سوريا في أسبوع 8-15  حزيران/ يونيو 2020

سوريا في أسبوع 8-15 حزيران/ يونيو 2020

سوريا بين روسيا وتركيا

14 حزيران/ يونيو

أعلنت أنقرة وموسكو تأجيل زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى تركيا التي كانت متوقعة الأحد لتباحث الوضع في ليبيا وسوريا حيث يدعم البلدان أطرافا متنازعة.

كان ينتظر وصول وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو إلى اسطنبول بناء على اتفاق بين الرئيسين رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين، وفق ما أفادت خارجية البلدين السبت.

وخلال مكالمة هاتفية، اتفق وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف على متابعة الاتصالات بين دبلوماسيي البلدين وعقد “اجتماعات على مستوى الوزراء في موعد لاحق”، وفق البيان ذاته.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته الأحد على صفحتها في فيسبوك أن “موعد اجتماع وزراء خارجية ودفاع البلدين سيحدد في وقت لاحق”.

الفرقة الرابعة

13 حزيران/ يونيو

أكدت مصادر متطابقة بممارسة روسيا ضغوطاً على اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد وقائد «الفرقة الرابعة» في «الحرس الجمهوري»، لسحب حواجز قواته من دمشق ومناطق أخرى وإعادتها إلى ثكناتها حول العاصمة السورية.

وأفادت مصادر معارضة عن تحركات في بعض حواجز «الفرقة الرابعة» المنتشرة في مناطق حيوية في دمشق وريفها وحصول «اشتباكات» بين عناصر تابعة لها في الضمير في القلمون الشرقي قرب العاصمة.

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن موسكو «أعطت أوامرها لسحب جميع حواجز الفرقة الرابعة، وإن ماهر الأسد رفض الأوامر، ولم يتم سحب حواجز حتى اللحظة»، لافتاً إلى أن «روسيا تسعى لتقوية الفيلق الخامس التابع لها، في عموم سوريا ولا سيما درعا، عبر عمليات تجنيد متصاعدة وإغراءات مادية».

100 سوري عادوا

13 حزيران/ يونيو

أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن أكثر من ألف شخص عادوا طوعاً إلى سورية بدعم مالي من الحكومة الاتحادية منذ عام 2017.

وأوضحت الوزارة لوكالة الأنباء الألمانية، أن الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين دفعت أموالاً لإجمالي 199 رحلة إعادة في عام 2017، و 466 في عام 2018، و 347 العام الماضي.

وأشارت الوزارة إلى أنه من المتوقع أن العدد الفعلي لحالات العودة الطوعية إلى سورية أعلى من ذلك؛ لأنه لم يتم تقديم طلبات التمويل للرحلات من خلال هيئة شؤون اللاجئين من جميع الولايات دائماً.

ولكن الوزارة أكدت أنه لن يتم دعم العودة الطوعية حالياً إلى سورية بسبب “الوضع الأمني الصعب”، وذلك بحسب ما جاء على صفحة الحكومة الألمانية عن برامج الإعادة.

وكان نحو 630 ألف سوري قدموا طلبات لجوء في ألمانيا منذ بداية الحرب الأهلية في موطنهم، وحصل أغلبهم على حماية في ألمانيا.

177 سوريا “مكورن”

14 حزيران/ يونيو

أعلنت وزارة الصحة السورية الأحد تسجيل 7 إصابات بفيروس كورونا لأشخاص مخالطين في بلدة رأس المعرة بريف دمشق مايرفع عدد الإصابات المسجلة في سورية إلى.177

 وأشارت الوزارة إلى شفاء 3 حالات من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في سورية مايرفع عدد حالات الشفاء إلى 74.

وكانت الوزارة أخضعت بلدة رأس المعرة للحجر الصحي في السابع من الشهر الجاري بعد تسجيل 16 إصابة بالفيروس فيها نتيجة مخالطة سائق شاحنة مصاب يعمل على خط سورية الأردن وذلك منعا لانتشار الفيروس وحفاظاً على الصحة العامة وسلامة المواطنين، حسب وكالة الأنباء السورية سانا.

وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سورية في الثاني والعشرين من آذار/مارس الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.

خالد خليفة: العالم لن يسمعنا

13 حزيران/ يونيو

يقول الروائي السوري خالد خليفة إن وباء كوفيد-19 جعل السوريين يتشاركون الهمّ ذاته مع العالم أجمع وإن كانت فاجعتهم الإنسانية في حالة انتظار دائم.

في منزله في دمشق، يشرح ابن مدينة حلب (56 عاماً) الحائز جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عن روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”، لوكالة فرانس برس، رؤيته حول تأثير الوباء في سوريا والعالم.

خلال سنوات الحرب، انشغل السوريون بعالمهم المحدود، عالم الموت اليومي الذي لا يسمح بالمشاهدة. أما اليوم فقد أصبحت مأساتهم جزءاً من مأساة البشرية كاملة، وتقاسموا مع العالم معنى الموت والخوف.

بات خوفهم اليوم جمعيّاً ومتشاركاً مع الآخرين، وربما للمرة الأولى، بات السوريون يشعرون أنهم جزء من هذه البشرية.

مع ذلك، بقينا على الأطراف، ومشاكلنا لا تعني أحداً. العالم اليوم مشغول بفيروس كورونا وغير قادر أن يسمع السوريين. وغداً سوف تأتي أسباب أخرى تجعله مشغولاً وغير قادر على سماعنا، وبالتالي لن يتغيّر شيء، وسوف تبقى الحرب مستمرة.

اقالة رئيس الوزراء، وتظاهرة بالسويداء

11 حزيران/ يونيو

أعفى الرئيس السوري بشار الأسد الخميس رئيس الحكومة عماد خميس من منصبه، وكلّف وزير الموارد المائية حسين عرنوس بمهام رئيس الوزراء حتى اجراء الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، فيما تواجه بلاده أزمة اقتصادية حادة وعقوبات متزايدة.

وتولّى خميس (58 عاماً)، الذي واجهت حكومته انتقادات حادة مؤخراً، رئاسة الوزراء منذ صيف العام 2016، بعدما كان وزيراً للكهرباء منذ العام 2011.

وكلّف الأسد في مرسوم رئاسي، نشره الإعلام الرسمي، عرنوس بتولي رئاسة الحكومة مع الاستمرار بمهامه كوزير، على أن “تستمر الحكومة بأعمالها لحين انتخاب مجلس الشعب الجديد” في 19 تموز/يوليو.

ورئيس الوزراء الجديد مشمول على غرار سلفه بالعقوبات التي تفرضها منذ سنوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على النظام السوري.

وتم تأجيل موعد انتخابات مجلس الشعب لمرتين في إطار تدابير التصدي لفيروس كورونا المستجد.

ويأتي قرار الأسد في وقت يواجه خميس وحكومته انتقادات شديدة على مستويات عدة على خلفية الأزمة المعيشية الخانقة وتدهور قيمة العملة المحلية بشكل غير مسبوق. وتسبّب ذلك بارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع في أرجاء البلاد كافة ودفع بعض المتاجر مؤخراً إلى إغلاق أبوابها.

ويشير محللون الى أن لصراع الحكومة مع رجل الأعمال البارز رامي مخلوف، ابن خال الأسد وأحد أعمدة نظامه اقتصادياً، تداعيات سلبية على عامل الثقة.

ويربطون بين ملامسة سعر الصرف في نهاية الأسبوع عتبة الثلاثة آلاف ليرة مقابل الدولار فيما الرسمي محدد بـ700 ليرة وقرب تطبيق قانون قيصر الذي أقرّته واشنطن منتصف الشهر الحالي.

ويفرض القانون الذي ندّدت به دمشق، قيوداً مالية على سوريا، بما في ذلك وقف مساعدات إعادة الإعمار لحين سوق مرتكبي الأعمال الوحشية الى العدالة. ويفرض عقوبات على الحكومات والشركات التي تتعامل مع دمشق وبينها شركات روسية وإيرانية.

وجاء تنظيم هذه المسيرة بعد مشاركة العشرات من سكان مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، في تظاهرات مطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية بدأت الأحد واستمرت لثلاثة أيام. وردّد المشاركون شعارات مناوئة للأسد ومطالبة بإسقاطه.

ويعيش الجزء الأكبر من السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 133 في المئة منذ أيار/مايو 2019، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

انتقاد تركي لـ “جماعات متشددة

10 حزيران/ يونيو

 قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء إن جماعات متشددة في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا تحاول تقويض وقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أشهر والذي توصلت إليه تركيا وروسيا لكن الاتفاق لا يزال قائماً.

وأضاف أكار في مقابلة مع قناة الخبر “هناك بعض الجماعات المتشددة، بعضها جماعات غير معروفة لها أجندتها الخاصة، تحاول تقويض وقف إطلاق النار وتنتهكه، لكننا نناقش الأمر مع نظرائنا الروس ولا يزال اتفاق الخامس من مارس قائماً”.

