سوريا في أسبوع، ٢٣ كانون الثاني

سوريا في أسبوع، ٢٣ كانون الثاني

عفرين وابو الضهور؟

18-19 كانون الثاني (يناير)

بدأت تركيا عملية عسكرية في منطقة عفرين ذات الاغلبية الكردية التي تخضع لنفوذ “وحدات حماية الشعب” الكردية. كما اقام الجيش الروسي مركزا عسكرياً فيها.

وأشارت “وحدات حماية الشعب” الكردية أن القصف بدأ على القرى في المنطقة. وكانت تركيا قد صعدت في وقت سابق من تصريحاتها حول القيام بحملة عسكرية ضد عفرين وترافق ذلك مع حشد القوات التركية على الحدود مع سوريا. كما أرسلت تركيا رئيس أركانها إلى روسيا للحصول على الموافقة الروسية في شن حملة جوية على عفرين في ظل وجود مراقبين روس فيها. علماً بأن الحكومة السورية على لسان نائب وزير الخارجية السوري هددت بإسقاط أي طائرات تركية تدخل الأجواء السورية. (رويترز)

وقال مسؤولون ان موسكو لم توافق على السماح للطيران التركي في دعم فصائل “الجيش السوري الحر.” لكن انقرة قدمت الدعم المدفعي للفصائل، كما حصل في عملية “درع الفرات” التي اقامتها تركيا شمال حلب.

وتظهر تعقيدات الموقف في ظل تحالف الأكراد مع الولايات المتحدة حيث شهدت العلاقات بين أنقرة وواشنطن توتراً حاداً نتيجة هذا التحالف بعدما فشلت تأكيدات الإدارة الأميركية في إقناع الجانب التركي بأن لا نية لديها لتشكيل «جيش كردي» في المنطقة. وحثت وزارة الخارجية الأمريكية تركيا الخميس على عدم القيام بعمل عسكري في منطقة عفرين ومواصلة التركيز على محاربة “داعش”. (رويترز)

ولوحظ ان بدء عملية عفرين تزامن مع سيطرة قوات النظام على مطار ابو الضهور في ادلب. هل هذا يشبه التزامن بين سيطرة قوات النظام على شرق حلب وتقدم فصائل تدعمها تركيا في “درع الفرات”؟

الجيش الاميركي باق في سوريا لتحقيق 5 أهداف

17 كانون الثاني (يناير)

صرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون أن قوات بلاده ستبقى في سوريا لفترة طويلة بعد هزيمة “داعش” لتحقيق خمسة اهداف، هي: منع عودة “داعش”، انهاء النفوذ الايراني، الدفع لحل سياسي، عودة اللاجئين والنازحين السوريين، منع استعمال السلاح الكيماوي.

وردّت دمشق على إعلان تيلرسون أن إبقاء قوات أميركية لفترة غير محددة في سورية هي مسألة حاسمة بالنسبة إلى استراتيجية واشنطن في هذا البلد. حيث أكدت وزارة الخارجية السورية أن الوجود العسكري الأميركي «غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية»، مضيفة أنه «يهدف إلى حماية تنظيم داعش الذي أنشأته إدارة (الرئيس السابق) باراك أوباما». (الحياة)

وكانت إدارة أوباما قد خاضت جدلاً واسعاً قبل قرار الانسحاب من العراق ، ولا يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية واضحة في عهد ترمب مع تباين التصريحات حول العلاقة مع روسيا ودور الولايات المتحدة في المنطقة.

فيينا …… وسوتشي!

19 كانون الثاني (يناير )

الجزيرة

أعلنت “الهيئة العليا للمفاوضات” في المعارضة السورية موافقتها على المشاركة في الاجتماع القادم في فيينا يومي 25 و26 الشهر الجاري. كما اعلنت دمشق نيتها ارسال وفد الحكومة الى المفاوضات التي نقل مكانها من جنيف الى مقرر الامم المتحدة في العاصمة النمساوية.

وأشارت الهيئة إلى أن مشاركتها في اجتماعات فيينا يومي 25 و26 من الشهر الجاري تأتي في إطار التأكيد على المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة. وفي وقت سابق  أعلن رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا الخميس خلال  زيارته لدمشق أن الحكومة السورية ستحضر المحادثات التي ترعاها المنظمة الدولية في فيينا الأسبوع المقبل.

ويستعدّ طرفا النزاع السوري للمشاركة في محادثات فيينا (بدل جنيف لأسباب لوجستية) يومي 25 و26 الجاري. بالرغم من التطورات العسكرية في إدلب وحرستا وعفرين. وكانت جولة جنيف الثامنة عقدت دون تحقيق تقدم.

في الوقت نفسه وواصلت روسيا الحشد لمؤتمر «سوتشي» عبر إعلان عزمها على دعوة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى حضور المؤتمر بصفة «مراقب»، فيما لا تزال تنتظر الردّ التركي النهائي على لائحة مدعوين أعدتها موسكو، لتبدأ بعد ذلك بتوجيه دعوات الحضور إلى الأطراف السورية.

ونفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تأجيل انعقاد المؤتمر، وأكد أن موعده لا يزال قائماً في 29 و30 الجاري، وكشف عن عقد لقاء روسي– إيراني– تركي على مستوى نواب وزراء الخارجية السبت في سوتشي، للتباحث في الاستعدادات للمؤتمر.

سوريا في أخر الدول… حرية

18 كانون الثاني (يناير )

فريدوم هاوس

أشار تقرير الحرية في العالم الصادر عن “فريدوم هاوس” أن الديمقراطية تواجه مأزقاً حاداً على المستوى العالمي، مع تدهور المعايير الديمقراطية في أميركا بطريقة متسارعة وسلطة القانون وحريات الصحافة وسلطة القانون وإمكانية تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة في 71 دولة مقابل تحسنها في 35 دولة فقط.

ويصف التقرير سوريا بالدولة “الممزقة بحرب أهلية”، ويشير إلى الحالة الكارثية للحقوق السياسية والحريات العامة منذ بداية النزاع. بالإضافة إلى سوريا أشار التقرير إلى الحالة المتدهورة للحريات في منطقة الشرق الأوسط وصنف دولاً مثل جنوب السودان والسعودية والسودان وليبيا والبحرين واليمن وإيران والإمارات من بين أسوأ عشرين دولة في العالم في مجالات الحريات.           

الإصلاح الإداري وتجاوز الحرب!

13 كانون الثاني (يناير)

طرحت الحكومة السورية منذ العام الماضي قضية الإصلاح الإداري كاستراتيجية لتطوير الأداء الحكومي واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاستثمار في العنصر البشري ومكافحة الفساد. وفي هذا الإطار عقد في جامعة دمشق أعمال مؤتمر “المشروع الوطني للإصلاح الإداري.. مقومات النجاح في سورية ما بعد الحرب” والذي نظمته الجمعية البريطانية – السورية. وناقش المؤتمر أهداف المشروع الوطني للإصلاح الإداري ومتطلبات نجاحه من موارد وخبرات ومهارات وكيفية الوصول إليها والافادة منها ودور المشروع في تحسين أداء الأجهزة المالية والقضائية ودور التقانة المعلوماتية في المشروع وآليات إصلاح الكوادر الإدارية والحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع السوري وحمايتها وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والوصول إلى معايير التوظيف وقضايا أخرى تهم المجتمع السوري وتحقق التنمية المتكاملة بين جميع القطاعات.  (سانا)  

وكانت الحكومة السورية طرحت مقاربة مماثلة تركز على الإصلاح الإداري في بداية الألفية مع دعم فرنسي في حينها لتطوير عمل الإدارات العامة لكن المشروع لم يكتب له النجاح في ذلك الوقت ولم تكن البلاد تعاني من حرب طاحنة بدون أفق قريب للحل بالإضافة إلى النزاع السياسي والعسكري والتدخل الإقليمي والدولي والآثار المدمرة اقتصادياً واجتماعياً وتحدي اللجوء والنزوح.      

تراجع في عدد طلبات اللجوء إلى ألمانيا خلال 2017

16 كانون الثاني (يناير )

تراجع عدد اللاجئين الوافدين  إلى ألمانيا في العام 2017 إلى 186 ألف مقارنة ب 280 ألف في العام 2016 بحسب أرقام رسمية نشرت الثلاثاء، في خضم الجدل حول العام سياسية الهجرة التي ستتبناها الحكومة الألمانية المقبلة. ومعظم الوافدين في العام الفائت من سورية والعراق وأفغانستان لطلب اللجوء. وكانت ميركل قد تبنت سياسة منفتحة على استقبال اللاجئين منذ 2015 مما سبب جدلاً سياسياً واسعاً في ألمانيا. (الحياة)

ويذكر أن أعداد اللاجئين في أوربا انخفضت بشكل كبير بعد عام 2015 وخاصة بعد الاتفاق الأوروبي التركي على تقديم مساعدات لتركيا مقابل الحد من تدفق اللاجئين.  

سوريون يتجمدون حتى الموت على حدود لبنان

19 كانون الثاني (يناير)

ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء إن قوات الدفاع المدني بالتعاون مع قوات من الجيش انتشلت جثث ثلاثة عشر سورياً قضوا في العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان أخيراً، بينما كانوا يحاولون عبور الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا بشكل غير قانوني. وقالت القوات إنها أنجزت المهمة رغم “الظروف المستحيلة” التي جرت فيها عملية انتشال الضحايا. (بي بي سي عربي)

وكانت تقارير أممية أشارت إلى تراجع عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى أقل من مليون شخص معظم يعاني من الفقر والمديونية. علماً بأن الحكومة اللبنانية توقفت منذ عام 2015 عن تسجيل أي لاجئين سوريين.  

