بواسطة رباب هلال | مايو 11, 2019 | Culture, غير مصنف
أسّست هنادي زرقه، منذ ديوانها الأوّل “على غفلة من يديك” 2001، خصوصيّتها المميّزة، في المشهد الشعري السوريّ والعربيّ. نال ديوانها الثاني “إعادة الفوضى إلى مكانها” 2006 الجائزة الأولى في مسابقة محمد الماغوط للشعر، وزارة الثقافة بدمشق للعام 2004. تلاه “زائد عن حاجتي” 2008. وخلال الحرب أصدرت “الزهايمر” 2014، “الحياة هادئة في الفيترين” 2016، وأخيراً صدر لها “رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود” 2018. تُرجمت قصائدها إلى لغات عدّة، بينها: الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الدنماركية والإسبانية.
أتحدّث هنا، عن ديوانيها الأخيرين الصادرين عن دار النهضة العربية ببيروت، نظراً للقواسم المشتركة العديدة بينهما، أبرزها الحرب، ثمّ الحب، الموت، الوحدة، المرأة، وذكريات الطفولة والعائلة.
تُجسّد قصائد هنادي كتابة نسويّة بامتياز، ومن غير تطرّف. الرجل ليس عدوّاً لها، هو الجبيب، والأب والأخ. وهي، أنثى مثقّفة، متمرّدة وحرّة، رغم أنّ القيود تحاصرها، والآلام تنهكها، البطريركيّة تقصيها، الحبّ يخذلها، والحرب تؤطّر المشهد التراجيدي وتكمله. بمبضعها الأنيق تُشرّح هنادي العالم حولها، وبعين ثاقبة ونقيّة ترصد الأحداث حولها، كما ترصد ذاتها. تكشف، تعرّي وتفضح. حضورالذات الأنثويّة سمة من أبرز سمات الكتابة النسويّة. عبره تُجابه النساء الكاتبات تغييب ذواتهن المزمن. هنا، تبرز ذاتٌ فاعلة، لا تنفصل عن الخارج، تعيشه، تتماهى معه، يرهقها، فتتحايل عليه: (ثمّة حبلٌ سرّة وهميّ/ يشدّني إلى هذه الأرض/ أخاف أن ينقطع/ أربط خصري به/ أشدّه بإحكام/ ثمّة قذيفة لا أعرف أين ستقع/ ورصاصة طائشة قد تقطع هذا الهواء السميك).
وحيناً آخر تُفكّك الذات الخارج لتعيد بناءه من جديد بعين المرأة وبيديها. تروم أملاً ما. إلّا أنّ الحرب تُفشِلها. تقاومها هنادي بسخرية سوداء، وأحرف عطف متواترة، كي لا ينقطع النَفَسُ والعزيمةُ: (ليست الأمور سيئة إلى هذا الحد/ ما زال بإمكاني أن أنهضَ صباحاً، وأشتُمَ الحياةَ/ وأركلَ الطرقات أمامي/ وأطيلَ التأمّل في النعوات الجديدة/ وبنظرة هازئة إلى السماء/ أبحث عن معنىً لهذا العبث كلّه).
تتجاوز هنادي قوانين البطريركيّة، تابوهاتها المجتمعيّة والدينيّة، وتعلن بقوّة الحبّ والشهوة للجسد المستلب. الجسدُ الملعون بسببه ولأجله ثارت نساءُ العالمِ ورجالُه المتنوّرون. الجسدُ الذي جُرِّد من قيمته الإنسانيّة، أنجب النظريات النسويّة المختلفة. ليس إباحيّاً، ولا مجّانيّاً ما تكتبه هنادي، الجسد والروح لديها لا ينفصلان. هنا الجسد القيمة، يبدو مثل قطعة “بزل\puzzles”، لن تكتمل اللوحة بنقصانها: (كما أنني أحبكَ/ “يحدث في الحرب”/ وهذا يكفي لولادة إله جديد/ لا أحتاج ملاكاً ينفخ بين فخذيّ/ قل: أحبكِ/ وسيحفل الوعر بالتفاح/ يا حبيبي لم أعد صغيرة).
وفي مكان آخر تقول: (يذهب الرجال إلى الحرب/ وتفرغ الأسرّة من الشهوة/ تاركين نساءً لا يكففن عن الصراخ/ وضرْب الأولاد/ يذهب الرجال إلى الحرب/ والحربُ شهوةٌ أيضاً!). وهنا تؤكّد هنادي رؤية عالم النفس فرويد في النساء المحرومات من الجنس أو المكبوتات، فإنّهن يقضين الليالي في الصراخ. وتؤكّد أيضاً على شهوة الذكور للقتل.
تتخلّى هنادي عن عنونة القصائد في الديوانين، ربّما بسبب الحرب. ثمانية أعوام انقضت، وما تزال تَسفحُ الدماءَ، تمزّقُ الأجساد والأرواح، تدكُّ الأحلام، وتحرقُ البيوت والذكريات. إذاً لا جديد! الموت نهر يجري، يرافقه النزوح والهجرة، والدمار، والهلع، والضجر، والهزيمة، والعجز والعبث. فلا معنى لعنونة القصائد، وحتى لكتابة الشعر: (أما من هزيمة جديدة؟/ أقولها صباح كلّ يوم/ وأنا ماضية إلى هزائم أخرى./ ثمّ تقول: /… /صباح الخير، أيّها الهلع/ ها أنت تملأ الطرقاتِ/ وتسدّ نوافذ السماء). تعترف هنادي أنّنا نحن من سبّب الحرب: (لم تكن الحرب طارئاً/ كلّ ما حدثَ/ أنّ الحرب قشّرتْ جلودنا/ وأطلقتْ قُطعان الذئاب/ التي ربّيناها طويلاً في دمائنا/ الحربُ مرآتنا/ تحت أظافرنا/ كان يلمع كلّ هذا الخراب).
الأنثى أصل الاستقرار وسببه. هي زارعة الأرض، وهاوية الكنكنة، قادت الرجل، لإنشاء الحواضر والمدن. وهنادي على عهدها، ووفائها لجدّاتها. رغم الخراب والكوابيس، لن تغادر الوطن، لديها ما تفعله، ولديها حبّ البلد وذاكرته التي تُدمَّر: (لا شيء يغريني بالرحيل/ عليّ أن أعدو خلف رائحتهم كلّ صباح/ وأجمع وجوهَهم من قطع البزل التي تركوها في كلّ زاوية/ أؤسّس ذاكرةً للمدينة على وقع غيابهم).
في الحرب وما قبلها، تُنتهك الأشجارُ، ينجزّ العشبُ، ويموتُ الزرعُ. في أوّل التاريخ، هي من زرعت، وهو من قتل (قابيل وهابيل). وما يزال البطريركيّون يصنعون من الأشجار أسلحةً لحروبهم! وأوّل ما تقع كوارثهم، تقع على رأس المرأة ووجودها. المرأة المُتّهمة، المُذنبة والمُعاقَبَة، على الدوام: (…لسْتُ أنا/ لست أنا/ شجرة السرو الكبيرة تكاد تهوي عليّ/ أنا وحيدة/ ذهب حاملو الفؤوس إلى الحرب/ من يقنع الأشجار السابقة أنّني بريئة؟). تؤكّد هنادي سيرة دمار الأشجار والعشب في مطارح عديدة، ما يذكّر بمقولة النسويّة البئيّة، التي ترى أن المرأة والطبيعة صنوان، دمارُ الطبيعة دمارٌ للمرأة ذاتها.
للمشهديّة الحسيّة، البصريّة والسمعيّة حضور خاص لدى هنادي زرقه. تبرز منذ اختيارها لعنوانين الدواوين. ففي عنوان “الحياة هادئة في الفيترين” توحي لنا أنه فقط خلف زجاج فيترين المبيعات المعروضة، هنا فقط، لا صخب وجيع، أو حرب! وفي عنوان “رأيت غيمة شاحبة، سمعت مطراً أسود” المشهديّة مكثّفة وموجعة أيضاً، دمّرت الحرب الطبيعة! هنادي رأت وسمعت. الفعلان ماضيان. انقضى الأمر! في العنوانين، وحده اليأس من يبقى حيّاً، في الحرب!
