.
وكتب في تغريدة “طمأنته الى أن ما يثير قلقنا هو وجهة غريس 1 وليس مصدر النفط، وأن المملكة المتحدة ستسهل الإفراج عنها إذا تلقينا ضمانات أنها لن ترسل الى سوريا، عند إتمام الإجراءات اللازمة أمام قضاء جبل طارق”.
وأفاد البيان الإيراني أن هانت شدد “على حق ايران في تصدير النفط” و”امل أن تؤدي نتائج التحقيق القضائي الذي يتم في جبل طارق الى الإفراج عن الناقلة الايرانية في أقرب وقت”.
وأضاف هانت من جهته أن وزير الخارجية الإيراني “يريد حل القضية ولا يسعى الى التصعيد”.
يبلغ طول الناقلة الايرانية 330 مترا وتحوي 2,1 مليون برميل من الخام هي حمولتها القصوى.
اغتصاب في باريس
١٢ تموز/يوليو
تم حبس لاجىء سياسي سوري (32 عاماً) السبت في جنوب غرب فرنسا، بتهمتي اغتصاب وقتل شابة (24 عاماً) كان عثر على جثتها الأحد الماضي، بحسب النيابة.
وتم توقيف اللاجىء السياسي السوري الذي ينفي ارتكابه الجريمة، صباح الخميس في مونت-دو-مارسان من الشرطة القضائية بعد جمع “عناصر جينية” من جثمان الضحية أتاحت الوصول الى المتهم. وهو مدرج في السجل الوطني للبصمات الجينية.
وعثر المحققون في بيت اللاجىء على أغراض بينها الهاتف الجوال للضحية. كما عثروا لديه على شريحة الهاتف.
وقال اوليفييه جانسون مدعي مونت-دو-مارسان إن اللاجئ السوري معروف لدى الشرطة والقضاء بسبب “وقائع عنف زوجي”.
وعثر أحد المارة على جثة جوهانا بلانس (24 عاماً) في نفق للمشاة تحت سكة حديد تربط مونت-دو-مارسان بسانت-بيير-دو-مونت حيث تقيم منذ عدة سنوات. وبحسب جانسون فان التشريح الطبي أظهر أنها كانت ضحية عملية خنق.
ومثل المتهم السبت أمام قاضي تحقيق ووجهت إليه تهمة “القتل المسبوق باغتصاب” وذلك قبل حبسه، بحسب بيان النيابة السبت.
كما تم توقيف ثلاثة آخرين يعيشون في المنطقة ذاتها في انتظار أن يتثبت المحققون من احتمال ارتكاب الجريمة من عدة فاعلين، بحسب جانسون.
وأوضح المصدر أن التحقيق والفحوص التقنية والجينية “لا تثبت (حتى الآن) مشاركة عدة أشخاص في وقائع اغتصاب وقتل”، وبالتالي لم توجه اليهم أي تهمة وتم الغاء حبسهم الاحتياطي.
لكن هؤلاء الثلاثة وهم مغربي وجزائري وتونسي، في وضع غير قانوني في فرنسا، وقد أودعوا مركز احتجاز وسيرحلون، بحسب القضاء.
أميركي شرق الفرات
١١ تموز/يوليو
عقد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري اجتماعات موسعة مع قياديين وعشائر في ريف دير الزور شمال شرقي سوريا قبل يومين.
ووصل جيفري إلى المنطقة، برفقة وفد من وزارتي الخارجية والدفاع؛ حيث استعرض مع المجلس المحلي وشيوخ العشائر والقبائل العربية في المنطقة في اجتماعين منفصلين أوضاع المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء هاوار الكردية، التابعة للإدارة الذاتية، أن جيفري وصل الثلاثاء إلى المنطقة، وأنه باشر اجتماعاته على الفور مع المسؤولين المحليين.
وقام جيفري، برفقة المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي في سوريا والعراق ويليام روباك، وقائد الجيوش الأميركية في سوريا والعراق بلاك ميران، بزيارة مناطق شرق الفرات أولاً.
وبحث جيفري خلال اليومين الماضيين الأوضاع السياسية والعسكرية في مناطق الإدارة الذاتية، ومناقشة سبل حل الأزمة السورية بشكل عام، وضرورة مشاركة ممثلي المنطقة في الحل السياسي.
وتأتي زيارة جيفري إلى المنطقة تتويجاً لجولته الأوروبية والأوسطية الموسعة، التي بدأها الأسبوع الماضي، بحث فيها الجهود الدولية المبذولة لتحريك الحل السياسي للأزمة السورية.
تفجير في عفرين
١٢ تموز/يوليو
قتل 13 شخصاً؛ غالبيتهم مدنيون، أمس الخميس، في تفجير سيارة مفخخة قرب حاجز لفصائل سورية موالية لأنقرة عند مدخل مدينة عفرين في شمال سوريا، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتسيطر فصائل سورية موالية لتركيا على منطقة عفرين في محافظة حلب منذ مارس (آذار) 2018، إثر هجوم واسع قادته القوات التركية في المنطقة ذات الغالبية الكردية، وتسبب بفرار عشرات الآلاف من سكانها.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «السيارة المفخخة انفجرت عند مدخل مدينة عفرين قرب حاجز للفصائل حيث تتجمع الآليات والسيارات للتفتيش».