خصخصة الإعمار على المستوى المحلي

15 كانون الثاني (يناير)

سمح المرسوم  19 لعام 2016 للمحافظات والبلديات بتأسيس شركات قابضة خاصة مساهمة تستطيع استثمار أملاك المحافظة/البلدية وحقوقها في تخصيص الأراضي بشكل مباشر أو عبر التعاقد مع شركات خاصة أو عامة دون اللجوء إلى إجراءات التعاقد الملزمة للقطاع العام. وتمثل شركة دمشق الشام القابضة أولى مفرزات المرسوم مما يشكل خصخصة دون ضمانات كافية أو رقابة من الجهات العامة.

وتمثل “مدينة ماروتا” المتوقع بناؤها في منطقة المزة (بساتين الرازي) أحد المشاريع الذي استقطب العديد من المستثمرين في القطاع الخاص كان آخرهم العقد مع شركة “طلس للتجارة والصناعة” لاستثمار أربعة مقاسم في “ماروتا سيتي” بقيمة تصل إلى 23 مليار ليرة سورية.

 وتبلغ مساحة المقاسم الخاصة في شركة “طلس” بحدود ألف متر مربع، وستقوم الشركة ببناء وإكساء المقاسم، وستتنوع الاستثمارات بين السياحية والتجارية والتكنولوجيا والخدمية. وتبلغ حصة دمشق القابضة 75 في المئة مقابل مساهمات عينية وحصة شركة “طلس” 25 في المئة مقابل مساهمات نقدية.

ويأتي توقيع عقد الشراكة المذكور بعد توقيع “دمشق الشام القابضة” عقد مع رجل الأعمال السوري مازن الترزي لاستثمار المول بقيمة 108 مليارات ليرة سورية. كما كانت “دمشق الشام القابضة” أعلنت، في 27 آب (اغسطس) الماضي، توقيع عقد مع شركة “أمان دمشق” المساهمة المغفلة الخاصة بـ150 مليار ليرة واستثمار ثلاثة أبراج وخمسة مقاسم سكنية في “ماروتا سيتي” (الاقتصادي، عنب بلدي)

المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء العرب

يعقد اجتماعه الدوري في دمشق

بالرغم من الوضع السوري المأساوي، والحرب المستعرة، وخراب المدن، وتمزق المجتمع، استضافت دمشق الاجتماع الدوري للمكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وذلك في قاعة أمية بفندق الشام.

وضمت الوفود المشاركة باحثين وشعراء يمثلون اتحادات وروابط وأسر وجمعيات أدبية عربية قدموا نتاجاتهم الفكرية والإبداعية خلال يومين (١٣١٥ كانون الثاني\ديسمبر).

وفي كلمته حرف الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب الشاعر حبيب الصايغ الأنظار عما يجري بطريقة خطابية مألوفة في الداخل السوري، داعياً الكتاب المجتمعين أن يكون شعار المجتمعينالكلمة من أجل فلسطين، كل فلسطين.”

وذكرت صحيفة الثورة السورية في عددها الصادر في ١٩\١\٢٠١٨ أن كتاباً ومثقفين عرباً أكدوا أن اختيار مدينة دمشق مكاناً لعقد اجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يدل على أن جسد الأدباء والكتاب العرب بدأ بالتعافي وإعادة الاعتبار إلى  ثقافة المقاومة. هذا وقد أدلى مفتي الجمهورية بدلوه قائلاً في تصريح صحفي إن الاجتماع هو اجتماع للعرب وإشارة على أن الغمة قد زالت وأن سوريا ستعود إلى دورها القيادة وتقود العرب وتستعيد كرامتهم.هذا وقد وزعترابطة الكتاب السوريينبياناً مفتوحاً للتوقيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر موقعها الرسمي أدانت فيه اجتماع الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب في دمشق، ووصفته بأنه عار غير مسبوق ووقع البيان عدد كبير من الكتاب العرب في شتى البلدان وفي المغترب.

نجوم شباك نشرات الأخبار

نجوم شباك نشرات الأخبار

الحرب السورية التي هبت كالريح حملت معها عوامل تعرية حقيقية للمجتمع، والظاهرة الأسوأ التي قامت الحرب السورية بتعريتها، هي أنّ كل مواطن سوري كان يحمل داخله ديكتاتوراً صغيراً يمارس مساحة ديكتاتوريته بحسب حجمه (الأب الذي يقمع ابنته، الزوج الذي يخرس زوجته، الصديق الذي يقصي صديقه و لا يسمح له بالتعبير عن رأيه و هكذا…). هذا الديكتاتور الصغير بيّن لنا أنّ البلاد بحاجة ل23 مليون حراك ومن بعدها حراك واحد كفيل بإنهاء الديكتاتورية بكل أشكالها، كما عرّت الحرب مقدار المناطقية والطائفية والانفصالية والتشبيح والتدعيش الكامن في وجداننا الذي تمّ إفساده مع الزمن مما يكشف أنّ أمراض قرن لا بل قرون بحاجة لقرن ربما للتخلص منها، ذلك الذي كان من شأنه إعادة إنتاج الديكتاتوريات في كل أطراف البلاد، فقامت داخل سوريا سوريات صغيرة لكلّ منها فرع أمن الدولةو فرع فلسطينوفرع الأمن العسكرييضاف لها فرع حماية الطقوس الدينيةوفرع تنفيذ أوامر الله في أرضهوغيرها! ومن الملفت للنظر أنّ الشعب ذاته هو الذي يؤيّد خانقيه، فتجد كل ديكتاتور له شبيحتهمن الشعب، ومن تراه وسطياً إذا ذكر هذا تجده شبيحاً فيما لو ذكر ذاك، و طرق القمع و الإقصاء والإبعاد هي ذاتها، والاتهامات جاهزة وسريعة والمبررات سهلة، فمن السهل أن يتهم أحدهم مشجعي منتخب كرة قدم بالخائنين، وأن يجد آخر مبرر لقصف دمشق لأنّ قرية ما تقصف، بينما يصرخ آخر أنّه سيحاسب سكان دمشق وحلب وحماة المدينة والسويداء والساحل ونصف سكان حمص المدينة والعشائر والأكراد…..، يريد أن يحاسبهم كلهم باسم الشعب السوري بينما ينسى أنّه ذكر في فحوى كلامه الشعب السوري كله، هذا لا يصدر عن مؤسسات أو قوى أو أحزاب أو فصائل عسكرية، إنّه يصدر عن شاعر و سائق تكسي و صاحب مطعم وعامل نظافة وبائع خضار.

عرّت هذه الحرب كثيراً من الديكتاتورية والإقصائية والقمعية والتوحش و التسلط و الطمع في دواخلنا، على أنّ أسوأ ما طغى على السطح الفكر الراديكالي الذي لم يبرأ منه رقم يدعو للتفاؤل، فالواقع الديني الراديكالي حاضر في جميع الطوائف (جبهة النصرة، داعش، حزب الله، كتائب أبو الفضل العباس، فرق الشبيحة إلخ) ولكنّه مفيد لمن يريد التحكم به لدى الأكثرية أكثر منه عند الأقليات لأنّه قادر على خلق ما يسمّى بفوضى الجمهور التي تنتشر كالنار في الهشيم وتحصد كل ما يمكن زرعه لذلك تم استغلالها ودعمها استخباراتيّاً من الخارج والداخل معاً ليظهر الجمهور بالصورة التي ظهر بها، فمن الضروري جداً إظهار الجمهور بهذه الصورة فهذا من شأنه أن يترك حجة للدول الغربية لإعادة تموضعها في بقعة جغرافية يشكل شعبها الخطر وليست الحكومة، ومفيد للحكومة التي تريد إطفاء الشرعية على نفسها من جديد، ومفيد كل من يريد استباحة هذه الأرض التي لا حق فيها إلّا لشعبها إن كان هذا المستبيح مستبداً أو غازياً على أنّ المصيبة أنّ القاعدة الأساسية لهذا التطرف كانت قاعدة شعبوية والتسويق الأول هو تسويق شعبوي و كأنّ الشعب ينتحر بمحض إرادته!

وهذا كلّه يقودنا إلى أنّ سوريا تتجه لإعادة تركيز للسلطة المركزية في دمشق بيد النظام الحاكم كحالة شكلية محضة مع تقسيم للنفوذ على المحتلين والمستفيدين كلّ حسب حصته كمّا أنّها تتجه لمكان سيفاجئ كل مراقب لوضعها لأنّ ما يحدث من تورم يزيد بشكل مركب فالمشكلة تجر مشكلة والعنف يجر عنفاً أكبر والانهيار يجر انهياراً أعم هذا على المستقبل القريب، وتتجه لنهضة واسعة المجالات، وقد يظن البعض هذا الكلام ضرباً من الخيال أو محض مبالغة إلّا أنّ سوريا تحمل اليوم مقومات النهوض بشكل لا يمكن تصوره:

1- خبرات عملية متوزعة على دول العالم ولغاته فكل سوري حالم يحمل داخله تجربة واسعة تعلمها طوعاً أو كرهاً لا بد وأن ينقلها طوعاً أو كرهاً حين يعود إلى بلاده.