تُسمعنا هنادي همس روحها وضجيجها وسط الخراب، والعبث. يخذلها الحبّ. وتقصيها البطريكيّة، والمتحاربون، والعجز. تجعلنا نرى تفاصيل المكان والزمان وأصناف البشر. يتبعها القارئ راغباً، بين وهاد القصيدة، إلى وديانها المخيفة، وإلى أعالي جبال الحزن. ترتّب هنادي هواجسها المختلفة بإتقان، وأحياناً، تحشدها في قصيدة واحدة، من دون إثقال أو افتعال، وبإقناع مدهش: (ينقصني أشياءُ كثيرة/ كي أكون بخير،/ أن يكفّ الكون عن الصراخ/ وطباعة الكتب مثلاً،/ أفكّر بالركاكة التي تحدث حين أنام/ تاركة العالم لأوهامه/ ربّما تخطئ الطائرات في القصف، أو لأقل سيتّفق/ المتحاربون على هدنة،/ سيستغلّون نومي في شتائم منخفضة الصوت/ أو لأتخيّل مثلاً أنّني سأستيقظ في الصباح لأقول إنّني متعبة/ فقط…/ كوني لا أعرف بِمَ أجيب حبيبي عن سؤاله الساذج: أما زلتِ/ تحبّين شرب القهوة وحيدة؟!/ حبيبي الذي لا يفهم أنّني أتشارك القهوة مع صور القتلى في/ الشوارع وعلى أعمدة الإنارة،/ حبيبي الذي يُصرّ على نعتي بالمرأة المترفة./ وأنا أكرهك، يا حبيبي/ كما أكره الأوراق/ والأقلام/ دفاتر التلوين/ أصحاب دور النشر/ كلّ ذلك/ وأريد أن يهدأ هذه الضجيج حولي/ لأكفّ عن الموت).
تُمعن هنادي في اختراق التابوهات. تذكّرنا بالإلهات القديمة، وبالخصوبة المقدّسة، تُشير إلى ذكوريّة الحروبِ، وتنبّه إلى الأنثى الراهنة المغايرة التي تنْشِدُ العاصفةَ؛ التجربة: (سأنجب طفلاً، ليس الأمر بتلك الصعوبة/ أعجن التراب بدمي،/ أنفخ عليه من روحي،/ وأطلقه./ سيكون هشّاً لا يحبّ الحروب،/ لكنّه سيحبّ كثيراً من النساء،/ سوف ينادي الموتى جميعاً: يا أمّي/ لكنّ طفلي المولود من العدم/ سوف يُنجب أطفالاً خضراً،/ عيونهم على التجربة/ وأقدامهم في العاصفة.)
المرأة/الأم، رمز الحنان والعطاء والسلام، لا تقابل القسوة بالقسوة، ولا الحرب بالحرب، هي ليليت ربّة المهد، حارسة الأطفال، تهدهدهم، وتغنّي لهم لتبعد شبح ظلام الليل/الشرّ. ليليت لم تنجب! وهنادي لم تنجب! إنّما هي غريزة الأمومة تجري في دمها، كما تجري دماء ليليت. اليوم، وقد استفحل الشرّ/الحرب، في الليل والنهار، فتقرّر هنادي أن تغنّي للحرب: (سوف أُنشد للحرب أُنشودة/ وأنا أضمّها إلى صدري كما يُضمُّ الرضيع./ سوف أهدهدها حتّى تنام/ سوف أغنّي لها مثل أرملة/ وضعت للتوّ طفلاً معوّقاً./ سوف أغنّي للحرب بصوت الناي المتكسّر:/ نامي، ياحرب،/ نامي ولا تكبري!).
هنا، تتجلّى الأنثى/المرأة بكلّ صورها، المرأة/الأمّ المدجّجة بثقافة مجتمعيّة ذكوريّة، تضطهد غير واعية بنات جنسها/ابنتها (لأن الذكور احتكروا المعرفة لقرون طويلة). هذه المرأة، تحيلنا إلى مقولة سيمون دو بوفوار في كتابها (الجنس الآخر): “لا يولد المرء امرأة، بل يصير كذلك”. صيّرت البطريركية الأنثى امرأةً، كائناً دونيّاً هشّاً وفارغاً، مكمناً للشرّ أحياناً! يجب إقصاؤه. بالمقابل، تحضر الأنثى المتحرّرة، مثل عاصفة، إنّما ما تأثير العاصفة الخلّاقة إزاء ما تفعله الحرب المدمّرة؟! تكثّف هنادي وتختزل، تواري وتكشف، تفضح المفارقات، بلغة بسيطة عذبة، وحزن شفيف، فلنتأمّل: (كنتِ تخجلين بي/ كما لو أنّني ندبة في خدّك الأيمن/ وحين تموتين،/ سيسقط اسمي من ورقة نعيك،/ كما لو أنّني مكتومة القيد:/ البنت الشاعرة التي أشرعت قلبها للمسافرين/ ونفخت في الريح،/ وصدّع صوتُها جدار العائلة./ سوف تمضين من دون أن تلحظي التشابه بين صوتينا، وأنّي ورثت صندوق عرسك الخشبيّ،/ ولسوء الحظّ والحرب،/ لم أخبّيء فيه ثياباً وفساتين/ لعروس حلمت أن أبدو على شاكلتها./ صندوق عرسك الخشبيّ/ غدا تابوتاً لعشّاقي الذين قضوا في الحرب).
أوهنت الحرب الناس، ممن لا ناقة لهم فيها أو جمل، وأعجزتهم؟! بينهم هنادي زرقه. لكنّ هنادي ما تزال تقاوم الهزيمة، بكتابة الشعر وصنع الجمال.
* يعاد نشر هذا المقال في صالون سوريا ضمن تعاون مع شبكة الصحفيات السوريات
بواسطة الحسناء عدرا | مايو 9, 2019 | Culture, غير مصنف
تتقاسم مرام (28 عاماً) ويزن (25 عاماً) أجرة المنزل والمصروف والفراش أيضاً، كأي زوجين، إنما دون عقد زواج أو عرس وتقاليد عائلية، إذ دفعت الرغبة باكتشاف الشريك جنسياً وحياتياً قبل الارتباط رسمياً بمرام لخوض تجربة المساكنة مع يزن الذي ترك منزل عائلته لمشاطرتها هذه التجربة، إضافة إلى رغبة الشريكين بقضاء أطول وقت معاً تحت سقف واحد، بعيداً عن أغلال المؤسسة الزوجية والقيود الدينية.
عن رأيها بتجربة المساكنة تقول مرام “تتيح لي فرصة التعرف على يزن عن قرب دون تصنع، واكتشاف عاداته اليومية بدءاً من الأكل والشرب والنوم وصولاً إلى أدق التفاصيل الحميمية، فالرضا الجنسي وتقبل عادات الشريك من شأنه أن يفضي إلى زواج ناجح”. وأضافت: “تظهر المساكنة لي حقيقته التي لا يمكنني اكتشافها في الساعات القليلة التي سأقضيها معه خارج إطار المساكنة، فغالباً ما يقدم الطرف نفسه للآخر في العلاقات الأخرى بأبهى حلة وبصورة مثالية تكون منسلخة عن الحقيقة التي تبدأ بالتكشف تدريجياً بعد الزواج”.
