بواسطة فارس كنعان | أكتوبر 26, 2023 | News, العربية, بالعربية, تقارير, مقالات
وجد السوريون أنفسهم فجأة أمام تحدٍ جديد ابتداءً من يوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، اليوم الذي بدأت فيه عملية “طوفان الأقصى،” ومعها تقدمت حماس مخترقة غلاف غزة لتردّ إسرائيل بقصف مستمر ومتواصل لم يهدأ حتى اليوم على غزة المحاصرة أساساً.
غزة التي ترد منها صور يومية تخبر بفداحة المجزرة وقسوة المعتدي وضياع الإنسانية والرحمة والشفقة وفوقهم تعاضد العالم المتقدم محزّماً إسرائيل بدعم يبدو ألّا نهاية له، دعم أعاد للأذهان العربية مشاهد قاسيةً ترتبط بعقدة العالم الثالث وحقيقة ضياع الثقل الإسلامي والعربي، وباستحضار متكرر لمشاهد ألفها العالم عن أحزان فلسطينيين يقضون كلما دارت آلة القتل من حولهم دون سند أو معيل.
صحيح أنّ فلسطين التاريخية شهدت النكبة، والنكسة، والانتفاضتين، وحربي غزة 2008 و2014، وسيف القدس ووحدة الساحات والآن طوفان الأقصى، لكنّ لكل معركة وحدث بعداً مختلفاً، فما كان موحداً للموقف المحيط يوماً تلاشى اليوم. وعلى وجه الدقة ما جمع العرب خلف “المقاومة” في حرب تموز 2006 هو ذاته ما أبعدهم عنها وعن فلسطين نفسها وفق خوارزمية التبدلات الإيديولوجية مع الربيع العربي.
وفي خضم الحزن العربي الأثير كان على الدوام لسوريا موقف متقدم من الصراع مع الاحتلال، وهو الموقف الجماعي الذي منعَ سورياً من أن يزاود على آخر في تمسكه بالموقف والقضية، وإلّا لما احتشد الملايين في حمص وحلب ودمشق والساحل وغيرهم ذات كل مظلومية أحاقت بأهل فلسطين، وما أكثر المظالم هناك.
إلا أن هناك ما جرى في سوريا وبدّل شيئاً كبيراً فيها، بدّل شيئاً ببلد صار فيه 7 ملايين نازح ومهجر، وملايين القتلى والجرحى والمفقودين، كل ذلك كان كثيراً على البلد المتوسطي الذي يرسم سياسته على حدّ السيف.
ابن درعا الذي قاتل ابن حلب في حماه، وابن دير الزور الذي قاتل ابن اللاذقية في حمص، والسوريّ الذي استقوى على السوريّ في كل بقعة من بلده الذي صار سوقاً حراً للمقاتلين الأجانب المستوردين لا شك أنّ قناعات كثيرة تغيرت في رأسه حيال موقفه من وجوده نفسه.
فكيف يمكن اليوم أن تسأل سوريّاً عن موقفه من حرب غزة، وهو المثقل بحياة تفتقر لأدنى أساسيات العيش.
اندماج تام بالمعركة
كان من المتوقع أن تفرز الحرب السورية بعد 12 عاماً من طحنها للناس قناعات متباينة جداً حيال الأوضاع الداخلية فكيف بالخارجية! وانطلاقاً من هذا الفرز، تم في هذا التقرير مقابلة أشخاص سوريين من شرائح مختلفة للاستماع عن موقفهم من حرب غزة.
استناداً إلى هذه المقابلات، يمكن القول إن هناك توجهين مركزيين لم يكن من الصعب التمييز بينهما إطلاقاً، وإلى جانبهما تفرعات أخرى أقل وضوحاً. التوجه الأول هو ذلك المرتبط بازدياد التمسك بالموقف “المقاوم” وهو الموقف الذي يمثله من ظلّ حيّاً في كنف الدولة الرسمية متجرعاً ومؤمناً بسياساتها. فعلى سبيل المثال، يعتقد المهندس إباء الحفار أنّ سوريا اليوم حاضرة بقوة في معركة غزة، ليس ذلك الحضور الداعم النظري، إنما الحضور العسكري واللوجستي والتخطيطي على أرض الواقع. ويوضح وجهة نظره قائلاً: “هل يعتقد أحدٌ أنّ المقاومة أطلقت رصاصة واحدة دون إذن سوريا وموافقتها وهل تعمل المقاومة دون تنسيق حثيث مع سوريا! صواريخ حماس هي صواريخ سورية وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، وكلاهما، حزب الله وحماس، امتداد سوريا وإيران في شدّ منعة العالم لمواجهة أبشع آلة قتل واحتلال في التاريخ”.
وكذلك يتفق معه الموظف ماجد هاشم بأنّ سوريا هي التي تدير المعركة في فلسطين برفقة حلفائها، يوضح رأيه شارحاً: “من لفلسطين في هذا العالم سوى الحلفاء القلّة! سوريا تدرك جيداً أنّ مشكلتها خلال حربها لم تكن إلا مع إسرائيل، ونحن اليوم نرد الصاع، وسنظل نخوض في هذه الحرب الوجودية حتى آخر واحد فينا أو فيهم”.
نوستالجيا
يوضح سليمان جوخدار تمسكه بفلسطين انطلاقاً من أبعاد وجودية وإنسانية، أبعاد تتخطى السياسة الضيقة كما يصفها، يعبر عن ذلك بالقول: “فلسطين هي حلم الطفولة، الحلم الذي بكينا لأجله وقهرنا وتعذبنا وقطعنا عن أنفسنا لأجلها، فلسطين التي ترتبط بوجداني وكياني وحياتي، فلسطين التي هتفت لها في الساحات والمدارس، فلسطين التي لم تكن يوماً مدينة سوريّة أغلى على قلبي منها، فلسطين الآن في مظلمة تاريخية!”.
آخرون، مثل المحامي جهاد خليل، مستعدون للقتال في فلسطين انطلاقاً من وحدة الساحة والعدو الواحد، فقد وضح جهاد موقفه أنّ انتهاء معاناة بلده ترتبط بانتهاء وجود إسرائيل قائلاً: “كل عقد أو اثنين سيكون هناك مقتلة في بلدي طالما إسرائيل في جوارنا”.
“حفظ دون فهم”
فاض على حديث نمير وطنيات ترتبط بالقضية ودعم المقاومة وأمومة سوريا لها، فكان لا بد من مواجهته بسؤال حول إن كان يعلم أنّ “حماس” على مستويات القيادية العليا حملت لسنوات علم الثورة السورية.
بدا نمير غير فاهم أو مستوعب أو مصدق للطرح، لكنّه دافع عن وجهة نظره قائلاً: “إن كانت حماس رفعت علمهم أو قاتلت ضدنا فلا بأس، نحن أجرينا تسويات لمسلحين ومتطرفين وأصبحوا يقاتلون معنا، يمكن اعتبارهم قد خضعوا لتسوية وأزال الله الغشاوة عن أعينهم، إن فعلوا ذلك فقد كان مغرراً بهم، ثم إنّ دولتنا طالما تدعمهم الآن فإذاً نحن ندعمهم”.