2- الشعب السوري عاش الأسوأ وهذا من شأنه أن يجعله أكثر سعادة مع الأقل سوءاً مما سيحفز على الإنتاج وتحرك عجلة الاقتصاد.

3- سوريا أصبحت دولة عالمية كما لم تكن منذ قرون فهي خبر أوّل وخيار أوّل ونجم شبّاك نشرات الأخبار مما يعطي لها الفرصة للظهور على أنّ الصدق يُلزمني أن أقول أنّ هذا البند غنيمة بقدر ما هو غريمة على البلاد.

4- النهر السياسي والاجتماعي لا يمر من نفس المجرى مرتين إذ أنّه لا عودة لركود الماضي وروتينه فلا بد للمستقبل أن يفرض معاييره شاءَ من شاءَ وأبى من أبى.

5- لو تعلم الشعب السوري 10% فقط من أخطائه لكان هذا أجمل ما في الأمر فكما يتوجب فإن الشعب السوري الآن يعرف من عدوه ومن صديقه ولم يعد عاطفياً يسخر منه من شاء الانتفاع والطمع أو يضحك عليه حاكم ما بممانعة أو استعداد لحرب لن تحصل.

هذا كله يؤكد أنّ جيلنا خسر سوريا للأبد بينما ستكون الأجيال القادمة محظوظة بسوريا أفضل من سوريتنا وأفضل من سوريّة آبائنا.

ماذا عن الوطن؟

ماذا عن الوطن؟

 الوطن كلمة سهلة اللفظ والترجمة، لكن بالرغم من هذه السهولة ووضوحها في كل اللغات، إلا أنها عصية المعنى والفهم على من لم يفتقدها، أو من لم يجرب أن يختبئ أو يغيرها بأوطان أخرى تحت ظروف الهجرة أو اللجوء أو غيرها من الأسباب.

تغيير الوطنأو كما يسميه البعض تغيير المكان، هو التآلف القسري مع ظروف وعناصر جديدة، وليست بالضرورة مختلفة هي فقط جديدةبالمعنى المجرّد ونحن نراها كذلك (مختلفة) لأنّنا بداية نقع تحت وطأة الدهشة واكتشاف المكان واللغة، وإذا لم يكن لدينا القدرة ولا نمتلك المرونة والوعي الكافيين من البداية لنتعامل معها على أنها جديدة وقعنا بشرك الوطن المفقود للأبد، لأننا بذلك نخسر الوطن الأصلي، ولا نستطيع أن ننتمي للمكان الجديد، فالتّعامل مع الأشياء من منطلق الاختلاف المطلق يعرقل فهمها، وعليه نسأل كيف ننتمي إلى هذا الوطن أو غيره؟ هل بإمكاني أن ألبي حاجة الانتماء إلى مكان آخر؟  وأسئلة كثيرة ممكن أن تطرح ضمن هذه الفكرة.

ولكن الجدير بالملاحظة هو أنّ المعاني المختلفة لكلمة وطن في اللغات الأخرى لم تأت فقط من اختلاف في اللفظ أو المعنى، بقدر ما هي فهم وترجمة الانتماء لهذا المكان أو ذاك، فمن أجمل الترجمات لكلمة وطن هي باللغة الانكليزية التي تعبّر عنه بـ Home أي المنزل أو البيت في المعنى الحرفي للكلمة لكن في المعنى الواسع هو الوطن أو الأرض Home land، تجذبني الكلمة لأن اعتبار الأرض التي ولدت فيها صدفة وبدون أي خيار هي المنزل الكبير المطلق الذي يكمل وجودنا وجوده! فهذا ارتباط وثيق وشاعري جدا ودليل انتماء قوي وحقيقي للمكان، وهذه الكلمة لديها القدرة أن تعطيك الفهم لماذا بعض الشعوب تسبق غيرها في الحضارة والتراكم المعماري والفكري والسياسي وغيره، وعلى هذه العناصر وهذا المفهوم ممكن أن نقيّم انتماءاتنا إلى هذا المكان أو غيره، سواء كان انتماء قومياً سياسياً أو هو مجرّد حب ورغبة في المكان.

الزمكان – Time Space

  إنّ المفهوم الفيزيائي الذي أطلقه آينشتاين في النظرية النسبيّة العامة عام  1915 يقول: إن الزمن هو قياس للتغيّر الذي يحصل داخل المكان، بأربع أبعاد هي ثلاثة و رابعها الزمان، فسلسلة التغيرات التي تكوّن حياتك تحصل خلال وقت ما وفي مكان ما، هي المعنى الدقيق لـالزمكان؛ عبارة عن دمج للمفهومين معاً ضمن استمرارية معينة“: الأبعاد المكانية الثلاث، بالإضافة إلى البعد الرابع الزمن، في الوقت الذي نمتلك فيه القدرة على التحكم بالأبعاد الثلاث الأولى (الارتفاع، العرض والعمق)، يبدو أننا لا نستطيع التحكم، أو التنقل عبر الزمن.

 طبعا هذا بنظري ليس مجرّد قانون فيزيائي بل هذه هي الثغرة أو الرابط العجيب الذي صنّفه البشر على أنّه قانون هو تفسير مقنع للحظة بتعلّقنا في هذا المكان أو غيره، الأحداث والتفاصيل اليوميّة التي تجعل الوقت يمشي للأمام بشكل يصنع: ذاكرتنامزاجناأحجامنا ضمن هذا الفضاء الذي بدوره يتكوّن ويأخذ شكله وطاقته  من عوامل أخرى أهمّها العمارة، من منّا لم ينتابه شعور غريب عندما يدخل مدينة ما لأوّل مرة؟ من منّا لم يكوّن انطباع لمكان ما يتكرّر كل ما ارتاده.

وهكذا يحصل بعلاقتنا بالمدن الشعور الذي يشبه النشوة عندما تزور مدينة تحبها أو تشعر فيها بالراحة، لذلك نرى في الفن أنّ من أعرق وأصعب الأفلام السينمائيّة هي الأفلام التي تتكلّم عن المدن وتستطيع عبر الشاشة أن تنقل لنا هذا الشعور الذي ينتابنا حيال الأمكنة.

  إنّ أحد أهم العوامل التي تؤثر بشكل المكان هي العمارة من أشكال البيوت إلى أشكال الأحياء إلى شكل المكان بالكامل، إن البيوت تطبع أصحابها فغالبا نظن العكس أنّ الإنسان يؤثر في المكان، ربمّا في مرحلة من مراحل الحياة كانت العلاقة متوازنة بين الإنسان والمكان، لكن اليوم هو العكس تماما، إنّ المدن التي عمارتها تكون حجريّة غالبا ما يكون أصحابها لا يملكون المرونة في التعامل، و كذلك أيضا في المدن التي تسكن قرب السواحل.. والأمثلة كثيرة.

إذاً، هوّة المشاعر التي نقع بها حيال مكان أو آخر هي لحظات صغيرة تمر بخفة الغبار، تصنع لنا تفاصيل و أحداثاً ضمن ذاكرة بصريّة للدماغ يلتقطها دون فعل إرادي من الإنسان ضمن هذا الفضاء الذي اكتشف سرّه آينشتاين، فتجد نفسك ترغب في الأمكنة كما ترغب في حبيب أو شريك.

الوطن.. المواطن.. المواطنة..

  في اللغة العربية هذه المفاهيم يكاد فهمها أكثر تعقيداً، ولا سيما بعد الحرب السوريّة في السنوات السبع الماضية، فعدنا لطرح الأسئلة البديهيّة: هل أنا مواطن؟ كيف أمارس حقوقي وواجباتي؟ ما هي المواطنة؟

خلال نقاشي مع بعض الأصدقاء من جنسيات مختلفة تبيّن أنّ فهمهم للمواطنة هو أن تكون مواطن لديك بطاقة وطنية (الهوية) وجواز سفر وجنسيّة البلد الذي تعيش فيه بهذه الشروط تكون استكملت شروط المواطنة، فكان من الصعب أن أشرح لهم كيف كنّا مواطنين بلا مواطنة في عرين الأسدو عائلته، ففي طيّات ملفات الفساد و سجون التعذيب والترهيب والعنف الذي يبدأ من الأسرة مروراً في المدرسة انتهاءً في الجامعة، يصعب أن نشعر بأننّا ننتمي لهذا المكان الذي يشبهنا للحظة و يخالفنا للحظات، فبين فكّي الكمّاشة نجد أنفسنا في غُربة، في أماكن بديلة يمكن أن تكون لنا مشاريع  أوطان أخرى و ربّما لا، ونتذكّر رغبتنا في المكان المعذّب الذي جئنا منه والذي في نفس الوقتكنّا نعاني منه كآبةً وغربة ونحن فيه.

خليط المشاعر هذا هو نتيجة لما ذكرته سابقاً وهو انصهار ذواتنا في المكان، لكن مع دمشق الحالة أعقد، وهي انصهار الذات في المكان المعذب، فلا أنت لديك القدرة لمغادرته أو لديك القدرة للاستمرار فيه.