وترفض الشابة النظرة السلبية العامة للمساكنة بوصفها علاقة عابرة لإشباع الجوع العاطفي والجنسي بين رجل وامرأة، فهي ترى أن الكثير من علاقات المساكنة يتسم بالجدية والالتزام الكلي مع الشريك “ربما أكثر مما يحققه عقد الزواج الرسمي، شريطة توفر الوعي والنضج بين الشريكين” بحسب تعبيرها. وتعتبر مرام أن المساكنة تمهد لزواج ناجح وبناء أسرة، وهي خطوة لتجنب الطلاق وتقول: “عقد الزواج لا يعني بالضرورة أن تلتزم بشريكك والإخلاص له عاطفياً وجنسياً، بل أحيانا يكون العكس، فهو يبيح للرجل الخيانة انطلاقاً من حقه بتعدد العلاقات شرط أن يعود في الليل إلى فراش الزوجية، والالتزام بمصروف المنزل وأعبائه المادية”.
ويتفق يزن مع مرام في نظرتها للمساكنة، ويصف علاقته بها بـ”المتينة، المدفوعة بالحب والاكتفاء بها عاطفياً وجنسياً، والالتزام الطوعي، وليس القسري المتجسد بورقة هزيلة تسمى الزواج”، ويضيف يزن “برأيي تمثل المساكنة منتهى الالتزام لأية علاقة حب بين شخصين يتقاسمان الحياة بكافة تفاصيلها وأعبائها المادية، وبقاؤنا معاً ناجم عن قرارنا الشخصي، ورغبة باكتشاف طباع وعادات بعضنا إلى حين اتخاذ قرار الزواج لاحقا بشكل رسمي وفي الوقت المناسب”.
وتفضل مرام أن تُقبل على هذه الخطوة عند التأكد من نجاح تجربة المساكنة، وعندما يفكر الشريكان بإنجاب طفل، عندها يصبح الزواج ضرورة لئلا يوصم بالعار، وليتمكنا من تسجيله بشكل قانوني دون مشاكل.
ورغم مناهضة العديد لظاهرة المساكنة بوصفها “فكرة غربية مستوردة تعتدي على المنظومة الاجتماعية والدينية”، يجدها آخرون ظاهرة مثيرة للتجربة تستحق القفز فوق أسوار المجتمع وكسر محرماته، أو صيغة تعايشية مؤقتة بين شخصين متحابين تقف الفروقات الطائفية حائلاً أمام زواجهما، بفعل الخضوع لقوانين العشيرة والقبيلة والملة المنتميين لها، كما أن هناك من اختارها نتيجة عجزه عن تسديد تكاليف الزواج المرهقة.
كما حدث مع رام (اسم مستعار)، الذي فضل عرض حبيبته بالمساكنة، على فكرة الزواج التي كانت بمثابة مخاطرة اجتماعية فادحة لا يمكن الإقدام عليها. يقول رام “كان من الصعب جداً التفكير بالزواج، فوضعي المادي لم يكن يسمح بتحمل نفقاته ومستلزماته أو حتى فرصة امتلاك منزل نظراً لغلاء المعيشة ومتطلبات الحياة، كما أن مستقبل البلاد كان مجهولاً لا يمكن التنبوء به، ولا يشجع على تأسيس عائلة وإنجاب أطفال، ناهيك عن ارتفاع منسوب عدم الأمان والاستقرار”، لا يخفي الشاب أن الاختلاف الطائفي كان له أثر كبير في دفع العلاقة تلقائياً للسير نحو المساكنة نظراً لانتماء الطرفين إلى طائفتين مختلفتين يجعل الزواج بينهما معركة اجتماعية صعبة.
يروي رام: “لم يكن أهلنا ليقبلوا بزواجنا أومباركته باعتبارها تنتمي للطائفة الدرزية وأنا علوي، فكلا عائلتينا تمتلك من التعصب ما يكفي لنبذنا ومقاطعتنا وربما يصل حد القتل”، وأفسح انتقال رام من حمص للعيش في دمشق له المجال لاختبار هذا النوع من التجارب، بعيداً عن أعين الأهل. ويضيف: “علاقتنا مع الجيران كانت في غاية الرسمية، فلم نواجه المشاكل ولا أية تدخلات من قبلهم، حتى أننا لم نضطر لتقديم أنفسنا لهم بصفة زوجين حديثي الزواج، فمجتمع المدينة يعد أكثر انفتاحاً مقارنة بالريف الذي يتسم بصغر مجتمعه ما يجعل العلاقات الاجتماعية مفتوحة ومكشوفة دون مراعاة للخصوصية، مما أتاح لنا الفرصة لخوض هذه التجربة دون مخاوف”.
أما فرح فقد اتخذت من المساكنة طريقاً نحو الزواج، وهي ترى أن “شخصية الشريك لا يمكن تعريتها وكشفها إلا عبر السكن معه، شرط أن لا تتجاوز مدة المساكنة أكثر من عام خوفاً من إفساد العلاقة وإصابتها بالجمود” كما حصل معها وعن تجربتها تقول: “وصلنا إلى مرحلة الإشباع من النهم العاطفي والمعرفي والفضولي والجسدي بعد خمس سنوات من المساكنة، التي تضع شريكك عارياً أمامك دون أقنعة أو مساحيق تجميل، فتشاهد عريه ومعدنه وندوبه وصفاته وأخطاءه وأسراره التي يخشى عليها من البوح، فبات كل منا يحفظ الآخر عن ظهر قلب، كما تسلل الجمود إلى العلاقة ولم يعد أمامنا سوى السير نحو الزواج كثمرة ناضجة للعلاقة”.
من جهة ثانية لم تكن المساكنة بالنسبة لزين (اسم مستعار) تتجاوز مسألة ممارسة العلاقة الجنسية، التي قد تصبح فرصة لاختبار مدى نجاح العلاقة، للتأكد من صوابية الدخول في علاقة طويلة الأمد. عن هذا يقول زين: “كنا مختلفي الطباع والعادات اليومية، لذلك لم تتوج علاقتنا بالزواج، ففي المساكنة تكتشف تفاصيل الشريك، وإذا لم يوجد انسجام يكون الانسحاب من العلاقة أقل كلفة للطرفين منه في حالة الزواج ووجود أطفال”.
ويعتقد يوسف أن الحرب تركت الباب موارباً لعلاقات المساكنة وشجعت الشباب على الدخول فيها، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي حلت بالبلاد وإنعدام فرص العمل، ويقول “لم أخض تجربة المساكنة، لكنني أؤيدها من حيث المبدأ، لاسيما أن قرار الزواج في ظروف البلد بات أمراً مكلفاً للشاب السوري، فشراء منزل في منطقة عشوائية لا يقل عن 6 ملايين ، علاوة عن تكاليف الزفاف والذهب الذي لا يقلان عن مليوني ليرة سورية”.
لكن سحر تختلف مع يوسف وترى أن المرأة هي الخاسر الأكبر من هذه العلاقة، “التي غالباً ما تكلل بالفشل، وبوصمة عار تلاحقها مدى الحياة، في ظل مجتمع تسيره العادات والأعراف الاجتماعية وعقلية ذكورية سادية” بحسب قولها. فالمساكنة برأيها تعفي الشاب من التزاماته تجاه المرأة، وتفسح له المجال إلى هجرها في الوقت الذي يحلو له، عدا عن السمعة السيئة التي ستلازمها وتحرمها من فرص الزواج.
تناقض النص القانوني
لم يتطرق القانون السوري لموضوع المساكنة بشكل مباشر، فلا تتناول نصوصه موضوع العيش المشترك بين المرأة والرجل وإقامة علاقة جنسية تحت سقف واحد دون رابط عقد الزواج. وبينما يسمح قانون العقوبات بالحرية الجنسية للرجل والمرأة العازبين وهو من ضمن الحقوق الشخصية التي يصونها الدستور، إلا أن القانون أحياناً يعتبر المساكنة جريمة يعاقب عليها تحت اسم الزنا، ويعتبرها من الجنح المخلة بآداب الأسرة. فبحسب المادة 473 من قانون العقوبات السوري، تعاقب المرأة الزانية بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين، ويقضى بالعقوبة نفسها على شريك الزانية إذا كان متزوجاً، وإلا فالحبس من شهر إلى سنة.