تيار عقلاني
بعض الأشخاص لديهم دوافع قد تبدو غير مقاربة للمنطق في معالجة ملفات المنطقة، ومن أمثالهم المقاتل نمير، وهو اسم مستعار بناء على طلبه.
وبين المندمجين تماماً في دعم غزة وطوفانها ثمة تيار أكثر عقلانيةً كما يصف نفسه، تيار يعرف أنّ حلم التحرير لا زال بعيداً جداً، وبأنّ بلده منهك أكثر من أن يخوض معارك ويدعم جماعات ويواجه دولاً جديدة.
يعبر عن ذلك التيار موقف الطبيب سمير عرفة إذ يقول لـ “صالون سوريا”: “من المهم أن تبقى أرجلنا على الأرض، بلدنا مدمر، نحن منهكون، ونحن مع فلسطين لآخر نفس، ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”.
“مشاكلنا تكفي”
أما التوجه المركزي الآخر حيال حرب غزة يمكنه وصفه باللا اكتراثي، وهو يمثل الأشخاص الذين يقولون إنّهم يملكون أسبابهم لعدم الاهتمام بما يحصل، مبررين ذلك بأسباب قد تكون متباينة نسبياً ولكنّ جوهرها متفق على الأرجح. وعلى سبيل المثال، يعبر عن هذا التوجه فاضل شريف أستاذ مدرسة بقوله: “منذ دهر نحن محرومون كشعب لأجل دعم المقاومة، ندفع أثماناً باهظة لذلك، لا فلسطين انتصرت ولا نحن، الموت عبثي، ونحن خبرناه جيداً في سوريا، بالتأكيد لا يمكنني إلّا أن أكون متعاطفاً مع غزة، ولكن هل سأقاتل هناك لو أتيح لي؟ بالتأكيد لا، ثمّة ما هو أهم في بلدي”.
أما غيداء جروان وهي سيدة تعمل في مجال الترجمة فتوضح أنّها كسورية دفعت ثمناً باهظاً مع بلدها وأهله خلال حربهم الطويلة وليست مستعدة لأن تبذل أي شيء جديد وتحت أي ظرف. وتكمل: “يوم قرر الفلسطينيون أن يحاربوا خارج أرضهم قاتلونا وقتلونا في سوريا. بعد عقود من الاحتضان قتلونا. ويوم متنا جميعنا لم تتحرك شعرةٌ في رأس أحد هناك، لا أحد عليه أن يزاود على الآخر، على كل شخص أن يعالج مشاكله”.
في حين تقارب جميلة سعفان وهي موظفة بأحد البنوك الموضوع من زاوية سؤالها حول تعداد المسلمين والعرب حول العالم، تسأل وتجيب قائلةً: “أليس هناك مليار مسلم وضمنهم العرب! غصت فلسطين على بضعة ملايين قليلة من السوريين المتبقين والذين يتسولون على أبواب الجمعيات الخيرية! ما يصل لقيادات حماس من أموال ومساعدات تبني دولاً بحالها”.
مصائب الناس تخصهم
وفي لقاء مع مفيد الطاهر وهو خريج جامعي لم يعثر على عمل حتى الآن، أكد مفيد تعاطفه وتضامنه الكامل مع فلسطين إنسانياً واصفاً كيان الاحتلال بأبشع الصفات، ولكنّه يرى أنّه من بلد قاوم فيه حتى اكتفى على حدّ تعبيره. ويوضح موقفه: “فقدت عمي وعمتي في تفجير مفخخة، فقدت ابن عمي بطلقة قناص، فقدنا أرزاقنا وأراضينا في ريف حماه. لديّ من المصائب ما يكفي لأحزن لأجلها عمراً بحاله. مصائب الناس للناس، وأولئك الذين يتاجرون بالقضية صبح مساء على صفحات التواصل الاجتماعي فهنيئاً لهم”.
جيل الألفية
ضمن هذا التوجه المركزي هناك تفرعات وتشعبات متعددة، بينهم أولئك الذين ولدوا بعد الألفية، فلا هم شهدوا الانتفاضتين، ولا شهدوا الحروب التالية، وحين استفاقوا على مراهقتهم وجدوا أنفسهم محاصرين في أحياء بلدهم. هذا الجيل قد لا يعرف الكثير عن فلسطين، وقد لا يكون مطالباً بالكثير، ولكنّه بالتأكيد جيلٌ لا يشبه سابقيه، جيلٌ لديه مفاهيم واضحةٌ عن الخذلان والموت والبذل والخوف بين جدران بيته، فكيف سيكون مطالباً منه أن يندمج في محيطه البعيد!
مستسلمون ومندفعون
وفي محاولة لفهم آراء الناس ضمن توجهاتهم المختلفة، يوضح الخبير في علم النفس الأكاديمي عامر مهرة أن: “لكل إنسان طاقة، ما أن تستنزف هذه الطاقة يصبح عاجزاً عن شحن المزيد إذا استمرت الظروف السيئة من حوله، وهذا ما حصل مع السوريين. وحتى أولئك الذين هم مستمرون بالدفاع المستميت عبر منصاتهم عن غزة سيتعبون مع مرور كل يوم إضافي على الحرب”. ويختم حديثه: “وبالنسبة لأولئك المندمجين بكل طاقتهم فهذا أيضاً تعبير انعكاسي عن الحزن يجعلهم يتمسكون بقضية تحاكي مشاعر الاندفاع لديهم، وهي المشاعر التي تحتاج للتفريغ بهذا الشكل، وهذا بالتأكيد لا يقلل من مشاعرهم الوطنية أو النضالية، ولكنّه يظلّ شعوراً اندفاعياً في ظلّ علمهم أنّه ليس بأيديهم أن يفعلوا شيئاً آخر.”
بواسطة عمر الشيخ | أبريل 30, 2023 | بالعربية, تقارير, مقالات
قبل أن تتحول “الثورة” إلى منطقة المعارك غير المُجدية سياسياً لمستقبل سوريا، والتي أصبحت صورة لحلٍّ لا نهائيّ للأحداث، كنّا نرى كيف نشأت تحالفات إقليميّة كانت تهدف لفرض السّيطرة على المناطق السوريّة حسب الولاءات الدوليّة لأقطابٍ أساسيةٍ في المشهد السوريّ، وهنا يمكننا أن نلخّصها على النحو الآتي: القوّات الأمريكية مُمَوّلةٌ وحليفةٌ للميليشيات الكرديّة، شمال سوريا، والتي تبحث عن منطقة انفصاليّة قرب الثروة النفطية. القوّات التركيّة راعيةٌ وحليفةٌ لعشرات فصائل المعارضة المسلّحة وبعض الفصائل الإسلاميّة، وهي فصائل ضد النظام. ثم الحرس الثوريّ الإيرانيّ وميليشياته من جهة، والجيش الروسيّ ومرتزقته من جهة أخرى، كلاهما تحالفَ مع قوّات النظام السوريّ، وهم ضد فصائل المعارضة المسلّحة.
زحام تحالفات يُحيلنا إلى المزيد من التعقيدات ميدانيّاً وليس آخرها دخول تأثيرات الأنظمة العربيّة بشكل ملحوظ على المشهد السوريّ، دخولٌ ربّما لن يضيف شيئاً، عملياً، على توزان القوى العسكريّة بين أطراف الصراع في سوريا.