ماذا عن الذاكرة؟

  الآن في الأماكن البديلة للوطن، أنت مطالب أن تخلع عنك ذاكرتك لضمان الاستمرار، شخصياً، لا أستطيع أن أتخيّل تقاطع ساحة الأمويين المميتو أنا في القطار الجميل الذي سيأخذني إلى مكان مرتّب وجميل، لكن في المقابل أنا لا أستطيع تخيّل أن يكون هناك مكان جميل وحميمي بجمال حي القنواتفي دمشق، ولكن لضمان الاستمرار في هذا الوطن الجديد قررت أن أنشئ علاقة تلوح بداياتها في النجاح، وهذا لا يعني تبديد ذكرى بذكرى، بل بناء علاقة حميمة مع المكان الذي سيصبح مع الوقت ليس جديد ويراكم ذكريات أيضاً.

ذواكرنا حاضرةوهنا تكمن المشكلة، لو لم يكن هناك بيانات رقميّة نستطيع من خلالها في أي لحظة رؤية الحي الذي كبرنا فيه أو المدرسة أو المكان الذي كان لنا فيه أوّل موعد غرامي في كبسة زر فقط!

سمعت أحد الأصدقاء يقول مرّة إنه من غير المنصف أن أحوّل شيء من روح وحياة وبشر إلى بضعة ميغات صغيرةإلى هذا الحد ذاكرتنا رخيصة؟فأجبته بالعكس هذه الميغاتتحفظها لك من الزوال النهائي مع الدقة المطلوبة، وبعد تفكير في ما قاله، أرى أنّ لديه الحق، ربّما، هو قصد الإحساس والناس والذاكرة والتفاصيل التي من الصعب أن تترجمها صورة أو ملايين الصور، نترجمها فقط بحضورنا الملموس مع اللحظات، الضجيج بين المباني العشوائية تحت الشمس الحارقة بين عربات الخضار العشوائية، بمعنى أنّ هذه التّراتبيّة الغير مقصودة لا تكتمل كذكرى أو كشهوة إلا بالحضور الشخصي لأصحاب المكان أو سكّانه، لذلك نحن نقع بشهوة الأمكنة عن بعد.

بالنهاية الأوطان والانتماءات والذكريات والجغرافيا لا تحتمل المزاودة بالمشاعر من أحد، ولا أحد يستطيع أن يقيّم الشيء إلا فاقده، وفاقد الشيء لا يعطيه: ينتظر.

كنت أخاف المسلمين وكل من كانوا لا يحملون ديانتي

كنت أخاف المسلمين وكل من كانوا لا يحملون ديانتي

يوميّات إلا قليلاً!

حمص 2011

من مكان يعيش فيه الأحياء كالأموات

من مكان قطعوا عنه كل شيء يضج بالحياة

باب السباع تلك البقعة التي يستخدم أبناؤها قلوبهم لإنارة الطرق

تلك البقعة التي أصبحت حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة،

تلك هي حارتي التي تبكيني كل موت وأبكيها كل مساء،

من هنا نشأت وبدأت حكايتي مع الحرب والدمار

صباح الجمعة 2011

أصوات الطلق الناري تعلو.. لم يكن الصوت مألوفاً،

الحي يسوده التوتر لا أحد يمشي في الشارع الكل يركض باتجاه بيته.

لم يسأل أحد من أين أتت أصوات الرصاص وكأن الجميع يعلمون أنها بداية الحربفي ذلك اليوم لم أنم. كان مشهد الجثث التي تم سحبها في الشارع الذي يقبع تحت منزلي كفيلة بإصابتي بالأرق

الحرب تتصاعد مع تصاعد الأرواح والشهقات الأخيرةعيوننا أنا وعائلتي مسمرة على التلفاز وكأننا ننتظر إصدار الحكم علينا!

جميع الإذاعات تتكلم عنا.. نحن القابعين هنا بين أصوات المدافع والرشاشات.

لبيتنا رائحة الكبريتجميع أفراد عائلتي في حالة ترقب وتوتر.

أبي طريح الفراش فقد كان يعاني من الديسك والتهاب في الفقراتمنعه الأطباء من الحركة على إثرها.

الأيام تمضي والحرب تشتد، قرار منع التجول يزيد حذف ساعات أكثر كنا نستطيع الخروج بها.

وصل قرار منع التجول للساعة الثانية عشرة ظهراً.

لا كهرباءجميع خطوط الكهرباء تعطلت إثر الاشتباكات العالقة بين المعارضة والموالاة.

أذكر أننا أمضينا حوالي ال 20 يوم متواصلة دون كهرباء ولا هواتف لا أحد يعلم عنا شيئاً حتى جيراننا لم نستطع التواصل معهم.

كنا نقبع داخل منزلنا في الكوريدور المؤدي إلى المطبخ لأنه المكان الوحيد الذي ليس له إطلالة على الشارع.

مددنا فراشاً لأبي على الارض وجلسنا اصطفافاً في مساحة طولها 3 أمتار وعرضها متران

عشرون يوما كانت كفيلة أن نستهلك كل ما لدينا مونة الطعام.

باب السباع نهاية 2012

ذات مساء في يوم روتيني يعج بالدم

كنت وعائلتي نمارس حياتنا الاعتيادية

أنا أرسم وإخواتي يشاهدون التلفاز، أبي ممدد على فراشه وأمي تطبخ،

فجأة حدثت الكارثة صوت دوي قوي في بيتنا،

اهتزت لوحاتي ووقعت اختفى صوت الموسيقا التي كنت أسمعهاهرولت مسرعة باتجاه إخوتي الجميع على الأرض

أبي دفع بنفسه ونزل تحت السرير،

الجميع بخير؟ تصاعدت صيحاتي

نعم كان الجميع بخير.. لكننا فقدنا جزءا من بيتناالدوي كان دوي قذائف ضربت بيتنا والبيت المقابل لنا.

في اليوم التالي وضبنا أغراضنا الشخصية وبدأنا بالبحث عن مكان ننتقل إليه.

الغريب في الأمر أننا في كل مرة كنا نسأل فيها مكتباً عقارياً عن منزل شاغر.. كنا نتعرض لبعض الأسئلة:

من أين أنتم؟

ما عملكم؟

ما الذي أخرجكم من بيتكم؟

والسؤال الأكثر غرابة كان:

ما هي ديانتكم؟

بعد يومين وجدنا منزلاً صغيراً بالقرب من بيتنا لكن في حي آمن، أذكر أن أجار المنزل كان مرتفعاً جداً يوازي خسارتنا

دمشق 2013

عدت إلى متابعة الدراسة في كلية الفنون الجميلة بدمشق، الحرب تمتد إلى دمشق وتتبعني، وكأن الهرب في هذه البلاد دون جدوى

لم أستطع أن أرسم بشغف، كان الرسم في الماضي يشغل تفكيري وقلبي، لكن الحرب كانت تمنعني في كل مرة أحاول بها الحياة بسلام

لم اهتم بالجامعة وبدأت العمل في إغاثة العائلات النازحة مع عدد من أصدقائي المختلفين في الطوائف والانتماءات، بدأت بتوسيع شبكة علاقاتي والتعرف على أشخاص مختلفين.

فمنذ صغري وأنا أحمل تربية كنسية لم تسمح لي بتقبّل الاختلاف.

كنت أخاف المسلمين وكل من كانوا لا يحملون ديانتي، أثناء عملي في الاغاثة اكتشفت أن المختلفين ليسوا بأشخاص سيئين، بل هم من يشاركونني قيمي الانسانية ووحدة الألم والوطن

دمشق نهاية 2013

خسرت الكثير من أصدقائي الذين يتعصبون للدين المسيحي ففي نظرهم أنا أتعاطف مع عائلات الإرهابيينالذين يريدون قتل مسيحيي سوريا والتنكيل بهم!

كانت الغالبية العظمى من أصدقائي المسيحيين يقفون مع النظام السوريوينتمون لأحزاب تنطوي تحت موقف النظام كالحزب السوري القومي والحزب الشيوعي التابع لخالد بكداش

دمشق 2014

تابعت دراستي في كلية الفنون الجميلة، سكنت في حي باب شرقي وهو أحد أحياء دمشق القديمة، قمت بعمل العديد من ورشات الرسم المجانية لهم والقيام بعدة نشاطات صغيرة للدعم النفسي عن طريق الألعاب والرسومات

كانت مشاهد الأطفال وهم يرسمون كفيلة بأن أقوم كل يوم جمعة بالقيام بنشاطات كهذه دون التفكير في مخاطرها الأمنية والشخصية خاصة أن المكان الذي استخدمته غير مرخص“!

مع مرور الوقت اعتدت الحرب واعتدت كيفية التعامل معها، لم أعد أتحدث بالسياسة والدين. كنت أكتفي بخلق عالم كامل من اللوحات التي تعبر عما رأيته وعشته في هذه السنوات.

رسمت عدة لوحات تعبر عن المجازر وأخرى تطالب بحقوق الطفل والمرأة، استسلمت للصمت اللفظي كسائر الناس من حولي لكنني كلما رسمت أكثر كبر الألم الدفين داخلي

دمشق 2015

بدأت رحلتي مع الاكتئاب.

أصبحت أيامي تمضي أمامي وأنا كالمشاهد العجوز لا أقوى على تغيير ولو حتى أصغر تفصيل في حياتي، أدمنت الكحول كنت أريد أن أنفصل عن واقعي السيء بأي طريقة.

لم تعد تهم كمية الأصدقاء من حوليالجميع في نظري أصدقاء مرحليونخاصة بعد خسارتي لعدد منهم أغلبهم توفي في الجيش وآخرون في الاشتباكات، خسرت العديد على اختلاف آرائهم وانتماءاتهم السياسية والدينية.