ولم يأت أكار على ذكر الضربات الجوية التي تعرضت لها عدة قرى تسيطر عليها المعارضة السورية يوم الاثنين والتي كانت أولى الضربات الجوية منذ بدء وقف إطلاق النار في مارس آذار.

ردع الارهاب

10 حزيران/ يونيو

 أعلنت قوات سورية الديمقراطية المعروفة باسم (قسد) يوم الأربعاء انتهاء حملة “ردع الإرهاب” لتعقب ملاحقة خلايا تنظيم “داعش” شرق سورية قرب الحدود العراقية .

وقالت الناطقة باسم مجلس دير الزور العسكري ليلوى العبد الله، في مؤتمر صحفي عقد في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي الشرقي اليوم: “مشطت قواتنا ما يقارب 175 كم طولاً و60 كم عرضاً، شملت أكثر من 150 قرية ومزرعة، وبتنسيق عسكري بين قواتنا والحكومة العراقية وبمشاركة قوات التحالف، لتأمين المناطق الحدودية والحفاظ على السلم الأهلي وتأمين حياة الناس من هجمات خلايا داعش التي ازداد نشاطها مؤخراً”.

وأضافت العبد الله أن “حملة ردع الإرهاب بدأت بتاريخ الرابع من حزيران / يونيو الجاري في ريف الحسكة الجنوبي في منطقة الدشيشة المتاخمة للحدود العراقية والممتدة إلى تخوم منطقة الباغوز تماشياً مع نهر الفرات والخابور في ريف دير الزور، وانتهت مرحلتها الأولى اليوم “.

وأشارت إلى القبض على 110 مرتزقين والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة.

سوريا… من لاعب الى ملعب

10 حزيران/ يونيو

لم يشارك الرئيس فلاديمير بوتين، في جنازة الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل عقدين. لكن القوات الروسية باتت، في الذكرى العشرين لرحيله، موجودة في سوريا ومعززة بقواعد عسكرية، يطمح بوتين إلى توسيعها وتعزيزها بـ«إقامة ناعمة» في الاقتصاد والثقافة والسياسة.

حضر الرئيس التركي السابق نجدت سيزر، تشييع الأسد. وها هي قواته تنتشر حالياً في جيوب واسعة في شمال غربي سوريا، وشمالها، وشمالها الشرقي. كما هو الحال مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، حيث إن «الحرس» الإيراني يقيم «دولة ظل» ويدرب وينشئ ميليشيات سورية وغير سورية. أيضاً، الجيش الأميركي موجود بعدته وقواعده في شرق الفرات، بعد عشرين سنة على مشاركة وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في الجنازة.

وعندما حضر الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، أو وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، إلى دمشق، لوداع الأسد، لم يتوقعا أن قوات بلديهما ستكون أيضاً في عداد التحالف الدولي الذي يملك سماء شمال شرقي سوريا، ويمنع الطيران السوري منها. التحالف يدعم في الأرض، حلفاءه من «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية. هذه «الوحدات» التي تدرب بعض عناصر على أيدي «حزب العمال الكردستاني» وزعيمه عبد الله أوجلان، الذي يقيم في سجن تركيا بعد قرار الأسد فتح الباب له للخروج من سوريا، لتجنب حرب مع تركيا في منتصف 1998.

أيضاً، لم يكن الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، الذي كان آخر من تحدث مع الأسد قبل وفاته، وأول الواصلين للإقامة في دمشق والمشاركة في العزاء، أن يتدخل حليفه «حزب الله» في سوريا في 2012 للمساهمة في «إنقاذ النظام»، وتنتشر قواته في مناطق مختلفة من سوريا، ويكون صاحب الكلمة والهامش لـ«الدور السوري في لبنان»، في شكل تصاعدي، بدءاً من مشاركة زعيمه حسن نصر الله في مراسم التشييع في القرداحة في يونيو (حزيران) قبل عقدين.

استعراض قائمة المشاركين في تشييع الرئيس الأسد بعد وفاته في 10 يونيو 2000، تدل على حجم التغيير الذي طرأ في سوريا ودورها. كانت لاعباً إقليمياً، وتتمتع بعلاقات دولية واسعة، تحولت إلى ملعب تتصارع فيه دول إقليمية ودولية. كان «وكلاؤها» وعناصر جيشها وضباطه واستخباراته يقيمون في دول مجاورة وأخرى بعيدة. أما، الآن، فإن «وكلاء» الآخرين وجيوشهم يقيمون في أرضها وجوها.

كيف يؤثر «كورونا» نفسياً واجتماعياً على السوريين

كيف يؤثر «كورونا» نفسياً واجتماعياً على السوريين

* تُنشر هذه المادة ضمن ملف صالون سوريا “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات:”

تتشابه الأوبئة مع الحروب من ناحية النتائج، إذ سرعان ما تلقي بظلالها على الفرد فتترك بصماتها الاجتماعية العاجلة وندوبها النفسية الآجلة، تقتلع عادات بعينها لترسخ محلها سلوكيات أخرى جديدة مرهونة بكينونة الوباء، لتبقى تغيراتها الاجتماعية والنفسية التي خلفتها محفورة في وجدان وبنية المجتمع الموبوء لأجيال طويلة. يعود الإنسان في هذه الفترة إلى النكوص والعودة إلى غريزته القبلية، مهما بلغ من الحضارة مبلغاً كبيراً، فيلجأ إلى أساليب دفاعية تدل في مجملها على الأنانية الفردية وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، يصاحبها سلوكيات مبالغة في التمادي في حماية النفس من أي خطر وجودي وتتجلى في حمى الشراء والعنصرية والأخذ بنظريات المؤامرة لتتطور إلى سقوط العقلانية والتقوقع خلف الخرافات لتنتهي إلى التعصب الديني وتبني فكرة الانتقام الإلهي وغيرها.

عدوى الخوف الجماعي

تولد الأوبئة حالة من الخوف الجماعي تنتقل كالعدوى وهو عادة ما يظهر بقوة عند حلول الأزمات، وهذا الشعور المبرر يخضع لما يسمى بـ “غريزة القطيع”. وحسب ما توضح دكتورة في علم الاجتماع هناء برقاوي: “يشعر الفرد بالخوف لمجرد التماسه خوف الآخرين، ملتقطاً هذه العدوى حتى لو كان متأكداً أنه بخير وبمأمن عن الوباء، فيمتثل لسلوك الجماعة، ويتماهى معهم دون أي تفكير أو تخطيط ، فيذوب معهم، محيداً تفكيره الفردي، إذ ينجم عنها غالباً سلوكيات متناقضة تؤثر سلباً على منظومة القيم كتكريس للأنانية الفردية دون التفكير بالآخر، وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، وهو ما شاهدناه في سورية، فمثلاً أصيب العديد من الأشخاص بهرع الشراء، فبدأوا باقتناء ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه من سلع غذائية ومعقمات وشراء الفائض عنهم في حمى هستيرية ولهاث وراء التخزين والتكديس، دون أن يفكروا بحصول غيرهم على حاجياتهم، ما يفسح المجال لصعود قيم في غاية الأنانية والرغبة بالاستحواذ وحب الذات على حساب قيم أخرى كالافتداء والشعور بالآخر”.

تصاعد المنحى الديني

يشهد الفرد أثناء تفشي الأوبئة تغيراً ملحوظاً في نمط السلوك الديني، ما يشبه الارتكاسة الدينية حيث يبدأ تدريجياً بالتخلي عن بعض معتقداته والتشكيك في قدرتها على حمايته من الأمراض والطعن في كونها تمائم تصونه من الأشرار، لأنها خذلته في مكان ما. في المقابل، يربط العديد بين عبادة الله وطاعته وبين الوباء، فيجدون أن غضبه تجسد على هيئة وباء سوف يفتك بالبشرية جمعاء، ما لم يعود العبد إلى ربه وتقوية أواصره الدينية، فنرى مثلاً أفراداً يتضرعون إلى الله ويعودون إلى ممارسة شعائرهم الدينية التي انقطعوا عنها كثيراً، بالرغم من كونهم  أصلاً أناساً غير متدينين، إلا أن شدة الوباء وحصده للأرواح توقظ فيهم النزعة الدينية وتخلق شعوراً ضمنياً بالحاجة الملحة إلى التمترس خلف تعاليمه، إذ أنهم يلجؤون إليه (للدين) بصفته طوق النجاة الوحيد والمخلص  النهائي من الوباء. وتشرح ذلك الدكتورة في علم الاجتماع هناء برقاوي: “تزداد الرغبة عند الأشخاص اللا متدينين في ظل تفشي الأوبئة بممارسة الطقوس الدينية، فيميلون إلى التقرب إلى الله إيماناً منهم أنه من أرسل لهم هذا الوباء وبلجوئهم إليه يستطيعون رفعه وأن ما من طريقة أخرى قادرة على دحره، كما أنهم يرون في الطقوس الدينية وسيلة معنوية للنجاة تمنحهم شعور بالطمأنينة وتخفف من معاناتهم، فمن كان لا يصلي يتحول في هذه الفترة إلى متدين دؤوب يجد في الدين طريقة للتخفيف من عبء الخوف والتوتر، وهو يعد من أهم التغيرات الاجتماعية التي تُحدثها الأوبئة وتزرعها في تربة المجتمع”.