ولا يوجد في القانون ما يسمى مساكنة لكن يوجد عقود زواج “خارجية” تعتبر نوعاً من أنواع المساكنة والعرف يقرها، فليس هناك أية مادة تمنع أو تعاقب المساكنة بين اثنين دون زواج شرعي، ولا يمكن اعتبارها تحت جرم الزنا إلا إذا تم الإبلاغ عنها للسلطات المختصة التي تقوم باستدعاء الطرفين ودفعهما غالباً إلى إجراء عقد زواج نظامي. ففي حال التبليغ على الشاب والفتاة من قبل الجيران والقبض عليهما وهما يمارسان الجنس، يعاقبان من قبل القانون بالحبس إذا لم توجد ورقة زواج عرفي، أما في حال وجود هذه الورقة، يثبت القاضي زواجهما آخذاً بعين الاعتبار أنها ستصبح زوجته، مع الإشارة إلى أنه في حالة القبض عليهما بسبب وجودهما في المنزل نفسه دون ممارسة الجنس لا يحق للقاضي محاسبتهما، لأنه من الممكن أن تربطهما علاقة عمل أو أي علاقة أخرى غير الجنس والحب.
وسواء مورست المساكنة بصورة سرية أو علنية، يبدو أنها بدأت بفرض نفسها في المجتمع السوري، فهل ستصبح المساكنة شكلاً قانونياً منظماً أو يتم التعامي عن أسبابها ونتائجها والاكتفاء بإدانتها باعتبارها مستوردة من الغرب؟
بواسطة Syria in a Week Editors | مايو 8, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
The following is a selection by our editors of significant weekly developments in Syria. Depending on events, each issue will include anywhere from four to eight briefs. This series is produced in both Arabic and English in partnership between Salon Syria and Jadaliyya. Suggestions and blurbs may be sent to info@salonsyria.com.
Destroying our Hospitals
6 May 2019
Three hospitals in north-west Syria were bombed by Russian forces, rendering two of them non-operational.
Eight civilians were killed by Syrian-Russian bombardment in various areas of this region, according to the Syrian Observatory for Human Rights (SOHR), which added that one person was killed as a result of Russian airstrikes on the hospitals.
Fighter jets targeted two hospitals on Sunday, one in Kafrnobble and the other an underground hospital in the village of Has. The SOHR attributed the airstrikes to Russian forces. It identifies the party who carried out the attack according to the model of the plane, the place where the strike took place, the flight path, and ammunition used. A third hospital in Kafrzeita north of Hama was also targeted by Russian strikes.
The United Nations said late April that a medical center and two hospitals were rendered non-operational as a result of aerial and artillery bombardment.
Deployment in Tel Rifaat
5 May 2019
Turkish and Russian officials are reviewing deployment of their forces in the Syrian border region of Tel Rifaat, Turkey’s Vice President Fuat Oktay said on Sunday, a day after cross-border fire from the area killed one Turkish soldier.
Two separate attacks on Saturday by Kurdish militants from Tel Rifaat and northern Iraq killed a total of four Turkish soldiers and wounded two others, Turkey’s defense ministry said. The army retaliated in both cases, killing twenty-eight militants, it said.
In an interview with broadcaster Kanal 7, Oktay said Turkey and Russia were discussing developments in the region and that Turkish military operations along the border would continue until all threats had been eliminated.
Tel Rifaat is controlled by Kurdish-led forces and is located some twenty kilometers east of Afrin, which has been under the control of Turkey and its Free Syrian Army allies since an operation last year to drive out the People’s Protection Units (YPG).
Turkey, a major backer of opposition groups fighting Syrian President Bashar al-Assad, has conducted patrols with Russia, one of Assad’s main allies, in northern areas under agreements reached last year.
In March, the defense ministry said Turkish and Russian forces had carried out the first “independent and coordinated” patrols in Tel Rifaat.
Two Turkish Soldiers Wounded
5 May 2019
The Turkish defense ministry said two Turkish soldiers were slightly wounded on Saturday after mortar fire from areas controlled by Syrian authorities targeted an observation post in northwest Syria.
“Two of our comrades were slightly wounded when shells fired, based on our judgement, from areas controlled by the government hit one of our observation posts south of the de-escalation zone in Idlib,” a statement from the ministry said. The two soldiers were evacuated to Turkey for treatment, according to the same statement.
In recent weeks, the governorate of Idlib and surrounding areas have witnessed bloody bombardment by Syrian and Russian forces, according to the SOHR.
Russia and Turkey signed an agreement to establish a de-escalation zone in Idlib in September 2018. The agreement provided for a “de-militarized zone” that separates areas occupied by jihadist militants from areas controlled by Syrian authorities.
Attack on Kurds
4 May 2019
The ‘National Army,’ which is affiliated with the Free Syrian Army, took control of the town of al-Malkieh and the village of Shwargah in the northern countryside of Aleppo after battles with the Kurdish YPG, amidst artillery bombardment by opposition factions and the Turkish army against areas controlled by the YPG.
The ‘National Army’ took control of the town of al-Malkieh and the villages of Shwargagh and al-Araz, and ousted YPG militias and elements from the Kurdish Workers Party (PKK),” A military commander told a German news agency.
The source added that artillery regiments of the ‘National Army’ and Turkish army continued bombing Kurdish units in Tel Rifaat, Minnegh, Harbel, and Ain Diqneh, after the town of Mraimin, which is controlled by the ‘National Army,’ was targeted.
“The military operation is ongoing to oust YPG militants from villages surrounding the Izzaz-Afrin highway in the northern countryside of Aleppo all the way to Tel Rifaat and areas controlled by the YPG,” the military commander added.
Qatari Aerial Return
4 May 2019
Qatar Airways’ return to flying over Syria is part of its efforts to grapple with a nearly two-year Gulf dispute that has blocked it from using the airspace of many of its neighbors, CEO Akbar al-Baker said on Saturday.
Syrian transport minister Ali Hammoud said last month that his country had approved a request by Qatar Airways to begin using the country’s airspace for routes, one of the first airlines to do so. Qatar did not comment at the time.
Qatar’s state-owned carrier has had to re-route many of its flights since Saudi Arabia, the United Arab Emirates, Bahrain, and Egypt cut diplomatic, transport, and trade ties with the Gulf state in 2017, accusing it of supporting terrorism, which Doha denies.
Damascus Denounces Tribal Summit
4 May 2019
An official Syrian source denounced a tribal summit organized by the US-backed Syrian Democratic Forces (SDF) in Ain Issa, north of Syria, calling it a meeting of treason, according to the Syrian news agency SANA.
Mazloum Abdi, leader of the SDF which is comprised of Kurdish and Arab factions, said during the conference that he refuses the approach of “reconciliation” proposed by Damascus to decide the fate of areas under Kurdish control in north-eastern Syria, and expressed his will to open a dialogue with the Syrian government.
The official source in the Syrian foreign ministry said in a statement to SANA that the conference, which was held in an area “controlled by armed militias affiliated to the United States and other Western states, …was a failure after most original Arab tribes boycotted it.” The sources described the summit as a “meeting of infiltration, treachery, and subordination.”
“Such meetings undoubtedly represent the betrayal of their organizers, regardless of their political, ethnic, or racial affiliation,” the source added.
Abdi affirmed on Friday willingness “to talk with the Syrian government” in order to reach “a comprehensive solution.” He stressed that no “real solution” can be reached without acknowledging the full constitutional rights of the Kurds … and without recognizing the self-administration,” in addition to accepting the role of the SDF in protecting the area under its control in the future.
Bombardment of Hmeimim
2 May 2019
The Russian military base in Hmeimim was targeted with rocket missiles launched by Syrian opposition factions, amidst aerial and artillery bombardment on opposition-held areas.
“Opposition factions bombarded the Russian military base in Hmeimin in response to Russian air jets targeting areas under the control of Syrian opposition in Idlib and Hama countryside, which left dozens of killed and injured and caused vast destruction,” a source in the National Front for Liberation told a German news agency.