تعلمت أن الحرب لا تميز الاختلاف الجميع لديها على حد سواء، الكل مشاريع لضحايا جدد حتى أنا في كثير من اللحظات.

دمشق نهاية 2015

تخلصت من إدمان الكحول وكانت تلك الفترة فترة تمرد على كل شيء سيء. بدأت فترة الإصلاح، بدأت من نفسي وقمت بإعادة الاهتمام بالجامعة، عملت مع الكثير من المنظمات الإنسانية التي تعنى بحقوق المرأة والطفل.

قمت بعدة نشاطات ومعارض تمكين اقتصادي للنازحات، كنت أعلمهم العمل بالصوف والإكسسوار كمحاولة صغيرة مني للتغيير في وضعهم الثقافي والمادي، خاصة أن المرأة باتت هي المعيل الوحيد لعائلتها في ظل غياب الرجل! وقد حققت عدة من القصص الناجحة لنساء نازحات استطعن البدء بمشاريعهن الصغيرة وكسب المال منها.

دمشق 2016

كان علي أن أعمل لمشروع تخرجي من الجامعة، رسمت العديد من اللوحات في فترة قياسية لم تعد تؤذيني أصوات الطيران والمدفعية، كان علي أن أعيش بالرغم من أن كل شيء من حولي يمنعني من ذلك

قمت بعرض مشروع تخرجي في الشهر التاسع من السنة وقوبلت بالكثير من النقد بسبب استخدامي للألوان الباهتة والرماديات.

كان مشروعي عن المرأة البدينة وعن ارتباطها بأنوثتها بالرغم من شكلها البدين، حقق المشروع نجاحاً مقبولاًوبعد انتهائي منه عدت لفترة العمل الإنساني وتابعت العمل مع منظمات المجتمع المدني حيث قمنا أنا وبعض الأصدقاء بالعمل في تجمع يعنى بالفن التصويري وإقامة عدد من العروض السنيمائية ومناقشتها مع الشباب.

دمشق 2017

بدأت معركتي مع الفشل! بعد مرور عدد كاف من سنوات الحرب لم أعد باستطاعتي العمل بنفس القوة

الأوضاع المادية سيئة مع القليل من العمل، الخوف من الغد أمسى كابوساً يومياً، ذهبت إلى أخصائي نفسي بعد أن انتكست من جديد.

ووصف لي بعضاً من الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي كان تأثيرها سلبياً علي بعد أن رافقتني بسببها حالة من الهلوسة كنت سأنتحر بسببها.

أوقفت الدواء وأنا الآن أعيش مثل أي مواطن سوري، أعاني هشاشة في القلب وفي الحياة، أتمسك ببعض من بقايا أحلام كنت قد رسمتها منذ زمن ليس ببعيد

لم أعد أرسم كثيراً، انشغالي بأمور الحياة ومتطلباتها منعني من المضي قدما في الفن.

لم أكتب عن تجربتي إلا لأنني أملك قناعة بأن أحدا ما سيقرؤها وسيشعر بنموذج من الكثير من النماذج السورية ها هنا في الداخل.

لعلني سأتابع الكتابة عن هذه التجربة وأزيدها بكل يوم غزارة علني أصل إلى صفحة بيضاء أستطيع البدء بها من جديد.

ماذا يحدث في ادلب؟

ماذا يحدث في ادلب؟

ماذا يحدث في ادلب؟ وما تأثير ذلك على مناطق خفض التصعيد ومؤتمر الحوار في سوتشي؟ وهل سوف تتأثر العلاقات التركية الروسية بما يحصل حقيقة؟

لاشكّ أنّ التصعيد الأخير في إدلب قد فتح الباب أمام الكثير من التكهنات والاستنتاجات، بعضها، إن لم يكن أغلبها، وصل إلى ترجيح حتمية انهيار التوافق الروسي التركي في سوريا والذي كان قد أعطى مساحة واسعة للحل في سوريا وتهدئةَ للصراع وخاصة في مدينة إدلب ومحيطها. لكن قبل القفز للاستنتاجات لابد لنا من تحليل العلاقات والمصالح والرؤى لكل الأطراف في سوريا وتحديد اتجاهات كل منها، وكيف يمكن أن تتصادم أو تلتقي.

هناك أربع مناطق خفض تصعيد في سوريا، الغوطة الشرقية، مناطق معينة في شمال محافظة حمص، مناطق معيّنة في جنوبي سوريا (محافظتي درعا والقنيطرة)، ومحافظة إدلب وأجزاء معينة من المحافظات المجاورة (اللاذقية، حماة، وحلب). لكن التعاطي مع هذه المناطق يختلف بحسب من يسيطر عليها وفقاً للاتفاقيات الموقعة، ففي الغوطة الشرقية وقّع الجانب الروسي اتفاقية خفض تصعيد بشكل مباشر مع جيش الإسلام ومن ثم مع فيلق الرحمن، وهذا اعتراف ضمني بكلا الفصيلين وتحييدهما بحسب التصنيف الروسي عن قائمة الفصائل المصنفة “إرهابية” في سوريا، أمّا في الجنوب السوري فقد تم توقيع الاتفاقية مع الجانب الأمريكي والأردني وليس مع الفصائل المتواجدة هناك، وكذلك الحال في منطقة إدلب ومحيطها، فقد تم إقرار منطقة خفض تصعيد في مفاوضات أستانا بالتوافق بين روسيا وتركيا وإيران وليس مع الفصائل المتواجدة في المنطقة، وهذا يعني بأنّ روسيا في حِلّ من أي اتفاق مع جبهة النصرة أو أحرار الشام أو كتائب نور الدين الزنكي، وتأكيداً لذلك أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنّ محاربة التنظيمات الإرهابيةمثل داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) ستتواصل رغم إقرار هذه المناطق.

بالنسبة إلى تركيا، بعد تبدّد حلم التوسع في سوريا وباقي دول الربيع العربي، لم يتبق لها إلا حماية أمنها القومي من خطر قيام أي كيان أو تنظيم كردي في الشمال السوري وتحت أي مسمى كان، فهذا خط أحمر حقيقي للرئيس رجب طيب أردوغان لن يتغاضى عنه مهما كلف الأمر. رغم أنّ أردوغان قد تعاون مع بوتين لإخراج المعارضة المسلحة من مدينة حلب ولكنه في المقابل دخل بقواته العسكرية إلى مدينة جرابلس وتوسّع في الشمال السوري بحسب اتفاقه مع الحليف الروسي. وبعد نجاح عملية درع الفراتفي طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من منطقة الشمال السوري وإبعاد المقاتلين الأكراد الى شرق نهر الفرات أصبح واضحاً لدى الجميع بأن فصائل المعارضة في الشمال السوري ذات أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا في وجه القوى الكردية المدعومة أمريكياً، وبالتالي لن تتخلى تركيا عن حلفائها من الفصائل السورية المعارضة حتى لصالح روسيا نفسها. صحيح بأنّ جبهة فتح الشام كانت قد عاندت التعامل مع الحكومة التركية في عملية درع الفرات وأصدرت بياناً حول ذلك، لكنها تعلم بأن تركيا قادرة على حمايتها من النار الروسية وقادرة أيضاً على إنهاء وجودها إذا أرادت، وبالتالي لم يكن أمامها سوى الاستسلام طواعية للإرادة التركية. وقد عملت جبهة فتح الشام مؤخراً على تطهير صفوفها عبر اعتقال العناصر المتشددة والأجنبية، خاصة المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم، مما أغضب الظواهري الذي خرج متوعداً أبو محمد الجولاني ومؤكداً بأنّ البيعة لا يمكن فكاكهاوقبلها أيضاً شهد تنظيم أحرار الشام حركة انقسام شاقولية بعد خروج المتشددين منها وانضمامهم الى جبهة فتح الشام وركن الآخر في منطقة سهل الغاب في الريف الحموي.
لكن رغم التحفظ التركي، وقبل أيام من نهاية العام ٢٠١٧ أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أنّ الحرب على الإرهاب مستمرة وتعهّد بالقضاء على تنظيم جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام) والجماعات المنضوية تحت زعامتها في سوريا خلال العام المقبل.

أما بالنسبة للحل السياسي في سوريا، فإنّ روسيا كانت ولا تزال تنظر للحل من زاوية واحدة فقط، دعم الحليف الأسد وتهميش المعارضة السورية، ولقد أثمرت سياستها تلك بعد أن عملت على تجميع كافة دول أصدقاء المعارضة وأصدقاء النظام في مجموعة دعم سورياثم الخروج باتفاقية فيينا3 ، ثم اتفاق مناطق خفض التصعيد في أربع مناطق أساسية ومهمة في سوريا وذلك بالتوافق مع تركيا وايران في أستانا، وحالياً التحضير لمؤتمر الحوار في سوتشي والتي تعوّل على نجاحه كثيراً وتعمل على ذلك رغم وجود معارضة تركية واضحة لأي تمثيل كردي في المؤتمر، وهذا يُضعف إمكانية الحل الشاملة التي تنظر إليها روسيا، وبالتالي تجعل الأكراد أكثر التصاقاً بالولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أي روسيا بأنّ وجودها في الشمال السوري غير مبرر بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

يبدو أن التصعيد الروسي الأخير في إدلب وريفها حمل هاتين الإشكاليتين إلى القيادة الروسية والتركية معاً، فروسيا التي تدعم قوات الجيش السوري في حملته الأخيرة واجهت رداً قوياً ومباغتاً من قوات فيلق الشام وإلى جانبها فصائل جيش إدلب الحر، جيش النخبة والجيش الثاني، وليس من جبهة فتح الشام  أو أحرار الشام أو الزنكي التابعين مباشرة للقيادة التركية، واستطاع فيلق الشام الصغير عدة وعتاداً استعادة جزء كبير من المناطق التي خسرتها المعارضة في ريف ادلب، وهذا  بحسب ما ورد بفضل الكم الكبير من السلاح النوعي التركي المساند.