وتسبب التفجير بمقتل 8 مدنيين بينهم طفلان على الأقل، و4 من المقاتلين الموالين لأنقرة، إضافة إلى قتيل آخر لم يُعرف ما إذا كان مدنياً أم مقاتلاً. كما أصيب أكثر من 30 بجروح، وفق «المرصد».
ومن بين القتلى المدنيين، بحسب المرصد، 5 ينحدرون من الغوطة الشرقية قرب دمشق، ممن تمّ نقلهم إلى منطقة عفرين بعد إجلائهم من مناطقهم إثر اتفاق مع الحكومة السورية العام الماضي.
وغالباً ما تتعرض المنطقة لتفجيرات واغتيالات تطال قياديين وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة، من دون أن تتبناها أي جهة. وتسبب تفجير عبوة وضعت تحت حافلة لنقل الركاب بمقتل 3 مدنيين مطلع العام الحالي، بينما قتل 9 آخرون في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتفجير عبوة، وفق «المرصد».
وشنت القوات التركية مع فصائل سورية في 20 يناير (كانون الثاني) 2018، هجوماً برياً وجوياً تحت اسم «غصن الزيتون»، قالت إنه يستهدف مقاتلي «الوحدات» الكردية الذين تصنّفهم «إرهابيين» في منطقة عفرين. وتمكنت بعد معارك من السيطرة على المنطقة بالكامل.
وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكان المنطقة البالغ 320 ألفاً، على الفرار. ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
تحقيقات كيماوية
١١ تموز /يوليو
أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن محققيها المكلّفين بتحديد الجهات المسؤولة عن هجمات كيماوية وقعت في سوريا قد أعدوا قائمة بأول التحقيقات التي سيجرونها.
وقال المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس في تقرير للدول الأعضاء إن التحقيق سيتناول على مدى السنوات الثلاث المقبلة تسعة أحداث. وقال إن الفريق «يعمل الآن بكامل طاقته». وأضاف أنه «تم إعداد قائمة أولية بالأحداث التي تستوجب التحقيق، ويجري العمل على التواصل مع الدول الأعضاء والجهات الدولية والإقليمية والمحلية».
وكانت الدول الأعضاء في المنظمة قد قررت في عام 2018 منح المحققين تفويضاً لتحديد المسؤولين عن هجمات كيماوية وقعت في سوريا، على الرغم من معارضة موسكو ودمشق.
وكانت التحقيقات تقتصر على كشف ما إذا تم استخدام أسلحة كيماوية من دون تحديد المسؤوليات.
وكانت سوريا قد أبلغت المنظمة رفضها منح مدير فريقها الجديد تصريحاً لدخول أراضيها. وتتّهم دمشق وموسكو المنظمة ومقرها لاهاي بأنها «مسيّسة».
وتلحظ الموازنة التي قدّمها أرياس للدول الأعضاء إجراء الفريق ثلاثة تحقيقات سنوياً في الأعوام 2019 و2020 و2021. لكن أرياس لم يعط أي تفاصيل عن الأحداث الأولى التي سيتم التحقيق فيها.
وطالبت الدول الغربية الفريق الجديد بالإسراع في تحديد المسؤولين عن هجوم شهدته دوما السورية في أبريل (نيسان) 2018 خلّف أربعين قتيلا، رجّحت المنظمة في تقرير أصدرته في 2 مارس (آذار) أن يكون غاز الكلورين قد استخدم فيه. لكن المنظمة لم تحمّل أي جهة مسؤولية الهجوم لأن ذلك لم يكن ضمن التفويض المعطى لها.
ويتيح التفويض للفريق التحقيق في أحداث تعود للعام 2014، وتشتبه المنظمة باستخدام أسلحة كيماوية في 39 هجوماً في سوريا مذّاك.
وكانت لجنة تحقيق مشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة قد حددت الجهة المسؤولة عن ست منها لكن روسيا استخدمت في عام 2015 حق الفيتو لمنع تجديد تفويضها. وتخوّفت الدول الأعضاء في المنظمة من احتفاظ سوريا بأسلحة كيماوية على الرغم من إعلانها التخلي عنها في العام 2013.
وكانت دمشق قد وافقت في العام 2013 على التخلّي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية ما جنّبها حينها غارات جوية أميركية وفرنسية رداً على هجوم يشتبه بأنه بغاز السارين أدى إلى مقتل 1400 شخص في غوطة دمشق. وفازت المنظمة ذاك العام بجائزة نوبل للسلام.
صدى “اس ٤٠٠”
١٢ تموز/يوليو
بدأ صدى بدء وصول منظومة «إس 400» الروسية إلى تركيا يتردد في شرق الفرات، حيث تستعجل واشنطن وأنقرة إجراء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول إقامة «منطقة أمنية» شمال شرقي سوريا.
وأعلنت أنقرة أن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ونظيره الأميركي بالوكالة، مارك إسبير، اتفقا على قيام وفد أميركي بزيارة إلى تركيا خلال الأسبوع الحالي، لبحث الملف السوري. وقالت إنهما بحثا خلال اتصال هاتفي بينهما، الليلة قبل الماضية، المستجدات في سوريا، والمنطقة الآمنة في شرق الفرات التي اقترحتها الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول)، وترغب تركيا في السيطرة المنفردة عليها.