A field commander fighting along with government forces said: “The military base in Hmeimin observed rocket missiles launched by opposition factions from al-Madhiq citadel area in the western countryside of Hama.”
Opposition factions previously declared that a number of Russian soldiers were killed or wounded in the bombing of Hmeimim base with Grad missiles.
140 Thousand Displaced
1 May 2019
Around one hundred and forty thousand people in Idlib governorate and surrounding areas have been displaced since February, as Syrian government forces and their Russian ally stepped up their bombardment in the area, which is mostly controlled by jihadist factions, according to the spokesman of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs.
“Since February, over 138,500 women, children and men have been displaced from northern Hama and southern Idlib,” said David Swanson, adding that between 1 and 28 April, it’s estimated that more than 32,500 individuals have moved to different communities in Aleppo, Idlib, and Hama governorates.
The majority of the al-Qassabiyah village residents displaced to safer areas in southern Idlib after shelling targeted on of its schools.
Damascus is with Maduro
1 May 2019
The Syrian foreign ministry condemned the “failed coup attempt” in Venezuela and accused the United States of undermining stability in the country, according to the state news agency SANA.
“The Syrian Arab Republic strongly condemns the failed coup attempt against the constitutional legitimacy in the Bolivarian Republic of Venezuela,” state news agency SANA said, quoting a foreign ministry source.
Venezuela was plunged into chaos after the head of the parliament and self-proclaimed leader Juan Guaido, who has been recognized by fifty countries including the United States, said he had the support of troops to oust President Nicolas Maduro.
Constitutional Committee
30 April 2019
UN Envoy to Syria Geir Pedersen told the UN Security Council that an agreement could be soon reached to form a committee tasked with drafting a new constitution for Syria, paving the way for a political solution in a county suffering from civil war since 2011.
“We’re getting close to (reaching) an agreement on the constitutional committee,” Pedersen said.
According to the United Nations, the constitutional committee, which is supposed to lead the process for revising the constitution and elections, should include one hundred and fifty members, fifty of whom would be chosen by the government, fifty chosen by the opposition, and fifty chosen by the UN special envoy, taking into consideration the views of experts and representatives of the civil society.
No agreement has been reached on the third list, which provoked a dispute between Damascus and the United Nations. However, the latter says only six names on this list need to be changed.
The acting US Ambassador in the UN Jonathan Cohen accused Moscow of obstructing efforts to reach an agreement. “Russia, and those who it supports, are obstructing the political process,” he said.
Russian Ambassador to the UN Vasily Nebenzya said that he is “optimistic a solution can be quickly reached” regarding the constitutional committee.
Ending the Escalation
30 April 2019
The United States on Tuesday called on Russia to abide by its commitments and end the “escalation” in the Idlib region northwest of Syria after airstrikes that killed ten people.
“We call on all parties, including Russia and the Syrian regime, to abide by their commitments to avoid large-scale military offensives, return to a de-escalation of violence in the area,” State Department Spokeswoman Morgan Ortagus said.
Baghdadi Appearance
29 April 2019
Al Furqan Network, ISIS’s media network, published a video message purporting to come from its leader Abu Bakr al-Baghdadi in which he said that the Easter bombings in Sri Lanka were ISIS’s response to losses in its last stronghold in Baghouz in Syria.
The group will seek revenge for jailed and killed members, he said. The man sat of the floor giving an address to members in the group that lasted eighteen minutes. Some aides appeared listening to him but had their faces blurred.
The video would be the first from Baghdadi since he was filmed in the Iraqi city of Mosul in 2014. More recent speeches have been released as audio recordings.
بواسطة Sonya Al Ali | مايو 7, 2019 | Cost of War, غير مصنف
تسببت الحرب السورية وعمليات القصف بمختلف أنواع الأسلحة بوقوع عدد من آلاف المصابين بإعاقات مختلفة. يعيش هؤلاء المصابين ظروفاً قاسية، ويعانون من التهميش إضافة لغياب الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية، في وقت هم بأمس الحاجة لمن يهتم بهم ويساعدهم في التخفيف من أثقال الإعاقة التي تحد قدراتهم، مما دفع مجموعة من المتطوعين إلى افتتاح مركز للأطفال الصم والبكم في مدينة أورم الكبرى بريف حلب الغربي.
ويهدف هذا المركز لتعليم الأطفال لغة الإشارة والنطق التحضيري، ومبادئ القراءة والكتابة، إضافة لدعمهم نفسياً من خلال الحفلات الترفيهية والنشاطات التفاعلية.
يشرح محمود شامي مدير مركز ذوي الإعاقة في أورم الكبرى عمل المركز قائلاً: “لم تمنعنا الحرب والظروف الأمنية المعقدة من إنشاء مركز متخصص بذوي الإعاقة دون أي دعم حقيقي توفره منظمات محلية أو دولية، حيث بلغ عدد المستفيدين الكلي داخل المركز حوالي ٢٠٠ مستفيد من مختلف الإعاقات، منها الحركية ومتلازمة داون والبتر وغيرها.”
ويقدم المركز الترفيه والدعم النفسي للبعض، فيما يقدم العلاج والتعليم للبعض الآخر بحسب تنوع الحالات الموجودة فيه.
وعن افتتاح مركز الصم والبكم يضيف الشامي: “بعد حالات النزوح المتكررة إلى بلدة أورم الكبرى وما حولها لاحظنا وجود عدد لا بأس به من حالات الصم والبكم في ظل عدم وجود مركز يهتم بهم وبحالاتهم، لذلك قمنا في نهاية عام ٢٠١٨ بافتتاح قسم خاص بهم يستقبل الأطفال من عمر ٦-١٢عاماً. ويهدف المركز لتعليمهم لغة التواصل مع الآخرين لتطوير العلاقات الاجتماعية والمعرفية فيما بينهم، ومساعدتهم في التعبير عن حاجاتهم المختلفة”.
ويساعد المركز بالحد من الضغوط الداخلية والنفسية التي تصيب الأطفال الذين يعانون من صعوبة الكلام والسمع، والتخفيف من إمكانية إصابتهم بالخوف والاكتئاب والإحباط.
ووصل عدد الأطفال في المركز إلى ٢٥ طفلاً، ولايزال باب التسجيل مفتوحاً فيه، كما يحتاج المركز لتطوع معلم ومعلمة لتدريس الأطفال.
المعلمة فاطمة التي تطوعت لتعليم الأطفال في المركز تقول: “يحتاج الأطفال ذوو الإعاقة للتعليم والرعاية أكثر من الأطفال الأصحاء، لكنهم في ظل الحرب السورية وقلة وعي الأهالي يظلون دون تعليم، لذلك تطوعت في المركز لتقديم العون لهذه الفئة المهمشة من الأطفال، والعمل على تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، ومساعدتهم في ترتيب أفكارهم وتطوير لغتهم، والتواصل مع محيطهم، والولوج إلى عالم المعرفة.”
كما تلفت فاطمة إلى أن الصم هم أشخاص يعانون من فقدان حاسة السمع بشكل كلي أو جزئي، لذلك يحتاج تعليمهم إلى كثير من الصبر والقدرة على استيعاب وتوجيه احتياجاتهم عبر التعامل معهم بلغة الإشارة ثم النطق فقراءة الشفاه وصولاً إلى القراءة والكتابة، وتدريب الأطفال الذين يملكون بقايا سمعية على الحروف التي يصعب عليهم نطقها، ومساعدتهم نطق بعض الكلمات اللازمة في حياتهم اليومية .
