تدريباتنا

كورونا وطلاب الشهادات الثانوية العامة والإعدادية

بواسطة | يوليو 2, 2020

* تُنشر هذه المادة ضمن ملف صالون سوريا “الحرب على كورونا: معركة جديدة مصيرية للسوريين\ات

مع تزايد أعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد في سوريا، وارتفاع عدد الإصابات من 124 إصابة إلى 312 إصابة خلال شهر واحد، رغم فرض الحجر الصحي على منطقة “جديدة الفضل” التابعة لمحافظة القنيطرة بعد منطقة رأس المعرة في ريف دمشق. هذا الارتفاع تزامن مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي، وكان توقيت عزل “جديدة الفضل” مربكاً للأهالي والطلاب، حيث استيقظ معظم الأهالي صباح اليوم الأول للامتحانات على قرار العزل الصحي، الذي اتخذ في وقت متأخر من مساء اليوم الذي سبقه، وصدور قرار آخر يتعلق بتأجيل امتحانات التعليم الأساسي في المنطقة ذاتها، ومتابعة سير العملية الامتحانية لطلاب الشهادة الثانوية بتعليمات جديدة تتناسب مع وضع البلدة المعزولة. لم تتسنَّ للطلاب معرفة أماكن المراكز الامتحانية التي سيمتحنون بها، في السياق ذاته تم الإعلان عن وصول 107 طالب وطالبة قادمين من لبنان وتم وضعهم في مراكز الحجر الصحي الخاصة بهم، وأيضاً في مراكز امتحانيه خاصة لكي لا يكون هناك أي اختلاط مع المتواجدين داخل القطر، كما تم أخذ عينات عشوائية لفحص الكورونا وظهرت نتائج جميعها سلبية.
كانت وزارة التربية في سوريا قد اتخذت إجراءات احترازية لمنع انتشار الفايروس منها تعليق الدوام في المدارس والمعاهد التابعة للوزارة من 14 آذار 2020، وإنهاء العام الدراسي في 26 نيسان 2020، وتعديل وقت الامتحانات ليكون بعد شهر من موعد الامتحانات في السنوات السابقة. وقبل يومين من بدء الامتحانات أعلنت وزارة التربية حزمة من الإجراءات الوقائية لمواجهة جائحة كورونا التي سوف تتخذها بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية لضمان سلامة وحماية الطلاب من انتقال العدوى أثناء سير العملية الإمتحانية، فقد صرح وزير التربية في مؤتمر الصحفي أنه تم اتخاذ أقصى ما يمكن “لحماية الطلبة” وتأمين 25 طن من الكلور والمعقمات وإعطاء التوجيهات بتعقيم المراكز قبل وبعد كل مادة، وضمان التباعد الجسدي، كما أنه تم إدراج أسئلة اختيارية لأول مرة حسب تعبيره وذلك لمراعاة الظروف غير المنتظمة في الحصول على المادة العلمية التي مر بها الطلاب بسبب جائحة كورونا.
إلا أن طلاب الشهادة الثانوية فوجئوا عند تقديمهم للمادة الأولى أن ما تم الترويج له ليس إلا خطابات إعلامية، وحسب “ميراي حداد” طالبة في الثانوية العامة التي تشارك تفاصيل تجربتها: “لم يكن هناك أي نوع من التعقيم في المدرسة، الغبار يغطي جميع الأمكنة في القاعات، فمن الواضح أن المكان لم ينظف أبدا ولا حتى بالحدود الدنيا للنظافة، كما تم منع الطلاب من ارتداء الكمامات بحجة أنها وسيلة تساعد على الغش”. وأضافت: “التعقيم ربما فقط للأماكن التي سيتم التصوير فيها”. من جانبها “مروى” طالبة بكالوريا فرع الأدبي قالت: “لم تراع أياً من الشروط الوقائية المطلوبة من أجل الحماية من الكورونا، فمثلاً التباعد الجسدي يوجد في القاعة 20 طالبة والمقاعد متراصة، أيضاً شرب الماء من نفس الزجاجة لكل الطلاب وهو سبب رئيسي لانتشار العدوى، فلما يتم منع الطلاب من اصطحاب قارورة المياه الخاصة بكل طالب، يضطر الطلاب جميعهم لشرب من نفس الكوب المتوافر في القاعة».
بينما الطالبة “دعاء” أبدت استغرابها من نشر لائحة تعليمات كتب عليها منع اصطحاب الطلاب علبة “التاتش” لتعقيم الأيدي أو الكمامات متسائلة “ما لغاية من ذلك؟”، وشكت والدتها من حالة الفوضى وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية في الطرقات والمواصلات العامة والازدحام في كل مكان، حتى أن أهالي الطلاب أعدادهم كبيرة مما شكل ازدحاماً أكبر أمام المراكز الامتحانية فحالة الفوضى عامة، ولم تراع في أي مكان.
وتوضح هنادي وهي مديرة مركز امتحاني، التعليمات الرسمية فتقول: “في هذا العام اختلف النظام التعليمي بسبب جائحة كورونا، فقد تم تعطيل الطلاب قبل شهر تقريباً عن نهاية العام الدراسي وبالتالي حذف ما يقارب من ربع المطلوب من المنهاج الدراسي في الفصل الثاني، وأيضاً تم إلغاء الدورة التكميلية للطلاب، ونعمل قدر المستطاع على تخفيف الاختلاط، كما تم زيادة عدد الأيام بين المادة والأخرى ليتثنى للطلاب الدراسة بشكل أكبر، وبالنسبة لدخول الطلاب سيسمح لهم بالدخول وإجراء الامتحان مهما كانت الأعراض إلا في حالة واحدة إذا أجرى مسحة لدى وزارة الصحة وتبين أنه مصاب”. وتضيف: “تم وضع خطة طوارئ في حال حدوث أي طارئ، لدينا غرفة عزل في حال حدوث شك بأعراض كورونا، أيضاً هناك مركز في منطقة “العدوي” لنقل الطلاب في مثل تلك الحالات.”
من جانبه “علاء” (طالب في الثانوية العامة فرع العلمي)، فقد وصف الإجراءات الوقائية المتخذة بسخرية وأضاف بأن القاعات بدت كأنها مهجورة والغبار في كل مكان، هذا غير الأخطاء الواردة في الأسئلة، فقد كان هناك خطأ في سؤالين بمادة الفيزياء. مما أربك جميع الطلاب حتى المتفوقين منهم. وكانت قد أثارت الأخطاء الواردة في الأسئلة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اشتكى عدد من طلاب شهادة التعلم الثانوي (العلمي) من وجود خطأ في السؤال الأول الخيار رقم أربعة من مادة الفيزياء الذي لم يتم فيه تحديد جهة التيار، ليتسنى للطلاب الإجابة.
وبلغ عدد الطلاب المسجلين للامتحانات العامة في هذا العام 557445 طالباً وطالبة موزعين على ما يزيد من 5 آلاف مركز امتحاني بزيادة عن العام الماضي بحوالي 11895 طالب وطالبة.
من جانبها تقول منى رئيسة مركز امتحاني: “المواد الوقائية والمعقمات اللازمة متوفرة والكادر متوفر ولكن لا يتم التعقيم بشكل صحيح، لأن وزارة التربية لم توفر عاملين مختصين للتعقيم وتركت الأمر للمستخدمين الذي يرفضون تنفيذ المهمة الموكلة إليهم لقلة وعيهم لأهمية الأمر، بالإضافة لعدم الإدراك للحجم الحقيقي للخطورة الواقعة على الطلاب في حال انتشار المرض.” بينما أبدى الكثير من الأهالي والمراقبين تخوفهم من تزايد حالات الإصابة بفايروس كورونا خاصة بعد قرارات الحجر الصحي على أكثر من بلدة وتزايد الحالات في سوريا والاضطرار إلى تعليق الامتحانات وعدم إكمالها لمنع انتشار الجائحة.