لا تزال المعارك دائرة في ريف ادلب بشكل ضمني بين رؤية روسيا للحل ومصالح تركيا وأمنها القومي، ومما زاد من تعقيد الموقف أكثر هو إعلان المتحدث باسم التحالف الأمريكي يوم الاحد لوكالة الصحافة الفرنسية عزم بلاده تشكيل قوة حماية الحدودالكردية في الحزام الأمني الذي يمتد من أربيل وحتى البحر المتوسط على طول الحدود السورية التركية، تحت ذريعة منع أي عودة لـ الدولة الإسلامية، ولكن بمقصد أكثر وضوحاً عبرت عنه السيدة فوزة يوسف العضو البارز في مناطق الإدارة الذاتية في تصريح لوكالة رويترز هناك تهديدات من الدولة التركية، أيضاً النظام قام أكثر من مرة بالتصريح بالهجوموأضافت من أجل أن نتجنب أي هجوميجب أن يكون هناك قوة رادعة تقوم بحراسة الحدود التي تفصل بين مناطقنا والمناطق الأخرى …”

قد يعيد هذا التطور الجديد خلط الأوراق مرةً أخرى لتتجه الأنظار نحو تهديد صريح من واشنطن التي تعتزم الابقاء على قاعدتها العسكرية في الشمال السوري تحت حماية كردية، الأمر الذي عارضته روسيا مراراً ودعتها للخروج بقواتها من سوريا بعد زوال خطر الدولة الإسلامية. وتتفق أنقرة مع الموقف الروسي في هذا الشأن حيث ترى في تعزيز القوة الكردية خطراً يهدد أمنها القومي بشكل مباشر وتوعدت بوأده على لسان الرئيس أردوغان الذي أكد أن الجيش التركي على أهبة الاستعداد لعملية عسكرية كبرى، قد تبدأ في عفرين ومنبج شمال سوريا. تفتح هذه التناقضات الجيوسياسية الباب أمام عدة تساؤلات: هل ستستمر معارك إدلب الخفية بين روسيا وتركيا أم أنّ الأنظار ستتجه نحو الخطر المشترك الذي يشكله تواجد القوات الأمريكية ومشروعهم في الشمال السوري والذي قد يؤدي إلى تقسيم سوريا، أم أنّ روسيا تمتلك مفاتيحاً كردية للحل أكد بعضها بأن مستقبل القوات الكردية سيكون ضمن وحدات الجيش السوري بعد إعادة هيكلتها نتيجة لحل سياسي يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري؟ يصعب التكهن بما تحمله الأشهر القادمة في ظل التغيرات المتسارعة والتنافس الشديد بين من يريد أن يبقى مسيطراً على مناطقه في مثلث المصالح الروسية والأمريكية والتركية في الشمال السوري.

Education Controversy in Wartime Syria

Education Controversy in Wartime Syria

Education, from a quantitative and qualitative standpoint, is an essential tool for any state to devise its national identity and provide future generations with the necessary knowledge potential and practical experiences to build their future and that of their country. The challenges facing the education system are not simple, especially in an era characterized with widespread knowledge and technology, the communication revolution, readily available social networking, and plurality in sources and variety of knowledge. Hence, there is a need to develop advanced curricula that keep pace with the accelerating and substantial changes. In addition to these theoretical challenges, the most difficult task for a committee commissioned with developing curricula is formulating educational curricula in a country suffering from declining growth rates and a gap between knowledge and labor.

As for the Syrian situation, the regression in the education system, negligence of the education sector, lack of investment in knowledge and research, and the dominance of the security apparatus all go back to a period long before the destructive civil war and deep divisions in the society began. These matters made formulating common concepts and axioms such as the nation, identity, and geography extremely complex issues that intertwine with the current situation.

Constructing and developing curricula is an educational, politically-oriented, and organized project, i.e. the desired objectives are evident and defined, and so are the plans, activities, and means employed to achieve these objectives. Developing educational curricula entails sequential steps that start off with setting long-term goals and objectives, which require a relatively long time to achieve. These goals and objectives are derived from the government’s general policies and the community’s traditions and values, in addition to common ethical and humanitarian values.

Consequently, partial and interim objectives are set based on the main objectives, and then specific objectives of each classroom period are set. Choosing the content and suitable means and methods should take all of the above into consideration. Moreover, an evaluation and review program should be also set on the local level (district and governorates) and the national level in order to gauge what has been achieved.

The dilemma here is: What are these goals? What society do these curricula aspire to reach? In pressing contexts, such as wars, can the education process or curricula be separated from other aspects of life and the problems and needs of society? Can the education process be separated from the psychological trauma children have been through, or the alarming numbers of children who have dropped out of school[1], or even curricula that have been modified[2] and imposed in areas not under the government’s control?  Is there a genuine will for change? How will that come to be? Are comparisons with experiences of other countries valid and feasible? What is the significance of the current controversy in Syria regarding the curricula in light of a devastated political, social, and economic reality? Are not the changes in the curricula restricted to formalities that do not address the essence and content, especially with all the red lines that cannot be crossed? Is it possible to remove Religious Education and National Education from the curricula, especially from the early stages of school? So many questions can be asked in this regard, however, under the current Syrian reality: what is possible and what is not?

Here, we try to highlight the controversy that took place regarding the new curricula, in addition to the ramifications and reactions in Syria and the media.

Social Media and Ministerial Blunders

The current controversy in Syria regarding the new curricula and the criticism directed towards them were influenced by posts on social media websites that depicted some problematic lessons and paragraphs, which later turned out to be fake or not actually present in the curricula. Instead of reading the new curricula (fifty-two books – not all grades were covered in the change) and criticizing them scientifically and methodologically in order to shed light on the validity and value of the information they contain[3], Facebook posts turned into articles and tools that evoked conflict surrounding minor details. This reflected the ideological polarization among Syrians, which was already foreseen. For example, government supporters opposed the use of a poem by poet Yaser al-Atrash. The poem was then omitted and replaced by another one through a ministerial decree. At first glance, this appears to be normal news, however, the reason behind the omission raises questions regarding axioms such as: which Syrians are targeted for reconstruction. The poem was not omitted because it is not suitable for the children’s age or typos within it, but rather as a result of public pressure from regime supporters who refused a poem by a poet affiliated with the opposition! The Education Ministry did not justify the reason for the omission in its decree and did not even mention the name of the poet or the title of the poem. It merely mentioned that it was on page six of ‘Music Education Book’ for the first grade, however, the same decree named the alternative poem “My Nation” along with the name of the poet Sa’er Ali Ibrahim[4]. (Figure 1).

 

Figure 1: Ministerial decree that provides for the omission of a poem by a poet from the opposition

The ministry also issued another decree that provided for re-placing Liwa’ al-Iskandarona and al-Golan Heights in Syria’s map after objections centered around a map on pages one-hundred and sixty-nine and two-hundred and four of the Biology and Environment book (Student’s Book and the Activity Book) for the tenth grade that did not include these two areas. (Figure 2)

 

Figure 2: Ministerial decree that provides for the replacement of the Syrian Arab Republic’s map with a map attached within

 

In an interview with the official Syrian TV, Darem Tabbaa, the Director of the National Center for Curriculum Development, acknowledged the presence of mistakes in some of the new book. He mentioned the role of social media in highlighting them in an early stage, however, he also confirmed that all the maps are all correct. In an ambiguous answer, he said that the map that stirred public opinion was “an exercise for students where only borders were placed without the other elements. A part of it was taken out as if Liwa’ al-Iskandarona was not present. It was rearranged – only a line was used -, whereas the other maps in the same book were all complete and they all included Liwa’ al-Iskandarona. Nobody can cancel them”[5]. In another interview with the weekly program “Min al-Akher”, presented by Ja’far Ahmad and broadcasted on the official Syrian Satellite Channel and Souriana FM, the program host began the show by reading a petition of ten paragraphs in the name of the “Syrian People.” It demanded that the developers of the curricula be put to trial. He then proceeded to ask, using a tone similar to that of an interrogator, about the “catastrophes” that took place. In one of the questions, Ahmad directly addressed the issue of the opposition poet wondering if “the presence of poems by Yaser al-Atrash reinforce national pride”. Tabbaa replied:

“This is something that simply nobody noticed. They all thought that he belonged to the reputable al-Atrash family [alluding to the family of Sultan Basha al-Atrash, the leader of the Syrian Revolution against French Mandate, who is from al-Sweida province, whereas the poet Yaser al-Atrash is from Idlib province]”[6].

Other objections, from both supporters and opponents of the government, were directed at the books’ covers which they saw as “spooky”[7]. For example, there was disapproval surrounding a cover of the history book which showed a statue. Secularists interpreted it as spooky and containing clear religious implications with its long beard and shaved moustache; Islamists on the other side interpreted as a “return to paganism” (Figure 3). There was also an image of a covered lady on the cover of the Arabic Language book[8]. The statue turned out to be that of Kingdom of Mary’s ruler Iku Shamagan (2453 B.C), and the covered lady was a painting by the Syrian artist Adham Ismail (Figure 4).