ريم (٩سنوات) من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي تعاني من صمم وراثي المنشأ، وقد اضطرت والدتها لإلحاقها بمدرسة عامة خوفاً من أن تبقى دون تعلم، وتقول والدة ريم عن تجربة ابنتها: “كانت ريم تعاني من صعوبات كثيرة في المدرسة لأنها غير قادرة على فهم المواد كبقية الأطفال، ومعلمها لا يمتلك خبرة كافية في التعامل معها، ولكن بعد التحاقها بمركز الصم والبكم تغيرت حالها كثيراً وتحسنت نفسيتها، حيث أصبحت مرحة ومحبة لمدرستها وللعب مع أقرانها.”
أما الطفل محمد (٦سنوات) فقد أصيب بالصمم نتيجة سقوط قذيفة بجانب منزلهم منذ ثلاث سنوات، وعن تجربته تروي والدته: “كان محمد يعاني من اضطرابات سلوكية ونفسية، حيث يتصرف بعدوانية لأنه لا يستطيع التعبير عما يجول في خاطره، كما يلجأ إلى البكاء في بعض الأحيان، وبعد دخول المركز أصبح ينطق بعض الكلمات، كما يتعامل بلغة الإشارة للتعبير عن رغباته ومشاعره بشكل أفضل، كما بدأ يتعلم مبادئ القراءة والكتابة.”
وعن الصعوبات التي تواجه عمل المركز يقول الشامي: “نعاني من ضعف الإمكانات المادية اللازمة لتأمين أهم احتياجات المركز من أدوية وتدفئة في فصل الشتاء، إضافة إلى انعدام المواصلات اللازمة لنقل المستفيدين، مما يمنع أطفال كثر من الالتحاق بالمركز، إضافة إلى عدم القدرة على تأمين المعينات السمعية (السماعات) لمن يحتاجها” .
وأدى تضاعف معاناة ذوي الإعاقة وخاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة وغياب التعليم الفعال الذي يناسب احتياجاتهم، لجعل هذه المبادرات الفردية أو المنظمة بارقة أمل وحيدة بالنسبة لهذه الفئة لتحقيق اندماجهم في المجتمع، وتعزيز قدراتهم.
بواسطة Syria in a Week Editors | مايو 6, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
تدمير مستشفيات
6 أيار/مايو
تعرّضت ثلاثة مستشفيات في شمال غربي سوريا الأحد لقصف القوّات الروسيّة، حيث اصبح اثنان من هذه المستشفيات باتا خارج الخدمة.
كما قُتل ثمانية مدنيّين في قصف للقوات السورية والروسية في أنحاء عدة من هذه المنطقة، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي أوضح أن واحداً من بين القتلى سقط في الغارات التي شنتها القوات الروسية على المستشفيات.
واستُهدف الأحد مستشفيان بغارات للطيران الحربي، يقع أحدهما في كفرنبل والثاني تحت الأرض عند أطراف قرية حاس. ونَسَب المرصد الغارات الجوّية إلى القوّات الروسيّة، وهو يحدّد هوّية المنفّذ تبعاً لطراز الطائرة، مكان الغارة، مسارات التحليق والذخيرة المستخدمة. واستُهدِف مستشفى ثالث في كفرزيتا بشمال محافظة حماة بضربات روسيّة.
وقالت الأمم المتحدة في نهاية نيسان/ابريل إنّ مركزاً طبياً ومستشفيين صاروا أيضا خارج الخدمة بسبب القصف الجوي والمدفعي.
انتشار في تل رفعت
5 أيار/مايو
قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي الأحد إن مسؤولين من تركيا وروسيا يراجعون انتشار قوات البلدين في منطقة تل رفعت الحدودية السورية وذلك بعد يوم من تبادل للنيران عبر الحدود من المنطقة أسفر عن مقتل جندي تركي.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن أربعة جنود أتراك قُتلوا وأصيب اثنان في هجومين منفصلين للمسلحين الأكراد السبت من منطقة تل رفعت ومن شمال العراق، مضيفة أن الجيش رد على الهجومين وقتل 28 مسلحا.
وقال أوقطاي في مقابلة مع قناة (كانال 7) التلفزيونية إن تركيا وروسيا تناقشان التطورات في المنطقة مضيفا أن العمليات العسكرية التركية على طول الحدود ستتواصل حتى يتم القضاء على كافة التهديدات.
وتخضع منطقة تل رفعت لسيطرة قوات يقودها الأكراد وتقع على بعد حوالي 20 كيلومترا شرقي عفرين التي تخضع لسيطرة تركيا وحلفائها من الجيش السوري الحر منذ عملية أُطلقت العام الماضي لطرد وحدات حماية الشعب.
وقامت تركيا، الداعم الرئيسي لجماعات المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، بدوريات مشتركة مع روسيا، أحد حلفاء الأسد الرئيسيين، في المناطق الشمالية بموجب اتفاقات تم التوصل إليها العام الماضي.
وفي مارس آذار، قالت وزارة الدفاع إن القوات التركية والروسية قامت بأول دوريات “مستقلة ومنسقة” في منطقة تل رفعت.
إصابة جنديين تركيين
5 أيار/مايو
أعلنت وزارة الدّفاع التركيّة إصابة جنديَّين تركيَّين بجروح طفيفة السبت في إطلاق نار من مدفعيّة هاون على مركز مراقبة في شمال غرب سوريا انطلاقاً من مناطق تحت سيطرة السُلطات السوريّة.
وجاء في بيان للوزارة أنّ “اثنين من رفاقنا في السلاح أُصيبا بجروح طفيفة، حين أصابت قذائف أطلِقَت، في تقديرنا، انطلاقاً من المناطق التي يُسيطر عليها النظام، أحد مراكزنا للمراقبة في جنوب منطقة خفض التصعيد في إدلب”.
وتمّ إجلاء العسكريّين إلى تركيا للعلاج، بحسب المصدر ذاته.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق مجاورة لها في الأسابيع الأخيرة عمليّات قصف دامية تشنّها القوات السورية والروسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في أيلول/سبتمبر 2018 أُبرم اتّفاق لخفض التصعيد في إدلب تم التفاوض بشأنه بين روسيا وتركيا.
ونصّ الاتّفاق على إقامة “منطقة منزوعة السلاح” تفصل المناطق التي يحتلّها المسلحون الجهاديون عن المناطق التي تشرف عليها السلطات السوريّة.
هجوم على أكراد
4 أيار/مايو
سيطر الجيش الوطني، التابع للجيش السوري الحر، على بلدة المالكية وقرية شوارغة بريف حلب الشمالي بعد معارك مع مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي وسط قصف مدفعي من فصائل المعارضة والجيش التركي على مناطق سيطرة الوحدات .
وقال قائد عسكري في الجيش الوطني لوكالة الأنباء الألمانية:”سيطر الجيش الوطني على بلدة المالكية وقريتي شوارغة والأرز وطرد مسلحي وحدات حماية الشعب وعناصر حزب العمال الكردستاني”.
وأكد المصدر مواصلة أفواج المدفعية التابعة للجيش الوطني ومدفعية الجيش التركي قصف مواقع الوحدات الكردية في مناطق تل رفعت ومنغ والشيخ عيسى وحربل وعين دقنة بعد استهداف بلدة مريمين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني.
وأضاف القائد العسكري “العملية العسكرية مستمرة لطرد مسلحي وحدات الحماية الكردية من القرى المحيطة بطريق عزاز عفرين في ريف حلب الشمالي وصولاً الى مدينة تل رفعت والمناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية”.
عودة جوية قطرية
4 ايار/مايو
قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية إن عودة الشركة للتحليق فوق سوريا تأتي في إطار مساعي الشركة للتغلب على نزاع قائم
منذ عامين مع دول خليجية أدى إلى منعها من استخدام المجال الجوي لعدد من جيرانها.
وكان وزير النقل السوري علي حمود قال في الشهر الماضي إن بلاده وافقت على طلب الخطوط القطرية البدء في استخدام المجال الجوي للبلاد وهي واحدة من أولى الشركات التي تقوم بذلك. ولم تعلق قطر على المسألة في ذلك الوقت.