عادات اجتماعية إيجابية زرعتها كورونا سهواً

أدخلت جائحة “كورونا” عن غير قصد عادة جديدة طارئة على المجتمع السوري، قد تفتح الباب أمام إعادة صياغة العديد من العادات الاجتماعية المتجذرة فيه. وتصف برقاوي هذه العادة بـ “الإيجابية” وهي إقامة حفلات الزفاف على نحو ضيق كبديل للأعراس الضخمة وأقل كلفة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين سيضطرون إلى إلغاء موعد الزفاف والوقوع فريسة الانتظار. وتعقب الباحثة: “فضل العديد من هم على أهبة الزواج إحياء زفافهم على الضيق بدلاً من التأجيل والانتظار مطولاً حتى انحسار الوباء الذي لا يعرف له موعد، وحصرها فقط بدائرة المقربين، ما قد يرسخ  لاحقاً عادة جديدة لم نعتد عليها من قبل، والتخلي تدريجياً عن مواصفات العرس الضخم  دون مغالاة وبذخ، والأمر ذاته ينسحب على مجالس العزاء، لتقتصرالتعازي على الهاتف والرسائل النصية والالكترونية”.

هذا وقد يخلق فيروس كورونا أثراً عفوياً للأفراد السوريين، بحيث يدفعهم لا شعورياً لتبني فكرة التباعد الاجتماعي واتخاذها كسلوك دائم حتى بعد تقهقر الفيروس، وذلك ما سماه الدكتور في علم النفس جميل ركاب بـ “الفقاعة الحيوية” ويقصد به “بالمجال الذي يشعر به الفرد بعدم الأمان بعد اختراق الآخر له، وهو ما يتجلى في وسائط النقل العامة وعدم ترك مسافة أمان بين الأشخاص تحفظ سلامتهم الصحية لتفادي العدوى وانتقال الأمراض كالإنفلونزا مثلاً، ما يغير من الطقوس الاجتماعية”.

تأثيرات كورونا على السوريين… لا جديد تحت الشمس

بالرغم من أن السوريين استقبلوا الزائر الجديد (كوفيد 19)  بكهول  مرهقين وطاقة مستنفدة بعد 9 سنوات حرب منهكة واجهوا خلالها شتى أنواع الموت والويلات والحصارات، واختبروا خلالها حظراً اقتصادياً لا يختلف كثيرا ً في مضمونه عن الحظر الذي عايشوه في ظل “كورونا”، إلا أن الأخير تمكن من بسط هيمنته وفرض آثاره النفسية والاجتماعية على خصوصية المجتمع السوري حال جميع الدول الموبوءة، فاستطاع كوفيد 19 من  كسر روتين حياة السوريين حسب كلام ركاب: “تعود السوريون في حياتهم السير وفق نظام يومي بوتيرة محددة بصورة روتينية صعب اختراقها، كالاستيقاظ في ساعة معينة، ثم الذهاب إلى العمل، والزيارات الاجتماعية الكثيرة يليها قضاء بعض الأمور، فجاء الفيروس ليضرب النظام اليومي”. هذا ولم تتوقف مهمة كوفيد 19 بحصد أرواح السوريين، بل امتد ليحصد أرزاق العديد منهم وإلزامهم منازلهم، ما رفع من مؤشر الفقر والبطالة، وذلك حسب ركاب.

“كلما قل الوعي برزت الحاجة إلى فرض القوانين”، هذه العبارة تنطبق على  المجتمع السوري بحسب رأي الدكتور ركاب، إذ أن الأولوية كانت للقانون وكلمة الفصل، لا سيما في ظل الأزمات، لكن هذا لا ينفي وجود وعي لدى  بعض الشرائح السورية والتي يقل عندهم سلوك عدم الاستجابة لقوانين الحجر الصحي وتكون أكثر التزاماً وتقيداً بإجراءات السلامة.

الانجرار بسهولة وراء الشائعات

تبدو مقولة أن “الكذب والشائعات يمكن أن يدوروا حول العالم قبل أن تنطلق الحقيقة  وتصل إلى الباب” مناسبة جداً في أوقات الأزمات والأوبئة، إذ كثيراً ما يصاحب الأوبئة وقلة المعلومات عنها، موجة عنيفة من الإشاعات التي يطلقها البعض وينجرف خلفها العديد من الناس ممن يتملكهم الخوف فيتلقون الإشاعة ثم بدورهم يقومون بنشرها دون التأكد من دقتها، ما يفسح المجال لصعود نظرية المؤامرة والاعتقاد بوجود مكائد تُحاك ضد شعب بعينه، أو دولة ولعل الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية من جهة وبينها وبين إيران من جهة وبينها وبين بعض اللبنانيين، خير مثال على ذلك.

في كتاب “الأوبئة والمجتمع” لـ”فرانك سنودين”، يُشير الكاتب إلى أنه حينما انتشر وباء الكوليرا ظهرت في فرنسا نظرية مؤامرة بأن الوباء من صنع الإنسان، إذ انتشرت إشاعة مفادها أن حكومة الملك “لويس فيليب” تضع مادة الزرنيخ في آبار المياه، ومع انتشار الوباء وموت حوالى 20 ألف فرنسي اندلعت موجة عنف ضد الحكومة من قبل الشعب. هذا المثال التاريخي يُنبئ بأن آثار الكورنا على سوريا قد تتطور وتتفاقم أكثر وأكثر خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

سوريا في أسبوع 1-8 حزيران/ يونيو 2020

سوريا في أسبوع 1-8 حزيران/ يونيو 2020

تظاهر وتدهور

7  حزيران/يونيو

خرجت تظاهرات عدة في جنوب سوريا، في وقت سجّلت الليرة السورية تدهوراً قياسياً في قيمتها في السوق الموازية السبت لتتخطى عتبة 2300 مقابل الدولار، وفق ما قال تجار ومحللون لوكالة فرانس برس، في انخفاض يسبق قرب تطبيق عقوبات أميركية جديدة عبر قانون قيصر.

وبينما سعر الصرف الرسمي يعادل 700 ليرة مقابل الدولار، تشهد الليرة منذ أيام انخفاضاَ غير مسبوق. وأكّد ثلاثة تجار في دمشق لفرانس برس أن سعر صرف الدولار في السوق الموازي تجاوز 2300 ليرة السبت “لأول مرة في تاريخه”.

وتشهد سوريا بعد تسع سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها مؤخراً تدابير التصدي لوباء كوفيد-19. كما زاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر أموالهم، الوضع سوءاً في سوريا.

وأوضح محللان لفرانس برس أنّ المخاوف من تداعيات بدء تطبيق قانون قيصر في 17 حزيران/يونيو، والذي يفرض عقوبات على المتعاونين مع دمشق، يعدّ سبباً إضافياً في تراجع قيمة الليرة.

وقال الخبير الاقتصادي والباحث لدى “شاثام هاوس” زكي محشي إنّ الشركات الأجنبية، بينها الروسية، اختارت أساساً عدم المخاطرة. ولفت إلى أنّ تحويل الأموال يحتاج أسبوعين إلى ثلاثة، “ما يعني أنّ التحويلات التي تحصل اليوم ستُدفع بعد 17 حزيران/يونيو”.

ويفرض قانون قيصر، الذي ندّدت دمشق به الأربعاء، قيوداً مالية على سوريا، بما في ذلك وقف مساعدات إعادة الإعمار. ويفرض عقوبات على الحكومات والشركات التي تتعامل مع دمشق وبينها شركات روسية.

وبحسب الباحثين، فإن لصراع رجل الأعمال البارز رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد وأحد أعمدة نظامه اقتصادياً، مع السلطات تداعيات سلبية على عامل الثقة.

قتلى إيرانيون

 7 حزيران/يونيو

قتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران على الأقل جراء غارات شنّتها طائرات مجهولة الهويّة على أحد مواقعهم في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.

وذكر المرصد أنّ “ثماني غارات استهدفت قبل منتصف ليل السبت الأحد مقراً لقوات موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مصرع 12 مقاتلاً عراقياً وأفغانياً، وتدمير آليات وذخائر”.

ولم يتمكن المرصد من تحديد هوية الطائرات التي شنّت الغارات، إلا أن مديره رامي عبد الرحمن رجّح لوكالة فرانس برس أن تكون إسرائيل مسؤولة عن تنفيذ الغارات.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرر أنها تواصل تصدّيها لما تصفه محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وتعتبر أن الوجود الإيراني، دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، يشكل تهديداً لها، متعهدةً بمواصلة عملياتها حتى “رحيل” إيران منها.

وتَكرّر في الآونة الأخيرة استهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها خصوصاً في منطقة دير الزور.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية داعمة لدمشق في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

وبحسب المرصد، جاءت الغارات ليلاً بعد استقدام مقاتلين أفغان تعزيزات عسكرية من قرية قرب الحدود العراقية إلى مركز تجمّع ضخم للقوات الإيرانية قرب الميادين.