لم تعُد النظرة إلى أيّة خسائر ميدانيّة في الأرواح والبُنى التحتيّة، تخرج عن مكاسب هذه التحالفات ومن يقف خلفها، حتى لو كانت إسرائيل لاعباً في مشهد التدمير، إسرائيل العدوّ التاريخيّ لسوريا، والتي تحتلّ هضبة الجولان، هي من يستهدف قوة على الأرض السوريّة تخاصم قوّة أخرى سورية أو غير ذلك، والخاسر في الحالتين هو الشعب السوريّ على المستويين التاريخيّ السياسيّ والنفسيّ الاجتماعيّ.
إذاً، ثمّة تصعيدٌ لا يُستهان به على الأراضي السورية، ومع قلّة توفّر المصادر الإعلاميّة المُحايدة التي يمكن أن تنقل شيئاً من الحقيقة، يبقى الملاحظ من “مسلسل” الاستهداف هو صوت القصف الصاروخي الذي يقوم به الطيران الإسرائيليّ على مختلف المناطق السورية وفي أي وقت دون ردّ يُذكر عسكرياً من الجانب السوريّ، ذلك الصوت الذي يمكن تخيّله مع صور الرعب والفزع بين الناس والمتداولة عبر منصات التواصل الإلكترونيّة بعد كلّ طلعة عسكريّة تقتل فيها إسرائيل من تريد، ومتى تريد، وغالباً يكون المبرر هو استهداف نشاط إيران في سوريا، حسب ما يقال.
ترى كيف يقرأ السوريون ذلك في ظلّ تبريرات الإعلام والوجود الإيرانيّ والاختناق الاقتصاديّ؟ هل يعتقد البعض أنّ هناك إمكانيّة ردٍّ عسكريّ على تلك الضربات الجويّة، المُستمرة، منذ سنوات لسوريا؟ وإلى أيّ مدى يمكننا القول إنّ هناك متابعة للإعلام “الرسميّ” تواكب تلك المجريات بشكل واقعيّ؟
التخوّف الإسرائيليّ!
يعتقد الكاتب السوريّ مازن بلال أنّ “مسألة الاعتداءات الإسرائيليّة منفصلة عن مجمل المفاصل الحالية للأزمة السوريّة، وحتى في مسألة التواجد الإيرانيّ فإن أيّاً من الاعتداءات وفق المعلومات التي تتيحها المراكز المتابعة للحدث السوريّ؛ لا تتحدث عن استهدافِ تجمعاتٍ إيرانيّةٍ، وفي أفضل الأحوال فإنّ بعض الاعتداءات هي استهدافٌ محدودٌ لعناصر مُحدّدة” بحسب قوله.
ويضيف بلال في حديثه لموقع صالون سوريا: “بغض النظر عن صحة أيّة معلومة في هذا الشأن فإنّ الاعتداءات غالباً ما تستهدف بُنى تحتية عسكريّة، مراكز أبحاثٍ في معظم الأحيان، وفي الآونة الأخيرة نقاط حركة النقل الجويّ في إشارة لتتبع الاتصال بين دمشق وطهران على وجه الخصوص”.
ويعتبر بلال أنّ هذه الاعتداءات عملياً “لا تستهدف تمركز قوات أو مستودعات ذخيرة، فهناك محاولة إفشال ظهور قاعدة عسكريّة علميّة في سوريا، ومهما كانت الجهات وراء هذه القاعدة فإنّ التّخوّف الإسرائيليّ أصبح واضحاً جداً، فـ”إسرائيل” لا تريد أن ترى تحالفاتٍ عسكريّة غير تقليديّة قوامها لا يعتمد فقط على التعدّاد العسكريّ، بل على تطوير العلوم والأبحاث العسكريّة، فباستثناء حالتين أو ثلاث حدثت في بداية الأزمة، فإنّ حالات الاعتداء كانت تتبع التعاون العسكريّ أو تطورات البُنى العسكريّة” بحسب رأيه.
ويختتم بلال حديثه لموقع صالون سوريا بالقول: “لا يقدّم الإعلام السوريّ تفصيلاً عن المناطق المُستهدفة، وربّما لطبيعة الأهداف المُستهدفة، وهي عسكريّة بالدرجة الأولى، فهناك “تكتّم” إنّ صحّ التعبير، وليس هناك تبريرات لِما يحدث، فدمشق لا تحتاج لمبررات في ظلّ حالة العداء مع “إسرائيل”، وفي المقابل فإنّ “الردّ” ليس موضوعاً سهلاً لا على المستوى العسكريّ أو حتى الاستراتيجيّ، ودون الدخول بالتفاصيل فهناك توازن لا يرتبط فقط بسوريا، بل بالقوى الدوليّة المتواجدة على الأرض السوريّة” على حد قوله.
العلاقات الوثيقة
فيما ترى الناشطة السوريّة لبانة غزلان، الأمر من جهةٍ مغايرةٍ، وتعتبر أنّ “النظام في سوريا، غارق بأزماته؛ بحقّ الردّ، وذلك دليل واضح على عدم امتلاكه القرار والسيادة على كامل أراضيه حسب ما يدّعي الموقف الحكوميّ ومن خلفه الإعلام الرسميّ”.
وتضيف غزلان في حديثها لموقع صالون سوريا أنّ “قرار الردّ؛ سواء أكان النظام يمتلك القدرة العسكريّة بعد اثنتي عشرة سنة من حرب حصار اسُتنزفت فيها الموارد والمؤسسات العسكريّة من أجل قمع الثورة السوريّة، وإعادة بسط سيطرة النظام بالقوة على المناطق المُحرّرة بدعم إيرانيّ وروسيّ. إلاّ أنّ النظام لا يملك قرار المواجهة، وبرأيي أنّه يمثّل اليوم واجهة لتمرير سياسات روسيا في المنطقة، على الرغم من محاولات تعويمه عربيّاً، إلا أنّه ليس صاحب قرار” بحسب ما ترى.
وتعتقد غزلان أنّ تلك الجوانب باتت “واضحة اليوم للأغلبيّة العُظمى من الناس داخل مناطق سيطرة النظام السوريّ، وهي أغلبيّة رافضة للوجود الإيرانيّ، بكلّ أشكاله، ولكنّها محكومة بسلطة الأمر الواقع، وتعيش كلّ يوم في حينه، بسبب سوء الوضع الأمنيّ والمعيشيّ والذي لن يتغيّر بوجود هذا النظام ودون الانفتاح على حلّ سياسيّ وإعادة إعمار” حسب تعبيرها.
وترى عزلان أنّ الناس في سوريا اليوم، ينظرون إلى الضربات الإسرائيليّة قائلين “يدبّ كيدهم بنحرهم” إذا كانت تلك الضربات تستهدف الوجود الإيرانيّ في سوريا. بينما الإعلام -كعادته- ينظر إلى الغارات الإسرائيليّة على سوريا كأنها انتصار (…) وهنا نتذكر المدعو “خالد العبود” الذي يعتبر “القصف الإسرائيليّ المستمر لسوريا هو دليل على أنّها موجوعة (!) أو قد ينقل هذا الإعلام خبر أضرار القصف مع تهويل بعدد الصواريخ التي استطاع جيش النظام التصدّي لها مع التأكيد على موقف “المقاومة الواهية” التي باتت واضحة بالنسبة للناس بعد الثورة”” على حد قولها.