وأفادت مصادر مطلعة أمس بأن الاستخبارات التركية أبلغت فصائل معارضة بالاستعداد لـ«التوغل» شرق الفرات، في وقت حذرت واشنطن أنقرة من القيام بأي «عمل انفرادي» شمال شرقي سوريا، حيث تنتشر قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا.
استهداف منشآت طبية
١١ تموز/يوليو
دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بـ«شدة»، الغارات الجوّية التي «تستهدف مدنيين في شمال غربي سوريا»، والتي طالت خصوصاً «منشآت طبية وعاملين طبيين».
وقال غوتيريش، في بيان، إنّ «العديد من تلك المنشآت تعرّض للقصف، الأربعاء، بينها مستشفى بمعرّة النعمان هو أحد أكبر المؤسّسات الطبية في المنطقة، وكان تمّ إعطاء إحداثيّاته إلى (الأطراف) المتحاربين».
وشكّلت الضربات الجوّية التي يُتَّهَم النظام السوري وحليفته روسيا بشنّها، موضوع بحث خلال جلسات عدّة عقدها مجلس الأمن الدولي خلال الأشهر المنصرمة. وألحقت تلك الضّربات أضراراً بالمنشآت الطبية، وهي لم تتوقّف على الرّغم من الضغط الذي مورس على روسيا من جانب شركائها بالأمم المتحدة.
وقُتل أكثر من مائة في صفوف قوات النظام والفصائل المقاتلة التي على رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في اشتباكات عنيفة منذ مساء الأربعاء بين الطرفين في شمال غربي سوريا، تزامناً مع مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، الخميس، جراء القصف.
وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
بواسطة Mohammad Saleh | يونيو 6, 2019 | Reports, غير مصنف
*ينشر هذا الحوار ضمن الطاولة المستديرة ما الذي تبقى من اليسار السوري؟
هذا الجزء الأول من حوار من جزئين أجراه عمر عباس، يمكن الإطلاع على الجزء الثاني هنا.
الجزء الأول
يعد أبو علي صالح أحد أهم شخصيات الحراك السلمي الأهلي والمصالحة في مدينة حمص، ومن الشاهدين على أحداثها من ثورة وحرب، وفي هذا اللقاء، يشارك أبو علي صالون سورية تطور الأحداث التي خبرها هناك، إضافة لتجربته السياسية في صفوف حزب العمل الشيوعي وما شهده في المعتقل.
كيف يمكن أن تُلخّص تاريخك السياسي؟
تربيت في بيت له تاريخ طويل في العمل السياسي، إذ كان أبي من الاشتراكيين العرب (جماعة أكرم الحوراني). ولعائلتي تاريخ صراع طويل في العمل السياسي، منذ أن شارك أجدادي بالنضال ضد فرنسا وابراهيم باشا قبلها، فنحن من بقايا الفاطميين الذين جاؤوا من مصر، أي أن بيتنا بيت سياسي بالضرورة.
كيف انضممت لحزب العمل الشيوعي؟
هذا السؤال صعبٌ وسهلٌ في آن معاً. من بين الأحزاب الشيوعية السورية، لم يقبل حزب العمل الشيوعي بالتسوية مع الكيان الصهيوني، وكانت هذه مسألة هامة جداً بالنسبة لي. فأنا لا أقبل بالاعتراف بدولة الكيان، وهذا كان العامل الأساسي الذي ميز الحزب بالنسبة لي عن البقية الذين يتلقون الأوامر السوفييتية. فحزب العمل لم تكن له مرجعية خارجية، وإنما كانت مرجعيته ذاتية تتبع لشعبه. وكي لا أتهم الآخرين، أريد أن أوضح أنً هذا رأيي الشخصي بالموضوع وهذا ما رأيته. بالإضافة إلى ذلك فالحزب لم يتنازل أمام السلطات، وكان ملتزماً بمبادئ الديمقراطية منذ اللحظة الأولى، علماً بأنّ فهمنا للديمقراطية اختلف من فترةٍ لأخرى، فالديمقراطية التي كنا ننشدها هي الديمقراطية الشعبية الموجودة في دول المعسكر الاشتراكي، والفكر الديموقراطي الذي نريده لم يكن ناضجاً تماماً، وإنما نضج لاحقاً مع حركة التاريخ بشكل عام.
هل ما زلت ناشطاً بالحزب؟
منذ عام الـ٢٠٠٠ لم تعد لي أية علاقة بالمطلق مع أي تنظيمٍ سياسي، لكني في الوقت نفسه لم أقطع العلاقة تماماً مع أي تنظيم سياسي، فأنا أتعامل مع الجميع من اليسار إلى اليمين ومن الإسلامي للماركسي. أسباب عدم انخراطي المباشر كثيرة، أهمها عدم تبلور فهم جديد أو برنامج مقنع للمرحلة القادمة، هناك برامج مرحلية لي علاقة مع من يقومون بصياغتها، لكن ليس عندي برامج، ولا أعتبر نفسي مخططاً استراتيجياً كي أعد برامجاً معهم أو مع غيرهم. أما الهدف المرحلي بالنسبة لي فهو إقامة نظام جديد في سوريا، نظام علماني يحترم حق الناس ويضمن المواطنة المتساوية، وهذا البرنامج الذي أود أن أعمل عليه مع أي شخص مهما كان توجهه. واللقاء مع أشخاص آخرين لتحقيق هذا الهدف مرحلي لحظي، وقد لا يستمر عندما تتحقق مطالبنا المشتركة، إذ قد يكون لكل منا برامج مختلفة، إلا أن العمل على إنجاز هذه المهمة هو الخطوة الأساسية للتأسيس.