وتسبّبت ضربات مماثلة في 31 أيار/مايو بمقتل خمسة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران في بادية البوكمال، بحسب المرصد.

وفي 17 أيار/مايو، أسفرت ضربات جوية عن مقتل سبعة مقاتلين موالين لإيران، وفق المرصد، بعد أيام من استقدامهم تعزيزات عسكرية.

أزمة ثلاثية

 5 حزيران/يونيو

تصاعدت تأثيرات «قانون قيصر» في مناطق سورية عدة، خصوصاً في دمشق، قبل أسبوعين من البدء بتنفيذه، وأدَّت إلى انهيار سريع بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، وارتفاع جنوني في الأسعار، ما فاقم الأزمة المعيشية، إضافة إلى تفجُّر أزمة الدواء والماء.

وظهرت أزمة الدواء في مناطق سيطرة الحكومة؛ حيث حذر النائب في مجلس الشعب السوري (البرلمان) وضاح مراد، في الثاني من الشهر الحالي، الحكومة، من إغلاق معامل الأدوية، بعد انتهاء موادها الأولية، خلال فترة أسبوع.

ويقول موظف في معمل أدوية لـ«الشرق الأوسط» إن «السبب في الأزمة الحاصلة امتناع المركزي عن تزويد أصحاب المعامل بالدولار بسعر 438 ليرة لشراء المواد الأولية، وحصولهم عليها من السوق السوداء، على حين تبقي الحكومة أسعار الأدوية على أساس سعر 438، ما كبَّد أصحاب المعامل خسائر كبيرة».

ترافق الانهيار المتسارع الجديد في سعر صرف الليرة، كما في المرات السابقة، مع موجة ارتفاع جديدة في أسعار معظم المواد الغذائية الأساسية، تراوحت بين 30 و40 في المائة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة المعيشية للمواطنين بشكل يفوق قدرتهم على التحمل.

وما يزيد من صعوبة الحياة المعيشية نقصان المياه للشرب وعودة الحرائق «المفتعلة» لتلتهم محاصيل القمح والشعير في عموم البلاد، مصحوبةً بتقاذُف الاتهامات بين الأطراف، مع سباق على شراء المحاصيل الزراعية، علماً بأن الأخيرة تسيطر على نحو 35 من مساحة البلاد، وتشكّل السلة الغذائية لسوريا.

ملاحقة “داعش

4 حزيران/يونيو

بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية – الكردية أمس، حملة عسكرية بالتنسيق مع غرفة عمليات قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والحكومة العراقية لملاحقة عناصر تنظيم «داعش» في شرق سوريا.

ورغم القضاء العسكري والجغرافي على مناطق سيطرته في شرق سوريا شهر مارس (آذار) العام الماضي؛ فإن مسلحي التنظيم قادرون على شن هجمات دموية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية.

ويقول مسؤولون عسكريون من القوات إن الحملة أُطلقت بعد عمليات التحري وجمع المعلومات بالتعاون مع قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الجيش العراقي: «بدأت قواتنا بحملة ردع الإرهاب لملاحقة وتعقب خلايا تنظيم (داعش) الإرهابي في البادية الشرقية بمحاذاة نهر الخابور والحدود السورية العراقية».

وأطلقت هذه القوات المحلية بدعم من التحالف الدولي حملات عديدة لملاحقة بقايا التنظيم المتوارين في شرق دير الزور، وباتت تستهدفهم عن طريق الاعتقالات أو العمليات الميدانية أو عبر عمليات إنزال جوي، إلا أن ذلك لم يوقف نشاطهم في المنطقة، ولا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية الأطراف، والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى الحدود العراقية.

معاقبة رامي

 3  حزيران/يونيو

أعلن «مجلس الدولة السوري» أمس تعيين المؤسسة الحكومية للاتصالات «حارساً قضائيا» على شركة «سيريتل» التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد «ضمانا لحقوق الخزينة العامة وحقوق المساهمين في الشركة». واعتبر مراقبون هذا الإجراء عقابا من السلطات لمخلوف في ضوء النزاع بينهما وتحذيراته الأخيرة.

وشل تدهور سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار الأميركي، الأسواق في دمشق بالتزامن مع حرائق ضربت محاصيل زراعية أساسية في البلاد.

وكانت حركة البيع والشراء في أغلب الأسواق السورية توقفت مساء إثر ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية. وقالت مصادر في أسواق الصرف، إن سعر صرف الدولار سجل بعد ظهر أمس في العاصمة دمشق حوالي ألفي ليرة، وهذه المرة الأولى التي يبلغ سعر الصرف هذا المبلغ ما يعادل 40 ضعفاً عن سعر الصرف عام 2011.

وذكرت المصادر «أن حركة الأسواق أصيبت بالشلل بعد الارتفاع الذي شهده الدولار، وأن الكثير من المحال التجارية أغلقت بسبب ارتفاع أسعار البضائع مقارنة بسعرها بالدولار».

وتجاوز الدولار حاجز الألفي ليرة سورية مع اقتراب تطبيق واشنطن لـ«قانون قيصر» الأميركي الذي يفرض عقوبات صارمة على النظام.

وعادت الحرائق «المفتعلة» لتلتهم قوت السوريين، في سيناريو مشابه لما حصل في الصيف الماضي، كما عاد تبادل الاتهامات بين أطراف النفوذ والنزاع، والسباق بينها على شراء المحاصيل الزراعية.

ضرب “مثلث الشمال

 2  حزيران/يونيو

شنّت طائرات روسية غارات عدة في «مثلث الشمال» بين أرياف حماة وإدلب واللاذقية في شمال غربي سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أشهر.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «غارات روسية استهدفت قبيل منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء وفجراً مثلث حماة – إدلب – اللاذقية»، وهي منطقة تقع على الحدود الإدارية بين المحافظات الثلاث.

وتشهد المنطقة منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين الطرفين. وأعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير» في بيان لها، أن القسم الشرقي في جبل الزاوية جنوب إدلب «منطقة عسكرية».

من جهة أخرى، وفي إطار توسيع انتشارها العسكري بالمناطق الحدودية المتاخمة للمثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، بشمال شرقي سوريا، أنشأت الشرطة العسكرية الروسية نقطة عسكرية لها في قرية «قصر ديب» التابعة إدارياً لبلدة المالكية (ديريك). واحتشد سكان قرية حدودية أمام النقطة الروسية، أمس.

على صعيد آخر، برزت في موسكو، أمس، مؤشرات عنصر جديد للتوتر مع دمشق، وصف بأنه تسبب في «استياء روسي» على خلفية تغاضي الحكومة السورية عن عودة قوات تابعة لإيران إلى مناطق حيوية، كان قد تم الاتفاق سابقاً بين موسكو ودمشق على تقييد وصول هذه القوات إليها.

 اشتباك روسي – إيراني

2 حزيران / يونيو

تصاعدت الحملة من ميليشيات سورية موالية لإيران، ضد قائد «قوات النمر» العميد سهيل الحسن، الذي يحظى بدعم روسي وصل الى مشاركته في لقاء الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس بشار الأسد في قاعدة حميميم نهاية 2018.

ونشرت صفحة «قوات الدفاع الوطني»، التي كانت طهران شكلتها للقتال مع قوات النظام، في موقع «فيسبوك» تقريراً بعنوان «قائد فوج في قوات النمر… عراب التعفيش ومسؤول حواجز الإتاوات». ونقلت عن شبكة «نحن البلد» قولها إن «أحد قادة قوات النمر، تحول من شخص بالكاد يملك ثمن غرفة إلى واحد من أصحاب مليارات الليرات السورية، وأحد أبرز تجار الحرب».

ونشرت صفحة «الدفاع الوطني» تقريرا عن «رامي الطبل، سائق الصهريج الذي تحول إلى تاجر حرب للمازوت والغلاء». وأشارت إلى أن فؤاد عندان مدير مكتب «النمر» هو صهر الطبل.

إلى ذلك، أعلنت سوق الأوراق المالية في دمشق أمس تجميد تداول أسهم شركة «سيريتل» التي كانت وزارة الاتصالات طالبتها بسداد 180 مليون دولار أميركي، ضمن إجراءات ضد رامي مخلوف. وانطلقت نهاية العام الماضي، حملة لتفكيك شبكات مخلوف، بالتزامن مع تغيير اسم «قوات النمر» إلى «الفرقة 25 مكافحة الإرهاب».

سوريا في أسبوع 25-31  أيار/مايو 2020

سوريا في أسبوع 25-31 أيار/مايو 2020

رفع الحظر

31  أيار/مايو

قررت الحكومة السورية عودة العمل في الجهات الحكومية بداية من الاثنين، وذلك بعد تعليق الدوام لأكثر من شهرين ونصف الشهر .