Figure 3: Covers of the new History books, the controversial cover is in the middle.[9]

Some interpretations from regime opponents went so far as to consider that the new curricula targeted the “Arabic and Islamic Identity.” In an interview on a program called “Hona Souria/ Here’s Syria” on an opposition channel called Orient TV, the program’s guest, Mazen Rashid, an Arabic teacher living in Istanbul, described the covers as: “disgraceful and a concealment of the Arab and Islamic civilization. They are a continuation of paganism, or rather a reach for paganism… They are a clear message for people to dispose of the Arab umbrella, a clear message to dispose of the Islamic message, and a clear message also to work in favor of the Shiite and Socialist agendas.”[10]

It is not clear what part of the covers that caught Rashid’s attention as clear evidence of “Shiite and Socialist agendas”, and what brings Shiite and Socialism together?

 

Figure 4: Arabic Literature book cover[11]

 

The situation worsened and a hearing in the parliament was held for the Minister of Education[12]. TV interviews and seminars were held on the topic, in addition to various comments, articles, petitions, and criticism that spread like fire on social media.

Formal statements, which considered the discussions a positive thing that strengthens national dialogue, were a surprise to many. On one hand, many of the quarrels were based on misguided foundations, for example: sharing images for Koranic verses of infidels from the curricula of ISIS or the curricula of other countries as images from the new curricula; on the other hand, developing educational curricula is commissioned to academic and professional institutions and committees that possess all the required power and cannot be influenced by any other party. In the best case scenario, they can take suggestions presented to them by teachers and supervisors into consideration.

The curricula’s content, although being extremely important, can only be evaluated within the context of the learning system in its entirety. Schools are more like military posts and classrooms are overcrowded with fifty students in a single classroom, after most school were destroyed as a result of bombing and clashes and many people were displaced from their homes. There is also a shortage in teaching aids, while unsuitable and traditional techniques are used which rely on literary memorization, in addition to the terrible mental and economic state of both students and teachers. Collectively, all of the aforementioned had implications on the outcomes of education. Thus, any serious attempt to promote education should take into consideration all of these factors, i.e. the theory of systematic teaching should be implemented as the education process is an integrated system that has input, processes, output, and evaluation. Any flaw in any part of the system will negatively affect it as a whole.

Educational Curricula and Formulating an Identity

The French Marxist Philosopher Louis Althusser (1918-1990) distinguishes between “repressive state apparatus” (RSA) and “ideological state apparatuses” (ISAs), where the latter comprises a group of apparatuses including the educational ISA represented by schools[13]. That is why states monopolize the process of developing curricula in order to establish the national identity and political orientations of their citizens. Curricula are formulated in accordance with state policies, or rather with the ruling elite, regarding foreign and internal affairs and within a vision that seeks to reproduce the relations of production.

This is where compulsory education comes in as a tool for states to declare their sovereignty of their borders. They monopolize formulation, restricting what is allowed and what is not in regards to the mother tongue language, history, geography, and national identity of the state and society (in addition to religious identity as in most curricula in the Arab World). Education and curricula also play a major role in reproducing gender roles and reinforcing the dominant culture[14].

During the rule of the late Syrian president Hafez al-Assad (1970-2000), focus in history, geography, and Arabic was on society as a whole, within a uniform vision that considered the Syrian society as an Arab society and an integral part of the Arab World that was subject to colonial fragmentation and conspiracies that toppled most unitarian projects. At that time, Syrians had to face contradictions relating to their mere existence in silence or in the privacy of their homes. They had to memorize lessons about the practice of popular democracy, rule of the people, and rule of the law amid a culture of daily fear from security forces, corruption, and stories about detainees and abducted people. Society’s problems were reduced to the need to confront the “current” external challenges and “exceptional” circumstances that the nation was going through. Mandatory military uniforms were imposed on students, in addition to ideological organizations such as “al-Baath Pioneers” and the “Revolutionary Youth Union” that represented an exclusive framework for student activities in art, poetry, and music. Moreover, there were commandos training camps and productive camps during the secondary stage, whereas university training camps were imposed on (male) university students. All of this was part of a process to militarize society as a whole and impose the totalitarian domination of the state at the institutional and individual levels at the expense of developing children and teenagers psychologically and intellectually. This “education” policy affected entire generations. The subject of National Socialist Education (Figure 5) represented the ideological guide framework for all political visions of the one-party state, on the theoretical and official levels leastwise. On the practical level, however, most students viewed it as a subject they had to pass or another party book. Despite the dubious secular orientation, due to the absolute power of the Arab Baath Socialist Party over all sectors and institutions of the state, teaching Islamic and Christian subjects remained an essential and compulsory, not optional, part of students’ education.

 

Figure 5: The index from the National Socialist Education book for twelfth grade, academic, vocational, and religious branches. Published by the General Institutions for Publications and School Books. School year 1996-1997. Private archive.

The goal of the curricula during that period was to construct a uniform society and feed it with unified concepts that are in line with the hegemonic political ideology and the nature of the ruling system, regardless of class and social stratification and complexities that varied from one governorate to another, including ethnic and sectarian diversity. The Kurdish issue is one of the most prominent examples of that. Despite the distinct Kurdish cultural and linguistic legacy, the curricula in place did not take that into account. The Arabic language was the language of education and the Kurdish language was completely prohibited from being used in schools, which led to the marginalization and exclusion of the Kurds. On one hand, many Kurds had their citizenship withdrawn due to the 1962 census that was carried out during the period after the separation between Syria and Egypt, and on the other hand they were forced to adopt an identity and a language different from theirs, instead of recognizing their own identity as an essential part of the Syrian identity. However, with the change in the political situation nowadays, we saw that the first thing that the Kurdish self-administration did[15] was impose special education curricula, especially on the first three elementary grades (school year 2015-2016), that are based on the Kurdish language for the first time in Syria. This step was justified as necessary and essential to “restore the Kurdish identity.”[16] This measure was widely objected and refused by some parents, leading to the closure of some schools, such as the case in Ghweiran neighborhood in Hasakeh[17]. The ongoing tensions between the Directorate of Educations, as an official government institution, and the Education Authority, which is affiliated with the Kurdish self-administration[18], led to the students’ future swinging back and forth between political consensus among all parties and the possibility that their degrees may not be recognized in case of a political collapse. This affects future prospects for students who wish to continue their post-graduate studies in the long run. That’s why the curricula endorsed by the Ministry of Education are still adopted to a large extent in areas outside government control, with a few adjustments. For example, Islamic Cham Organization, established in October 2011, adopted the official Syrian curricula and republished it after cancelling National Socialist Education subject, which it called National Education and omitting everything related to the ruling Baath party in Syria and the Assad family. It distributed the curricula in some camps and in Aleppo (before the opposition lost control over the city), as well as in some schools in Turkish cities[19].

In addition to all of the previous challenges, there is the identity of individuals as Syrians after the war ends. Syrians are living in a period of conflicting identities, which will be fundamental in the formation of their personalities, aspirations, and ideas.

 

The New Curricula: Difficulties of Life and Research

In a visit I made to one of the schools in Sweida city on 28 September 2017,[20] I headed for the school administration to see if I could take a look at some old books in the school’s archive in order to analyze and compare them along with my colleague in the research. However, the principal informed me that there were instructions for the disposal of books every five years. She suggested that I check with the janitor who collects these books and uses them for heating. When I asked my relatives and friends about their school books (prior to 2000), their answers varied from getting rid of them a long time ago, handing them to others while they were still accredited by the ministry, or using them along with their old copybooks for heating during the harsh winters the area witnessed in the last few years.[21] When I asked the principal about her opinion in the new curricula, she answered: “Frankly, I don’t see a big difference between the old and new curricula, except for the music book in first grade, which we dreamed of having in our days. There are some new teaching methods, as well.”

The principal asked me to pose this question to the teachers in the school, so I went to the teacher’s lounge where I found two female teachers chatting. After greeting them, I went on and asked one of them a question. She sat up, changed her voice tone, and replied using canned phrases as if I were a delegate from the Ministry of Education: “The curricula are good and rich. We have taken a course on implementing new teaching methods, such as learning through playing and activities, and self-learning, and enriching the child’s intelligence, knowledge, and skills.”

When I asked her to clarify this with examples about the mechanisms that were being used (or going to be used), she dodged the question by reciting the problems of teaching and the weakness of available potential. I tried to investigate the opinions of other teacher, their answers varied from serious and critical to lack of interest and hope in the future due to the deteriorating economic situation, the war, and social rupture. According to Tamer (pseudo name, thirty-four years old, history teacher for elementary grades), the problem is not in the curricula or the teachers, but rather in this “generation of students who don’t want to learn and don’t appreciate the value of learning.” He went on bemoaning: “in our days, we dreamed of having just one quarter of what these students have, and yet, we studied and succeeded despite all difficulties. Nowadays, there are a lot of problems within the family, which is directly reflected in school. How much can one teacher handle?!”

What struck me is that Tamer did not mention the war. Despite all the difficulties we went through, they pale in comparison with the current catastrophic situation.