نتائج محسومة
ومن جهة أخرى، يقول الكاتب الكرديّ السوريّ شفان إبراهيم، لموقع صالون سوريا: “أعتقد أن القصف الإسرائيلي عادةً ما يأتي رداً على التواجد الإيرانيّ في سوريا، ورغبة من “تل أبيب” في فرض قواعد اشتباك ونقاط تماس تدخل في صالحها. خصوصاً وأنها تعي أنّ حجم الإنهاك الذي أصاب الجيش السوريّ لن يسمح له بالردّ مخافة استفزاز سلاح الجو الإسرائيليّ والقوة الأمريكية الموجودة في قاعدة “التنف” عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، في محافظة حمص”. ويضيف شفان “إنَ النتائج ستكون محسومة، نتيجة فائض القوة وفوارق التسليح، ونتائج عقد من الحرب إضافة لوجود تلك القوات مع إسرائيل”.
كما يشير شفان إلى أنّ الإعلام الحكوميّ في كلّ مكان هو “لتسيير وتنفيذ وترويج سياسات حكومته، وبالتالي هو يقول أشياء لن تقنع أحداً سواه، وليس المهم هنا ما يقوله، المهم من يصدّق ما يقولون؟” على حد تعبيره.
بواسطة Syria in a Week Editors | نوفمبر 18, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
تأجيل آستانة
18 تشرين الثاني/نوفمبر
أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، مختار تليوبردي، الاثنين، أنه من المتوقع أن يُعقد “اجتماع أستانا” القادم حول سورية في نور سلطان أوائل كانون أول/ديسمبر.
وأضاف أن وزارة الخارجية تنتظر طلباً رسمياً من الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).
يذكر أن الاجتماع كان مقرراً عقده في نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر، لكن تم تأجيله حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر على خلفية اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف.
مواجهات غداة تفجير
17 تشرين الثاني/نوفمبر
قتل مدني وأصيب آخر الأحد في مواجهات اندلعت بين متظاهرين غاضبين في مدينة الباب في شمال سوريا وعناصر شرطة محلية تدعمها أنقرة، غداة توقيف متهم بتفجير سيارة مفخخة أوقعت قتلى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وانفجرت السبت سيارة مفخخة في مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، كانت مركونة عند نقطة تجمع لسيارت الأجرة وحافلات نقل الركاب، ما تسبب بمقتل 19 شخصاً بينهم 13 مدنياً، بحسب المرصد.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن “الشرطة المحلية في المدينة أوقفت ليل السبت الأحد متهماً بتنفيذ التفجير بعد مراجعة كاميرات مراقبة موجودة في المكان واقتادته إلى مقرها الرئيسي، تمهيداً لتسليمه إلى الجيش التركي”.
وأثار ذلك غضب مئات من سكان المدينة الذين تظاهروا قرب مقر الشرطة، واقتحمه عدد منهم، مطالبين وفق المرصد بإعدام المتهم في المدينة.
وفي محاولة لتفريقهم، أطلق عناصر الشرطة النار بشكل كثيف في الهواء، ما أدى الى مقتل مدني وإصابة آخر بجروح، وفق المرصد.
ولم تتبن أي جهة تنفيذ التفجير في المدينة التي كانت تعد معقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب، قبل أن تطرده منها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها في شباط/فبراير 2017 إثر هجوم واسع شنته في المنطقة.
واتهمت وزارة الدفاع التركية السبت حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلف التفجير. وأعلنت في تغريدة الأحد توقيف مرتكب الهجوم.
قصف إدلب
17 تشرين الثاني/نوفمبر
قتل تسعة مدنيين على الأقل الأحد جراء ضربات شنتها طائرات روسية على مناطق في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأحصى المرصد مقتل “خمسة مدنيين بينهم ثلاث مواطنات، جراء غارات روسية استهدفت قرية الملاجة في ريف إدلب الجنوبي”، بينما قتل “أربعة آخرون جراء غارات روسية على مخيم عشوائي للنازحين شمال مدينة سراقب”.
ورجح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى نظراً لوجود جرحى “في حالات خطرة”.
وفي نهاية نيسان/أبريل، بدأت قوات النظام السوري بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت بموجبها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية – تركية في نهاية آب/أغسطس.
ورغم وقف إطلاق النار، تتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات سورية وأخرى روسية، تكثفت وتيرتها مؤخراً، وتسببت بمقتل 110 مدنيين منذ نهاية آب/أغسطس.
ودفع الهجوم الذي استمر أربعة أشهر 400 ألف شخص إلى النزوح، كما ألحق الضرر بعشرات المنشآت الصحية والتعليمية. وأودى بحياة نحو ألف مدني، وفق المرصد.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في 22 تشرين الأول/أكتوبر أن معركة إدلب هي “الأساس” لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات، مشيراً إلى أن قواته مستعدة لبدء هجومها “في الوقت المناسب”.
إنزال روسي بحضن اميركي
16 تشرين الثاني/نوفمبر
بثت قناة تلفزيون “كراسنايا زفزدا” الروسية الجمعة لقطات توثق اللحظات الأولى لإنزال قوة من الشرطة العسكرية الروسية، وسيطرتها على قاعدة عسكرية أمريكية تخلت عنها واشنطن مؤخراً في الرقة، شمالي سورية.
ويوثق مقطع الفيديو لحظة إنزال أفراد من الشرطة العسكرية الروسية من مروحيات هجومية طراز “ميج – 35″، وتقدمهم داخل القاعدة الجوية الأمريكية
السابقة، حيث تظهر في المشاهد مستلزمات عسكرية شخصية تركها العسكريون الأمريكيون خلفهم، إضافة إلى منشآت البنية التحتية للقاعدة، بما في ذلك مبنى مبيت العسكريين وصالة للتمارين الرياضية.
كان الجيش الأمريكي أخلى في عجالة هذه القاعدة العسكرية، مما جعل سلاح الجو الروسي يدفع بسرعة بمروحياته إليها كي لا يسمح للأمريكيين بتدمير
مدرج الهبوط والإقلاع كما فعلوا مع قواعد مماثلة في أوقات سابقة، وتم وضع مرافق الموقع العسكري تحت حراسة وحدات الشرطة العسكرية الروسية.
90 في المئة للحكومة
14 تشرين الثاني/نوفمبر
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه بعد بدء روسيا مكافحة الإرهاب في سورية، تم تحرير 90 بالمئة من أراضي هذا البلد من الإرهابيين، وفي المجمل قامت بتنفيذ جميع مهامها.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي بعد قمة بريكس في العاصمة البرازيلية إن هذه الأراضي عادت لسيطرة الحكومة السورية، “هذا ما كنا نهدف إليه، لقد نجحنا
في تنفيذ ذلك”.
كما أكد الرئيس الروسي، على مساهمة الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص، مساهمة الرئيس دونالد ترامب، بمكافحة الإرهاب في سورية.
وأعرب بوتين عن أمل في نجاح اللجنة الدستورية السورية بتهدئة الوضع وتحسين علاقات دمشق والمعارضة.