هل تستطيع أن تتكلم عن تجربة الاعتقال؟
تجربة الاعتقال طويلة، في عام ١٩٨٧ شهدنا حملة اعتقالات شرسة بدأت بشهر آب/أغسطس ضد ما كان يسمى آنذاك بتنظيم العمل الشيوعي، ووصل فيها عدد المعتقلين لأكثر من أربعة آلاف، اعتقلت أنا في آخر الحملة يوم ١٢ شباط/فبراير ١٩٨٨. لم أتعرض للتعذيب قياساً لما قاساه بقيّة الشبان كوني دخلت السجن آخر الحملة، وقد اكتشفت هذا عندما التقيت بالرفاق في سجن صيدنايا وبدأ كل منا يروي تجربته. كانت تجربة الاعتقال بالنسبة لي تجربة بسيطة نسبياً، بالرغم من تجربتي للكرسي الألماني الذي يشدونك من الظهر عليه وهو يضعف المنطقة القطنية وبالتالي يسبب مرض الديسك الذي ما زلت أعاني منه بسببه، وقد أحصينا ٣٦ سجينا بسجن صيدنايا يعانون من الديسك بسبب هذا الكرسي. بعد تمضية فترة اعتقال في فرع فلسطين لبضعة أسابيع، تمّ نقلي إلى سجن صيدنايا فيما بقي رفاق لي لفتراتٍ أطول في ذلك الفرع.
في صيدنايا كان الوضع مختلفاً كلياً، فقد كان السجن جديداً افتتح منذ أشهر فقط، واجهنا بعض الصعوبات للتأقلم مع الحياة الجديدة ضمن السجن لكننا اعتدنا عليها فيما بعد، كما عشنا في نوعٍ من الرفاهية بالمقارنة مع السجون السورية الأخرى، حيث اشترينا كحزب مكتبة تتجاوز الخمسة آلاف عنوان من مصاريفنا الشخصية لنحسن نوعية الكتب الموجودة في السجن. ولم تمانع إدارة السجن، فكل ماكان يهمها هو أن يكون الكتاب مختوماً من مكتبة الأسد بدمشق أو وزارة الثقافة، وكنا نجلب الكتب من المكتبات والمعارض التي تقيمها وزارة الثقافة أو المكتبة وأحضرنا كتباً نوعية كثيرة من جميع الاختصاصات. وبالإضافة للقراءة كنا نعقد في السجن حلقات للنقاش بالإضافة إلى لعب الرياضة والشطرنج. فقد كنا عبارة عن مجموعة في بيت مغلق، لا أحد يتدخل بشؤوننا باستثناء الشكاوى أو حملات تفتيش.
فيما يتعلق بتواصلنا مع العالم الخارجي، كانت الإذاعات مسموحة أما التلفزيون ومصادر الأخبار الأخرى فكانت محظورة، لذا شكلنا مجموعات للاستماع للراديو، مثلاً مجموعة لنشرة راديو مونتي كارلو الدولية، وأخرى لإذاعة لندن وغيرها من الإذاعات العربية، بعدها كنا نقارن الأخبار بشكل يومي حيث ينقل كل شخص ما سمعه على إذاعته المخصصة، ولكل حدث عالمي كنا ننظم ندوة لنعطي آراءنا بما يحدث، وشهد ذلك الوقت أحداثاً كبيرة، كغزو الكويت من قبل صدام حسين، وانهيار جدار برلين. وأتذكر الفرحة العارمة التي حلت بيننا بسبب بسقوط تشاوشيسكو.
ما هي طبيعة عملك؟
كنت مهنيا أعمل بالكهرباء منذ أن كنت في سنتي الجامعية الأولى، عملت أيضا في شركة الأسمدة العامة لمدة ثلاث سنوات. قبل الاعتقال كنت مطلوباً، فلم أستطع أن أتحرك علناً، بعدها عملت في مجال التعهدات العامة والطاقة المتجددة سواء رياحية أم شمسية لنحو ست سنوات في محافظة حمص.
هل لعبت دوراً في “ربيع دمشق”؟
تابعت إعلان “ربيع دمشق” من حمص مع الأصدقاء والمعارف، كنا نلتقي بشكل دوري لمناقشة الوضع. لم أتفق مع إعلان ربيع دمشق إلا بخمس كلمات: “نحو تغيير وطني ديمقراطي سلمي تدريجي.” كنت متفقاً تماماً مع هذه الكلمات وكانت بالنسبة لي مهمّة جداً. كانت لدي نظرة معينة ليست كاملة، لكني كنت خائفاً، وأريد حركة تدرجية، فقد تربيّنا على ذات الفهم للسلطة والمعارضة، ولدينا خلفية ثقافية واحدة، الحاكم يرى نفسه مالك البلد وليس مدير لشؤونها وتشاركه المعارضة الفهم ذاته. فمن يصل لمنصب الأمين العام، يعتقد أنه يمتلك الحزب ويحيي ويميت أعضاءه، وعندما يحصل التغيير المفاجئ، يخرج التافهون ليقودونا وهذا ما حصل بالفعل.