ووفقا لبيان، حصلت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، فقد أقر مجلس الوزراء السوري خلال جلسته اليوم “إعادة دوام العاملين في جميع جهات القطاع العام اعتبارا من يوم الاثنين، بدءا من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، مع التقيد بجميع الشروط الوقائية والصحية”.

وبدأت الجامعات السورية الحكومية والخاصة بالعودة للدوام، الأحد لاستكمال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2020-2019 ، وذلك بالتزامن مع استئناف امتحانات التعليم المفتوح للفصل الدراسي الأول وسط التزام بالإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لوباء كورونا.

وكانت الحكومة قد ألغت الأسبوع الماضي حظر التجول الليلي المفروض بشكل كامل ورفعت منع التنقل بين المحافظات.

وعلقت الحكومة السورية دوام الجهات العامة والخاصة والمدارس والجامعات بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا نهاية شهر شباط/فبراير الماضي.

وبلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في سورية 122 حالة، شفي منها 43، وتوفيت منها أربع حالات.

طمأنة روسية

30  أيار/مايو

في خطوة ترمي إلى «طمأنة» دمشق، سلمت القوات الجوية الروسية في قاعدة حميميم في اللاذقية النظام السوري دفعة أولى من مقاتلات متطورة من طراز «ميغ 29»، وذلك بعد يومين من طلب الرئيس فلاديمير بوتين توسيع الحضور العسكري في سوريا.

وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أمس أن التسليم جرى في «حفل خاص» في حميميم وأن المقاتلات «التي تعد أكثر فعالية من جيلها السابق، نفذت تحليقها من القاعدة إلى مناطق تمركزها في المطارات العسكرية السورية»، حيث سيبدأ اعتباراً من غد طيارون سوريون «تنفيذ المناوبات المقررة بهذه الطائرات».

وكان بوتين طلب من وزارتي الدفاع والخارجية العمل مع دمشق لتوقيع بروتوكول إضافي يوسّع الوجود العسكري الروسي في سوريا بموجب اتفاق وقع في 2015.

على صعيد آخر، يدخل «قانون قيصر» الأميركي حيز التنفيذ منتصف يونيو (حزيران) المقبل، لينقل العقوبات الأميركية إلى مستوى جديد، يصل إلى ملاحقة المتعاونين مع النظام السوري ويربكه مع حلفائه في موسكو وطهران. ولا يشكل القانون، ضربة للجهود الروسية، وحسب، بل تتجاوز آثاره المنتظرة البعد السياسي ليضرب بقوة خططا طموحة لقطاعات اقتصادية في روسيا جهزت نفسها طويلا لـ«ما بعد الحرب».

سورياً، هناك انقسام حوله؛ إذ إن الشارع في دمشق قلق من انعكاس العقوبات على الوضع المعيشي بينما يتوقع قياديون في «الإدارة الذاتية» أن يستثني حلفاؤهم الأميركيون مناطق شرق الفرات من العقاب.

قبضة بوتين

29 ايار/مايو

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحلة لتعزيز «القبضة العسكرية» في سوريا، ذلك في أول خطوة ملموسة بعد قراره قبل أيام، تعيين سفيره في دمشق «مبعوثا رئاسيا» بصلاحيات واسعة لتطوير العلاقات الثنائية.

ووقّع بوتين أمس، مرسوماً يفوض وزارتي الدفاع والخارجية العمل مع الحكومة السورية لتوقيع بروتوكول إضافي يوسّع الوجود العسكري الروسي على الأراضي السورية الذي يضم قاعدتي حميميم وطرطوس في الساحل والقامشلي شرق البلاد. ونص على «موافقة الرئيس الروسي» على اقتراح الحكومة بوضع بروتوكول إضافي ليكون ملحقاً بالاتفاقية الموقّعة مع دمشق في 26 أغسطس (آب) 2015، التي سمحت بوجود عسكري في سوريا.

ووفقاً للبروتوكول، سيتم «تسليم ممتلكات غير منقولة ومناطق بحرية إضافية» في استكمال وتوسيع للاتفاقية السابقة. وبدا التطور لافتاً في شكله ومضمونه، ومن ناحية الشكل، فإن وزارة الدفاع الروسية لن تبدأ مفاوضات مع دمشق للتوصل إلى اتفاق، بل ستقدم بروتوكولاً جاهزاً للتوقيع عليه.

جاءت هذه الخطوة بعد أيام من وصول القوات العسكرية الروسية إلى معبر فيشخابور، في أعمق نقطة تصلها في زاوية الحدود السورية – العراقية – التركية التي كانت تعتبر منطقة نفوذ أميركية.

اقتتال موالين لتركيا

28 ايار/مايو

قُتل مدنيون في اقتتال بين فصيلين موالين لأنقرة في مدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا، وهي ذات غالبية كردية كانت فصائل مدعومة من الجيش التركي سيطرت عليها بداية 2018.

وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «اقتتال مسلح عنيف بين مسلحين من «فرقة الحمزة» من جهة، ومسلحين مهجرين من الغوطة الشرقية من جهة أخرى، عقب محاولة مجموعة عسكرية تابعة لـ«فرقة الحمزة» السطو على محل تجاري، يتحدر صاحبه من منطقة عربين في الغوطة الشرقية ومحاولتهم أخذ بعض المواد الغذائية دون دفع ثمنها. وبعد رفض البائع قاموا باستهداف محله بقنبلة، ليتطور الأمر ويتحول إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين أبناء الغوطة الشرقية وبمؤازرة بعض عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية، ضد عناصر فرقة الحمزات وذلك قرب شارع راجو بمدينة عفرين». وأسفر الاقتتال «عن وقوع 8 جرحى ومقتل مسلح من الغوطة الشرقية، وطفل بنار عشوائي جراء الاشتباكات».

وأعلنت «فرقة الحمزة» أنها ترفض «وتدين ما جرى في مدينة عفرين، وسيتم فتح تحقيق في الحادثة ومحاسبة المذنبين من عناصر الفرقة وسيتم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية وإحالتهم إلى القضاء لينالوا عقابهم».

كانت القوات التركية والروسية سيرت أمس الدورية الثالثة عشرة على طريق حلب – اللاذقية من قرية ترنبة بريف سراقب شرق إدلب باتجاه منطقة محمبل غرب المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا، وذلك بعد إعلان أنقرة مقتل جندي تركي في انفجار قنبلة في إدلب أول من أمس.

رامي… إنساني

28 ايار/مايو

أعلن رجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، تنازله عن ملكية أسهمه في العديد من البنوك وشركات التأمين، لصالح مؤسسة «راماك للمشاريع التنموية والإنسانية»، التي وصفها بأنها «وقف لا تُورَّث ولا تُباع»، وأن أرباحها تعود إلى «أعمال خيرية بالكامل»، متعهداً بـ«نشر كل وثائق معاملة نقل الملكية بعد إتمامها».

وقالت مصادر حقوقية في دمشق إن «تنازل رامي مخلوف عن ملكية أسهمه في المصارف وشركات التأمين وتحويلها إلى مال وقف، محاولة لإبطال مفاعيل قرارات الحجز على أمواله؛ إذ لا توجد قوانين تفرض الضرائب على الجمعيات الخيرية والإنسانية».

وكانت الحكومة في دمشق اتخذت سلسلة إجراءات ضد رامي مخلوف، الأسبوع الماضي، بينها الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، وأسهمه في 12 مصرفاً، بالإضافة إلى منعه من السفر، ومنعه من التعاقد مع الدولة لمدة خمس سنوات، وذلك ضمن إجراءات وزارتي المالية والاتصالات لتحصيل ضرائب مستحقة على شركة «سيريتل» للاتصالات المملوكة من مخلوف.

توتر في إدلب

27 ايار/مايو

برزت معلومات عن إرسال الجيش التركي تعزيزات إلى ريف إدلب، بالتوازي مع حشد قوات النظام السوري موالين لها في خطوط الجبهات، ما أشار إلى اتجاه الوضع في إدلب نحو مزيد من التدهور.

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ جورافليوف، أن مسلحي «جبهة النصرة» قصفوا بلدة معرة موخص في إدلب. لكنه لفت إلى «عدم رصد أي عملية قصف من قبل تشكيلات غير شرعية موالية لتركيا». وبرزت إشارات إلى أن تبايناً بين موسكو وأنقرة حيال ليبيا انعكس على الوضع بإدلب.

ووقع انفجار أثناء مرور رتلٍ تابع للقوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها في الغسانية، جنوب غربي إدلب، قرب طريق حلب – اللاذقية، أثناء تحليق الطيران الروسي.

وتضاربت الأنباء حول الأسباب؛ حيث قالت مصادر محلية إن الانفجار نجم عن عبوات ناسفة استهدفت الرتل التركي، بينما قالت مصادر أخرى إنه وقع أثناء طلعات الطيران الروسي تمهيداً لتسيير دورية عسكرية مشتركة مع القوات التركية على طريق حلب – اللاذقية.