كانت روسيا قد بدأت نشر قوات جوية لها في سورية في قاعدة حميميم شرق البلاد في شهر ايلول/سبتمبر عام 2015.
واشنطن قائدة
14 تشرين الثاني/نوفمبر
أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس بواشنطن أمام حلفاء هالهم انسحابها من سوريا، أن الولايات المتحدة ستواصل “قيادة” مكافحة تنظيم “داعش”.
وقال بومبيو في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف ضد التنظيم ، أنه على دول التحالف “استعادة آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب المعتقلين حالياً” في سوريا. لكن هذا الطلب يصطدم برفض عديد الدول مثل فرنسا، استقبال المقاتلين الجهاديين من مواطنيها.
وكانت فرنسا هي التي طلبت عقد هذا الاجتماع الطارىء للتحالف الدولي بعد أزمة نجمت عن توغل عسكري تركي جديد في شمال شرق سوريا. وباعلانه سحب القوات الأميركية من سوريا ترك الرئيس الاميركي دونالد ترامب المجال مفتوحاً لهذه العملية العسكرية التركية التي تستهدف قوات كردية حليفة للغربيين في الحرب على المسلحين الجهاديين.
وأعلن ترامب منذ ذلك التاريخ تغييراً في مواقفه مرارا لينتهي به الأمر في نهاية المطاف بالإبقاء على قوة ل “حماية” حقول النفط السورية. لكن باقي أعضاء إدارته يحاولون تأكيد أن المهمة الأولى لهذه القوة المكونة من نحو 600 عنصر تبقى مكافحة الجهاديين.
وقال بومبيو في افتتاح الاجتماع “تعرفون جميعكم أنه علينا مواصلة المعركة ضد تنظيم”داعش” والولايات المتحدة ستواصل قيادة التحالف والعالم في هذا الجهد الأساسي لأمننا”.
وأضاف “لقد نشرنا بعضا من قواتنا في شمال شرق سوريا وفي المنطقة بشكل أوسع، وذلك للعمل على ألا يعاود تنظيم الدولة الإسلامية الظهور من جديد ومنعه من استعادة السيطرة على حقول النفط”.
ثالث قاعدة روسية
14 تشرين الثاني/نوفمبر
قالت قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية الخميس إن موسكو بدأت في إنشاء قاعدة هليكوبتر في مطار مدني بمدينة القامشلي في شمال شرق سوريا وعرضت مقطعاً يظهر وصول طائرات هليكوبتر هجومية.
وتخضع القاعدة الجديدة لحماية من أنظمة بانتسير للصواريخ سطح/جو وتم نشر ثلاث طائرات هليكوبتر، بينها طائرتان هجوميتان من طراز ميج-35 وطائرة هليكوبتر للنقل العسكري من طراز ميج-8، هناك بالفعل.
وعرضت القناة لقطات للشرطة العسكرية الروسية التي تحرس القاعدة إضافة إلى مركبات مدرعة وأطقم دعم أرضي ومحطة أرصاد وعيادة طبية صغيرة.
وقال بافل رمنيف مراسل القناة “هذه أول مجموعة من طائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية هنا في شمال سوريا… إنها لحظة تاريخية. من الآن فصاعداً ستعمل مجموعة الطيران الخاصة بنا على نحو دائم في مطار مدينة القامشلي”.
يأتي الانتشار الروسي بعد أقل من شهر من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة عقب قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات من بعض الأنحاء في سوريا.
وسبق أن استخدمت روسيا طائرات هليكوبتر عسكرية في دوريات بمنطقة قريبة من الحدود السورية مع تركيا لحماية الشرطة العسكرية الروسية العاملة على الأرض هناك.
ترامب وأردوغان
13 تشرين الثاني/نوفمبر
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض الأربعاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت يشهد توتراً بين البلدين الحليفين بحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب إطلاق تركيا عملية في شمال شرق سورية ضد الأكراد حلفاء واشنطن وشراء تركيا لأنظمة دفاع جوي روسية متقدمة، إلى جانب إصرار تركيا على مطلبها المتعلق بضرورة قيام الولايات المتحدة بتسليمها رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمهتركيا بالمسؤولية عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد عام 2016 .
وصرح ترامب لدى استقباله اردوغان في البيت الأبيض بأن علاقته بالرئيس التركي “جيدة” وزعم أن وقف إطلاق النار في شمال سورية صامد بين أنقرة
والقوات التي يقودها الأكراد.
وقال ترامب إنه سيتم مناقشة النظام الصاروخي الروسي إس- 400 الذي اشترته تركيا وبرنامج المقاتلات الأمريكية إف- 35، الذي تم تعليقه مع أنقرة.
وأوضح ترامب عن أردوغان قبل أن يدخل كلاهما في اجتماع مغلق:”أنا والرئيس صديقان حميمان. ويفهم كل منا بلاد الآخر”.
وأضاف ترامب أن القوات الأمريكية في سورية أمّنت موارد النفط. وقال إن كلا من القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وتركيا تحتجز مقاتلين من تنظيم داعش.
ولفت المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تريد منع وقوع أعمال وحشية في سورية ضد الأقليات الدينية والعرقية مثل المسيحيين والإيزيديين والأكراد.
ويأتي اللقاء بعد شهر من إطلاق تركيا عملية في شمال شرق سورية بموافقة ترامب، وهي العملية التي أثارت ردود فعل عنيفة في الكونجرس الأمريكي
ودعوات لفرض عقوبات صارمة.
وأوضح البيت الأبيض أن هدف الولايات المتحدة هو منع عودة تنظيم داعش وأضاف أن واشنطن “ليس لديها نية” لإنهاء تعاونها مع “قوات سورية
الديمقراطية”، التي تتكون بصورة أساسية من مسلحين أكراد، وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
قصف “الجهاد“ في دمشق
12 تشرين الثاني/نوفمبر
قتل شخصان، بينهما ابن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أكرم العجوري، فجر الثلاثاء في قصف إسرائيلي في دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري والفصيل الفلسطيني الذي أعلن أيضاً “اغتيال” إسرائيل لأحد قادته في قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “العدوان الإسرائيلي قام فجر اليوم بإطلاق ثلاثة صواريخ” أصاب اثنان منها منزل العجوري في منطقة المزة، ما أسفر عن “استشهاد ابنه معاذ إضافة لشخص آخر”، وإصابة عشرة أشخاص آخرين بجروح
وفي دمشق، نقل مصور لفرانس برس مشاهدته لمبنى من ثلاثة طوابق مدمر جزئياً، وتحطم واجهات النوافذ في مبان مجاورة. ويقع المنزل في أحد أحياء دمشق الراقية على بعد عشرات الأمتار من مقر السفارة اللبنانية.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدورها استهداف منزل عضو مكتبها السياسي أكرم العجوري في دمشق، ما “أدى لمقتل أحد أبنائه”. كما أضافت “أقدم العدو المجرم على اغتيال القائد الكبير المجاهد بهاء أبو العطا +أبو سليم+ باستهداف منزله فجراً” في قطاع غزة ما أدى إلى مقتله وزوجته.
وأعلنت الحركة “استنفارها”، وقالت إنها “بدأت بالتصدي لهذا العدوان”.