قلت للعديد من المعارضين لا تتركوا الزعران يقودونكم لأنهم سيخربون القضية، سيتمسكون بمناصبهم ولن يتوانوا عن ارتكاب المجازر ليبقوا فيها، وسيبقى حامل السلاح يغامر بحياة البشر، معتقداً بأنّ وجوده يعطيه القدرة على أن يحيي ويميت، حتى لو كانت مكانته صغيرة، فالمنطقة التي تقبع تحت سيطرته باتت من أملاكه. تجلى هذا لاحقاً فيما شاهدناه من عمليات نهب من قبل المسلحين (معارضة أو سلطة، عرباً أو كرداً) وفي المقاطع المصورة التي تنتشر على الإنترنت. فهؤلاء المسلحون يعتبرون أنّ نهب ممتلكات الآخرين من حقهم، طالما أن المنطقة تحت سيطرتهم. هذا ما كان يخيفني، كنت أريد الانتقال إلى نظامٍ جديد وليس مجردّ التحرر من قبضة حديدية لأخرى أو الحياة ضمن انفلات وفوضى أمنية.
قلت للوفد الروسي، نريد دولة تقود الأمن لا أمناً يقود الدولة كما هو الحال الراهن، هذه المنظومة الأمنية كالزعران التي تقود الدولة، وهذه النقطة تخيفني من الانهيار. نحن نقول إنّ النظام الحالي سيء ونعمل على بناء البديل، ونريد للمنظومة الأمنية أن تضمحل، ولكن عندما تقوم منظومة بتبني ممارساتها تحل الكارثة التي نعيشها.
أقول الكلام الذي كان علينا أن نقوله من البداية، وفعلت الحد الأدنى الذي نستطيع القيام به، كان رجال الأمن السوري يسألوننا “أين أنتم من هؤلاء الذين يخربون ويقطعون بالشارع؟” كنت نرد: “أودعتمونا بالسجن وهم في الخارج كل هذه الفترة، تركتم لهم المجال، فأنتم من زرعتم هذا الخراب، ومن يزرع الخراب ماذا سيحصد؟ نحن سنحاول زراعة شيء آخر.”
و من هذا المنطلق ورداً على الضخ الطائفي والتوتر ولكي نكون جاهزين إذا ما حصل شيء، حاولنا تأسيس تجمع في حمص عام ٢٠٠٦، لكن الأمن حاربنا بشدة، كان تجمعنا صغيراً يتألف من جميع المكونات السورية السياسية والطائفية إلا أنه لم يستمر لأكثر من بضعة أشهر، لم نتفق على كل شيء، ولا بد طبعاً من وجود تباينات، ومن مهمتك أن تتحاور مع من يختلف معك لا من يتفق معك، فهذا هو الحوار، ولذلك بعد عام ٢٠٠٠ قلت لرفاقي اليساريين يجب ألا نبقى نجتمع مع نفسنا، وألا يبقى الإسلاميون يجتمعون مع أنفسهم. علينا أن نشرع فيحوار بيننا، فلعلّ الحوار يرفع نسبة المشترك بيننا فوق الـ ٢٠-٢٥٪ الموجودة حالياً، اليساريون قد يتفقوا فيما بينهم على ٧٠-٨٠٪ من الأمور، والإسلاميين كذلك، فلم لا نوجد شيئاً مشتركاً فيما بيننا؟
لقد حذرت أنّ ما هو آتٍ أسوأ من الإسلاميين الموجودين بكثير وأكثر تطرفاً وقد أثبتت الأيام ذلك. ذكرني بذلك مجموعة من المهندسين البعثيين، فقبل فترة قالوا لي إنهم كانوا يسخرون من كلامي قبلاً، ولم يكونوا على دراية بما سيحصل، ففي عام ٢٠٠٢ حذرت من أن هناك تطرفا قادما، داعياً للسماح للإسلاميين الوسطيين برؤية النور، لأنّ التطرف لا يكبر إلا في الظلام. حاولنا في تلك الفترة العمل معاً، لكن ضمن الحدود الدنيا، لأن عملي لساعات طويلة جداً منعني من التواصل الأسري والعمل المجتمعي، والوضع الاقتصادي السيء يصب في مصلحة أعدائك، فعليك أن تشتغل دواماً إضافياً وعليك ألا تفكر بالسياسة، لم يكن ذلك مصادفة وإنما نتيجةّ لتخطيط وتفكير من النظام.
*نهاية الجزء الأول من الحوار. في الجزء الثاني يتحدث أبو علي صالح عن معاينته المباشرة لأحداث محورية في مسار الانتفاضة السورية، كالمظاهرات التي شهدتها مدينته، حمص، والتحريض الطائفي، واعتصام الساحة، وظروف اعتقاله على خلفية نشاطه ومعارضته للنظام السوري.