I also met Rabea’ (pseudo name, forty-five years, employee, driver in the Directorate of Agriculture) and asked him about the new curricula, since his children are still in public schools. He answered me frankly: “Damn this country and its schools. If it were not for compulsory education, I would have made my children quit school and learn a craft they could live off from. Knowing how to read and write is enough. What benefit will they get from education? In this country, education will not provide you with enough money to buy bread. Even if they study and graduate from universities, what are the available work opportunities for them? They will either hang their degrees on the wall and sit without working, or they will work in construction works. In the best-case scenario, they might get a government job with a monthly salary that’s less than what a craftsman earns in a single day!”

In an answer that corresponds with Rabea’s daily concerns, Hasan (pseudo name, thirty-one years, Arabic teacher for elementary grades) was surprised at my question, saying: “Quite frankly, I don’t care about this matter. Are you serious in your question? The situation will remain bad and cannot be fixed no matter how much we try. I give my lessons and do my best. But the most important thing is the salary at the end of the month. As you know, I work as a taxi driver at night to make ends meet. Although the salary is worth nothing, it’s still a source of fixed and guaranteed income every month.” As for Manal (pseudo name, thirty-one years, independent journalist), she condemned wasting public funds on developing curricula at the expense of investment, as the latter may benefit people suffering from grave economic situations.

The problems surrounding the old and new Syrian curricula are abundant. However, according to Rami (pseudo name, thirty-six years, music teacher for elementary grades), there are sensitive and important aspects that can be summarized in two things: The first is related to teaching religion at schools, and the second is concerned with developing creative, artistic, and critical skills for students. Rami explained what he meant by emphasizing the need to connect between the rationale of the teaching process and the knowledge students acquire on the one hand and respecting their intellects and ideas on the other, stating: “How can a student take a Science lesson and learn about Darwin’s theory of evolution, and at the same time, Religion lessons teach him the opposite of that when they say that Adam and Eve are the origin of humankind. How can a student take Geography or Physics lessons about the spherical and rotating Earth, the creation of the universe, and the nature of matter and elements, only to be confronted with people who deny all of that? Mental and knowledge contradictions in students, or even psychological ones, will be catastrophic.” He added: “We can’t just dream of the possibility of cancelling religion from schools or secularizing the curricula, however, we can teach ethical values present in religions instead of focusing on doctrines of the religion itself, especially in primary levels.”

The authors of this article remember how during their high school studies in Sweida the Islamic education teacher who happened to be the art teacher as well banned them from drawing any living beings because this is considered an emulation of “God’s creation”[22].

As for developing creativity and art, Rami denounced treating art and music lessons as unimportant and insignificant in comparison with essential subjects, and neglecting their crucial role in building the personality of students; other than that “the methods still used in teaching are primitive and they don’t nurture free thinking and dialogue or stimulate creativity.”

In sum, the controversy surrounding the educational curricula reflects several aspects that cannot be separated from the conflict itself. First, it has to be acknowledged that any change in the curricula that has occurred/is occurring directly affects Syrians who still live inside Syria, whether in areas controlled by the government or the opposition, and to a lesser extent Syrians living abroad or refugees. We do not intend to reproduce the dominant categorization, which is ideological in its essence, between people “inside” and “outside” Syria, but rather to implement reflexivity in our evaluation. Millions of Syrians have left their homes. They have either enrolled their children in the places where they sought refuge (especially Europe and America), or they suffer from the lack of means to continue their children’s education (especially in neighboring Arab countries). Therefore, the ramifications of the current controversy regarding the curricula are more crucial for Syrians inside Syria, at least in the short-run, and for all Syrians in the medium and long run.

Second, curricula are undoubtedly not just an educational means, but also a political and ideological means as well. That is why states monopolize them, or seek to monopolize them, and make them compulsory. They play a crucial role in formulating presupposed identities that are in line with the visions and aspirations of the ruling elite and government policies.[23] This raises the question about the effectiveness of the curricula and their objectives in the long-run amid an ongoing war and the displacement of more than half of the population. During this current war, the drop-out rate has increased. Children, including those in refugee camps, found themselves using various and altered curricula or even ones that contradict to their lives. These contradictions, which are planted by these curricula in the generations of the war, are aggravated throughout the children’s lived-experience. There is rarely a family who has not lost a dear one at the hands of one of the fighting parties. The psychological effect of this loss and blaming “the other” is no less significant than the effect of the educational process itself. Finally, as some teachers’ opinions indicated, developing curricula cannot be substantial unless criticism is directed towards the essence of the educational process. Otherwise, it will lead to a vicious circle with the same results no matter how rich the new curricula are with information and new methods.

 

[This article was originally published in Arabic on 14 December 2017.]

 

 

 

 

 

 

[1] One in every three Syrian children is not enrolled in school, and 1.4 million children are in danger of dropping out of school. Moreover, one in every four schools has been damaged, destroyed, occupied, closed down, or used as a shelter. See:

UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA). 2017 Humanitarian Needs Overview: Syrian Arab Republic. December. 2016. p.11.

[2] The official Syrian curriculum is still used in most areas controlled by the opposition, with some modifications in some areas, where accomplishments of the al-Baa’th party and the two Assads were omitted. See:

درويش، صبر: العملية التعليمية في مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة. سوريا حكاية ما انحكت. 21 حزيران، 2015

[3] Syrian historian Sami Moubayed previously criticized the history book for twelfth grade, which is called “New and Contemporary History of the Arab World” for school year 2014-2015, because of the grave historical mistakes it contained. He pointed out twenty-two of them. See:

مبيض، سامي: تزوير كتب التاريخ المدرسية نتيجة خطأ أم جهل؟! … المؤرخون والمفكرون والسياسيون السوريون يغيبون عن المشهد التعليمي! صحيفة الوطن. 2  شباط، 2017.

Syrian journalist Sabr Darwish also analyzed the books in the primary stage (first to ninth grade) for school year 2014-2015. See:

درويش، صبر: العملية التعليمية في سوريا بين الحاضر وبين المستقبل المأمول. سوريا حكاية ما انحكت. 19 أيار، 2015.

[4] Ministry of Education in the Syrian Arab Republic: تشكيل لجنة خاصة لدراسة الملاحظات والمقترحات الواردة إلى الوزارة حول المناهج المطورة، 16 أيلول، 2017.

[5] Youtube channel: “صباحنا غير – Saba7na Gheer”: د. دارم طباع مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية September 18, 2017. Timecode: 2:10-2:30

[6] برنامج من الآخر: آزمة المناهج هل خطأ في الاختيار أم خلل في التفكير. الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون- سورية. 18 أيلول، 2017. 1:06:50-1:07:25

[7] فاضل، عهد: ليس فيلم رعب.. بل أغلفة كتب تلاميذ سوريا!. العربية. 9 أيلول، 2017.

[8] عنجريني، صهيب: «داعش» والمناهج الجديدة: السوريون «يقصفون» عشوائيّاً. الأخبار. العدد 3274 الخميس 14 أيلول، 2017

[9] Source: Website for the National Center for Curriculum Development

[10] ‘From Syria’ show  “تثير الرعب” الصور الكاملة لمنهاج النظام الجديد! Orient TV, 11 September 2017. Timecode: 3:42-4:17.

[11] Source: Website for the National Center for Curriculum Development

[12] ديب، يسرى: «ضجّة» المناهج بين أسئلة مجلس الشعب وأجوبة وزير التربية. جريدة تشرين. 21 أيلول، 2017.

[13] Althusser, Louis. On the Reproduction of Capitalism: Ideology and Ideological State Apparatuses, trans. and ed. G.M. Goshgarian (Verso, 2014).

[14] الجباعي، جاد الكريم: نحو مدخل اجتماعي للتربية والتعليم. جيرون. 12 آب، 2012.

[15] خليل، إبراهيم: مناهج التعليم الكردية في الإدارة الذاتية. مدارات كُرد. 8 كانون الأول، 2015.

[16] عثمان، أحمد: افتتاح المدارس في مدينة قامشلو مع المنهاج الكردي الجديد. نبض الشمال. 28 أيلول، 2015.

[17] الأحمد، سامر: الحسكة: مناهج تربوية مسيسة تهدد مستقبل جيل بأكمله. المدن. 23 نيسان، 2017.

[18] ملا رشيد، بدر: الواقع التعليمي في مناطق “الإدارة الذاتية”. مركز عمران للدراسات الاستراتيجية. 15 تشرين الثاني، 2016.

[19] توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة. عنب بلدي. العدد 217. 17 نيسان، 2017.

[20] In reference to author Motaz al-Hinawi who lives in Sweida, Syria; author Basileus Zeno lives in the United States.

[21] الحناوي، معتز: سنديان السويداء ولعنة الحرب السورية. جدلية. 23  حزيران، 2017.

[22] During one of the classes, this teacher asked that we do free drawing or study for another subject. I drew caricatures of people. When he saw this, he scratched them off, which made me feel surprised and angry. I asked him why he did that and he answered that drawing living beings is against religion (haram) and that painters are committing a sin when they emulate the creator in his creatures. It was a strange explanation for me and I couldn’t keep myself from laughing, which got me kicked out of the classroom (Basileus Zeno, the incident took place in 1998).

[23] We don’t mean to say here that education is restricted to what the state imposes in schools. Many indigenous communities and Landless groups (who had their lands taken by force by the state) in Latin American countries, such as Brazil, were able to impose their own educational systems that promote their cultural identity in face of the neo-liberal values being imposed upon them, while emphasizing the importance of education “in movement” as an essential part of continuous social movements. For further information, see:

Zibechi, Raúl. 2012. Territories of Resistance: A Cartography of Latin American Social Movements. Oakland, CA: AK Press. pp. 21-33.