وقال الجيش الإسرائيلي صباحاً أن عددا “كبيرا” من الصواريخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل. وسقطت صواريخ في جنوب إسرائيل ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب.
وكثّفت اسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، وتستهدف بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. وتُكرّر التأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.
بواسطة Ibrahim Hamidi | سبتمبر 20, 2019 | غير مصنف
بعيداً من سعي مسلسل «الجاسوس» الذي تعرضه شبكة «نيتفلكس» عن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين المعروف باسم «كامل ثابت أمين»، إلى تكريس الصورة البطولية لـجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) مقابل صورة نمطية مليئة بالخيانة والفساد والتآمر عن الطبقة السياسية السورية، فإن الحلقات الست للمسلسل تضمنت الكثير من الأخطاء التاريخية والسياسية… وإهانات اجتماعية.
صحيح أن «نيتفلكس» أشارت إلى أن «الجاسوس» ليس وثيقة تاريخية بل استند إلى الكتاب الفرنسي «الجاسوس الذي جاء من إسرائيل» وأخرجه الإسرائيلي جدعون راف من بطولة الممثل الساخر ساشا بارون كوهين الذي اشتهر بسلسلة «بورات»، لكنه تحول إلى «وثيقة تاريخية» عن تجربة كوهين من وجهة نظر إسرائيلية، مقابل غياب الرواية السورية باستثناء بعض المقالات والكتب ومقابلات كان بينها واحدة مع القاضي صلاح الضللي الذي حكم على كوهين بالإعدام في 1965. وبحسب مؤرخين وكتاب سوريين، يمكن الحديث عن عشرة أخطاء تاريخية في «الجاسوس»، هي:
الأول، الرئيس أمين الحافظ: أظهر المسلسل علاقة خاصة بين كوهين والحافظ تعود إلى فترة عمل الأخير ملحقاً عسكرياً في السفارة السورية في بوينس آيرس في الأرجنتين. لكن الحافظ نفسه نفى ذلك في مقابلة تلفزيونية في عام 2001. إذ أنه لم يصل إلى هناك حتى عام 1962. أي بعد سفر كوهين إلى دمشق وأضاف أنه تعرف على كوهين بعد اعتقاله بداية 1965. رواية الصداقة ظهرت في صحف مصرية لانتقاد أمين الحافظ في مشاحنات سياسية. لكنها نقلت في دمشق وتل أبيب لإظهار أهمية كوهين عشية إعدامه، بحسب خبير سوري.
تم عرض لقاءات علنية بينهما في الأرجنتين ثم في دمشق. لكن ليست هناك وثيقة أو صورة تدل على اجتماعات علنية بين كوهين والحافظ الذي كان ذهب إلى العراق ثم عاد بوساطة إلى دمشق قبل أن يتوفى قبل بضع سنوات.
الثاني، حافظ الأسد وأمين الحافظ: حافظ الأسد لم يكن فريقاً كما ظهر في صورته في مكتب الموساد. كان ضابطاً في مصر ثم تحول إلى منصب مدني بعد الانفصال عن مصر.
لم يتسلم أمين الحافظ السلطة بعد 8 مارس (آذار) 1963. بل عُيّن وزيراً للداخلية في حكومة صلاح الدين البيطار. أما رئاسة مجلس قيادة الثورة، فقد ذهبت للفريق لؤي الأتاسي حتى صيف ذلك العام. وبعدها تسلم الحافظ رئاسة المجلس الرئاسي، وليس رئاسة الجمهورية. والحافظ لم يكن موجوداً في دمشق في 8 مارس ولا علاقة له بالمطلق بالسيطرة على مبنى الأركان العامة في دمشق، كما جاء في «الجاسوس».
الثالث، ميشيل عفلق: لم يجتمع كوهين بعفلق، ولم يعطِه قوائم بشخصيات مثل رئيس الحكومة خالد العظم لدعوتها إلى سهرة في 8 مارس. في تلك الليلة، كان خالد العظم موجوداً في منزل الطبيب مدني الخيمي وليس في دار كوهين الذي لم يزره قط في حياته. إضافة إلى أنه لا علم لعفلق بتحركات الجيش في انقلاب 8 مارس، بحسب الخبراء.
الرابع، اللواء عبد الكريم زهر الدين: رئيس الأركان في عهد الانفصال، لم يدخل منزل كوهين. من دخل المنزل هو ابن أخيه، الضابط الاحتياط معذي زهر الدين. كان صديقاً لكوهين، لكنه سُرح من الجيش يوم 8 مارس وتولى منصب في وزارة هامشية. كان يجتمع مع كوهين، إما في دار الأخير أو في مقهى الكمال وسط دمشق، وقد تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن خمس سنوات عام 1965.
الخامس، الضابط معذي زهر الدين والجبهة: أخذ الضابط معذي كوهين إلى خطوط الجبهة السورية في عام 1962، وقيل أنه حصل على معلومات عسكرية كان لها تأثير في نكسة 5 يونيو (حزيران) 1967. ولكن الفارق بين زيارة الجبهة وهزيمة الحرب هو خمس سنوات، مما طرح سؤالاً عن أهمية «المعلومات القيمة» التي حصل عليها كوهين نهاية عام 1962 …في نكسة عام 1967.
يذكر أن جميع ضباط الجبهة نقلوا أو سرحوا، وتغيرت كل الحيثيات العسكرية مراراً، بعد 8 مارس 1963 ولاحقاً بعد حركة 23 فبراير (شباط) 1966. وقال خبير غربي أمس: «مهمة كوهين لم تكن لنقل معلومات عن الجبهة، بل لملاحقة الضباط النازيين المقيمين في دمشق ومتابعة أوضاع يهود دمشق».
السادس، نائب وزير الدفاع: أشار المسلسل إلى أن كوهين رشح لمنصب «نائب وزير دفاع» في الحكومة. أولاً، هذا المنصب لم يكن موجوداً في حينها وقد استحدث بعد عام 1970. ثانياً، لأن هذا المنصب هو حكر على العسكر ولا يمكن لمدني أن يتسلمه.
السابع، اللواء أحمد السويداني. أصبح لاحقاً رئيساً لأركان الجيش السوري. لكن لم يكن مديراً لأمن أمين الحافظ في الأرجنتين، وقصة دخول كوهين إلى مكتب الحافظ وتصويره لمستندات سرية خيالية وبوليسية. وأفاد خبير: «السويداني شكك في كوهين من اليوم الأول، وكان له دور محوري في اعتقاله والكشف عن هويته مطلع عام 1965».
الثامن، الإعدام: ظهر الدمشقي ماجد شيخ الأرض يرفع القبعة لكوهين، حزناً واحتراماً، لحظة إعدامه في ساحة المرجة عام 1965. ويقول مؤرخ: «شيخ الأرض، كما هو معروف جيداً وكما ظهر في العمل، كان أحد ضحايا إيلي كوهين، تعرف عليه على متن باخرة متجهة من أوروبا إلى بيروت عام 1962».