وأرسل الجيش التركي، مساء أول من أمس، تعزيزات إلى نقاط المراقبة شمال إدلب، في وقت قال القيادي في «الجيش الحر» العقيد مصطفى بكور، أمس: «رصدنا حشوداً عسكرية للنظام والميليشيات الإيرانية تمركزت على خطوط المواجهة في ريفي إدلب وحماة الغربي». وزاد: «هناك تحذيرات من الجانب التركي للفصائل بضرورة الاستعداد تحسباً لعملية للنظام».

أرقام الكارثة السورية

26 ايار/مايو

بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية في سوريا خلال 9 سنوات من الحرب 530 مليار دولار أميركي. كما تضرر 40 في المائة من البنية التحتية، في وقت وصل معدل الفقر إلى 86 في المائة بين السوريين البالغ عددهم نحو 22 مليوناً.

بشرياً، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالنزاع 690 ألفاً، بينهم 570 ألفا قتلوا بشكل مباشر نتيجة الحرب التي أدت إلى خروج 13 مليوناً من بيوتهم نازحين ولاجئين، في وقت يعيش 2.4 مليون طفل خارج المدارس داخل البلاد، التي تعلم 6 مناهج في «مناطق النفوذ» المختلفة. ويشكل هؤلاء نحو 35 في المائة من الأطفال في سن الدراسة. وهناك نسبة مشابهة للأطفال السوريين خارج البلاد.

كانت هذه بعض خلاصات بحث أعده «المركز السوري لبحوث السياسات» وتعلن نتائجه في بيروت اليوم (الأربعاء). وقال الباحث في المركز ربيع نصر لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه أمام هذه المؤشرات «لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار قبل معالجة جذور النزاع، وأهمها الظلم السياسي والظلم الاقتصادي والظلم الاجتماعي».

وكان مسؤولون روس تحدثوا قبل سنتين عن 400 مليار دولار تكلفة الدمار. ولا شك أن الأرقام الجديدة، تشكل تحدياً كبيراً أمام روسيا في أي خطة لإعمار سوريا، خصوصاً في ضوء الوضع الداخلي والأزمات الاقتصادية في العالم بعد وباء «كورونا». وقال أحد الباحثين «هذه الأرقام الصادمة تجعل من الإعمار أقرب إلى الوهم».

مبعوث دائم لبوتين

26  أيار/مايو

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بتعيين ألكسندر يفيموف، السفير الروسي فوق العادة والمفوض لدى سوريا، «ممثلاً خاصاً له لتطوير العلاقات مع سوريا»؛ الأمر الذي عدّه مراقبون رغبة من بوتين في تحرك أوسع بالملف السوري.

ويسمح هذا القرار للسفير يفيموف بالحديث في دمشق باسم بوتين لرعاية الشؤون الروسية التي تشمل قواعد عسكرية في حميميم وطرطوس والقامشلي وطموحات عسكرية وسياسية. وأعلنت موسكو أن المرسوم، الذي نشر في الموقع الرسمي للمعلومات القانونية، دخل حيّز التنفيذ بدءاً من أمس.

ويعيد هذا التعيين إلى الأذهان تجربة السفير الأميركي بول بريمر الذي عيّنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الابن) رئيساً للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق بعد 2003، لكنه عُرف بأنه «حاكم العراق».

إلى ذلك؛ فتحت القوات الروسية، أمس، الطريق الرئيسية بين القامشلي وحلب وتفرعاتها الاستراتيجية، المعروفة بـ«شرايين» منطقة شرق الفرات التي كانت خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا. وأعلن الجانب الروسي فتح الطريق أمام حركة السير المدنية والتبادل التجاري، حيث تربط مدن وبلدات عين العرب (كوباني) ومنبج والعريمة، غرب نهر الفرات، بمناطق الجزيرة السورية شرقاً، بعد انقطاع عن الخدمة استمر 7 أشهر بسبب العملية التركية الأخيرة.

عودة رفعت؟

25 ايار/مايو

كشف دريد الأسد، ابن عمّ الرئيس السوري بشار الأسد، عن طموح والده، رفعت الأسد، في المشاركة بالعملية السياسية خلال المرحلة المقبلة. وقال دريد عبر صفحته الرسمية على «فيسوك»، إن والده يتطلع إلى «بناء سوريا، التي تتشارك بها جميع القوى السياسية الوطنية عبر عملية سياسية شاملة ترعى المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل سوريا».

وبعد غمزه من قناة زوجة الرئيس السوري؛ أسماء الأسد، على خلفية النزاع الحاصل بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف، أكد دريد الأسد على نأي عائلة العمّ رفعت الأسد عما يجري في الداخل السوري، وقال: «مثلما نأى رفعت الأسد بنفسه عن كل ما يجري بالداخل السوري منذ 36 عاماً، بسبب الخلاف السياسي الكبير مع السلطة السياسية، وطرائق معالجتها للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإنه ينأى اليوم مع أسرته وأولاده عن كل ما يجري بداخل سوريا!».

ويعيش رفعت الأسد (82 عاماً)، المتهم بارتكاب مجازر مروعة في حماة خلال الثمانينات من القرن الماضي، منفياً خارج البلاد منذ محاولته الانقلاب على أخيه حافظ الأسد في 1984، وذلك بعد تسوية بين الشقيقين سمح فيها حافظ الأسد لشقيقه بأخذ ثروته والابتعاد عن السلطة.

الحكومة تضع الكرة في ملعب الشعب: النجاة فردية!

الحكومة تضع الكرة في ملعب الشعب: النجاة فردية!

* تُنشر هذه المادة ضمن ملف صالون سوريا “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات

“قرر الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لوباء كورونا خلال اجتماعه اليوم إلغاء حظر التجول الليلي المفروض بشكل كامل”. بهذا التصريح المقتضب طالعت الحكومة السورية شعبها بقرارها الصادر عن ما تسميه “الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لكورونا”، لكن غاب عنها أن التسمية خاطئة من أساسها، كان الأجدر بها تسميته “الفريق المعني بمكافحة الوباء”، لا التصدي له في بلد تمارس فيه “لجنته المتصدية” تجاوزات وأخطاء وحدها كفيلة بانتشار الفايروس في أي لحظة، ما لم يتم تعديل معظم الإجراءات الارتجالية الحالية، والسابقة، وغالباً اللاحقة.

بتتابع لحظي تكفلت صفحة رئاسة مجلس الوزراء السوري، على موقع Facebook، بنشر كل ما صدر من قرارات عن الفريق الحكومي، وسرعان ما نشرت قرارهم الثاني المتعلق برفع حظر التنقل بين المدن، وبين المدن والأرياف، وكذا القرار المرفق بالسماح بفتح المحلات التجارية من الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساء. ولم تنس الحكومة أن توجه صفعة للسوريين العالقين في الخارج حيث “تقرر استمرار قرار تعليق قدومهم إلى إشعار آخر، على أن يتم مناقشة هذا الموضوع بعد معالجة جميع الحالات وانتهاء مدة الحجر للمتواجدين في مراكز الحجر”. وكذلك الداخلون إلى سوريا بطرق غير قانونية، فهؤلاء يحجرون لـ14 يوماً، ثم يتم تحويلهم للقضاء، وأيضاً إعادة دوام الجامعات التي يصل تعداد طلاب بعضها إلى عشرات الآلاف، وذكر الفريق أن دوام الجامعات يبدأ من التاسعة والنصف صباحاً، وحتى التاسعة والنصف مساء، وهو أمر غير مسبوق حتى قبل بداية الحرب في سوريا.

إلى جانب كل ما ذكر، أصدرت الحكومة الكثير من القرارات المتعلقة برفع الحظر وآليته، وهي بمجملها قرارات متخبطة، وبعضها متناقض، على ما يقول الكثير من الناس، ومنهم رؤى التي تشكو: “الحكومة تقرر، والشعب ينفذ، والكورونا على وشك أن ينتشر” وتضيف: “خلص إذا بدهم يانا نموت منزت حالنا تحت شي سيارة، مو حابة اعطيهن فرصة ليموتوني بالكورونا”.

قد يكون ما ذكر أعلاه من قرارات مقبولاً لدى بعض السوريين، ولكن قسماً كبيراً رفضه، وعبر عن رفضه على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت منبراً ومكاناً يؤخذ به لقراءة المزاج العام، سيما في سوريا، حيث لا منابر أخرى ليعبر الناس فيها عن آرائهم، ولكن الحكومة تركت الباب مفتوحاً لاحتمال إعلان حظر تام وكامل في أي لحظة، وفق المتغيرات وأهميتها، على ما قالته في تصريح لاحق.

رفض واستنكار

قد يكون لا حصر لما قاله السوريون هازئين بالقرارات هذه، متسائلين كيف يُرفع الحظر وقد بلغ مصابو سوريا بالفايروس 122 مواطناً، بينما كان الحظر مطبقاً بشدة منذ نهاية آذار\مارس وحتى 15 أيار\مايو، حيث سجلت البلاد لذاك التاريخ 50 إصابة فقط، وبعدها سجلت أكثر من 70 إصابة في 12 يوماً، فرفع الفريق المعني الحظر دفعةً واحدة.