بواسطة Syria in a Week Editors | مايو 20, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
هدنة، قصف، معارك
20 أيار/مايو
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها الاثنين إنها صدت هجوما بطائرة مسيرة وصاروخ على قاعدتها الجوية الرئيسية في سوريا في مطلع الأسبوع.
واتهمت مقاتلي ما كان يعرف باسم جبهة النصرة بالمسؤولية عن الهجوم. ونسبت الوكالة للوزارة قولها إنها أسقطت ستة صواريخ أطلقت على قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية السورية.
وقتل عشرة مدنيين على الأقل بغارات روسية استهدفت ليلاً شمال غربي سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الإثنين، في قصف جاء بعد وقت قصير من إعلان موسكو، حليفة النظام السوري، وقفاً لإطلاق النار من “جانب واحد”.
ودارت منذ فجر الاثنين اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حماة الشمالي الذي يخضع مع محافظة إدلب ومناطق محيطة لاتفاق هدنة روسي-تركي. وتتزامن المعارك مع غارات روسية وقصف كثيف لقوات النظام يطال مدناً وبلدات عدة في المنطقة.
وأفاد المرصد عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم خمسة أطفال وأربع نساء، جراء غارات روسية ليل الأحد استهدفت بلدة كفرنبل ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي الغربي. واستهدفت إحدى الغارات وفق المرصد، محيط مشفى في البلدة، ما تسبّب بخروجه من الخدمة.
وأعلن مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سوريا الأحد أن قوات النظام بدأت منذ منتصف ليل 18 أيار/مايو وقفاً لإطلاق النار “من طرف واحد”.
وشهدت وتيرة الغارات والقصف تراجعاً في الأيام الثلاثة الأخيرة، من دون أن تتوقف كلياً، وفق المرصد وسكان في ريف إدلب الجنوبي، قبل أن تتجدد ليلاً بشكل كثيف.
وحذّرت الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الجمعة من خطر حصول “كارثة إنسانيّة” في إدلب، إذا تواصلت أعمال العنف.
وتتهم دمشق تركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق سوتشي الذي نجح بعد إقراره في أيلول/سبتمبر بإرساء هدوء نسبي في إدلب ومحيطها. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.
ومنذ نهاية نيسان/أبريل، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، وفق المرصد.
وحافظ مسلحو المعارضة السورية على موقع مهم بسلسلة جبلية في محافظة اللاذقية، موطن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، وذلك بعدما اضطرت قوات الحكومة للانسحاب.
وقال المسلحون إن محاولة الجيش كانت الأحدث ضمن عدة حملات مكلفة للسيطرة على بلدة كباني بعدما شن هجوما الشهر الماضي بدعم جوي روسي لاستعادة السيطرة على الطرق السريعة الرئيسية والممرات التجارية الخاضعة للمعارضة حول محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.
تأجير مطار دمشق؟
19 أيار/مايو
نفت الحكومة السورية استثمار مطار دمشق الدولي أو أي مطار آخر في سورية من قبل روسيا .
وذكرت وزارة النقل السورية فى بيان على موقعها الإلكتروني “لا يوجد حتى الآن أي مفاوضات حول استثمار المطار وغيره من المطارات السورية، ومطار دمشق الدولي هو أحد المنشآت الحيوية والمشاريع الضخمة التي تعمل الوزارة على تطويرها واستثمارها على نظام الـ(Bot) مع رؤية إنشاء صالة ركاب جديدة “.
وأضافت الوزارة أنه ضمن بروتوكول اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة السورية- الروسية في كانون أول/ديسمبر 2018 تمت مناقشة تأهيل مطاري دمشق وحلب بناء على المباحثات الفنية المنعقدة في دمشق في تشرين ثان/نوفمبر 2018 حيث عرض الجانب الروسي إعادة تأهيل المطارين وفق نظام الـ(Bot).
وأكدت الوزارة “أنه لا يوجد حتى الآن أي مفاوضات حول استثمار مطار دمشق الدولي أو غيره من المطارات السورية المدنية من قبل أي جهة كانت وما جرى كان في إطار المباحثات والعرض لا أكثر.. وعند حدوث أي مستجدات سيتم عرضها والإعلان عنها في حينه.”.
وكان مجلس الوزراء السوري ناقش في جلسته اليوم مشروع قانون بتصديق العقد الموقع بين الشركة العامة لمرفأ طرطوس وشركة “اس تي جي اينجينيرينج” الروسية لإدارة واستثمار مرفأ طرطوس وذلك عملا ببروتوكول التعاون للجنة السورية الروسية المشتركة بخصوص إدارة القسم المدني للمرفأ.
اختبار إسرائيلي لإيران
18 أيار/مايو
استهدفت صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية ليل السبت مقراً لقوات النظام السوري في محافظة القنيطرة في جنوب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اعتداء تكرر لليوم الثاني على التوالي.
وقال: “أطلقت طائرات إسرائيلية من الجولان المحتل ثلاثة صواريخ على الأقل، استهدف اثنان منها مقر اللواء تسعين، بينما أسقطت الدفاعات السورية صاروخاً ثالثاً”.