كان كوهين تقرب من شيخ الأرض ودخل معه سوريا عبر لبنان بصفته مستثمراً مغترباً يدعى «كامل أمين ثابت». وخدع شيخ الأرض بهذا الرجل، وقام بمساعدة كوهين على استئجار شقة مفروشة بشارع أبو رمانة بدمشق، تعود ملكيتها لرجل يدعى هيثم قطب، وهو موظف في بنك سوريا المركزي، بحسب معلومات تاريخية. وأضاف الخبير: «العلاقة بين كوهين وشيخ الأرض توقفت عند هذا الحد: أولاً، لأن الأخير كان لا يملك أي معلومات تفيد الجاسوس، كونه بعيداً عن عالم السياسة، وتحديداً بعد 8 مارس عام 1963. ثانياً، تحدث أمام كوهين عن إعجابه بهتلر، مما خلق فتوراً فورياً بينهما منذ عام 1962».
شيخ الأرض لم يحضر الإعدام ولم يرفع قبعته احتراماً للجاسوس، لأنه كان معتقلاً في سجن قلعة دمشق يومها، ومحكوم بالسجن المؤبد. نقل لاحقاً إلى سجن تدمر، وتوفي داخل زنزانته بعد سنوات وقيل إنه انتحر.
كما أن زوجة أمين الحافظ، لم ترتعش حزناً على كوهين يوم إعدامه لأنها لم تكن موجودة في ساحة الإعدام أصلاً، لا هي ولا أمين الحافظ ولا ماجد شيخ الأرض. يضاف إلى ذلك، تلك الصورة المبتذلة التي قدمها المسلسل عن علاقة جنسية بين زوجة الحافظ وكوهين في السفارة السورية في الأرجنتين، أمام أعين زوجها ورضاه.
التاسع، اختراق المجتمع وسهرات المجون: أظهر العمل أن كوهين اخترق المجتمع السوري وصادق شخصيات نافذة. بحسب محاضر التحقيق، التي أذيعت وكان بحضور المحامي الفرنسي جاك مرسييه، فإن أصدقاء كوهين من رجالات الصف الثاني والثالث فقط، لأنه تحاشى شخصيات الصف الأول، خوفاً من فضح هويته.
أحدهم كان الصحافي جورج سيف، الذي أعطاه بطاقة صحافية وعرفه على مساعد ملاح جوي في مطار دمشق يدعى إيلي ألماظ. حكم سيف بعشر سنوات أشغال شاقة، وحكم ألماظ بالسجن ستة أشهر. أما بقية الأصدقاء، فمنهم موظف في وزارة الشؤون البلدية، وآخر موظف في وزارة السياحة، والثالث ابن صحافي، كان يريد أن يزوج كوهين، أو «كامل أمين ثابت»، من شقيقة زوجته، بحسب مؤرخين. واقتربت فتيات من كوهين بهدف الزواج لا أكثر، كونه طرح نفسه على أنه مغترب ثري وأعزب. وجميعهن تمت تبرئتهن أمام المحكمة المخصصة.
كان اللواء صلاح الضللي رئيس المحكمة قال لي في حديث صحافي في 22 مارس 2004. إن كوهين لم يكن سوى «جاسوس عادي». وأضاف: «كان مدفوناً بعد إعدامه في كهف على طريق الديماس لكن بعد فترة أخذت الرفات ودفنت في مكان آخر غير معروف» وأن أغلب من يعرف أين دفن «تسرح من الجيش أو ذهب أو ترك منصبه».
العاشر، حي أبو رمانة والسفارات: أظهر المسلسل «حي أبو رمانة» الدمشقي كأنه ميدان طلعت حرب في القاهرة. كما أشار إلى أن ضابطاً روسياً ساهم في الكشف عنه، لكن هناك أربع روايات عن الكشف عن الجاسوس: ضابط روسي، السفارة الهندية في دمشق التي سجلت ترددات لرسائل مشفرة، الاستخبارات المصرية، اللواء سويداني.
*تم نشر هذا المقال في «الشرق الأوسط»
بواسطة Syria in a Week Editors | سبتمبر 2, 2019 | Syria in a Week, غير مصنف
تهديد تركي
2 أيلول/سبتمبر
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المستجدات في سورية وشرق المتوسط تعد مسألة مصيرية بالنسبة لبلاده.
وأكد أردوغان أن تركيا لا يمكنها الاكتفاء بمشاهدة هذه المستجدات. وأوضح أن أوضاع منطقة شرق الفرات في سورية على طاولة أجندة الدراسة، قائلاً: “مصممون على تطهير شرق الفرات من بؤر الإرهاب”.
وأطلقت القوات التركية يوم الجمعة على الحدود مع سوريا الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة ضمت مئات السوريين على الجانب السوري من الحدود أرادوا التعبير عن استنكارهم لهجوم قوات النظام على منطقة إدلب، وحاول بعضهم اختراق معبر باب الهوى الحدودي، وفقا لمراسل فرانس برس.
وتعرضت قوات تركية لقصف من قوات سورية في ريف حماة وسط سوريا.
قصف أميركي وتنديد روسي
1 أيلول/سبتمبر
اتهمت روسيا الأحد الولايات المتحدة بأنها “عرضت للخطر” وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية حيث نفذت واشنطن مساء السبت ضربةً جوية ضد قياديي تنظيم جهادي.
وقال الجيش الروسي إن الولايات المتحدة نفذت ضربتها من دون “إخطار مسبق للجانبين الروسي والتركي”، معتبراً أن الخطوة الأميركية “استخدام عشوائي للطيران” العسكري.
وقتل في الضربة الأميركية أربعون قيادياً جهادياً على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث بإسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل ايرل براون السبت إن الهجوم شمال مدينة ادلب استهدف قادة جماعة “تنظيم القاعدة في سوريا” التي تحملها واشنطن مسؤولية شن “هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين ابرياء”.
هدوء نسبي في إدلب
2 أيلول/سبتمبر
يسود هدوء نسبي الأحد في محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، حيث يأخذ النظام وحليفه الروسي بالحسبان “وقف إطلاق النار من جانب واحد” تجاه الجهاديين والفصائل المقاتلة، على الرغم من حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
دخلت الهدنة حيز التنفيذ صباح يوم السبت، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنياً وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.
وفي ليلة السبت، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام بصاروخ مضاد للدبابات أصاب عربتهم في شمال غرب محافظة حماة المجاورة لإدلب، بحسب عبد الرحمن متهما “فصيلاً جهادياً” بذلك.
كما قتل، فجر الأحد، مقاتلان من الفصائل المقاتلة أو الجهادية إثر استهداف قرية في جنوب شرق إدلب بالصواريخ، وفقًا للمصدر نفسه.
تحدٍ إماراتي
30 آب/أغسطس
شارك وفد يضم على الأقل 40 رجل أعمال إماراتي في معرض تجاري تدعمه الدولة في العاصمة السورية، متحدياً بذلك تحذيرات أمريكية من القيام بأنشطة تجارية مع حكومة الرئيس بشار الأسد وشركائها.
وبدأت الإمارات، وهي من حلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة، في توثيق علاقاتها مع دمشق للتصدي لنفوذ منافستيها إيران وتركيا. وأعادت فتح سفارتها هناك في ديسمبر/كانون الأول مما أغضب الولايات المتحدة.