” يا أما نحن عايشين ببلد وحكومتنا ببلد تاني، أو أن حكومتنا مبسوطة بالكورونا وحابة تجربه”، يقول ماجد مكملاً: “خلص وصلنا لمرحلة ما بقى قادرين نفهم الحكومة ولا نتفاهم معها، كيف عندن كل هالقدرة يجربوا فينا”. ولا تختلف ريم مع ماجد، فهي ترى أيضاً أن ما يحصل غير منطقي متسائلة عن آلية هذه القرارات: “مين أعطى لهاد الفريق صلاحية التجريب والاجتهاد، هاد وباء عالمي أصاب الملايين، على شو معولة حكومتنا، على وعينا، طيب نحن أثبتنا أننا بلا وعي، شوف مناظر الطرقات بعد ما انرفع الحظر”.

المتنفس الأزرق

اللافت في بعض التعليقات والتدوينات على موقع Facebook هو جرأة الناس على رفض كل ما يحصل، وعادة لا يحصل هذا في بلد كسوريا، واتضح ذلك من تعليقاتهم المباشرة على صفحة رئاسة مجلس الوزراء، حيث قال محمد أشرفي في تعليق له: “يا عمي خلصونا بقى من كورونا، واجتمعوا لتوقفوا انهيار المواطن، اجتمعوا لتوقفوا انهيار البلد، اجتمعوا واعملوا أي شي منيح، مشان الله لا بقى تجتمعوا مشان كورونا”. أما أسماء الدغيم فكتبت: “حلو، بيعدوا بعض وبتنتشر الكوارث، برافو”. وعلاء الدين لم يوفر فرصة للتندر على الفريق قائلاً: “3 إصابات: حظر تجول ووقف الشغل والمدارس والجامعات وكل الحياة أما122  إصابة: الغاء حظر التجول ورجعت الجامعات ووسائل النقل”، وختم تعليقه: “مين لعبان بإعدادات سوريا”. وهنا وجد الكثير من السوريين العالقين في الخارج مكاناً لإرسال آمالهم لحكومة بلادهم أن تعيدهم بسرعة إلى وطنهم، كما قالت شامية علبي: “رجاء ساعدونا بالعودة إلى الشام نحن الزوار العالقين في السعودية بدنا نرجع لعائلاتنا ووظائفنا بسوريا”.

بعض القبول

في تعليقها على صفحة رئاسة الوزراء قالت غزل: “أحلى خبر، أي هيك ها”، أما ريمه الفائز فقد كانت سعيدة: “صار فيي اطلع ع اللاذقية أخيراً”، وتساءل محمد عبيد في تعليق لا يخلو من السخرية: “يعني هلأ منطلع لبرا ونمشي قدام دوريات الشرطة وما بيحاكونا”.

لارا واحدة من المعجبين بالقرارات الصادرة، وتعتقد أن خنق الشعب كما حصل خلال فترة الحجر لن يفيد بشيء، وتقول لنا: “بدنا نتنفس، رح نموت ببيوتنا من الخنقة، يعني خلص شو رح نستفيد، هيك هيك العالم شالحة الكمامات ولا متقيدة أبداً بمعايير السلامة الصحية”. ويتفق مازن معها في تصريحه لنا: “ليش الحبسة بالبيت إذا في عالم خير الله برا مو قابضة القصة وعم تتابع حياتها ولا كأنو في شي”، وتساءل مازن: “انحجر واحبس حالي والعالم برا كأنها ناطرة الكورونا، أي خلص ما بتروح غير عليي شهرين قاعد بالبيت والناس برا بلا وعي”.

الوعي السوري مع وقف التنفيذ

ما أن أعلنت الحكومة الحظر في نهايات آذار\مارس الماضي، حتى راح السوريون يبحثون عن أول شيء يهمهم، وهو استثناء التجوال وغيره من الاستثناءات التي كانت تمنح غالباً بناء على العلاقات والمعارف، وكأن إجراءات الحكومة كانت من باب الخجل أمام دول العالم، غير المكترثة أصلاً؛ ففي الأيام الثلاث الأولى كانت وزارة الداخلية تنشر يومياً أعداد من تم توقيفهم لخرق حظر التجوال، ولكن فجأة توقفت أخبار هؤلاء الذين يجب إيقافهم إذا ما خرقوا الحظر، يبدو أن الفريق إياه قد اقتنع بأن الكثير من الإجراءات مبالغ فيها، فالسوري يكفيه ما يكفيه مما عاشه خلال السنوات الماضية.

صار بعض الناس يستمتعون بخرق الحظر، فالسوري في الداخل يستلذ بأفعال بعينها وهي ظاهرة سورية غير سليمة وترتبط بمفرزات الحرب: “كوصف نفسه بأنه لن يتجرأ أحد عليه”، وعلى هذا نقيس، فشوارع النهار مزدحمة أيما ازدحام، ففي الشهر الأول من الحظر كان يمكن أن تشاهد ارتفاعا نسبياً في معدل ارتداء الكمامة والقفازات بين الناس، في الشهر الثاني صرت محتاجاً للبحث والتدقيق لتعثر على شخص يرتديها، المسألة مرتبطة بالوعي، وربما بحالة التنصل من المأساة، كما أشار “فرويد” مراراً في مؤلفاته.

المأساة الكوميدية

هل يمكن تصديق أن الناس خرجت لتحتفل بإلغاء الحظر، نعم، سجل ناشطون مقطعا مصوراً يظهر آلاف السوريين متجمعين في حي الشعلان الدمشقي وهم يرقصون ويمرحون محتفلين بقرار الحكومة. هؤلاء عينة حقيقية لم تدرس أبعاد القرار، ولا يعرفون من أصدره غالباً، ولكنهم سعيدون على مبدأ الأعمى الذي يقود أعمى، فكل تجمع ولو بدأ صغيراً فسيكبر ويكبر، فضول السوريين يفعل أكثر، ولو أنهم قاربوا الأمر من زاوية أخرى، فهم كان مسموحاً لهم بالتحرك أساساً لغاية السابعة والنصف مساء، ولكن العتب على حكومة جعلت كثيراً من رعاياها يقبلون ما لا يفهمونه.

الحكومة في واد والشعب في واد

ليست هذه أول مرة تصدر فيها الحكومة قرارات “اعتباطية”، وأكيد أنها لن تكون الأخيرة، وقد يكون من الظلم في مكان تعميم الأمر على جميع الوزراء فيها، فثمة وزراء يقومون بعملهم التنفيذي بجدية بعيداً عن الحياة اليومية المباشرة، ولكن هذا ليس موضوع بحثنا، المهم في الأمر هو ما يقوله الناس في الطرقات، لا أحد راض، لا أحد مرتاح، حس الانتقاد بلغ مستويات غير مسبوقة، لقمة العيش لدى الجميع هي الأولوية هذه الأيام. ورغم ذلك فإن ما يحصل في ملف فايروس كورونا ينذر بوقائع سوداء، على اعتبار أن أدنى حقوق السوري أن يسأل عما يحصل مؤخراً، فكيف يخرج شخص من الحجر الصحي الذي يستمر 14 يوماً، يخرج ليكتشف لاحقاً أنه مصاب بالفايروس بعد أن خالط من خالطهم. حصل هذا قبل أيام فعلاً، ومثله ربما حالات ستتكشف مع الأيام، وربما لا، العلم عند الحكومة ، والتي حاولت مستدركةً تحت ضغط الناس أن تبرر الأمر بتصريح يقول: “نتيجة التحليل للحالة الأخيرة كانت سلبية، وعاد للمنزل، ثم ظهرت عليه الأعراض، وتبين إصابته بالفايروس، فقمنا بعزله”، ولكن بعد ماذا، بعد اختلاطه بأهله وسواهم. في حين أشارت “منظمة الصحة السورية”، وهي منظمة محلية غير رسمية أن “هذه الحالة بالتحديد غير مبشرة بالخير، فاحتمال أن يكون هناك عدة حالات مشابهة بين الذين تم تخريجهم من الحجر، وبالتالي من الممكن قريباً أن نرى الكثير من الإصابات المحلية”، وأكملت المنظمة: “نحن اليوم أمام خطر أكبر من ذلك الذي كان مع تسجيل أول إصابة، وقتذاك خضعنا لكثير من إجراءات الحظر ونسبة لا بأس بها من الالتزام، لكن اليوم نحن أمام احتمال انتشار الوباء دون قوانين مساعدة”. ومن باب المنطق يسأل الناس كيف يخرج من لديه واسطة من الحجر بعد  3 لـ 4 أيام فقط، حتى في هذه هناك وساطات (توصيات) في بلد الوسايط؛ فيوماً بعد يوم يتكشف أن كل شيء في هذه البلاد محكوم بالمعارف حتى الكورونا، الفايروس الذي يخشى خبراء انفجار إصاباته بأي لحظة. في ظل كل تلك المعطيات التي صارت أمراً واقعاً في بلد غير مهيأ لأي حدث طبي أكان بسيطاً أم خطيراً، فالإمكانيات الطبية تكاد تكون معدومة، وهذا ما تجلى من سوء مراكز الحجر والتأخر في أخذ المسحات الطبية والكثير من الأمور التي لا تبدأ من الأدوية ولا تنتهي عند التجهيزات.