مواضيع ذات صلة

من الثورة إلى النهضة: إضاءة على فكر طيب تيزيني

من الثورة إلى النهضة: إضاءة على فكر طيب تيزيني

طيب تيزيني اسم أكبر وأهم من أن نُعرِّفه عبر سطور أو صفحات قليلة؛ لأنه جسَّد أفكاره تجسيداً عملياً، فكانت مؤلفاته تفيض من تفاصيل حياته ومواقفه الإنسانية والسياسية، وكانت حياته ومواقفه وبحق تعبيراً صادقاً عن أفكاره وفلسته، فكان فيلسوفاً بل حكيماً بكل ما تعنيه هذه...

 محمد مُحسن: صانع النجوم ومبدع الألحان الخالدة

 محمد مُحسن: صانع النجوم ومبدع الألحان الخالدة

 خلال مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء، والتي استمرت لأكثر من نصف قرن، أبدَعَ مدرسة لحنية وغنائية متفردة وغنية ومتكاملة، تركت بصمتها المؤثرة في تاريخ الموسيقى العربية، وقد ساعدته موهبته في الغناء في فهم طبيعة الأصوات التي لَحَّن لها، فكان يُفصِّل اللحن على مساحة...

جُرح في الزوبعة

جُرح في الزوبعة

كانت حياة أنطون سعادة القصيرة (1904-1949 م) أشبه بدورة الإله بعل في الميثولوجيا الكنعانيّة القديمة، فبعل الذي يموت ويولد على نحوٍ أبديٍّ، وفقاً لـ"ألواح أوغاريت"، يرمز إلى "بلاد كنعان" أو "فينيقيا" تبعاً لتسميتها اليونانيّة القديمة، هذه البلاد التي مهما حاقَ بها من...

مواضيع أخرى

مثل الماء لا يُمكن كسرها

مثل الماء لا يُمكن كسرها

لم أستطع أن أخفي دهشتي حين قرأت المجموعة الشعرية "مثل الماء لا يُمكن كسرها" للشاعرة السورية فرات إسبر، فالنص مدهش وغني بالتجربة الإنسانية للمرأة في علاقتها بذاتها وبالعالم حولها، ويعبر عن صوت المرأة الحرة الشجاعة والمبدعة، صوت الأم والعانس والأرملة والعاشقة. أعتقد أن...

سوريا: كسوة العيد للأطفال محكومة بالأزمة الاقتصادية الحادة

سوريا: كسوة العيد للأطفال محكومة بالأزمة الاقتصادية الحادة

حرصت عائلات سورية -في أعوام خلت- على شراء الملابس الجديدة قبيل عيد الفطر، وبخاصة للأطفال كي يشعروا بالبهجة والسرور، غير أن التضخم وتراجع القدرة الشرائية، إلى جانب تدني دخل الأسرة بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة أثر بشكل سلبي على هذه العادة. في جولة لنا على عدد من...

ماذا تبقى من طقوس وعادات رمضان؟  

ماذا تبقى من طقوس وعادات رمضان؟  

لشهر رمضان في سوريا عاداتٍ وطقوسِ اجتماعية وإنسانية، حرصت العائلات السورية على توارثها والتمسك بها عبر عشرات السنين، حتى تحولت إلى ما يشبه التراث الاجتماعي، ومن أشهرها "سِكبة رمضان" التي  تخلق حالة من الألفة والمحبة والتكافل الاجتماعي بين الناس، الذين يتبادلون...

تدريباتنا