وقال أعضاء من الوفد أن ممثلين عن شركات مثل أرابتك القابضة للإنشاء، وشركات استثمارية أخرى يرأسها رجال أعمال إماراتيون بارزون، إضافة إلى أعضاء من غرف التجارة حضروا المعرض.
وكتبت السفارة الأمريكية في سوريا على تويتر يوم 27 أغسطس/آب أنها تلقت تقارير عن اعتزام بعض رجال الأعمال أو الغرف التجارية في المنطقة المشاركة في المعرض.
وقالت “نكرر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالا تجارية مع نظام الأسد أو شركائه يعرض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أمريكية عليه”. وأضافت “نكرر أنه من غير المقبول وغير الملائم للشركات والأفراد وغرف التجارة من خارج سوريا المشاركة”.
ورفع علم كبير لدولة الإمارات فوق جناح الوفد حيث عرضت الشركات بضائعها ومواد ترويجية. ومثلت منتجات الخرسانة والعقارات القطاعات الرئيسية التي شاركت في المعرض.
الناقلة إلى سوريا؟
30 آب/أغسطس
قالت تركيا إن ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا، وهي محور خلاف بين واشنطن وطهران، تتجه إلى المياه اللبنانية، لكن الولايات المتحدة قالت إن السفينة في طريقها إلى سوريا.
وكانت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن قد أشارت إلى أن أدريان داريا (جريس 1 سابقاً) بعد أن غيرت مسارها عدة مرات اتجهت يوم الجمعة إلى ميناء الإسكندرونة التركي على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة.
وعندما أفرجت سلطات جبل طارق عن الناقلة في منتصف أغسطس/ آب بعد أزمة استمرت خمسة أسابيع، أكدت إيران لبريطانيا أن الشحنة لن تذهب إلى سوريا.
ويضع تغيير الوجهة الأخير الشحنة باتجاه سوريا، ويشير لإمكانية نقل الخام إلى سفينة أخرى بمجرد اقترابها من الساحل اللبناني.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيوأن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية أدريان داريا اتجهت إلى سوريا.
وقال بومبيو على تويتر “لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة.. اتجهت إلى طرطوس في سوريا. آمل أن تغير مسارها”. وأضاف “من الخطأ الجسيم الثقة بظريف”، مشيرا إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا.
وكان بومبيو قال إنه إذا توجهت الناقلة إلى سوريا، فإن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات المتسقة مع العقوبات.
3 ملايين في خطر
29 آب/أغسطس
اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون الخميس أمام مجلس الأمن أن العمليات “المضادة للإرهاب” التي تنفذها دمشق بدعم من روسيا لا يمكن أن تبرر تعريض ثلاثة ملايين مدني للخطر في منطقة إدلب.
وبمبادرة من بلجيكا والكويت وألمانيا، يصوت مجلس الأمن في موعد لم يحدد على مشروع قرار يطالب بوقف فوري للأعمال القتالية في شمال غرب سوريا مع حماية المنشآت المدنية وخصوصا الطبية.كذلك، يطالب المشروع الذي اطلعت عليه فرانس برس بتسهيل ايصال المساعدات الإنسانية إلى كل إنحاء سوريا.
وسبق أن استخدمت روسيا حق النقض 12 مرة داخل مجلس الامن لتعطيل تبني قرارات حول سوريا.
ورأى مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك أن مجلس الأمن “يستطيع اتخاذ تدابير ملموسة الآن لحماية المدنيين وضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي الانساني”، مذكراً بأن ثلثي المدنيين المحاصرين في إدلب هم نساء واطفال.
قصف اسرائيلي وتحديد
28 آب/أغسطس
حدد الجيش الإسرائيلي الخميس أسماء ثلاثة ضباط إيرانيين وعنصراً من حزب الله قال إنهم يعملون في لبنان على إنتاج صواريخ عالية الدقة.
والإيرانيون الثلاثة الذين ذكرهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في تصريحات صحفية هم محمد حسين زاده حجازي وماجد نواب وعلي أسرار نوروزي.
ويتولى حجازي (وهو قائد فيلق لبنان في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني) قيادة جميع الأنشطة الإيرانية في لبنان، كما يتولى مسؤولية برنامج الصواريخ الموجهة بدقة، ويعمل مباشرة تحت قيادة قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وقال كونريكوس، إن نواب (مهندس متخصص في الصواريخ سطح/ سطح) هو المدير التكنولوجي للمشروع.
ونوروزي هو الضابط الرئيسي المسؤول عن نقل المكونات والمعدات اللوجستية من إيران عبر سورية إلى لبنان، وفقاً للجيش. كما تم، بحسب الجيش تعيين فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، قائداً للمشروع.
وشكر مطلوب من جانب الولايات المتحدة لتورطه في هجوم تشرين أول/ أكتوبر 1983على مشاة البحرية الأمريكية في بيروت.
وتشير المعلومات إلى قيام إسرائيل باحباط محاولات تهريب صواريخ دقيقة من إيران إلى لبنان عن طريق سورية منذ عام 2013، مما دفع حزب الله إلى عدم نقل صواريخ كاملة وانما أجزاء وقطع يتم تركيبها في لبنان.
وقصفت اسرائيل مجدداً مواقع قرب دمشق قتل فيها عنصران من “حزب الله”.
انسحاب كردي بطلب أميركي
26 آب/أغسطس
قال مسؤول في التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية إن الوحدات ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط على الحدود بين سوريا وتركيا وذلك بموجب اتفاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وذكرت السلطة التي يقودها الأكراد وتدير كثيراً من مناطق شمال وشرق سوريا أيضاً أن انسحاب وحدات حماية الشعب من موقعي تل أبيض ورأس العين الحدوديين في الأيام القليلة الماضية يبرهن على مدى جديتها بشأن المحادثات الجارية.
وذلك التطور علامة على التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا الهادفة إلى حل الخلافات العميقة بينهما بشأن وجود المقاتلين الأكراد، المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين تعتبرهم أنقرة أعداء، في المنطقة الحدودية.
وبعدما حذرت أنقرة مراراً من أنها ستتوغل عسكريا في شمال شرق سوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود، قالت تركيا والولايات المتحدة هذا الشهر إنهما اتفقتا على المرحلة الأولى لاتفاق أمني على امتداد الحدود.
ولم تقدم الدولتان تفاصيل تذكر بشأن الاتفاق على ما تصفه تركيا “بالمنطقة الآمنة” داخل سوريا. وجاء ذلك عقب شهور من الجمود بشأن مدى عمق المنطقة في شمال شرق سوريا، والذي لا يزال نقطة خلاف رئيسية، ومن يجب أن يقود القوات التي تسير دوريات فيها.
وقال مسؤول تركي ومسؤول سوري كردي إن مدى عمق المنطقة لا يزال نقط خلاف مع رغبة تركيا في التوغل لمسافة 32 كيلومتراً داخل سوريا.
وقال شون روبرتسون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) “هذه التحركات تظهر حسن نوايا وحدات حماية الشعب التي تدعم تنفيذ إطار عمل الآلية الأمنية”.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت بين خمسة كيلومترات و14 كيلومتراً ويشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ستفكك حواجز وصفها بأنها ذات طبيعة دفاعية هناك وستسلم السيطرة للمجالس العسكرية للمقاتلين المحليين.