إذن، الحكومة كعادتها رمت الكرة في ملعب السوريين، وكأنها تقول لهم، النجاة فردية، كل شخص فيكم مسؤول عن نفسه، مُتم أم عشتم، هذه قضيتكم وحدكم.

عيد الفطر في سوريا زمن الكورونا: فرحة مقننة

عيد الفطر في سوريا زمن الكورونا: فرحة مقننة

* تُنشر هذه المادة ضمن ملف صالون سوريا “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات

“عيد بأي حال عدت يا عيد”، هذا مطلع من قصيدة للمتنبي في هجاء أحواله التي تزامنت مع قدوم العيد، ويبدو أن معظم السوريين يتبنون بحسرة هذه المقولة التي تعكس بدقة سوء أوضاعهم في ظروف الحجر الصحي وسط مخاوف من انتشار كورونا الذي اتفق حدوثه مع أهم مناسبة يحتفل بها السوريون في عيد الفطر. وقد غيرت ضرورة اتباع إرشادات السلامة العامة من عاداتهم المحلية وفرضت عليهم واقعاً جديداً وعادات معينة تُغير من طقوس الاحتفال بالأعياد وكل ما اعتادوا عليه خلال عقود، من زيارات أهلية وعناقات بالجملة وقبلات حارة والتنزه في الحدائق، جميعها عادات نسفت من قاموس السوريين هذا العام، ليقتصر الوضع على رسائل معايدات من خلف شاشة الجهاز الخليوي والاستعانة بإيموجي العناق الافتراضي الذي أدرجه مؤخراً الحائط الأزرق كبديل للعناق الحي.  ناهيك عن الأعباء المادية لتكبد نفقات الحلوى وملابس العيد، حيث أصبحت هذه الأشياء صعبة المتناول لا يصل إليها إلا بمشقة شديدة قليلٌ من الناس. وأكثر من يعاني العوز والقلة جراء الظروف الحالية هم الشريحة التي تعمل في وظائف مياومة حيث يحصل هؤلاء الناس على قوت عملهم يومياً وانقطع مصدر رزقهم بسبب جائحة كورونا.

اضطرت سماهر التي تعمل سكرتيرة في عيادة الطبيب إلى أخذ سلفة مالية من عملها لكي تتمكن من شراء ملابس جديدة لابنتها الوحيدة فراتبها لا يصمد حتى منتصف الشهر، لكنها لم توفق كثيراً فاضطرت إلى أن تقصد سوق البالة، وتقول عن وضعها: “ذهبت أمس إلى السوق بعد أن أخذت سلفة بقيمة 15 ألفاً على راتبي عند طبيب العيون الذي أعمل لديه واشتريت بها بنطال، جينز بـ 10 آلاف ليرة، أما الباقي فاشتريت به قميصاً قطنياً من سوق الملابس المستعملة لأن ثمنها أرخص”.

 أما سلمى فليست بأفضل حال، فقد اشترت ثياب العيد لطفليها بالتقسيط بعد معركة طويلة خاضتها في إقناع البائع الذي استسلم أخيراً ووافق على بيعها رأفة بحالها، وتوضح معاناتها: “لم يتوفر معي المال الكافي لشراء الملابس، إلا أن البائع وافق على بيعي إياها بالتقسيط على دفعتين بعد أن أعطيته مبلغ 10 آلاف ليرة كدفعة أولى، والثانية بعد العيد مباشرة”.

 أما رهف فلم تتمكن من اقتناء ثياب جديدة لابنتيها بسبب توقف زوجها عن العمل على خلفية جائحة كورونا، وتُفسر حالها: “لم أشتر لطفلتَي أي ملابس جديدة هذا العيد، واكتفيت بثيابهما القديمة، فلدينا أولويات أخرى كدفع أجرة المنزل ومصاريف الطعام والشراب، لاسيما أن عمل زوجي تراجع كثيراً خلال فترة الحجر الصحي، حيث يعمل خياطاً وبقي محله مغلقاً لمدة شهر ونصف، أما راتبي الذي لا يتجاوز 25 ألف ليرة كسكرتيرة طبيب نسائية لا يكفي لسد نفقات أول أسبوع من الشهر”.

 وبالنسبة لفراس الذي يعمل في مكان يحسده عليه الكثيرون، وهو موظف في بنك خاص، فقد اضطر إلى المفاضلة بين صيانة سيارته وشراء الملابس، مرجحاً الكفة الأولى، علاوة على الأسعار الجنونية التي تحتاج إلى راتب بأكمله لشراء بدلة كاملة (بنطال ـ كنزة ـ حذاء)، ويعقب بالقول: “بالرغم من أن راتبي يُعد جيداً، لكنني لا أستطيع تحمل نفقات تصليح السيارة وشراء الملابس في آن معاً، فالأخيرة أصبحت غالية جداً لا تتوافق مع نوعيتها الرديئة التي تهترئ بسرعة، وفي حال قررت شراء ثياب فستكون حتماً من البالة لسعرها المناسب وجودتها المتميزة ناهيك عن التزامات أخرى أكثر أهمية كدفع أجرة المنزل أو توفير بعض النقود للزواج”.

سياسة التقنين لحلوى العيد 

اعتاد بعض السوريين على شراء حلويات العيد من المحلات، إلا أن البعض منهم تخلى عن هذا الخيار خوفاً من انتشار فيروس كورونا أولاً، ولغلاء سعرها ثانياً. أما من كان معتاداً على صنع الحلوى في المنزل فاتبع سياسة التقنين في المقادير بسبب كلفتها الباهظة، كسمر التي قلصت كمية الحلوى إلى النصف، حيث تَعَوَّدَت على إعداد كميات كبيرة إلا أن هذا العيد كانت تجربتها مختلفة وعن هذا تقول: “لا قيمة للعيد بدون حلوى، لم أعتد على صنع كميات صغيرة منه، ولكن يبقى أفضل من صنع لا شيء، فأسعار مكونات الحلوى باهظة للغاية لا يمكن تكبدها، أما شراؤها جاهزة فسعرها مضاعف، حيث بلغ سعر كيلو المبرومة 35 ألف ليرة “. في حين استبعدت شيرين مادة الفستق الحلبي من لائحة حلويات هذا العام نظراً لكلفتها العالية التي يصل سعر الكيلو الواحد منها إلى راتب موظف لمدة شهر والاستعاضة عنها بالتمر: “اكتفيت هذا العيد بصنع الحلويات المحشوة بالتمر والجوز فقط وبكميات مقننة على غير العادة، أما تلك المملوءة بالفستق فنسفتها من قائمتي فور علمي بسعر الكيلو الذي بلغ 45 ألف ليرة”.

هذا واتجهت بعض العوائل السورية ممن لا يستطيعون تكبد نفقات الحلويات إلى ابتكار وصفات تقشفية والاستعانة بالمواد الأولية وتقديمها إلى مائدة الضيوف كحلوى تقول لانا وهي أم لثلاثة أطفال: “استعنتُ بوصفة جدتي البدائية وغير المكلفة والتي تُدعى التمرية حلوى الفقراء، وهي عبارة عن كرات من التمر يوضع معها ملعقة من السمن لجعلها متماسكة، ثم دحرجتها بوعاء من السمسم أو جوز الهند، بعد ذلك توضع  في الفرن ثم  يرش عليه بعض السكر، فالرمد أفضل من العمى”.

مسافة أمان

قررت ميس شراء منامة للمنزل لكونها على يقين بأنها لن تخرج خلال أيام العيد، فساعات حظر التجول تبدأ من الساعة السابعة مساء وهو الوقت الأمثل للخروج، لينحصر الأمر على استقبال الضيوف من المقربين، وهو ما يستدعي شراء منامة بمظهر لائق، بينما تؤيدها نيرمين فتنشر منشور على (الفيسبوك) تسأل فيه بجدية بالغة عن محل لبيع ملابس نوم أنيقة وبأسعار مناسبة واتخاذها كملابس للعيد.

أما فيما يتعلق بالزائرين فأعدادهم انخفضت هذا العام، واقتصرت لائحة الضيوف على المقربين جداً ورافقها إرشادات بإطلاق القبلات الهوائية دون لمس الشخص وعدم المصافحة مع الحرص على ترك مسافة أمان بين الضيوف. ويقول غيث عن واقع العيد في زمن الكورونا: “فرض علينا فيروس كورونا عادة جديدة مغايرة لتلك التي اعتدنا عليها وهي المصافحة والتقبيل المبالغ فيه، خاصة وأن هذه العادتين تدلان في مجتمعنا على التعبير عن مشاعر الود والمحبة للآخر، كنا جالسين ومسافة متر تفصل بين أفراد عائلتي، فنحن مجبرون على تفهم الواقع المفروض، لكننا في الوقت ذاته تعودنا عليه”.