واللواء 90 هو أحد أبرز ألوية الجيش السوري ويتولى الإشراف على محافظة القنيطرة، وسبق أن تم استهدافه سابقاً من قبل اسرائيل.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها “دخول أجسام غريبة من الأراضي المحتلة في أجواء المنطقة الجنوبية والمضادات الأرضية تتعامل معها” من دون أي تفاصيل أخرى.
ويعد هذا الاعتداء الثاني غداة إعلان دمشق ليل الجمعة تصدي دفاعاتها الجوية “لأهداف معادية قادمة من اتجاه القنيطرة”.
واستهدفت الصواريخ الجمعة بحسب المرصد منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق، والتي تضم مستودعات أسلحة تابعة للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني، لطالما تعرضت لضربات اسرائيلية.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
الطيب تيزيني
18 أيار/مايو
توفي المفكر السوري والباحث القريب من المعارضة السورية طيب تيزيني فجر السبت عن عمر ناهز 85 عاماً، وفق ما أعلن مثقفون ومعارضون سوريون نعوه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد تيزيني وهو من مدينة حمص (وسط) من أبرز المفكرين والمثقفين السوريين، وكان على مدى عقود أستاذ الفلسفة العربية في جامعة دمشق، وله مؤلفات فكرية وفلسفية عديدة من أجزاء عدة.
وأوردت صفحة على موقع فيسبوك تحمل اسمه “بكل الأسى والحزن والجلال، ننعي إليكم مفكرنا الكبير د. طيب تيزيني.. وبهذا ينغلق باب من أبواب حمص وتهوي شرفة من شرفات سوريا”.
وكان تيزيني في عداد مجموعة من المثقفين والحقوقيين، ممن اعتصموا مع عشرات من الأهالي في 16 آذار/مارس 2011، أمام وزارة الداخلية في دمشق للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا. وتم اعتقاله مع آخرين قبل أن يعاد اطلاق سراحهم بعد يومين.
كما كان مع معارضين آخرين بينهم ميشيل كيلو ولؤي حسين وفايز سارة في عداد معارضين دعتهم السلطات في بداية الحركة الاحتجاجية إلى “خلق نواة حوار” بين السلطة والمعارضة.
وخلال مشاركته في لقاء تشاوري حواري في تموز/يوليو 2011، حضره نائب الرئيس السوري آنذاك فاروق الشرع ونحو 200 شخص آخرين، طالب تيزيني بـ”تفكيك الدولة الأمنية”. وقال “هذا شرط لا بديل عنه، واذا ما بدأنا بمعالجة المسائل، الدولة الأمنية تريد أن تفسد كل شيء”.
وبخلاف كثيرين من المعارضين، لازم مدينته حمص ولم يغادرها خلال سنوات النزاع السوري المستمر منذ العام 2011.
تأجيل الطيران العراقي
18 أيار/مايو
أعلنت وزارة النقل السورية السبت تبلغها من بغداد قرار تأجيل رحلة الطائرتين التابعتين للخطوط الجوية العراقية إلى دمشق “حتى إشعار آخر”، بعدما كان من المقرر استئناف الرحلات الجوية بين البلدين للمرة الأولى منذ نهاية العام 2011.
ويأتي هذا التأجيل بعد تأكيد المتحدث باسم الخطوط الجوية العراقية ليث الربيعي الخميس أن “أولى رحلات الخطوط العراقية ستنطلق من بغداد إلى دمشق” اليوم السبت.
وكانت آخر رحلة مباشرة من مطار بغداد الدولي وصلت إلى دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2011.
ويأتي قرار تعليق استئناف الرحلات الجوية في وقت يشكل العراق اليوم مسرحاً لصراع نفوذ بين الخصمين اللدودين، الولايات المتحدة الأميركية وإيران، جارة العراق، على وقع تصاعد حدة التوتر بينهما.
وأرسلت واشنطن مجموعة بحريّة مؤلفة من حاملة الطائرات “يو أس أس لينكولن” وقطع أخرى، إضافة إلى قاذفات بي-52، إلى الخليج، للتصدّي لما وصفتها بتهديدات طهران.
اشتباك في نيويورك
17 أيار/مايو
قالت الأمم المتحدة الجمعة إن 18 مركزا طبيا على الأقل تعرضت لهجوم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في شمال غرب سوريا، الأمر الذي أدى لتفجر مواجهة بين قوى غربية من ناحية وروسيا وسوريا من ناحية أخرى في مجلس الأمن الدولي بشأن من يتحمل المسؤولية.
ورغم أن المنطقة تخضع شكليا للحماية بموجب اتفاق أبرم بين روسيا وتركيا في سبتمبر/ أيلول لتفادي معركة جديدة، فقد شنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بدعم من الروس، هجوما على آخر معقل كبير للمعارضة. وقالت الأمم المتحدة إن ثلاثة ملايين شخص يعيشون هناك معرضون للخطر.
وقالت كارين بيرس مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة للمجلس المؤلف من 15 دولة عضوا بشأن من يتحمل المسؤولية “بما أننا نعرف أن
روسيا وسوريا هما البلدان الوحيدان اللذان يسيران طائرات في المنطقة فهل الإجابة… القوات الجوية الروسية والسورية؟”.
وقال جوناثان كوهين القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة إن روسيا وسوريا مسؤولتان عن الهجمات على مراكز صحية.