واضطرت الناقلة الوطنية القطرية لتغيير مسارات رحلاتها منذ قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل مع البلد الخليجي عام 2017 متهمة قطر بدعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة.
دمشق تندد بمؤتمر عشائري
4 أيار/مايو
ندد مصدر مسؤول سوري بمؤتمر للعشائر تنظمه قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في مدينة عين عيسى(شمال) بوصفه بـ”الخيانة”، بحسب ما أوردت وكالة سانا الرسمية.
ورفض القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، مظلوم عبدي خلال المؤتمر الجمعة أسلوب “المصالحات” الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مبديا في الوقت ذاته استعداده للحوار مع الحكومة السورية.
وقال المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريح لوكالة سانا إن المؤتمر الذي انعقد في منطقة “تسيطر عليها ميليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى (…) مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له”. ووصف المؤتمر بأنه “التقاء العمالة والخيانة والارتهان”. وأضاف المصدر أن “مثل هذه التجمعات تجسّد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية”.
وأكد عبدي الجمعة الاستعداد “للحوار مع النظام السوري” للتوصل إلى “حل شامل”. وشدد على أنه لا يمكن بلوغ أي “حل حقيقي” من “دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً (…) ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية”، فضلاً عن القبول بدور قوات سوريا الديموقراطية في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً.
قصف على حميميم
2 أيار/مايو
تعرضت قاعدة حميميم العسكرية الروسية لقصف صاروخي من فصائل المعارضة السورية، وسط تصعيد القصف الجوي والمدفعي على مناطق سيطرة المعارضة.
وقال مصدر في الجبهة الوطنية للتحرير لوكالة الأنباء الألمانية: “قصفت فصائل المعارضة قاعدة حميميم العسكرية الروسية رداً على استهداف
الطيران الروسي لمناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب وريف حماة، والذي راح ضحيته خلال الأيام الماضية عشرات القتلى والجرحى وألحق دماراً
واسعاً في المنطقة التي طالها القصف “.
وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية: ” رصدت قاعدة حميميم العسكرية إطلاق فصائل المعارضة قذائف صاروخية من منطقة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي”.
وكانت فصائل المعارضة أعلنت في وقت سابق اليوم عن مقتل وجرح عدد من الجنود الروس في استهداف قاعدة حميميم بصواريخ جراد.
نزوح 140 ألفاً
1 ايار/مايو
نزح نحو 140 ألف شخص منذ شهر شباط/فبراير في محافظة إدلب ومحيطها بالتزامن مع بدء قوات النظام السوري وحليفتها روسيا تصعيدهما في المنطقة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة فصائل جهادية، وفق ما أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال ديفيد سوانسون لوكالة فرانس برس “منذ شباط/فبراير، نزح أكثر من 138,500 امرأة وطفل ورجل من شمال حماة وجنوب إدلب”، مشيراً إلى أن بين هؤلاء 32500 شخص فروا بين الأول والثامن والعشرين من نيسان/أبريل.
وانتقل النازحون إلى مناطق أخرى أكثر أمناً في محافظة إدلب وكل من حماة وحلب المجاورتين.
ونتيجة القصف الذي طال إحدى مدارسها، نزح غالبية سكان قرية القصابية في جنوب إدلب إلى مناطق أكثر أمناً.
دمشق مع مادورو
1 أيار/مايو
أدانت وزارة الخارجية السورية “محاولة الانقلاب الفاشلة” في فنزويلا واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لزعزعة الاستقرار في هذا البلد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت سانا عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قوله “تدين الجمهورية العربية السورية بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة على الشرعية الدستورية في جمهورية فنزويلا البوليفارية”.
وتشهد فنزويلا حالة من الفوضى إثر إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به خمسون دولة بينها الولايات المتحدة، تلقيه دعم مجموعة من العسكريين للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
لجنة دستورية؟
30 نيسان/أبريل
أكّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمام مجلس الأمن الدولي قُرب التوصّل لاتّفاق على تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا تمهّد الطريق لحلّ سياسي في البلد الغارق منذ 2011 في حرب أهليّة.
وقال بيدرسون “نقترب من (التوصّل) لاتّفاق حول اللجنة الدستورية”.
وبحسب خطة الأمم المتحدة، فاللجنة الدستورية، التي من المفترض أن تقود عملية مراجعة الدستور وعملية انتخابية، يجب أن تتضمن 150 عضواً، 50 منهم يختارهم النظام، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.
ولم يتم الاتفاق بعد على الأسماء في اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة، إلا أنّ الأمم المتحدة تقول إنّه يتعيّن تغيير ستة أسماء فقط على هذه اللائحة.
واتّهم السفير الأميركي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين موسكو بإعاقة جهود التوصّل إلى حلّ، وقال إنّ “روسيا ومن تدعمهم يعرقلون العملية السياسية”.
في المقابل أكّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا أنّه “متفائل في التوصّل سريعاً إلى حلّ” بشأن اللجنة الدستورية.
وقف التصعيد؟
30 نيسان/أبريل
دعت الولايات المتحدة روسيا الثلاثاء إلى احترام التزاماتها وإنهاء “التصعيد” في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا بعد رصد غارات جوية أدت إلى مقتل 10 أشخاص.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتاغوس “ندعو جميع الأطراف وبينهم روسيا والنظام السوري إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة والعودة إلى خفض تصعيد العنف في المنطقة”.
إطلالة البغدادي
29 نيسان/أبريل
نشرت مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة لتنظيم “داعش” الاثنين ما وصفتها بأنها رسالة مصورة من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قال فيها إن تفجيرات عيد القيامة في سريلانكا هي رد “داعش” على خسائرها في الباغوز آخر معاقلها في سوريا.
وقال البغدادي إن التنظيم سيثأر لقتلاه وأسراه. وجلس الرجل على الأرض في التسجيل مخاطبا أعضاء التنظيم على مدى 18 دقيقة. وظهر بعض المساعدين يستمعون إليه ووجوههم مغطاة.
والمقطع هو أول تسجيل مصور للبغدادي منذ ظهوره بمدينة الموصل العراقية في عام 2014 بينما نشرت له تسجيلات صوتية مؤخرا.
احتجاج عشائري
28 نيسان/أبريل
ذكر سكان ومحتجون ورؤساء عشائر أن العرب في محافظة دير الزور السورية صعدوا احتجاجاتهم ضد فصيل كردي مسلح متحالف مع الولايات المتحدة يسيطر على المحافظة الغنية بالنفط بعد انتزاع السيطرة عليها من تنظيم “داعش”.
وقالوا إن مظاهرات بدأت قبل خمسة أيام ضد حكم قوات سوريا الديمقراطية في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشهيل، في حزام استراتيجي للنفط في قلب أراض تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.
وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه ناقلات النفط، في تجارة مربحة سيطرت قوات سوريا الديمقراطية عليها بعد هزيمة “داعش” هناك في أواخر 2017.
وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان والتي أرسل السكان صورها لرويترز ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي “وين نفطنا؟ وارداتنا وين؟ لن نقبل بعد اليوم نقل ثرواتنا خارج مناطقنا”.
بواسطة Ibrahim Hamidi | مايو 6, 2019 | News, غير مصنف
ظهرت بوادر إنجاز صفقة مقايضة روسية – تركية تحت غطاء ناري من الطرفين تتضمن توغل أنقرة وحلفائها السوريين في «الجيب الكردي» شمال حلب مقابل تمدد موسكو وحلفائها السوريين والإيرانيين في جنوب إدلب ضمن «مثلث الشمال» شمال غربي سوريا.
ولا يمكن فصل مصير ريف حلب الشمالي عن إدلب والأرياف الثلاثة المجاورة بين «ضامني» عملية آستانة (روسيا، وإيران، وتركيا)، عن المفاوضات بين واشنطن وأنقرة حول إقامة «منطقة أمنية» بين نهري الفرات ودجلة شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا.