وأضاف أن أكثر ما يبعث على القلق هو أن عددا من المراكز التي تعرضت لهجمات كانت على قائمة وضعتها روسيا والأمم المتحدة في محاولة لحمايتها.
وقالت بيرس إنه سيكون أمرا “مقززا” أن تجد المنشآت الطبية التي كشفت عن أماكنها “نفسها السبب في دمارها بسبب الاستهداف المتعمد من النظام”.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن القوات السورية والروسية لا تستهدف المدنيين أو البنية التحتية المدنية. وشكك في المصادر التي تستخدمها الأمم المتحدة للتحقق من هجمات على مراكز طبية. وقال للمجلس “نرفض جملة وتفصيلا الاتهامات بانتهاك القانون الإنساني الدولي. هدفنا هو الإرهابيون”.
الجولاني يدعو لفتح جبهات
17 أيار/مايو
دعا القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني في لقاء مُصور نُشر الجمعة، الفصائل السورية الموالية لأنقرة لفتح جبهات قتال مع قوات النظام، ودعا السكان لحفر ملاجئ بدلاً من النزوح من المنطقة هربا من قصف النظام.
وقال الجولاني في لقاء جمعه بإعلاميين ونشرته الهيئة على تطبيق “تلغرام”، “بعض الفصائل الموجودة في درع الفرات والمنطقة هناك، بإمكانهم أن يخففوا علينا ويفتحوا عملاً على حلب مثلاً”.
وأضاف “لديهم محاور مع النظام، وتشتيت العدو وفتح أكثر من محور يصب في صالحنا”.
وتسيطر الفصائل الموالية لأنقرة والمعروفة بـ”درع الفرات” على منطقة في ريف حلب الشمالي تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في الريف الشمالي الغربي.
ويضم تحالف “درع الفرات” فصائل مثل “الجبهة الشامية” و”فيلق الشام”، ومنها من قاتل قوات النظام في السابق، إلا أن عملها العسكري تركز خلال العامين الماضيين على قتال تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد بدعم مباشر من القوات التركية التي تنتشر اليوم إلى جانبها في شمال حلب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل جهادية ومقاتلة أقل نفوذاً على إدلب وأرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي.
“داعش” مجدداً
16 أيار/مايو
هاجمت عناصر من تنظيم داعش موقعا للقوات الحكومية السورية غربي مدينة تدمر.
ونقلت وكالة أعماق الإعلامية التابعة للتنظيم أن عناصره اقتحموا ثكنة عسكرية تابعة للقوات الحكومية قرب واحة الصوانة جنوب غرب تدمر ما أدى الى مقتل ثمانية عناصر وأسر عنصر ، كما أفادت بمقتل 12 عنصراً وحرق ثلاث آاليات للقوات التي اتجهت لمساندة الكتيبة التي تعرضت للهجوم.
ويشهد ريف حمص الشمالي الشرقي وريف دير الزور الجنوبي الشرقي الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش هجمات متكررة على القوات الحكومية.
المضي قدما أميركيا-روسيا
14 أيار/مايو
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبو الثلاثاء إثر محادثات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي أنّ الولايات المتّحدة وروسيا اتّفقتا على سبل للمضي قدماً نحو حلّ سياسي في سوريا.
وقال بومبيو للصحافيين في مطار سوتشي قبيل مغادرته المنتجع الروسي إنّه أجرى مع بوتين “محادثات بنّاءة للغاية حول السبل الواجب سلوكها في سوريا والأمور التي يمكننا القيام بها معاً حيث لدينا مجموعة من المصالح المشتركة حول كيفية دفع الحلّ السياسي قدماً”.
وأضاف “هناك العملية السياسية المرتبطة بقرار مجلس الأمن الرقم 2254 والتي تمّ تعليقها، وأعتقد أنّنا نستطيع الآن أن نبدأ العمل معاً على طريقة تكسر هذا الجمود”.
والقرار 2254 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 2015 يدعو إلى إجراء مفاوضات برعاية الأمم المتّحدة للتوصّل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
ولفت الوزير الأميركي إلى أنّ الملف السوري، الذي يعتبر أحد محاور الخلاف الأساسية بين الولايات المتحدة وروسيا، كان موضوع حوار رئيسي خلال المحادثات التي جرت مساء الثلاثاء في منزل بوتين في المنتجع المطلّ على البحر الأسود.
وقال بومبيو إنّ واشنطن وموسكو دعمتا إنشاء لجنة مكلّفة صياغة دستور جديد لسوريا، وهي خطوة أساسية تعثّرت بسبب خلافات حول تكوين هذه اللجنة.
وأعرب الوزير الأميركي عن أمله في “أن يتمّ على الأقلّ الدفع بهذه العملية قدماً من أجل اتّخاذ الخطوة الأولى بتشكيل هذه اللجنة”.
ويعتبر تشكيل اللجنة الدستورية حجر عثرة بالنسبة إلى مبعوثي الأمم المتحدة المتعاقبين الذين يحاولون إنهاء الحرب.
وقال بومبيو إنّ روسيا والولايات المتحدة ناقشتا أيضاً مجالات أخرى للتعاون في سوريا لم يكشف عنها.