تل رفعت وجوارها
تفصل تل رفعت مناطق سيطرة «درع الفرات» و«غصن الزيتون» التي تضم فصائل سورية مدعومة من الجيش التركي تنتشر بين جرابلس والباب في الشمال، عن مناطق «حزب الله» وفصائل تدعمها إيران في بلدتي نبل والزهراء في الغرب، ومناطق تنتشر فيها قوات الحكومة السورية والشرطة العسكرية الروسية في الجنوب. وسعت أنقرة أكثر من مرة للحصول على «ضوء أخضر» روسي للتوغل في هذه المنطقة لإخراج كامل لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية المنضوية في «قوات سوريا الديمقراطية» من الريف الشمالي لحلب. كما واصلت المفاوضات مع واشنطن لتطبيق خريطة طريق تخص منبج تتضمن إخراج «الوحدات»، وتشكيل مجلس محلي جديد للمدينة.
الهم الرسمي التركي هو اتخاذ خطوات ملموسة لتقطيع أوصال «روج افا» (غرب كردستان) ومنع حدوث إقليم كردي مترابط. الخطوة الأولى حدثت في نهاية 2016، عندما أبرمت صفقة مع روسيا أسفرت عملياً عن عودة قوات الحكومة السورية إلى شرق حلب ودخول فصائل معارضة والجيش التركي إلى مناطق «درع الفرات». أدى ذلك، إلى فصل مناطق كردية شرق الفرات عن غرب النهر. الخطوة الثانية، حصلت في بداية 2018، وتضمنت دخول الجيش التركي إلى عفرين وسماح روسيا له باستخدام الطائرات الحربية. وأدت هذه الخطوة إلى منع وصول الأكراد إلى البحر المتوسط.
المرحلة الثالثة، يبدو أنها تجري حالياً. وهي تقطيع أوصال الجيوب ومناطق السيطرة الكردية شمال حلب. هل يتضمن هذا تسهيل تركيا دخول قوات الحكومة وروسيا وإيران إلى مناطق في إدلب؟
«مثلث الشمال»
يخضع «مثلث الشمال» الذي يضم إدلب وأرياف: حلب الغربي، وحماة الشمالي، واللاذقية الشرقي، لاتفاق روسي – تركي منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وتضمن وقف العمليات الهجومية والقضاء على المجموعات الإرهابية وإعادة تشغيل طريقين دوليين بين اللاذقية وحلب وبين حماة وحلب.
حافظ الاتفاق على صموده رغم خروق كثيرة. وجرى تشكيل «منطقة عازلة»، إضافة إلى نشر 12 نقطة مراقبة تركية ونقاط مراقبة روسية وإيرانية تفصل مناطق فصائل معارضة وإسلامية ومتطرفة عن قوات الحكومة وتنظيمات تدعمها طهران. وفي مارس (آذار) الماضي، قالت وزارة الدفاع إن القوات التركية والروسية قامت بأول دوريات «مستقلة ومنسقة» في منطقة تل رفعت ودوريات أخرى على جانبي «خط الفصل» في ريف إدلب.
وبعد مئات الغارات و«البراميل» في الأيام الماضية، وصلت تعزيزات قوات الحكومة إلى 3 محاور: اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة شمال حماة، وجورين في سهل الغاب، وجسر الشغور غرب إدلب. وقال قيادي لوكالة الأنباء الألمانية إن «التعزيزات العسكرية التي أرسلتها القوات الحكومية إلى حماة وإدلب هي الأكبر، حيث تم نقل الآلاف من الجنود والآليات العسكرية من مناطق درعا وريف دمشق وحمص إلى خطوط الجبهات».
وخلال القصف تعرضت نقطة مراقبة للجيش التركي غرب حماة لقصف سوري مساء أول من أمس. وعلى غير العادة، سحبت أنقرة عناصرها من هذه النقطة بعدما أرسلت مروحيات وطائرة مقاتلة لحمايتها تحت غطاء جوي روسي (علما ان تركيا لم تعلن ذلك رسميا بعد). بالتزامن مع ذلك، سيطر «الجيش الوطني» التابع للمعارضة والمدعوم من تركيا على بلدة المالكية وقريتي شوارغة والأرز شمال حلب، وطرد «الوحدات» الكردية منها، ضمن خطة لـ«إخراج (الوحدات) من القرى المحيطة بطريق (عزاز) عفرين في ريف حلب الشمالي وصولاً إلى مدينة تل رفعت والمناطق الخاضعة لسيطرة (الوحدات) الكردية».
مقابل ذلك، هناك اعتقاد بأن العمل جار بين أنقرة وموسكو لعقد مقايضة تتضمن سيطرة القوات الحكومية على مناطق في منطقة «خفض التصعيد وتأمين طرق دمشق – حلب، وطريق حلب – اللاذقية، وطرق حلب – أعزاز». ويعتقد أيضاً أن المرحلة الأولى تتضمن سيطرة حلفاء روسيا على جيب قرب جسر الشغور، ينتشر فيه عناصر «حراس الدين» و«الجيش التركستاني الإسلامي»، مما يعني حماية قاعدة حميميم الروسية، مع احتمال ترك مصير «جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)» لمرحلة لاحقة تتضمن مزيداً من التفاهمات بين موسكو وأنقرة، إضافة إلى مناطق سيطرة شمال حلب وشرق سكة الحديد بين حلب ووسط البلاد.
شرق الفرات
لم يتفق ممثلو «المجموعة الصغيرة» في جنيف على بيان ضد هجوم موسكو ودمشق في إدلب. واكتفت واشنطن والاتحاد الأوروبي بدعوة روسيا إلى «عدم التصعيد» والتزام اتفاقها مع تركيا. لكن الحملة على «مثلث الشمال» تأتي في وقت تجري مفاوضات بين أنقرة وواشنطن تخص «المنطقة الأمنية» بين جرابلس وفش خابور، إضافة إلى ملفات استراتيجية بين روسيا وأميركا وتركيا تخص منظومتي «إس400» و«باترويت» و«إف35»، والعقوبات الأميركية على إيران و«تصفير صادرات النفط»، وعلاقة أنقرة مع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».
بالنسبة إلى «المنطقة الأمنية»، هناك مفاوضات شاقة يقودها المبعوث الأميركي جيمس جيفري. أنقرة تريد إقامة شريط بعمق 30 كيلومترا وعرض يتجاوز 400 كيلومتر على الحدود السورية – التركية، يكون خالياً من «الوحدات» وتحت سيطرت أنقرة البرية والجوية مع نشر مقاتلين عرب موالين لها كما هي الحال في «درع الفرات». واشنطن، التي تبحث عن ترتيبات عسكرية بعد خفض عدد قواتها، مستعدة لإقامة المنطقة، لكنها لم تستطع الحصول على إخراج «الوحدات»، خصوصاً بسبب وجود مدن ذات غالبية كردية، وتقترح إخراج المقاتلين الأكراد غير السوريين ودعم مفاوضات بين أنقرة و«حزب العمال الكردستاني».
وإذ دعمت واشنطن عقد مؤتمر للعشائر العربية برعاية «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات لتخفيف التوتر العربي – الكردي، وجهت دمشق وموسكو انتقادات حادة له بوصفه «اجتماع خيانة» ويدعم «حلاً انفصالياً»، فيما قامت تركيا بعقد مؤتمرها الخاص للعشائر العربية، بهدف توفير حامل عربي لـ«المنطقة الأمنية». يبدو جلياً ترابط مصائر الجيوب الثلاثة. ولا شك في أن صلابة تفاهمات موسكو وأنقرة في تل رفعت وإدلب، ستنعكس تعاوناً مستقبلياً شرق الفرات الخاضع لمذكرة تفاهم روسية – أميركية لـ«منع الاحتكاك» في الوقت الراهن، في وقت يبدو فيه مستقبل المنطقة مفتوحاً لترتيبات ما بعد الوجود الأميركي بشكله الجديد.